السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«تى» شاركت محبوبها «أمنحتب الثالث» حكم البلاد فتحقق الرخاء

«تى» شاركت محبوبها «أمنحتب الثالث» حكم البلاد فتحقق الرخاء
«تى» شاركت محبوبها «أمنحتب الثالث» حكم البلاد فتحقق الرخاء




الأقصر - مصر - حجاج سلامة
كشفت دراسة مصرية تاريخية صدرت فى مناسبة الاحتفال بعيد الحب، تفاصيل واحدة من أقدم قصص الحب فى التاريخ، وهى القصة التى كادت أن تتسبب فى ضياع كرسى العرش من أعظم ملوك مصر القديمة، وهو الملك امنحتب الثالث، وكما يقول الباحث والأثرى المصرى الدكتور محمد يحيى عويضة فى دراسته الصادرة عن مركز الأقصر للدراسات والحوار والتنمية فإن امنحتب الثالث تاسع ملوك الأسرة الثامنة عشرة فى مصر الفرعونية والذى يعد أحد أعظم حكام مصر على مر التاريخ والذى اهتم بالرياضة والصيد والقنص وعرف بأنه صياد عظيم «لكن قلبه وجد من يصطاده» ووقع فؤاده اسيرا لدى واحدة من عامة الشعب، وأصر على الارتباط بها والزواج منها برغم أن اصراره على الزواج من محبوبته كاد أن يفقده عرشه الملكى.
وكما يروى الدكتور محمد يحيى عويضة فقد كانت محبوبة امنحتب الثالث هى «تى» التى لم تكن تحمل دماء ملكية لكنها وبفضل الحب الذى جمع بين قلبها وقلب أمنحتب الثالث صارت من أشهر وأرقى ملكات مصر الفرعونية، وامنحتب الثالث هو ابن الملك تحتمس الرابع وأمه هى «موت. ام. تويا» كانت من محظيات والده ولم تكن تحمل فى شرايينها دماء ملكية، وكذلك محبوبته «تى» التى لم تكن أميرة وكانت ابنة لأحد أعيان مدينة اخميم، وكان من طقوس تولى العرش أن يتزوج بأميرة تحمل دماء ملكية، ونظرا لأن قلبه تعلق بمحبوبته «تى» فقد لجأ امنحتب الثالث الى كهنة الإله امون الذين قدموا له العون الذى مكنه من الزواج من محبوبته عبر اقامة معبد لامون إله طيبة وهو المعروف الان بمعبد الأقصر وبداخل هذا المعبد أقام حجرة للولادة الالهية، وهنا جاءت رواية الكهنة بأن امنحتب الثالث هو نتاج لمعاشرة أمون لأمه «فصار ابن الاله، وتخطى عقبة أن امه محظية لوالده ولم تكن سلسلة العائلة الملكية، وأن عليه الزواج من اميرة تنتمى للعائلة الملكية ولأنه صار ابن الاله فقد صار من حقه الزواج بمن يريد دون أن يهدد هذا الزواج عرشه الملكى.
وارتبط الملك امنحتب الثالث بمحبوبته «تى» التى شاركته كثيرا من أمور الحكم، وكانت بحبها له وبحكمتها وحب الشعب لها سببا فى استقرار ورخاء البلاد ابان حكمه، فخلد عقد زواجهما بأن أمر بنقشه على الجعران الذى يطوف حوله المئات فى كل يوم داخل معابد الكرنك الفرعونية الشهيرة فى مدينة الأقصر.
ولا تنتهى قصص الحب فى مصر القديمة عند قصة حب امنحتب الثالث ومحبوبته «تى» فهناك قصة الحب التى جمعت بين الملك رمسيس الثانى والملكة نفرتارى وهى القصة التى خلدتها اثار معابد أبوسمبل جنوبى أسوان، وبحسب قول الباحثة المصرية دعاء مهران فقد كان التصميم الرائع لمعبد الملكة حتشبسوت المنحوت فى جبل القرنة غرب الأقصر، نتاجا لقصة حب غير معلنة من قبل المهندس «سنموت» ابن مدينة أرمنت فى جنوب الأقصر، والذى أحب الملكة حتشبسوت فصمم لها معبدها الفريد والمعروف اليوم باسم معبد الدير البحرى، ويقول بعض علماء المصريات بأن قلب الملكة حتشبسوت قد مال الى مهندسها سنموت، لكن مسئوليات . لحكم وطقوسه لم تسمح لها باعلان ذلك الحب.
وتقول الباحثة المصرية نجلاء عبدالعال الصادق أن معابد ومقابر ملوك وملكات ونبلاء الفراعنة فى الأقصر تسجل صوراً وتفاصيل لعلاقة الفراعنة بالحب واحتفائهم بالعشق والعشاق فى احتفالات خاصة كانت تقام بشكل دورى ضمن 282 عيدا واحتفالا عرفها المصريون القدماء فى كل عام، وتؤكد أن  المصرى القديم احتفى بمحبوبته وعشيقته وزوجته  وكان يعبر عن عواطفه تجاهها فى احتفالية يطلق عليها «الوليمة» وأن هناك عشرات اللوحات الأثرية التى تسجل احتفاء المصرى القديم بمحبوبته وتقديمه الزهور لزوجته ومعشوقته وكما يهدى المحبون والعشاق الورود والزهور لمن يحبون ويعشقون اليوم فإن المصريين القدماء اهتموا بالزهور وقدموها لمن يحبون ويعشقون للتعبير عن عشقهم وحبهم قبل الاف السنين فقد كان للزهور مكانة كبيرة فى نفوس المصريين. وكانت زهرة اللوتس هى رمز البلاد. كما كان يقدمها المحبوب لمحبوبته. وتزخر مقابر مدينة الأقصر بالصور المرسومة على جدرانها لصاحب المقبرة وهو يشق طريقه فى قارب وسط المياه المتلألئة بينما تمد ابنته يدها لتقطف زهرة لوتس. وكانت أعواد اللوتس تقدم ملفوفة حول باقات مشكلة من نبات البردى ونباتات أخرى. كما تشكل باقات الورود اليوم.
وقالت الباحثة المصرية الدكتورة خديجة فيصل مهدى إن المصريين القدماء كانوا يتمتعون بعواطف جياشة ومشاعر عاطفية نبيلة، وأن الفراعنة اعتمدوا على التصوير فى التعبير عما يكنونه من مشاعر بدواخلهم قد لا يستطيعون التعبير عنها فى نصوصهم.،وان علماء المصريات كشفوا عن عشرات النصوص التى سجلها الفراعنة على اوراق البردى وقطع الاوستراكا والتى تحتوى على ماكتبوه للتعبير عن لوعتهم وعن حبهم ومشاعرهم تجاه محبوباتهم مثل قول احدهم واصفا معشوقته فى إحدى المخطوطات القديمة: «إنها الفريدة المحبوبة التى لا نظير لها أجمل جميلات العالم، انظر إليها كمثل النجمة المتألقة فى العام الجديد على مشارف عام طيب.. تلك التى تتألق والتى تبرق بشرتها بريقا رقيقا،ولها عينان ذواتا نظرة صافية وشفتان ذوتا نطق رقيق، ولا تخرج من فمها أبدا أية كلمة تافهة.. هى ذات العنق الطويل والصدر المتألق شعرها ذو لون لامع، أن ذراعيها تفوقان تألق الذهب، وأصابعها تشبهان كئوس زهرة اللوتس.. إنها ذات خصر نحيل.وهى التى تشهد ساقها بجمالها.. ذات المشية المتسمة بالنبل عندما تضع قدميها على الأرض».