السبت 11 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

صناع الفن: تجسيد «محمد» لن يغير أفكارنا ونخشى «الفتنة»

صناع الفن: تجسيد «محمد» لن يغير أفكارنا ونخشى «الفتنة»
صناع الفن: تجسيد «محمد» لن يغير أفكارنا ونخشى «الفتنة»




كتبت- سهير عبدالحميد ومريم الشريف
أثار تصريح مجيد مجيدى مخرج الفيلم الإيرانى «محمد» حول اقتراب عرض العمل الذى يجسد «النبى محمد» جماهيريا، وذلك عقب مشاركته فى مهرجان طهران السينمائى،غضب كثير من المسلمين خاصة الأزهر الشريف الذى أصدر بيانا للرد على هذا الفيلم ورفضه لأن هذا العمل يجسد لأول مرة شخصية النبى محمد «عليه الصلاة والسلام» والذى يرفضه كثير من المسلمين فى مختلف انحاء العالم، وهو ما ترجمه الكثير بأنه تحد من قبل دولة إيران الشيعية التى لا تقلق من تجسيد الانبياء إلى العالم الاسلامى.
وفى السطور المقبلة استطلعنا آراء النقاد والفنانين حول قبول تجسيد النبى «عليه الصلاة والسلام» على الشاشة قبل نزول الوحى عليه..
فى البداية علق الناقد الفنى محمود قاسم على الفيلم الإيرانى «محمد» والذى يجسد فيه شخصية النبى محمد «عليه الصلاة والسلام» لاول مرة قائلا: «حينما قالت إيران بانها ستقدم عملا يجسد النبى لم يصدقهم أحد، خاصة لانها المرة الاولى التى يقدم فيها النبى، لكنهم لم يقلقوا من ذلك العمل خاصة لانه ليس محرماً لديهم تجسيد النبى محمد - صلى الله عليه وسلم - خلال عمل فنى، بعكس الحال لدينا فى مصر وكثير من الدول العربية.
وأضاف «قاسم» أن ايران لم تقصد الإساءة إلى العالم الإسلامى والعربى بهذا الفيلم، خاصة لعدم شعورهم بأنه حرام او عيب تقديم النبى محمد او باقى الأنبياء فنيا، خاصة انهم قدموا من قبل شخصية النبى موسى، وعيسى، بالإضافة إلى النبى ابراهيم، ومريم العذراء.
كما لفت الانتباه الى ان ايران قدمت النبى محمد - صلى الله عليه وسلم - خلال الفن التشكيلى لديها، من خلال عمل العديد من الرسومات والصور عنه.
وِأشار إلى أنه من المستحيل ان يتم تقديم أى اعمال فنية تجسد الانبياء فى مصر خلال الفترة المقبلة، خاصة لان الفكر لدينا ثابت ولا يمكنه الخروج من الاطار، رغم أننا نعلم ان ذلك مجرد تمثيل كما قدمت الفنانة نبيلة عبيد شخصية رابعة العدوية، والتى كانت قصتها بمثابة عظة ليس أكثر.
وتابع قائلا: «حتى اذا كان الفيلم الايرانى فى صالح الاسلام وردا على إساءة جريدة شارل إبدو الفرنسية، فإننا لن نكون سعداء به، خاصة لان كلنا هذا الشخص المتشدد ولا نقبل أن يمس اى شخص الدين الاسلامى».
ومن جانبها قالت الناقدة الفنية ماجدة خيرالله انه لا يجب الحكم على الفيلم الايرانى دون مشاهدته اولا، خاصة أن القائمين على الفيلم اوضحوا انهم سيتناولون حياة النبى على جزءين منذ طفولته حتى قبل نزول جبريل عليه.
واضافت انها لا يمكنها افتراض ان الفيلم يسىء الى النبى، حيث تشك فى ذلك خاصة لان ايران دولة اسلامية ايضا وبالتالى لا يمكنهم الاساءة للنبى، فضلا عن انهم لا يقدمون عملا فنيا لكى يحدثوا عداء مع العالم الاسلامى كله الذى يزيد على مليار ونصف المليار.
وأضحت قائلة: «هذا لايعنى أننى لست ضد عمل يجسد النبى محمد، فذلك مرفوض خاصة فى مصر لان هذه المفاهيم تربينا عليها لكن فى نفس الوقت العالم ليس مسئولا عن طريقة تفكيرنا، خاصة انهم جسدوا المسيح عيسى، وموسى، ونوح وغيرهم».
