الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«مصر» تكتب نهاية «داعــش» وتثأر لضحايا «الإرهاب»

«مصر» تكتب نهاية «داعــش» وتثأر لضحايا «الإرهاب»
«مصر» تكتب نهاية «داعــش» وتثأر لضحايا «الإرهاب»




ترجمة ـ أميرة يونس ووسام النحراوى
أثارت عملية مقتل 21 من المواطنين المصريين بمدينة سرت الليبية، على يد تنظيم داعش الإرهابى ردود أفعال غاضبة حول هذا الحادث الهمجى وغير الإنسانى، مؤكدة أن الإرهابيين هم المستفيدون من استمرار العنف والانقسامات، فالوحدة الوطنية والحوار بهدف إيجاد حل سلمى، هما الكفيلان بتمكين الليبيين من بناء دولتهم ومؤسساتهم، القادرة على هزيمة التكفيريين ومنع ارتكاب جرائم فظيعة من هذا النوع.
هكذا استهلت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» تقريرها الذى جاء تحت عنوان «إعدامات المصريين قد تعيد الغرب لدخول ليبيا»، موضحة أنه على مدار أربع سنوات، ظل الغرب بشكل كبير مشاهدا على ما يحدث، بينما تنزلق ليبيا لفوضى فى أعقاب الثورة التى أطاحت بنظام معمر القذافى، واﻵن ومع قيام تنظيم داعش بإعدام مجموعة من الأقباط المصريين، فإن ذلك قد يعيد المجتمع الدولى مرة أخرى للقتال المتشابك المعقد فى البلد الغنى بالنفط.

وأضافت الصحيفة أن مصر تسعى للانتقام من الإعدام الوحشى لـ 21 رجلا قبطيا ذهبوا إلى ليبيا للعمل، وشنت موجتين من الغارات الجوية الاثنين الماضى على جارتها ليبيا، واستهدفت الطائرات الحربية تنظيم داعش فى مصراتة، والذى حقق نجاحات فى الأشهر الأخيرة داخل مناطق عدة فى البلاد واستغل فراغ السلطة الذى خلفته الفوضى، بل وتدخل أيضا فى صراع حاسم بين مجموعة من الميليشيات المتناحرة.
وفى الوقت نفسه، بدأت مصر جهودا دبلوماسية، قالت خلالها إن تنظيم داعش والجماعات المسلحة الموالية له فى ليبيا تمثل تهديدا عالميا ينبغى مواجهته بالقوة وليس من قبل مصر فقط.
ازدواجا للمعايير
وأشارت إلى أن المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، بدر عبد العاطى، يقول إن ذلك سيكون ازدواجا للمعايير، فالتحالف الدولى فشل فى اتخاذ إجراء فى ليبيا بنفس القوة التى تشن بها الغارات الجوية على معاقل تنظيم داعش فى قلب معاقله فى سوريا والعراق.
ونوهت إلى أن أهالى الضحايا المكلومة فى محافظة المنيا، كانوا يبكون ذويهم ويرفعون صورهم، وعلى الجانب اﻵخر، فقد سارع الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى متوجها للكاتدرائية المرقسية بالعباسية لتقديم واجب العزاء وقام أيضا بإرسال مسئولين كبار لحضور صلاوات الجنازات على أرواح القتلى فى المنيا.
وأشاد تقرير الصحيفة الأمريكية برد الفعل العسكرى لمصر قائلة: إنه كان سريعا، وكذلك رد فعلها الدبلوماسى أيضا، فقد ناشد وزير الخارجية المصرى، سامح شكرى، مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لاتخاذ إجراء ضد تنظيم داعش، لافتة إلى قيام السيسى أيضا بمهاتفة نظيره الفرنسى فرانسوا أولاند ورئيس الوزراء الإيطالى ماتيو رينزى ووزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف ووزير الخارجية الأمريكى جون كيرى.
وشددت الصحيفة على أن الرسالة التى ظهرت لداعش من خلال فيديو إعدام المصريين كانت مصممة من أجل استقطاب رد أوروبى، فخلال الفيديو والذى تم تصويره على شاطئ البحر المتوسط خارج العاصمة الليبية طرابلس، أشار قائد فرقة الإعدام إلى اقتراب التنظيم على بعد أقل من 500 ميل من شواطئ أوروبا وجنوب العاصمة الإيطالية روما.
