أزمة الدولار تضرب سوق الدواء

كتب – هيثم يونس
يبدو أن أزمة ارتفاع سعر الدولار أمام الجنيه كان لها تأثير مباشر على شركات الدواء العاملة فى مصر والتى تعتمد على 80% من الخامات المستوردة فى التصنيع وهو ما أثر سلبا على مبيعاتها داخل السوق.
وكشف د.عادل عبدالمقصود رئيس شعبة الصيدلة باتحاد الغرف التجارية  أن ازمة ارتفاع اسعار الدولار اثرت بدورها على جميع مدخلات انتاج قطاع الدواء فى ظل عدم قدرة الشركات العامة والخاصة على زيادة اسعار الدواء بما يتناسب مع موجة الصعود المتتالية للدولار، مؤكدا ان الدواء والخبز والمحروقات هى السلع التى تخضع للتسعير من قبل الحكومة.
أضاف ان جميع شركات إنتاج الدواء تعد شركات استثمارية باستثناء شركات القطاع العام وبالتالى ارتفاع تكلفة الانتاج مقابل ثبات اسعار البيع الامر الذى يدفع الشركات لخفض معدلات انتاجها خاصة للاصناف التى تحقق خسائر مرتفعة مما يؤدى لتفاقم ازمة نقص الادوية بالاسواق خاصة اصناف مشتقات الدم الحيوية والتى فى حال نقصها تحدث كارثة للمرضى.
مطالبا وزير الصحة باتخاذ قرار لتحريك اسعار الدواء طبقا لتكلفة الانتاج ومعيار تحرك اسعار الصرف للعملات الاجنبية مقابل الجنيه.  
وقال إن شركات الادوية تواجه ازمة فيما يتعلق بتدبير العملة الصعبة لإتمام صفقات استيراد المواد الخام لانتاج الادوية.
وقال إن شركات القطاع العام حققت خسائر 139 مليون جنيه طبقا لميزانية العام الماضى،مرشحة للارتفاع، ويبلغ عددها 9 شركات تابعة للشركة القابضة للصناعات الدوائية إلى جانب آلاف الشركات الخاصة والاخرى المصنعة لدى الغير العاملة فى السوق.
مشيرا إلى أن شركات قطاع الاعمال العام مكبلة الايدى امام ارتفاع تكلفة الانتاج واشتعال الدولار فهى غير قادرة على تحريك اسعار الدواء من ناحية ولا تستطيع خفض معدلات الانتاج لتجاوزخسائرها مما يزيد من معدلات تكبدها للخسائر.
وقال إن المادة الخام تمثل 45 % من القيمة الفعلية للمنتج النهائى للدواء وهناك مواد اخرى تدخل فى الصناعة يتم استيرادها من الخارج كالكارتون وغيرها.
أوضح ان جميع شركات الادوية تقدمت بمذكرات الى وزارة الصحة للتضرر من ارتفاع تكلفة الانتاج وضرورة تلافى الخسائر مؤكدا ان الصحة شكلت لجنة لمراجعة اسعار الدواء تقوم بدراسة الاصناف المقدمة من قبل الشركات وتحدد صنفين على الاكثر لتحريك اسعارها تدريجيا بما يعادل تكلفة الانتاج وحتى لا تشكل عبئاً على المرضى
فيما اكد محمد البهى عضو اللجنة العليا لتسعير الدواء ان ارتفاع اسعار الدولار له تأثير مباشر على مبيعات شركات الدواء فى مصر حيث اثر سلبا على ارباح الشركات على اعتبار ان شركات الدواء العاملة فى السوق المصرية تعتمد على 80% من خامات الدواء مستوردة للتصنع فى الوقت الذى قفزت فيه اسعار الدولار بنحو 48 قرشا خلال الفترة الاخيرة.
مؤكدا لا تزال اسعار الدواء ثابتة منذ 10 سنوات ولم يتم تحريك  الا عدد قليل منها  وأشار الى ان تحريك سعر الدواء لن يضر المرضى عكس ما يتصور البعض حيث فى ظل ارتفاع اسعار الدولا ر قد تلج الشركات لتخفيض انتاجها فى بعض الاصناف مما يدفع الدولة لاستيراد تلك الاصناف بتكلفة مرتفعة وتطرح باسعار مرتفعة مقارنة فى حال تحريك سعر الدواء بنسبة طفيفة.