وكشفت عن أن الجمهور المصرى سيتشوق الى رؤية هذا الفيلم الذى يتناول النبى محمد، مهما تمت مهاجمته من قبل الازهر الشريف.
 وعبر الفنان طارق لطفى عن مدى استيائه من تقديم عمل سينمائى يجسد شخصية النبى محمد «عليه الصلاة والسلام»، واصفا ان ذلك اهانة للدين الاسلامى، وذلك حتى لو كان هذا الفيلم فى مصلحة الاسلام من خلال توضيحه حقيقة الدين السمح.
وأن هذا ليس له علاقة بحرية الرأى والتعبير وما هو الا عملية سياسية بحتة، هدفها إحداث الفتنة والوقيعة بين الشيعة والسنة فى العالم.
وأشار إلى أن تجسيد الانبياء خلال أعمال فنية لا يمكن ان يحدث فى مصر، خاصة لان المصريين شعب متدين  بطبعه فضلا عن وجود الازهر الشريف الذى لايمكن أن يسمح بشىء كهذا، وأى رأى يقره الأزهر بالتأكيد سنحترمه وننفذه.
ومن جانبه عبر الفنان يوسف الشريف عن مدى رفضه لهذا الفيلم.
وأضاف أن تجسيد النبى محمد كارثة بكل المقاييس، ولا يوجد اى ممثل فى العالم يستطيع تقديمه ومهما بذل من مجهود لن يتمكن من تقديم عظمته واخلاقه، وبالتالى سيتم تقديمه بشكل خاطئ لان النبى لا يوجد فى كماله.
وعن مدى رفضه أو قبوله تقديم شخصية أى رسول فى عمل فنى أوضح ان هذا شىء مستحيل ولايمكنه المشاركة فى اى عمل فنى يقدم شخصية أى نبى، حتى أن كان لم يجسده وانما مشارك بالعمل فقط.
كما رفض الفنان هشام سليم الفيلم الايرانى «محمد»، موضحا بأن العادات والتقاليد المصرية التى تربينا عليها منذ الطفولة ترفض مثل هذا العمل ومن الصعب تغييرها.
وأضاف قائلا:تجسيد النبى عليه الصلاة والسلام شىء مرفوض بكل المقاييس، كما أنه إذا قام افضل ممثل فى العالم بتجسيد النبى محمد فلن يستطيع أن يقدمه بالطريقة المثلى.
وطالب القائمين على صناعة الفن والسينما بتقديم عمل فنى مضاد لهذا الفيلم الايرانى، يمجد النبى ويوضح صفاته وحقيقته دون تجسيده.
 وفى المقابل ينتظر السيناريست سمير الجمل خروج مسلسل «محمد» للنور والذى استغرق اربع سنوات فى كتابته حتى يظهر بشكل مشرف ويوضح حقيقة الاسلام وسماحته بهدف توجيهه للغرب ويكون رسالة لكل من يريد الاساءة لسيرة النبى الكريم عليه الصلاة والسلام فى ظل الحرب الغربية لكل ما هو اسلامى وإلصاق جرائم الارهاب به فالاحداث مأخوذة عن قصة حقيقة لراهبة كاثوليكية تزور المركز الإسلامى فى لندن لتبحث عن مصادر التسامح فى الدين الإسلامى، وهو اسقاط على الباحثة والراهبة الايرلندية كارين أرمسترونج التى تركت الدير وقدمت كتابين تسرد فيهما قيم التسامح فى الدين الإسلامى من خلال سيرة نبينا محمد «صلى الله عليه وسلم» دون تجسيده.
وأشار الجمل الى انه رفض عروض جهات انتاج تركية وايرانية لشراء المسلسل وتولى انتاجه وذلك خوفا من تحريفه وتقديمه وفقا لمذاهبهم الطائفية خاصة ايران.
وأضاف الجمل انه يتفاوض مع أكثر من شركة انتاج مصرية وعربية خلال الفترة المقبلة وشدد على أنه لا يهمه من هو المنتج بقدر ما يهمه أن يخرج العمل بشكل يشرفنا أمام أوروبا وأمريكا، مؤكداً أنه كان من الممكن أن يهديه إلى قطاع الإنتاج أو غيره، ولكنه لن يخرج بالشكل المطلوب.
مسلسل «محمد» مرشح لبطولته عدد من الفنانين المصريين والعرب منهم محمود ياسين وصابرين ونبيل الحلفاوى وحسن يوسف .