جهود دبلوماسية
واهتمت الصحيفة الأمريكية بنقل تصريحات لمسئولين إيطاليين كبار بأنهم سيدرسون المشاركة فى أى تدخل عسكرى إذا تم اتخاذ قرار فى ذلك الصدد، لكن ينبغى أن تبذل الجهود الدبلوماسية أولا، فضلا عن أن إيطاليا تحملت فعليا وطأة الموجة الهائلة من الإتجار بالبشر المتأصلة فى ليبيا، التى لا يحكمها أحد، على الرغم من وجود حكومتين متناحرتين، فقد حاول، العديد منهم من الفارين من الحرب السورية، الهروب من خلال بوابة العبور الإيطالية المحفوفة بالمخاطر.
وتقول الصحيفة إنه على الصعيد الليبى كان الموقف مضطربا حتى قبل تحقيق تنظيم داعش لنجاحات داخلها، وسيطر المقاتلون، الذين أعلنوا ولاءهم للتنظيم، بشكل جزئى على عشرات المدن من بينها مرفأ درنة، التى استهدفتها الغارات الجوية المصرية، وأصبح التنظيم قويا أيضا فى مدينة سرت الساحلية، حيث تم اعتقال عمال مصريين فى حادثين مختلفين فى ديسمبر الماضى ويناير من العام الجارى، علاوة على أن فرع داعش فى طرابلس أعلن مسئوليته عن الهجوم الذى وقع الشهر الماضى على أحد الفنادق فى العاصمة.
وتابعت: وعلى الرغم من ذلك، فلم يستطع التنظيم السيطرة على مساحات شاسعة فى ليبيا مثلما فعل فى سوريا والعراق، وأعلنت مصر من خلال غاراتها، تدخلها الأول فى النزاع الذى ساد البلاد منذ الإطاحة بنظام القذافى وقتله فى أكتوبر عام 2011، لكن لم تكن تلك الغارات هى الأولى من نوعها، فقد استهدفت الطائرات المصرية مواقع لتنظيمات إسلامية الصيف الماضى، والتى قال مسئولون أمريكيون إنها نفذت جنبا إلى جنب مع الإمارات الحليف الوثيق لمصر.
وأضافت: فى أعقاب الربيع العربى، تطور النظام الإقليمى لصراع بين الإسلاميين، وأصبحت ليبيا ساحة حرب بالوكالة، فقطر التى دعمت حكومة الرئيس المعزول محمد مرسى، قامت بتزويد المقاتلين الإسلاميين فى ليبيا بالسلاح، بينما قامت مصر وحلفاؤها بدعم خليفة حفتر.
سحق تنظيم داعش
وأشارت: لكن رغبة مصر فى سحق تنظيم داعش قد يؤول بأى تدخل أجنبى بليبيا للفشل وفقا لمحللين، فالأفضل من التدخل العسكرى الحالى، كما يزعم البعض، هو الانتظار ورؤية ما ستؤول إليه المحادثات برعاية الأمم المتحدة والتى قد تؤدى فى النهاية لتسوية بين الحكومتين المتنازعتين.
ونقلت الصحيفة عن كريم ميرزان بمركز رفيق الحريرى للشرق الأوسط التابع للمجلس الأطلنطي: «فى غياب بعض الوفاق بين الأطراف المتصارعة فى ليبيا، فسيكون أى تدخل ضربة باسم الحكومة المعترف بها دوليا فى مدينة طبرق، والتى تقاتل قواتها الميليشيات القوية فى مصراتة».
ويتابع ميرزان: إنه قد يؤدى ذلك إلى دمار هائل، حيث إن الفصيل المسلح فى مصراتة قوى للغاية ما يعنى استمرار الحرب الأهلية أو نشوب حرب استنزاف، وإذا تدخلت قوة حفظ سلام دولية بعد تشكيل حكومة وحدة وطنية، فسيكون ذلك أفضل».
الفوضى الحالية
وأشار إلى أنه إذا عدنا للوراء قليلا، فإن التدخل العسكرى فى ليبيا ينظر إليه على نطاق واسع وأنه ساعد فى نهاية المطاف على دخول البلاد فى حالة الفوضى الحالية، ففى عام 2011 لم تكن هناك خطوات دولية لتعزيز الديمقراطية فى أعقاب قيام قوات حلف شمال الأطلنطى «ناتو» بمساعدة الجماعات المسلحة فى الإطاحة بنظام القذافى، وبعد فترة وجيزة من سقوط الديكتاتور الليبى، انقلبت الميليشيات التى اتحدت من قبل للإطاحة بالقذافى.
