مياه شرب «سرابيوم» مخلوطة بـ«الطين» و«الرمال»

تحقيق ـ شهيرة ونيس


إهمال مستمر.. وتراخ من الجهات المسئولة حتى أصبحت مياه الشرب تهدد حياة الأهالى فى محافظة الإسماعيلية، ناهيك أنهم تناسوا قول الله تعالى: «وجعلنا من الماء كل شئ حى»، رغما من ذلك لم يلتفت السادة المسئولون بالشركة القابضة لمياه الشرب بالمحافظة إلى المشكلة التى تفاقمت بقرية سرابيوم التابعة لمركز فايد بالإسماعيلية، وما تشهده وقاطنيها البسطاء، حيث إن المياه يتغير لونها وطعمها ورائحتها.
يقول عبد الله فخري، عامل، إن السبب الأساسى والحقيقى وراء تلوث مياه القرية يرجع إلى استخدام محابس غسيل متهالكة وغير صحية من قبل المسئولين بالشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي، ناهيك عن اصدار تقارير مغلوطة لا تمت للحقيقة بصلة، منوها إلى أن المياه مخلوطة بالطين والرمال وسوداء اللون، الأمر الذى يهدد حياة المواطنين بالأمراض والفشل الكلوي.
وأشار إلى أن الأهالى تقدموا بشكاوى إلى محافظ الإسماعيلية  السابق، والتى قوبلت بعدم الاهتمام أو الالتفات لتلك القرية التى تلوثت مياه الشرب بها، مشيرا إلى أن ذلك دفع  أهالى منطقة المنشية وعزبة الآثار بسرابيوم المحطة وبعض القرى والمناطق المجاورة للتهديد بتنظيم وقفة احتجاجية أمام ديوان عام المحافظة بسبب تلوث المياه، جراء الشبكة القديمة الأسبستوس التى مازالت تعمل وهى محرمة لكونها مصنعة من برادة الحديد والرصاص والمعادن ومازال الأهالى يستخدمونها.
وأوضح الأهالى أن هناك أخطاءً كثيرة فى التنفيذ من قِبل الشركات المنفذة، مستنكرا غياب دور الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحي، علاوة على التوصيات بأن تكون خطوط مياه الشرب متاخمة إلى خطوط الصرف الصحي، مؤكدين أنه تم إصابة نجل محمود الصباح، بالفشل الكلوى، نتيجة لتلوث تلك المياة، كما أنه ارتعد خوفا على باقى ابنائه من أن يصابوا بهذا المرض الذى قد يودى بحياتهم.
وأضاف محمد مصطفي، عامل، أنه من مصابى أمراض الجهاز الهضمى المزمن، فضلا عن استخدامه لتلك المياه غير الآدمية، منوها إلى أن زوجته أيضا مصابة بفيروس الكبد الوبائى الذى ينهش كبدها يوما تلو الاخر فى ظل تناول مياه الشرب الملوثة.
وطالب الأهالى بإقالة قيادات الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى وعلى رأسهم على حسين، رئيس مجلس الإدارة، بعد فتح تحقيق عن هذه الواقعة وإبلاغ الأجهزة الرقابية، نظرا لتباطؤهم فى توظيفهم عدداً كبيراً مقابل استلام الشبكة التى باتت تهدد أرواح أبرياء لم يقترفوا ذنبا فى ذلك سوى أنهم وثقوا فى وعود المسئولين الواهية، التى لم ولن يجنوا منها إلا الخراب والموت.