الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«ليليان» تشعل الفتنة بين الـ«وايت نايتس» و«الداخلية»

«ليليان» تشعل الفتنة بين الـ«وايت نايتس» و«الداخلية»
«ليليان» تشعل الفتنة بين الـ«وايت نايتس» و«الداخلية»




كتب - عمر حسن

أشعلت الاعلامية «ليليان داود» نار الفتنة بين وزارة الداخلية وبين جمهور الأولتراس الذى اشتد العداء بينهما بعد «كارثة» استاد الدفاع الجوى التى راح ضحيتها الكثير من جمهور نادى الزمالك «وايت نايتس»، فبدلا من قيامها بمحاولة لتهدئة الأوضاع فيما بينهم، وتقديم مبادرة للصلح تعمل على لمّ الشمل للخروج من الأزمة


فضلت الاعلامية سكب قطرات البنزين فوق نار الأولتراس لتزيدها اشتعالا وتوهجا فتضىء برنامجها بها، فينتعش ويجلب «الاعلانات» التى تعود بالخيرات الوفيرة عليها وعلى مالك القناة، متجاهلة حجم الاحتقان التى تساهم فى زيادته بوضع محامى الالتراس وجها لوجه مع لواء متقاعد، فيسب الأول فى وزير الداخلية وينتفض الثانى للدفاع متهما الأول بانعدام الوطنية، وتدور حلقة من «الردح» الاعلامى برعاية الاعلامية اللبنانية التى كانت شبه صامتة وسط تراشق الألفاظ والاتهامات بين ضيفيها.
الاصطياد فى الماء العكر سياسة القناة المعهودة منذ فترة، ربما برغبة من «آل ساويرس» متمثلة فى ابنها المدلل رجل الأعمال «نجيب ساويرس» الذى يساوم الدولة على أمنها واستقرارها من خلال برامج يقدمها على قناته، يستخدمها لضرب مؤسسات معينة ربما يكون على خلاف معها فى وقت من الأوقات، فتارة يخوض فى الأزهر وشيخه الدكتور «أحمد الطيب» وتارة فى وزارة الآثار، وأخيرا وليس بأخر يستهدف ضرب وزارة الداخلية، ويعمل على احداث الوقيعة بينها وبين جمهور الزمالك.
ظهر ذلك واضحا فى حلقة «داود» من برنامجها «الصورة الكاملة» التى قدمتها مساء الجمعة، مستضيفة «طارق العوضي» محامى رابطة مشجعى نادى الزمالك «وايت نايتس» الذى تقدم بدعوى قضائية ضد رئيس نادى الزمالك لمنعه من الظهور فى وسائل الإعلام بسبب استخدامه لها فى أغراض شخصية للتنكيل بخصومه وتشويههم، فى مواجهة اللواء علاء أبوزيد، الخبير الأمنى لتفتح ملف قتل مشجعى الزمالك أمام أسوار استاد الدفاع الجوي.
هكذا كانت النية المعلنة، إلا أن الحلقة كانت أشبه بتصفية حسابات على الهواء ؛كلُ حسب مصالحه الشخصية، فمحامى المشجعين يدافع عن الضحايا من ناحية ويحصد الجماهيرية فى عالم المحاماة من ناحية أخرى، واللواء يجامل الداخلية من ناحية ؛و يوضح أدلة تثبت عدم تورطها فى الدماء التى اريقت، أما الاعلامية وقناتها فهم مستفيدون من كل الجهات، أولها الترويج أكثير للبرنامج والقناة، وثانيها احداث صدام بين شباب الأولتراس والداخلية، وثالثها الدعوى إلى إقالة وزير الداخلية بما يخدم مصالح بعض رجال الأعمال.
كانت الحلقة مليئة بالشد والجذب بين الطرفين المتصارعين، إلى أن وصلت إلى مرحلة عالية من الاستفزاز فيما بينهما، أخرجت كليهما عن صوابه، فانطلق السباب والتخوين.
بدأ الاحتدام حينما شن «العوضي» هجوما حادا على شخص وزير الداخلية متهما اياه بالفشل ومطالبا بالقبض عليه ومحاسبته عن الدماء التى سفكت فى مباراة «الزمالك وانبي» .. قائلا: «طلبت فى أول تصريح لىَّ بالقبض على وزير الداخلية، فهو فاشل بكل المقاييس، وفى أى دولة محترمة او مش محترمة لابد أن يحاسب كل من أخطأ».
الأمر الذى أدى إلى استشاطة اللواء «أبو زيد» غضبا قائلا له : «عيب اللى أنت بتقوله أنت مُصرّ لأن ليك أجندة بتنفذها، دى حاجة معروفة عنك انت واللى زيك، وزير الداخلية دا اللى اتعرض موكبه للاغتيال ومازال بيتعرض وشايل روحه على ايده هو وظباطه وعساكره عشانكم، عشان انت تحس بالأمن اللى بتقول عليه فاشل، لا انت الفاشل انت واللى زيك، هم رجال وشرفاء غصب عنك».
تصاعدت أجواء الاحتدام بين الضيفين وسط محاولات «لينة» من المذيعة المزعومة لتهدئة المناقشة، فرد محامى مشجعى الزمالك منفعلا على «أبو زيد» وقائلا له : انت بتعرف تعلى صوتك بس! وعلى فكرة أنا كمان ممكن أعلى صوتى .. وطى صوتك، اقعد طبله كده، وان شاء الله جايز يعينك فى حاجة ... وإن شاء الله هتشوفه فى عيالك اللى بتدافع عنه دا»، رافعا «تيشرت» الزمالك الملطخ بالدماء.
فلم يجد اللواء سبيلا للرد سوى التخوين والضرب «تحت الحزام» فقال له : «مشفتش أنا بيانات من الأولتراس، دول كلهم ينفذوا أجندات خارجية عايزين يدمروا البلد، وزير الداخلية اللى مش عاجبك دا متقدرش تعرض نفسك للى بيتعرضله هو وقياداته طول النهار، فهم شرفاء أنقياء، وأنتم لا تشرفون أى مصري».. وهنا وصل النقاش لحد الصراخ والتراشق بالألفاظ لدرجة جعلت الصوت غير واضح المعالم، بينما فقدت المذيعة السيطرة كليا على مجريات الحوار بعد محاولات عديدة لاحتوائه كما أظهرت، الأمر الذى أدى إلى ختم الحلقة بشكل غير لائق كما هو المعتاد من توجيه الشكر للضيوف، فقد انتهت الحلقة بكلمات متقطعة الأنفاس من «داود» قائلة: «تحفظ على هذه الاتهامات الشخصية...... هنقفل الحلقة ....... نشكر الناس على وقتها لو لسه بتابعنا».. تشكر الناس بعد أن أتمت مهمتها على خير وجه، ونالت غرضها من الحلقة التى أقل ما توصف به أنها موقدة للفتن، وقاتلة للحلول التى يمكن أن تسهم فى اخماد الأزمة، انتظروا الحلقة القادمة وفتنة جديدة تشعلها «ليليان داود».