الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

10 آلاف مصرى من «الميمون» عالقين بـ«ليبيا»

10 آلاف مصرى من «الميمون» عالقين بـ«ليبيا»
10 آلاف مصرى من «الميمون» عالقين بـ«ليبيا»




بنى سويف - مصطفى عرفة
10 آلاف مصرى من قرية «الميمون» اضطرهم الفقر والعوز أن يرتحلوا بحثا عن الرزق طمعًا فى لقمة عيش تسد احتياجاتهم ولم يشفع لهم «طفح الكوتة» والاغتراب عن الأهل والولد ففقدوا حريتهم أيضًا وأصبحوا تحت رحمة الجماعات المسلحة والمليشيات المتطرفة وذئاب الثورة المضادة.
وأكد أهالى القرية أنهم فقدوا الاتصال بذويهم أكثر من 3 أيام بعد الضربات الجوية التى وجهها الجيش المصرى لمعاقل تنظيم داعش الإرهابى ردًا على جريمة ذبح 21 قبطيا من محافظة المنيا، وأوضحوا أن مجهولين ومليشيات متطرفة اقتحموا عليهم «الحيشان» «السكن» واختطفوا منهم العشرات، فيما تمكن الكثيرون من الهرب إلى الجبال المجاورة وسط مطاردات وتضييق أمنى من مليشيات فجر ليبيا، مؤكدين أن جملة من تم خطفهم من أبناء القرية وصل حتى الآن إلى 25 مواطنًا علاوة على المصير المجهول للآلاف الذين فقدنا الاتصال بهم ممن يختبئون فى أحواش أسفل المنزل ولا يعرفون ماذا يفعلون للعودة إلى مصر.
الأهالى استغاثوا بالرئيس عبدالفتاح السيسى لإعادة شباب القرية التى تعد أحد أكبر قرى الجمهورية تعدادا ومساحة وأكبرها تصديرا للعمالة الى ليبيا منذ ثمنينيات القرن الماضى.
فى البداية قال حمدى جبريل الخولى من أبناء القرية: فوجئت بأحد أقاربى يبلغنى أن ابن عمى محمود فاروق الخولى مخطوف فى ليبيا وعايزين نكلم الصحافة والقنوات الفضائية وفى وقت قليل تجمع المئات من أهالى القرية حولى يعلنون أنهم فقدوا الاتصال بذويهم، منهم من تم خطفه بواسطة مجهولين أو عن طريق مليشيات متطرفة وهددوا بالخروج لقطع الطريق الزراعى «القاهرة - أسيوط» ولكننا تمكنا من تهدئتهم وإقناعهم بأن قطع الطريق لا طائل منه خاصة فى ظل عدم تأكيد عملية الخطف.
والتقط شقيقه رامى الخولى أطراف الحديث بقوله: جاءنا شخصان هما: جنيدى محمد وأحمد فاروق وأخطرنا أن هناك أقارب لنا يعملون فى ليبيا تم خطفهم وآخرين محتجزين فى الحيشان «السكن» بمنطقة أبوسليم إحدى ضواحى مدينة طرابلس وتم خطف بعض الأشخاص، فتحركنا الى منازل الأهالى وأحضرنا تليفونات بعض العاملين هناك وقام أحمد فاروق بالاتصال بشقيقه محمود والذى أكد له الخبر، موضحًا أن مجهولين يستقلون سيارات دفع رباعى يعتقد أنهم تابعون لمليشيات فجر ليبيا اقتحموا عليهم مقر إقامتهم واختطفوا بعضهم فيما تمكن البعض الآخر من الهرب.
