الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

جريمة «داعش» توحد صفوف المصريين.. والذهول يسيطر على الأهالى

جريمة «داعش» توحد صفوف المصريين.. والذهول يسيطر على الأهالى
جريمة «داعش» توحد صفوف المصريين.. والذهول يسيطر على الأهالى




كتب - ناهد إمام ومحمد فؤاد المحافظات - علا الحينى وحجاج سلامة ومصطفى عرفة ومحمد الأسيوطى وشهيرة ونيس


وسط الحزن والفاجعة والحالة التى سيطرت على أهالى ضحايا 21 شابا مصريًا ذبحهم تنظيم داعش الإرهابى، جاء بصيص من النور، نور القصاص ليزيل جزءا من الغمام والسواد والدموع بين أهالى الضحايا المذبوحين على أيدى داعش بعد إعلان القوات المسلحة لعمليات الثأر السريعة التى دكت معاقل الإرهابين.
أكد مجدى ملك، عضو بيت العائلة بسمالوط والمتحدث باسم أسر الضحايا مذبحة داعش بليبيا، أن الضربات الجوية للجيش المصرى شرف للمصريين جميعًا للتأكيد على كرامة المصريين والثأر من إرهابيى داعش، الذين أرادوا الفرقة، إلا أن هذه الأحداث وحدت المصريين جميعًا، وأكدت إصرارهم وتحديهم فى الحفاظ على الدولة المصرية وهيبتها.
وقال ملك: شتان ما بين مشهد من يحملون الخسة والغدر، ومن يحملون قوة المصريين وعظمة إيمانهم وإقبالهم على الشهادة بقلوب راضية، مطالبًا باستمرار الجيش فى الضربات للقضاء على الإرهابين وإظهار كرامة وعزة المصريين.
كانت 6 قرى بمحافظة المنيا قد اتشحت بالسواد، وسهر أهاليها من المسلمين والأقباط بالشوارع رغم الطقس البارد بين صراخ وعويل بعد إذاعة فيديو قتل أبنائهم على أيدى تنظيم داعش.
وطالب أقارب الضحايا الرئيس عبدالفتاح السيسى بالقصاص من القتلة واتخاذ موقف رادع وحاسم مماثل لقرار الملك عبدالله العاهل الإردنى بعد قيام تنظيم داعش بحرق الطيار معاذ الكساسبة.
حيث اكتست قرية العور التابعة لمركز سمالوط بالسواد والتى ينتمى إليها وحدها 14 من الضحايا من بينهم شقيقان وشاب وعمه وعدد آخر من أبناء العمومة، و4 آخرين من قرية منقطين، وواحد بمنبال، وآخر بالجبالى، وواحد من مركز بنى مزار.
والضحايا هم مكرم يوسف تاوضروس 40 سنة مزارع متزوج وله 4 أبناء وابن شقيقه هانى عبد المسيح صليب 25 سنة مزارع متزوج وله 3 أبناء وجرجس ميلاد سنيوت 24 سنة متزوج وله بنت واحدة وعمه ملاك سنيوت 25 سنة والشقيقان بيشوى وصموئيل اسطفانوس، ويوسف شكرى يونان، وماجد سليمان شحاتة 42 سنة متزوج وله 5 أبناء، وميلاد ماكين زكى 24 سنة متزوج ويعول 3 أبناء وأبناء العمومة، مينا فوزى عزيز 25 سنة، وهانى فايز عزيز 21 سنة، كما أن هناك عددًا آخر من القرى المجاورة وهم عزت بشرى 27 سنة من قرية دفش، ولوقا نجاتى 26 سنة من قرية الجبالى ومتزوج ويعول طفلا، وصموئيل إبراهيم فرج 26 سنة من قرية السوبى متزوج ويعول طفلة.
وقال عماد سليمان شقيق أحد الضحايا أن الدولة مسئولة عن استعادة جثامين ذويهم الشهداء، الذين فتك بهم تنظيم «داعش»، مشددًا أنهم لن يتنازلوا عن استعادة الجثامين لتكريم الضحايا بأى ثمن.