وقال إن مناشدة مصر بتقديم دعم من التحالف الدولى لمحاربة داعش، الذى تدعمه الولايات المتحدة، يأتى على الرغم من عدم مشاركتها فى تلك الغارات، فمع النظر إلى قوة جيشيها وأنها ثانى أكبر مستقبل للمساعدات الأمريكية، فهى لم تشارك فى أى إجراء عسكرى ضد داعش سواء فى سوريا أو العراق.
وفى نفس السياق وحول قيام تنظيم «داعش» الإرهابى بقتل 21 من أقباط مصر قال المحلل الإسرائيلى «آفى يسسخروف» إن إقدام «داعش» على إعدام 21 مواطنًا مصريًا جاء لجذب الاهتمام الإعلامى فى وقت يتكبد فيه التنظيم خسائر فادحة فى معاقله بالعراق وسوريا، معتبرا أن التورط فى مواجهة عسكرية مع مصر يعنى دخول داعش فى صراع خاسر من البداية.
وأضاف فى تحليل بموقع «واللا» الإخبارى الإسرائيلى أن العمل الشنيع بإعدام 21 مصريًا قبطيًا على يد داعش، فقط لأنهم مسيحيون، لا يفاجئ أحدًا، فمن الواضح أن مقاتلى داعش يفعلون خلال هذه الأيام كل ما فى استطاعتهم للحصول على اهتمام إعلامى، فى ظل الضربات والهزائم العسكرية التى يتكبدونها فى ساحات القتال بالعراق، وبمقاييس معينة فى سوريا أيضًا».
وأضاف الباحث الإسرائيلى فى تحليله أن نشاطات داعش فى أنحاء ليبيا ليست جديدة أو مباغتة، وكذلك نشاط سلاح الطيران المصرى، الذى استأنف عقب مقتل المصريين بالتعاون مع القوات الليبية فى غارات على مواقع داعش بمدينة درنة، شرق البلاد، ففى شهر أغسطس الماضى قصفت طائرات مصرية أهدافا تابعة لتجمعات إرهابية إسلامية داخل ليبيا، لكن وقتها لم يعلن المصريون مسئوليتهم عن الهجوم، بحسب تعبير الموقع الإسرائيلي.
وتابع: لكن وفى المقابل، سارع الجيش المصرى للإعلان عن شن طائراته غارات على داعش فى ليبيا، وبذلك تسير مصر بمقاييس معينة على درب الأردن، فقد أثبتت الموجات الهجومية لسلاح الطيران الأردنى ضد أهداف التنظيم فى العراق وسوريا نفسها، ناجحه من الناحية العسكرية، وكذلك من الناحية الإعلامية.
ويقول التحليل الإسرائيلى إن العمليات الجوية المصرية داخل العمق الليبى وعلى بعد نحو 300 كيلومتر من الحدود، بالإضافة إلى المواجهات التى يخوضها الجيش على جبهتين أخريين، هما سيناء والحدود السودانية، وتصبح إحدى المهام التى تضاف إلى عملية مواجهة الإرهاب داخليا مما تضعه فى تحد صعب أمام مصر ـ  بحسب «يسسخروف».
التنظيم يضطر للنضال
وأشار: فى المقابل، ينتقل داعش فى العراق وسوريا لمرحلة الدفاع، فقد ولى عهد الاحتلالات ويضطر التنظيم للنضال على بقائه حتى فى المناطق التى كانت تعتبر قبل أسابيع قليلة معاقل رئيسية له، وأفادت التقارير بنجاح الميليشيات الكردية العاملة فى منطقة مدينة كوبانى السورية الحدودية فى استعادة قرية جديدة من أيدى داعش.
وينتقل المحلل الإسرائيلى للحديث عن الموصل- ثانى أكبر مدينة عراقية، قائلا: إن القوات الكردية والعراقية حققت تقدما ملحوظا، حيث تبعد الآن القوات التى تقاتل داعش 40 كيلومترًا فقط عن «عاصمة الخلافة» فى العراق، بينما تتواصل التقاريرعن الخسائر الفادحة التى يتكبدها داعش فى العراق، فعلى سبيل المثال أفادت معلومات استخباراتية إسرائيلية عن مقتل 25 من عناصر التنظيم بنيران الميليشيات الشيعية العراقية، غرب سامراء.