أحمد فاروق الخولى شقيق محمود أكد كلام شقيقه موضحا: فوجئت باتصال هاتفى من شقيقى محمود صارخًا ألحقنى يا أحمد مجهولين اقتحموا علينا الحوش وبيمسكونا ويحطونا ف عربيات دفع رباعى وقد تمكنت فى الهرب عبر سور خلفى وبجرى فى الجبل وثلاثة بيجروا ورايا ولكننى تمكنت من الهرب ومش عارف أروح فين وهو الآن مختبئ فى «حوش» أسفل المنزل ولا يعرف ماذا يفعل للعودة الى مصر فقمنا باخطار الأجهزة الأمنية فأكدوا لنا أن الموضوع غير واضح ومفيش أى معلومات ولا أحد يعرف شيئًا ولو فيه حاجة زى كده سوف تتخذ الدولة ممثلة فى وزارة الخارجية الإجراءات وسوف تتدخل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبى والاتحاد الإفريقى وجامعة الدول العربية لإطلاق المخطوفين فضًلا عن أن الجيش المصرى يواصل ضرب معاقل الإرهاب فى ليبيا وهناك جسر جوى لإعادة من يرغب من المصريين فى العودة.
وأبدى الحاج جلال محمد خوفه من الخطر الذى يحيط بأبناء القرية لافتا الى أن قرية الميمون اكبر قرية من حيث عدد السكان فى مصر 180 ألف نسمة وأكبر مورد للعمالة المصرية فى ليبيا منذ ثمانينيات القرن الماضى وهناك اكثر من 10 آلاف مواطن من أهالى القرية يعملون فى ليبيا الآن وهناك أسر وعائلات كاملة تقيم فيها خاصة فى منطقة أبوسليم إحدى ضواحى مدينة طرابلس العاصمة واشتقت اسمها من أحد أهالى القرية ويدعى أحمد أبوسليم مناشدا الرئيس عبدالفتاح السيسى باتخاذ اللازم لتأمين أهالينا فى ليبيا وضمان عودتهم سالمين.
ويروى خالد محمد عبدالمعز ـ فلاح ـ من أهالى القرية أن سفر شباب القرية الى ليبيا عادة قديمة وهناك أحياء كاملة فى المدن الليبية الساحلية: بنى غازى، وطبرق، ودرنة والبيضا ومساعد وطرابلس يقطنها مصريون بل إن حى أبوسليم شرق طرابلس غالبية سكانه من أهالى الميمون والسفر الى ليبيا زاد بشدة أواخر التسعينيات بعد بدء تطيبق قانون العلاقة بين المالك والمستأجر للأراضى الزراعية وارتفاع القيمة الإيجارية للفدان إلى 10 آلاف جنيه فى السنة وعدم وجود مشروعات انتاجية فى القرية مع زيادة السكان الرهيبة أصبح السفر إلى ليبيا الحل الوحيد.
ويشير جمال محمود الى وجود سماسرة من القرية مرتبطين بسماسرة آخرين من عرب مطروح يتقاضون 3500 جنيه من راغب السفر ويتم نقلهم بسيارات ميكروباص الى مدينتى السلوم وبرانى على الحدود المصرية الليبية ويقوم العرب بإدخالهم الى الاراضى الليبية عن طريق مدقات جبلية ويسيرون على أقدامهم 10 كيلو مترات دون طعام أو شراب ومن يقع منهم يتركونه ويتم نسيانه.
وأشار يحيى عبدالرازق مدرس بمدرسة الميمون الإعدادية إلى أن ابن خالته محمد عبدالمنعم اتصل بنا وقال: كنا فى الحوش 20 واحدًا مصريًا يعملون فى المعمار خرج منهم 4 لشراء طعام لزملائهم وبعد عودتهم فوجئوا باختفاء الباقين وعلموا من الجيران أنه تم خطفهم من قبل ليبيين ملثمين تابعين لعملية فجر ليبيا، وهم مختبئون فى مكان سرى ولا يعرفون ماذا يفعلون مؤكدا أن المضايقات الأمنية زادت جدا بعد الضربات الجوية على معاقل تنظيم داعش الإرهابى وأنهم تعرضوا لإهانات بالغة وشتائم قذرة وصلت الى قيام البعض منهم بضربنا بالحذاء على رؤوسنا وهم يكبرون.