ويقول عياد سنيوت إن أولاد عمومتى جرجس ميلاد سنيوت ملاك إبراهيم سنيوت راحوا ضحية الحادث الإرهابى ولم يتحدث أكثر من قوله حسبنا الله ونعم الوكيل، أى دين هذا الذى يقتل الأبرياء إنهم ليسوا مسلمين ولا ينتمون إلى أى دين أو آدمية «ليسوا آدميين».
ويضيف بباوى يوسف تاضروس، مدرس، شقيق مكرم يوسف تاضروس 40 سنة مزارع: فقدنا شقيقى وهو متزوج وله 4 أبناء كما فقدنا ابن شقيقتى هانى عبد المسيح.
وفور مشاهدة الفيديو أصيب أهالى الضحايا بصدمة نفسية وحالات إغماء نقل على أثرها 8 حالات لمستشفى الراعى الصالح التابعة لمركز مطرانية سمالوط للأقباط الأرثوذكس.
حيث استقبل المستشفى كلا من عياد عبد المسيح صليب ومريم اسطفانوس كامل وهناء منير بطرس إبراهيم سنيوت هندى، مريم فرحات وفايزة لويس زكى وفايزة أسطفانوس كامل، والرضيع صموئيل شنودة إبراهيم، وجميعهم مصابون بحالات إغماء وصدمات عصبية.
وحول ردود الأفعال التى صاحبت هذا العمل الوحشى أقامت محافظة المنيا «سرادق عزاء» بكنيسة مارمرقس بمدينة سمالوط، لاستقبال المعزيين فى الشهداء من أبناء محافظة المنيا الذين سقطوا ضحية الإرهاب الدموى الغاشم.
وقام المحافظ باستقبال العزاء بنفسه ونقل تعازيه ومواساته لأسر الشهداء، الذين راحوا ضحية الغدر والخيانة مؤكدًا عقب إعلان داعش قتل 21 مصريًا أن الحادث الإرهابى الدموى جريمة فى حق الإنسانية ولا تمت لأى دين من الأديان بصلة.
وفى نفس السياق شدد وكيل وزارة الأوقاف بالمنيا، على ضرورة استمرار الجيش المصرى فى شن الغارات الجوية المتتالية لمهاجمة إرهابيى داعش للقضاء عليهم جميعًا للثأر لمقتل المصريين من أبناء مركز سمالوط.
وقال إن الدين الإسلامى برىء من القتل والإرهاب، وأن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قال «إذا قتلتم فأحسنوا القتل وإذا ذبحتهم فأحسنوا الذبح» هذا بالنسبة للحيوان لأنه بعث رحمة للعالمين، فما بالك بالإنسان، كما أن جميع الأديان السماوية تنهى عن التمثيل بالقتلى ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم الإنسان بنيان الله ملعون من هدم بنيانه ولم يقل لمسلم، ويقول الله عز وجل فى كتابه الحكيم: «من قتل نفسًا بغير نفس أو فساد فى الأرض فكأنما قتل الناس جميعًا» ولم يقل الله سبحانه وتعالى من قتل مسلمًا.
وتابع أن مفهوم الجهاد خاطئ لدى هؤلاء فعندما تجاهد لابد أن يجاهد المسلم لقتل الكافر الذى لا يوجد بينه وبينك عهد حيث لا يحق أن تقتل إلا إذا نقض فالإسلام دين مفترى عليه، قائلا أتمنى أن أجند فى الجيش لكى نأخذ بثأر أبنائنا، مطالبًا المصريين بالتكاتف على رجل قلب واخد والتعاون مع الجيش والشرطة إعمالا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم من رأى منكرًا فليغيره.
فيما وجه الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف أوامره أمس بإرسال وفد أزهرى إلى قريتى العور والسوبى بمحافظة المنيا لتقديم واجب العزاء فى أبناء القريتين الذين قتلوا على يد تنظيم داعش الإرهابى فى ليبيا.