ويقول التحليل إن داعش تلقى ضربة أخرى أكثر إيلاما تمثلت فى خسارة عدد من قادتها، فطبقا لتقارير فى وسائل الإعلام العربية، فقد التنظيم فى غارة للتحالف الدولى والى الموصل رضوان الحمدونى، برفقة 3 من كبار القادة الآخرين، وأن خسارة كبار القادة فى العراق أدت لتوترات جديدة بين عدد من زعماء التنظيم من أصول عراقية، وبين أولئك الذين وفدوا من دول عربية أخرى وتقلدوا مناصب فى داعش، واستنادًا لتقارير إستخباراتية، فقد نتجت تلك التوترات الداخلية عن تصفية شخصيات مركزية فى التنظيم على يد منافسين من دول أخرى.
وأختتم الكاتب الإسرائيلى «أفى يسسخروف» تحليله أن التنظيم يواجه فى الفترة الأخيرة مشكلة اقتصادية كبيرة فى أعقاب فقدان معظم مصادر دخله من بيع البترول، ومن هنا ربما جاء القرار ببذل جهد كبير فى ساحات أخرى، بينها ليبيا وسيناء، مضيفا أن إعدام الأقباط المصريين لم يحقق شيئا من الناحية العسكرية، باستثناء القرار المصرى بـ«خلع القفازات» فى الصراع ضد التنظيم، علاوة على أن المصريين غير متحمسين للعمل داخل الأراضى الليبية، لكن الفوضى المطلقة هناك، والنشاطات الواسعة لداعش، لم تترك أمام القاهرة خيارا آخر.
ومن جانبها حاولت صحيفة «وول ستريت جورنال» إن الغارات التى شنتها الطائرات المصرية على مدينة درنة ليبيا الإثنين الماضى ردًا على مقتل 21 مصريا على يد تنظيم داعش فى ليبيا، من شأنها أن تؤجّج الصراع الليبى وتجعله يتخطى حدود الدولة أيضا.
ونوّهت الصحيفة فى سياق تقريرها إلى أن تصريح المتحدث باسم الجيش المصرى الذى قال: «إن الطائرات المصرية استهدفت معسكرات تدريب وأسلحة ومخازن ذخيرة خاصة بالتنظيم وعادة الطائرات آمنة إلى قواعدها فى مصر».
مقتل 50 مسلحاً
وأشارت الصحيفة أيضا إلى أن تصريحات صقر الجروشى «قائد سلاح الجو الليبى» والذى أعلن مقتل 50 مسلحًا على الأقل جراء الغارات المصرية، فضلًا عن إصابة العشرات، مؤكدًا أن مصر نفذت الغارات بالاحترام الكامل لسيادة ليبيا، فى الوقت الذى استنكرت فيه جماعة «فجر ليبيا» الإسلامية المسلحة الغارات واعتبرتها انتهاكًا لسيادة ليبيا.
وألمحت الصحيفة إلى أن تلك الغارات هى «الغزو» الأول للجيش المصرى خارج حدود بلاده منذ حرب الخليج الأولى فى تسعينيات القرن الماضى، عندما استعانت الولايات المتحدة بمساعدة القاهرة لصدّ هجوم الرئيس العراقى صدام حسين على الكويت.
ويُعتقد أن مصر شاركت على مدار العام الماضى القوى الإقليمية فى الهجوم على معاقل التنظيمات المتشددة داخل ليبيا، غير أن الغارات الأخيرة هى الاعتراف الرسمى الأولى بدور الجيش المصرى فى ليبيا، على الرغم من أن مصر أنكرت مرتين خلال العام الماضى تقارير أشارت لتدخلها عسكريًا فى ليبيا لدرء الميليشيات المسلحة فى طرابلس.
فيما تداول مستخدمو موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك، مقطع فيديو لمسئول فى جهاز الاستخبارات الإسرائيلية «الموساد»، يكشف عن علاقة الجهاز بتنظيم داعش الإرهابى.
اختاروا اسم داعش
وأوضح المسئول الإسرائيلى الذى لم يظهر اسمه فى لقاء تليفزيونى، أن إسرائيل هى التى أنشأت هذا التنظيم، قائلاً: «إنهم لم يتمكنوا من إطلاق اسم لهذا التنظيم باللغة العبرية مثل كلمة الموساد، فتم اختيار اسم باللغة العربية يعبر عن دلالة تبعية التنظيم لدولة إسرائيل، فاختاروا اسم داعش، الذى يرمز إلى مصطلح «الخدمات السرية للمخابرات الإسرائيلية».
