الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«الإرهابية» استغلت أزمة عمال «الجريد» لإثارة الشغب والعنف

«الإرهابية» استغلت أزمة عمال «الجريد» لإثارة الشغب والعنف
«الإرهابية» استغلت أزمة عمال «الجريد» لإثارة الشغب والعنف




القليوبية ـ حنان عليوه
إمياى  قرية تشتهر بصناعة جريد النخيل، تابعة لمركز طوخ، بمحافظة القليوبية، بها ما يقرب من 300 ورشة، توفر نحو 5 آلاف فرصة عمل لشباب الخريجين والعمال بصناعة أقفاص الجريد اليدوية المستخدمة فى تعبئة الفاكهة والخضراوات وغيرها من المنتجات الزراعية.
رصدت «روزاليوسف» حال العاملين بصناعة الجرية فى القرية، ومدى معاناة القائمين عليها، وتعرضهم للمخاطر والأمراض من عدمه، ناهيك إلى إمكانية الحصول على مصدر رزق لسد احتياجات الأسرة من تكاليف المعيشة.
فى البداية يقول السيد طنطاوى، إننى أعمل فى المهنة منذ 6 سنوات، حيث إن صناعة الجريد تدخل فى إنتاج القفص الجريدى، والذى يتميز عن القفص البلاستيك، حيث يعمل الجريد على كسب الحرارة ببطء ويفقدها بسرعة، منوها إلى أن المحاصيل التى تصدر فى القفص الجريدى تحافظ على الثمار وتمنع تعرضه للتلف، بينما القفص البلاستيك يكسب الحرارة بسرعة وتفقدها بسرعة ما يعرضها للتلف.
ويلفت الحاج إبراهيم طنطاوى، إلى إنه ترك المهنة، لافتا إلى أنه أكثر من 30 ورشة تم غلقها ما أدى إلى تعرض أكثر من 200 أسرة للتشرد والبطالة، مضيفا أن القرية يوجد بها أكثر من 5 آلاف صنايعى، علاوة على العمال والسائقين، فضلا عن أن الصناعة يدخل بها عمال مصانع الأسلاك والبويات، حيث يوجد 80% من الصناعة متفرغين والنسبة الأخرى تساعد فى صناعات أخرى لزيادة الدخل.
وأوضح إبراهيم عبدالرحمن، 32 سنة، أنه يوجد أنواع من الجريد يختلف من محافظة إلى أخري، موضحا أن الجريد البلدى أقل أنواع الجريد جودة، حيث بعد أن ينتهى القفص من التركيب ويترك يوما يلاحظ أنه يضمر «يقل ثمك العيدان».
واستكمل هانى جودة: يصنف الجريد إلى جريد أخضر والذى يصنع منه قوائم سميكة للأقفاص، وآخر ناشف ونحصل عليه من «أسيوط ـ سوهاج ـ قنا» لتسديد القفص وتسمى «العيدان»، مضيفا أن من أدوات التصنيع تسمى بـ«لقط ـ رقيق»، وتختلف كل أداة فى عملها عن الأخرى، حيث يوجد لقط ملفوف ومربع، ويتم الاستخدام حسب العود ملفوف أو مستقيم.
ولفت محمد سعد سلامة، 27 سنة، إلى أن الجريد مسألة عرض وطلب فى الأسعار حسب الفصل الزراعى، حيث تبدأ أسعاره من 1.25 جنيه، وفى أوقات زراعة محاصيل «الذرة ـ القمح» يرتفع إلى 2.5 جنية للجريدة الواحدة «العود».
ويوضح أحمد حمدى، 66 سنة، أن مراحل الصناعة تبدأ بتقطيع الجريد من النخل، وتقشير الخوص «إزالة ورق الجريد»، ثم تسويق الخوص، وتربيط الجريد وحمله ونقله، منوها إلى أن بعد كل ذلك تأتى مرحلة التعتيق «رصة فى الشمس» حسب فصول العام، لتعبه مرحلة التصنيع، علاوة على أنه يتم تسليك القفص بالسلوك الحديدية «الرباط».
ويضيف رأفت فتحى، 30 سنة، أنه يتم التسويق فى جميع أسواق الخضراوات والفاكهة منها «بنها ـ الصالحية بالشرقية ـ بدر بالبحيرة ـ الإسكندرية ـ بورسعيد ـ العبور».
ولفت رمضان جودة، يعمل بالصناعة منذ 7 سنوات، إلى أن العمل بتلك الصناعة يعتمد على الشغل العضلى، فلا يوجد ساعات عمل ويتم محاسبة العامل بالإنتاج، لذلك يلجأ الشخص إلى بدء عمله منذ الساعة الخامسة فجرا وحتى 12 ليلا يوميا توفر من 30 إلى 40 جنيهًا، والتى لا تتيح أن تعول أسرة فى ظل ارتفاع الأسعار، الأمر الذى يدفع السيدات أو الأطفال إلى العمل لمساعدة رب الأسرة فى تكاليف المعيشة، حيث يعمل بتلك المهنة أطفال وفتايات وشباب من جميع مراحل التعليم.
ويقول فتحى أبو شريف 61 سنة، إن قرية إمياى يعمل بها جميع الأعمار من أطفال وحتى كبار السن، ورغم أن حقوقهم مهدورة إلا أنها الصناعة الوحيدة التى لم تعطل عجلة الإنتاج ولم تقم بأى وقفات احتجاجية أو قطع طريق للحصول على حقوقهم مثلما حدث فى الصناعات الأخري، مطالبا المسئولين بالنظر لتلك الفئة بعين الرحمة للحفاظ على الصناعة من الانهيار.
وأكد ياسر عبد الرحمن، 37 سنة، أن عددا من جماعة الإخوان من خارج القرية قاموا بعرض مبالغ مالية طائلة على العمال لتحريضهم على القيام بعمليات إرهابية وتعطيل العمل وقطع الطرق، إلا أن الصغير فى المهنة رفض قبل الكبير لأنهم يريدون كسب رزقهم بالحلال.
ويقول حسن يوسف، 34 سنة، إن تلك الصناعة خطيرة جدا، حيث تسببت فى العديد من الإصابات للعاملين ومنها من فقد أجزاء من قدمه واليدين، بسبب الأسلحة البيضاء التى تستخدم فى الصناعة، كما يؤدى الى الإصابة بآلام بالرقبة، والغضروف، مستنكرا حرمانهم من التأمين الصحى والمعاشات.
ويحذر طاهر كفافى، 42 سنه، من  كارثة خطوط الكابلات الكهربائية التى تمر على الورش، حيث تسببت فى نشوب عدد من الحرائق التهمت بعض المنازل والورش عرضت أصحابها إلى خسائر مالية فادحة، مطالبا بنقل خطوط الكابلات تحت الأرض على نفقة الأهالى.
وأكد  صبرى محمد، أحد العاملين، أن المرشحين يستغلون العاملين بتلك الصناعة، ويقومون بالضحك عليهم من خلال الوعود التى لا محل لها فى الأساس، وبعد نجاحهم ودخول البرلمان لا أحد يراهم، قائلا: «أصبحنا تجارة لمرشحى الانتخابات فى القرية».
وناشد العمال الحكومة بمساعدة أصحاب الورش بصرف قروض منخفضة الفائدة وميسرة لتطويرها ميكانيكياً حتى لا يهجرها العمال، علاوة على أن تشملهم مظلة التأمين الصحى والتأمينات الاجتماعية، وإنشاء نقابة مهنية ترعى مصالحهم وحقوقهم.