الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مصنع الأملاح يدمر آلاف الأفدنة.. والفلاحون يلطمون «الخد»

مصنع الأملاح يدمر آلاف الأفدنة.. والفلاحون يلطمون «الخد»
مصنع الأملاح يدمر آلاف الأفدنة.. والفلاحون يلطمون «الخد»




الفيوم _ حسين فتحى


تسبب مصنع الأملاح بالفيوم الواقع على ضفاف بحيرة قارون فى تدمير آلاف من الأفدنة نتيجة ارتفاع نسبة الملوحة بالأرض وتلوث  مياه الرى بالأملاح، قرية شكشكوك، الواقعة على ضفاف البحيرة يعانى أهلها من الفقر والحاجة بعد بوار أراضيهم،  ولم يجدوا سبيلا  لسد حاجتهم إلا السفر للخارج، حتى لو كان عن طريق الهجرة غير الشرعية، وكانت نتيجة ذلك أن عاد مئات الشباب محمولين على الأكتاف بعد تعرضهم للغرق.. فلاحو شكشوك طرقوا كل الأبواب لعل هناك من يستمع إلى صرختهم وينقذهم مما آلت إليه أحوالهم نتيجة تحول الأرض إلى مسطح «ملحى».
وقال أحد المتضررين، ويُدعى صالح عويس امتلك 54 فدانًا تعرضت جميعها للبوار، بسبب قيام شركة الفيوم باستخراج الأملاح من بحيرة قارون، والتى تسببت فى تلوث المياه التى تروى الأراضى نتيجة إلقاء  النفايات المتبقية بعد عملية استخراج الملح».
وأضاف  سلطان محمد، إنه تحول إلى عامل بالأجرة بعد أن كان يملك عشرات الأفدنة، وذلك بسبب تعرض أرضه للبوار».
وأضاف، «لم يعد لنا سبيل للقمة العيش  سوى السفر للعمل كصيادين أو عمال معمار بعد أن أكل الملح أراضينا التى كانت تنتج أجود المحاصيل والآن لاتنتج سوى الشوك».
وبدأ مساعد عبدالمولى، كلامه باللطم على خده وقال: إن الأملاح دمرت 10 أفدنة كان يمتلكها، حيث تحولت إلى مسطح من الأملاح خاصة أنه كان يزرعها كنتلوب، وبامية، وذرة، وقمح، وطماطم وغيرها من المحاصيل الأساسية التى يعرفها فلاحو مصر، وأصبح عاطلًا دون عمل، وعمره تخطى الستين، ولا يستطيع السفر للعمل باليومية مثلما يفعل أبناء القرية حاليًا.
وأشار سعيد مختار، إلى أننا «تقدمنا بمئات الشكاوى لكل الجهات لحل الأزمة إلا أن شكواهم كان مصيرها سلة المهملات  وكأن حياتنا لا تعنيهم.
وطالب فلاح يدعى، كامل، بإنشاء شبكة للصرف المغطى لشفط الأملاح من الأراضى البور لإعادة تأهيلها للزراعة، بالإضافة إلى ضرورة قيام المحافظ الجديد المستشار وائل محمد نبيه بزيارة قريتهم ليرى أكثر من 300 ألف طن من النفايات المتبقية من مصنع الأملاح، والتى يجب دفنها فى الجبال، بدلًا من تركها ترتد مرة أخرى إلى الأراضى الزراعية الواقعة على ساحل بحيرة قارون لتدمر أكثر من ألف فدان، بالإضافة إلى عودتها إلى مياه البحيرة مرة أخرى لتقضى على الأحياء المائية.
وأكد مرعى محمد عبدالحميد، أن «بعض المساحات التى نجت من التلوث لا يمكن زراعتها إلا بالشيح، وهو محصول ثانوى يستطيع تحمل الأملاح، ولكن إنتاجيته ضعيفة وقيمته لا تغنى ولا تثمن من جوع»، مطالبًا بسرعة إنقاذ مئات الأفدنة من الدمار، ولاسيما وأن مصنع استخراج الأملاح من بحيرة قارون كان يجب إقامته على الساحل الشمالى للبحيرة وليس وسط الأراضى الزراعية».