وقال «إن جهاز الموساد اختار هذا الاسم، بعدما بعث برسالة إلى المخابرات البريطانية، لبحث اختيار اسم لهذا التنظيم، وتأخر الرد قليلاً، لأن المنوط بالرد هو المتحدث باسم رئيس الوزراء، وتم التوصل إلى التسمية المتعارف عليها داعش».
مصادر التمويل
وعلى صعيد متصل قالت شبكة فوكس نيوز الأمريكية إنه فى الوقت الذى يسعى فيه تنظيم داعش إلى تصدير الإرهاب الوحشى الذى يتسم به الى الجماعات التى تسعى للانتماء اليه، تواجه الولايات المتحدة تحديا متزايدا للكشف عن مصادر تمويل ذلك التنظيم.
وتقول شبكة فوكس نيوز - فى تقرير لها على موقعها الالكترونى - «إن الاقتصاد السرى لداعش لايزال مزدهرا، على الرغم من الغارات الجوية التى تقودها الولايات المتحدة لاستهداف حقول ومصافى النفط التى تعتبر المصدر الرئيسى لدخل تنظيم داعش، اٍلا أن مسئولين يقولون إن الشبكة الإرهابية تحصل على تمويلات من مصادر اخرى».
كان جون كيربى، المتحدث باسم وزارة الدفاع الامريكية «البنتاجون» قد صرح مؤخرا بأن الإيرادات النفطية لم تعد المصدر الرئيسى لدخل داعش من العملة الصعبة، حيث أشار إلى وجود تبرعات كثيرة تتدفق على التنظيم الارهابى، موضحا أن داعش لديه سوق سوداء كبيرة للسلع المهربة.
وهناك جدل حول حجم الأموال التى يحصل عليها داعش من التبرعات، لكن الخبراء يتفقون على أن داعش يحصل على قدر كبير من دخله من خلال التهريب فى السوق السوداء وغيره من العمليات المشبوهة.
ناهيك أن داعش يقوم ببيع أى شىء يقع فى يده «حسب ما قال دافيد جارتنشتاين روس وهو أحد الباحثين البارزين بمؤسسة الدفاع من اجل الديمقراطية لشبكة فوكس الامريكية، ووفقا لبعض التقارير، فإن تنظيم داعش يلجأ إلى ابتزاز موظفى الحكومة فى المناطق التى يستولى عليها.
 ويقول التقرير إنه يبدو أن داعش يقوم ببناء امبراطورية الإرهاب على أساس التهريب والابتزاز، حيث تردد أن داعش أعلن عن موازنة تنظيمه لعام 2015 بقيمة 2 مليار دولار تشمل فائضا يصل إلى 250 مليون دولار واٍن كانت هذه الارقام غير مؤكدة.
كانت مجلة «انترناشيونال بيزنس تايمز» قد وصفت داعش عقب سقوط مدينة الموصل فى يد عناصره فى يونيو الماضى بأنه «أغنى تنظيم ارهابى على مستوى العالم» وذلك بعد أن قام التنظيم بعملية سلب من خزائن البنك المركزى نحو 420 مليون دولار.
130 مليون دولار شهريا
وتقول شبكة «فوكس نيوز» إن التقديرات تختلف لكن تردد أن دخل تنظيم داعش يصل إلى ما بين مليون وثلاثة ملايين دولار يوميا على الرغم من أن الغارات الجوية التى استهدفت مصافى النفط كان لها تأثير على ما يكسبه التنظيم الإرهابي.
وأشار أكى بريتز أحد مسئولى السى آى أيه السابقين فى مجال مكافحة الإرهاب إلى أن حكومة بغداد تدفع نحو 130 مليون دولار شهريا لموظفيها فى الموصل، بينما قدر أن الخزانة العراقية دفعت حوالى مليار دولار للموظفين منذ سقوط الموصل فى يونيو الماضى، مشيرا إلى أن داعش حصل على نصف هذا المبلغ من رواتب العراقيين كنوع من الجزية.
ويقول جارنشتاين  روس إنه على الرغم من أن الغارات الجوية على المصافى النفطية فى سوريا حرمت داعش من مصدر كبير للدخل إلا أنه يحاول تعويض ذلك عن طريق أعمال السلب وأموال الفدية.