الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

الجيش المصرى يقود التصفية الحقيقية لـ«داعش»

الجيش المصرى يقود التصفية الحقيقية لـ«داعش»
الجيش المصرى يقود التصفية الحقيقية لـ«داعش»




كتب- هيثم يونس ترجمة- أميرة يونس ووسام النحراوى


اهتمت الصحف العالمية بالتقرير الصادر عن صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية الذى أوضح أن الولايات المتحدة لم تتلق أى تحذيرات بشأن توجيه مصر ضربة جوية ضد تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» فى ليبيا، على الرغم من كونها حليفًا لها فى مكافحة الأنظمة المسلحة.
ونقلت الصحيفة بيان إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما مساء الأربعاء الماضى عن أن مصر على مدى عقود تعد أقرب حلفاء الولايات المتحدة فى العالم العربي، وأحد أكبر متلقى مساعدات عسكرية، وقد شنت ضربات على أهداف الدولة الإسلامية فى ليبيا دون تنسيق مع الولايات المتحدة.
ونقلت الصحيفة عن مسئول بوزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» ـ رفض الكشف عن هويته ـ قوله إن «الحكومة المصرية لم تقم بمناقشة العمل العسكرى مع الإدارة الأمريكية ولم تنذرها مسبقا بالضربات التى أطلقت الاثنين ردًا على ذبح 21 مصريًا على شاطئ البحر الأبيض المتوسط».
وأوضح المسئول أن ما حدث يكشف أمرين، أولا مدى جدية المجموعة فى توسيع نفوذها خارج العراق وسوريا، وثانيًا جدية الدول الأخرى خاصة العربية مع هذا التهديد على الرغم من عدم نجاح الضربات فى كبح جماح تهديدات المقاتلين المتحالفين مع الدولة الإسلامية.
فيما صرح مسئول أمريكى آخر رفض الكشف عن هويته أن «من وجهة نظر مكافحة الأنظمة المسلحة يجب اتخاذ إجراءات ضد هذه الفئة الحقيرة والبربرية والهمجية»، وتابع «من جهة أخرى، نحن نؤمن بأن الطريقة الوحيدة كى تكون قادرًا على مكافحة الإرهاب فى ليبيا هو تشكيل حكومة وحدة وطنية».
وفى السياق قال موقع «ذا ماركر» الاقتصادى الإسرائيلى  إن زيارة الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، إلى مصر قبل أسبوعين، حظيت بتغطية إعلامية واسعة، قائلة أنه من غير المستبعدأن تكون مصر قد حصلت على مساعدات روسية قبل توجيه الضربة لعناصر «داعش» الإرهابية فى الأراضى الليبية.  وردا على بيان إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما أن مصر لم تنذر الولايات المتحدة قبل ضرب ليبيا أكد الموقع أن الرئيس السيسي، أظهر عضلاته خلال زيارة «بوتين»  تجاه الولايات المتحدة، كما أن «بوتين» أوضح للرئيس الأمريكى باراك أوباما، أن الشرق الأوسط لم يعد حكرًا لأمريكا.
وعلى صعيد متصل قال المحلل السياسى الإسرائيلى المتخصص فى الشئون المصرية والعربية بصحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية «تسيبى برائيل»، إن الهجمات القوية التى شنتها المقاتلات الحربية المصرية على معاقل تنظيم «داعش» الإرهابى بالأراضى الليبية تعد رسالة شديدة اللهجة للتنظيم الذى بدأ ينتشر فى عدد من المواقع والمناطق فى ليبيا، وكذلك حملت رسالة طمأنة للشعب المصرى بصفة عامة وللأقباط داخل مصر بصفة خاصة مفادها بأن حق أبنائهم عاد على الفور. وأضاف برائيل خلال تقرير تحليلى له تعليقا على الضربات الجوية المصرية فى ليبيا أن رد الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى، كان سريعا وقويا على التنظيمات الإرهابية فى ليبيا وعلى رأسهما تنظيم «داعش».
