الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

8 آلاف فدان مهددة بـ«البوار».. والمزارعون بـ«السجن»

8 آلاف فدان مهددة بـ«البوار».. والمزارعون بـ«السجن»
8 آلاف فدان مهددة بـ«البوار».. والمزارعون بـ«السجن»




بنى سويف - مصطفى عرفة
8 آلاف فدان بمنطقة جبل مازورة التابعة لمركز سمسطا أقصى جنوب بنى سويف يتهددها البوار بسبب نقص مياه الرى وعدم انتظام مناوبتها وتحولت الفرحة التى ملأت عيون وقلوب مئات المزارعين بعد نجاحهم فى استصلاح هذه الأراضى وزراعتها إلى حزن شديد بعد أن هلكت محاصيلهم وأصبحوا معرضين للسجن فى أى لحظة لعجزهم عن سداد قروض البنوك التى أنفقوها على هذه الأراضى.
يقول سليم حسين إمام أحد المضارين: هذه المساحات من الأراضى تم استصلاحها من قبل وزارة الزراعة نظراً لقربها من البحر اليوسفى الذى يمد الأراضى الزراعية ببنى سويف بأكثر من ثلث احتياجاتها من مياه الرى وتم توزيع أكثر من 4 آلاف فدان على شباب الخريجين والباقى تم بيعها بمساحات تتراوح بين عشرين وثلاثين فداناً، أوضح محمود قنديل مزارع من مازورة أنه يمتلك 20 فداناً ولكن ندرة المياه وجفاف الترع لا يسمح له إلا بزراعة 5 أفدنة فقط وعلى الرغم من ذلك فإن المحصول على وشك الدمار لقلة المياه.
ومشكلة أخرى يطرحها رمضان سعيد بقوله: استلمت 20 فداناً وحصلت على قرض 50 ألف جنيه لزراعة القمح والفول والبرسيم والقطن ولكن هذه المحاصيل أراها تموت أمام عينى لعدم وجود مياة كافية علما بأن هذه المساحة يعمل بها أكثر من 20 فرداً كل منهم مسئول عن أسرة بخلاف العمالة الموسمية التى تصل إلى 10 آخرين للعمل فى جمع المحاصيل وهذا العام لم أزرع إلا نصف المساحة وتلك كارثة فى حد ذاتها لا تضارعها إلا كارثة انخفاض انتاجية الفدان إلى الثلث تقريباً فالقمح فى السابق كان يعطى 12 أردبا انخفضت إلى 5 أرادب وذلك بسبب قلة المياه.
ويشير نصيف بيشوى إلى ضياع تحويشة عمره بعد أن قام بشراء 90 فداناً من بعض الفلاحين الذى يئسوا من قلة المياه موضحاً أنه استعان بالعديد من المهندسين الزراعيين.
واتفق معهم على زراعة المساحة بالكامل بأشجار الزيتون بغرض إنشاء معصرة لاستخلاص زيت الزيتون ولكن المياه جعلت الأشجار تموت عطشا ليضيع حلم عمره مما اضطره إلى عرض المساحة للبيع ولو بنصف الثمن لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، ويؤكد حمدان عزوز من شباب الخرجين أنه حصل على 5 أفدنة زرعها بطيخاً وحققت انتاجية عالية ودرت ربحا معقولا لمدة موسم واحد ولكن نقص المياه وارتفاع نسبة الملوحة اثرت على المحصول فتراكمت الديون وبات مهددا بالسجن ويضيف عبدالله حسين تمام من شباب الخريجين: إن نقص مياه الرى تسبب  فى بوار الأراضى والسبب الرئيسى لذلك يرجع إلى انخفاض منسوب المياه فى مصرف «1» و «2» وصحارة قفطان ما يؤدى الى تقصير مدة المناوبة مشيرًا إلى أنه تقدم بشكوى لمديرية الرى ببنى سويف والمحافظ السابق لإنقاذ الأراضى من البوار والاسر من الضياع دون جدوى.
ويوضح محمد جمال أحمد ان المزارعين يعانون الأمرين لان المياه لا تصل إلى أرضه إلى تبلغ مساحتها 5 أفدنة مما يضطره إلى استخدام ماكينات رفع المياه الارتوازية التى أرهقت الجميع لتكاليفها الباهظة حيث تتكلف الماكينة الواحدة اكثر من 80 ألف جنيه ويشير محمود عبدالمنعم من شباب الخريجين الى أنه تنازل عن وظيفته مقابل 5 افدنة وكان فى منتهى الفرح عندما رأى ثمرة جهده تزهر امام عينيه ولكن فرحته ذبلت وماتت فى مهدها بعد بوار الاراضى وموت المحصول مؤكدًا انه تقدم بشكاوى لطوب الأرض «الوزير والمحافظ ومديرية الرى ومديرية الزراعة ومجلس مدينة سمسطا» محدش سأل فىّ على حد قوله.
رجب عبدالسلام أكد أن المزارعين كانوا يلجأون إلى التظاهر وقطع الطرق والتجمهر أمام مديرية الرى ببنى سويف وكان المسئولون يضطرون الى التدخل لتوفير المياه ولكن الآن من يفكر فى التظاهر الأمن «هيشيعه» ويلاقى نفسه مقبوض عليه فى السجن ومش بعيد «ينتص حكم» موضحًا أنه تقابل مع مسئولى الرى وطمأنونى بأن المياه سوف يتم توفيرها فور الانتهاء من تشغيل محطات الرفع الجديدة غرب مازورة ولكن صدمته كانت قاتلة بعد أن عرف أن هذه المحطات كان من المفترض تشغيلها منذ 6 سنوات.
من جانبه، أوضح المهندس احمد شعبان رئيس الإدارة المركزية لقطاع رى بنى سويف أن مديرية الرى ومن ورائها وزارة الرى بريئتان من مشكلة نقص المياه المخصصة لرى الأراضى المستصلحة لأن هذه المساحة كان من المفترض أن تكون 4 آلاف فدان فقط وفوجئنا بزيادتها إلى 8 آلاف فدان بسبب التمدد الأفقى مع ما يتبع ذلك من توفير كميات مضاعفة من المياه وهذا مستحيل لأن الخطة المائية يتم إعدادها لتغطى جميع أراضى المحافظة وفق منظومة تراعى البعد القومى للدولة ولكن ليس معنى ذلك أننا سنترك هذه المساحة عرضة للبوار ويشير إلى استخدام المزارعين لمواتير مياه محظور استخدامها فى رفع المياه من المغذيات الموجودة على بحر يوسف موضحا انه حرر مئات المخالفات للعديد ممن يستخدمون هذه المواتير وأنه طالبهم بالالتزام بقواعد الرى وبالنسبة لاختلاف المناوبات اكد ان المناوبات الليلية تم تجاهلها من قبل المزارعين.