 وذلك للتأكيد على وقوف الأزهر بجانب أسرهم فى محنتهم ومصابهم الجلل، والتشديد على ثقة الأزهر الشريف فى مقدرة أبناء الوطن على تجاوز المحنة وأن دماء الضحايا لن تذهب سدى.
إلى ذلك فتحت مئات الأسر المسيحية بمدن وقرى محافظة بنى سويف أبواب بيوتها لاستقبال آلاف المسلمين بعيدًا عن الكنائس التى اكتظت بالمعزين والذين توافدوا على جيرانهم وزملائهم لتقديم واجب العزاء.
واقترح مواطنون مسلمون إقامة سرادقات عزاء بمدن بنى سويف السبعة لاستيعاب الألوف التى أبدت رغبتها فى تقديم واجب العزاء، الأمر الذى استحسنه السكرتير العام لمحافظة بنى سويف، عارضًا تكفل الوحدات المحلية القيمة المالية.
كما سيطرت حالة من الغضب على الشعب القنائى عن وقوفهم بجانب الدولة صفًا واحدًا لدحر الإرهاب إعلان القوات المسلحة فى الساعات الأولى من صباح أمس قصف مواقع للتنظيم الإرهابى بليبيا وتوجيه ضربات ناجحة والتى أعقبها حالة من الفخر والارتياح بين المواطنين من جانبه أدان محافظ قنا ببالغ الحزن والأسى مقتل 21 مواطنًا مصريًا على يد تنظيم داعش الإرهابى، مؤكدا أن الدولة المصرية ستقتص من قتلة أبنائها وأن الحادث يدل على الوحشية الشديدة للتنظيم الإرهابى، واصفا الجريمة بالخسيسة والنكراء.
وأكد أمين عام حزب مستقبل وطن على ضرورة أن يتحرك الخارجية المصرية بشكل قوى وعلى جميع المستويات والتنسيق مع دول الجوار بشأن الرد.
أما جامعة قناة السويس فقررت بدء حالة الحداد الرسمى اعتبارًا من أمس الاثنين ولمدة أسبوع تماشيًا مع حالة الحداد التى أعلنتها الدولة وقد أدان الحادث الإرهابى البغيض، مؤكدًا أن مثل هذه الأعمال الإرهابية لن تزيد الشعب المصرى إلا صمودًا وإصرارًا على المضى قدمًا نحو السلام والاستقرار.
فيما استنكر محافظ مطروح ما تعرض له 21 مصريًا بليبيا، مؤكدا أن تلك الأعمال لا صلة لها بالدين الإسلامى الحنيف ولا بأى ديانة أخرى، واصفا إياه بالعمل الإرهابى الجبان الذى تحرمه جميع الأديان السماوية.
وأوضح المحافظ أن مثل تلك العمليات الإرهابية لن تزيد الشعب المصرى إلا عزيمة وإصرار على محاربته ودحره نهائيا، وذلك بتكاتف الشعب المصرى مع قواته المسلحة والشرطة لمواجهة تلك الأعمال الإجرامية ومواجهة التحديات التى تحيط بالوطن.
وفى الأقصر عمت أجواء الحزن مدن وقرى المحافظة، وارتسمت ملامح الأسى على وجوده المواطنين وأغلق المواطنون الأقباط متاجرهم.
وفى كفر الشيخ أكد المحافظ أنه قرر صرف مساعدة مالية لأهالى الصيادين المختفين بليبيا فى ظروف غامضة.
وأضاف: أن نقيب الصيادين أرسل إلينا فى المحافظة 16 اسما من بين الـ21 الذين قال إن الاتصالات انقطعت منذ أربعة أيام بينهم وبين أهاليهم أثناء عودتهم إلى القاهرة.
وأكد أحمد نصار نقيب الصيادين بكفر الشيخ أن أهالى 21 صيادا مصريا من قرية برج مغيزل التابعة لمركز مطوبس يعيشون فى مأساة اختطاف جماعة فجر ليبيا وهناك مخاوف أن تتكرر مأساة الـ21 مصريا على يد الخونة داعش.