وأنهى برائيل تقريره بأن الضربات المصرية ضد معاقل الإرهابيين فى ليبيا استمرارا طبيعيا للحملة العسكرية التى شنتها مصر ضد الجماعات الإرهابية الذين يتمتعون بإمدادات مستمرة من الأسلحة عبر الحدود «المصرية – الليبية»، وضد الجماعات الإرهابية المنتشرة فى سيناء.
وعلى صعيد متصل ونقلا عن مصادر ليبية، أن  الحرب الخفية الدائرة فى ليبيا تقوم على الجانب العسكرى لكن أيضاً على جانب لا يقل أهمية الدعاية والبروبجاندا والحرب النفسية.
وفى سياق العمليات العسكرية  قالت صحيفة لاريبوبلكا الإيطالية إن قوات نخبة مصرية نجحت الأربعاء الماضى، فى عملية إنزال معقدة فى مدينة درنة، وفق مصادر ليبية ومصرية.
وأسفرت هذه العملية حسب لاريبوبلكا، عن مقتل 155 مسلحا فى صفوف داعش وأسر 55، وأضافت الصحيفة أن العملية البرية المصرية كانت بالتنسيق مع قوات الجيش الليبى المعترف بها دولياً التى نجحت فى استعادة السيطرة على قطاعات واسعة محاذية لمعقل القذافى السابق سرت التى تحولت إلى بؤرة أولى لداعش فى كامل المنطقة.
 فى حين تحاصر قوات من مختلف الفصائل الليبية المناوئة لداعش المدينة بقوات قوامها 2800 مقاتل إضافة إلى 100 سيارة ومدرعة عسكرية، فى انتظار خروج داعش من المدينة وإطلاق سراح السكان الذين تحولوا إلى دروع بشرية.
وأشارت الصحيفة إلى أن هناك أيضا حربا دائرة تتمثل فى افتتاح داعش حرب المهاجرين السريين، بعد اكتشاف وثائق وتقارير سرية بين قيادات التنظيم فى العراق والشام من جهة وليبيا من جهة أخرى، تقضى بإغراق أوروبا، بنصف مليون مهاجر غير شرعي، وتسهيل عبورهم إلى أوروبا على متن زوارق و مراكب بدائية محملة بمهاجرين بمئات الآلاف ومن بينهم بضع آلاف من الدواعش.
التعامل السريع مع الأزمة الحالية فى ليبيا ضرورى حتى لا تصبح دولة فاشلة شأنها شأن الصومال.. هكذا خلصت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية فى مقالها الافتتاحى عن ليبيا.
وقالت الافتتاحية: «إن أى تعامل ينبغى أن يتم تنسيقه جيدا وأن يتم التفكير فيه بحرص والغارات الجوية المصرية على معاقل داعش ربما كانت مفهومة فقد جاءت لتهدئة الرأى العام الداخلى المشتعل المطالب برد شديد اللهجة عقب قيام التنظيم بإعدام 21 قبطيا مصريا الأحد الماضى».
وتشير إلى أن الفوضى التى انتشرت فور الإطاحة بنظام القذافى اتخذت شكلا جديدا بعد قيام تنظيم داعش فى ليبيا بذبح 21 مصريا قبطيا، الأمر الذى دفع الغرب لإعادة التركيز على تلك الفوضى فى البلد الذى يقع على بعد 300 ميل من جزيرة صقلية الإيطالية، واﻵن فالحرب الأهلية تتكشف فى ليبيا بين تحالفين من الميليشيات والقبائل والفصائل.
وتتابع الصحيفة أن وصول طرفى النزاع إلى توافق على الورق أمر مستحيل، ففجر ليبيا يضم بين صفوفه عناصر إسلامية متشددة لكن هناك معتدلين أيضا لا يحبون داعش، ما يجعل احتمالات التوصل لتشكيل تحالف لمواجهة داعش ضئيلة.
إلى ذلك حذرت قيادات مصرفية من خطورة الأعمال الإرهابية، التى يقودها تنظيم داعش فى المنطقة، على حجم الأعمال وتوسعات البنوك المصرية وفروعها فى الدول العربية والأجنبية.وكشف المصرفيون عن أن البنوك المصرية والمصارف العربية بدأت فى التأهب للعمليات الإجرامية التى يقودها التنظيم الإرهابى داعش.