«العربية والأخبار والقاهرة اليوم» عرضوا فيديو الحرق على حساب المهنية

قام مرصد الجمعية فور بث أول مقطع فيديو لداعش يصور حرق الأسير الأردنى بمتابعة بثه فى بعض وسائل الإعلام المصرية والعربية والأجنبية لمعرفة كيف تم التعامل مع مشاهد العنف فى عينة عمدية من القنوات والمواقع على النحو التالى:
- العربية - Fox News - النيل للأخبار -BBC -
- القاهرة اليوم - الجزيرة- CNN - موقعا اليوم السابع والمصرى اليوم الإلكترونيان.
وثمة معايير مهنية واخلاقية ـ سوف نشير اليها ـ اعتمدنا عليها فى تقييم ومتابعة هذه القنوات ومواقفها من بث فيديو داعش المشار اليه..، ولا شك فى أن بث فيديوهات الاغتيال وصور الشهيد النقيب معاذ الكساسبة فى آخر لحظاته احتوت على تجاوزات اخلاقية ومهنية فى البث الكامل لعملية الاحراق رغم بشاعته والذى لا يحمل أية قيمة إخبارية، باستثناء تأكيد الجريمة، فى حين أن اعادة نشره ينسجم مع أهداف التنظيم الارهابى فى نشر دعايته الهدامة.. ومما يؤسف له أن قناة بحجم «فوكس نيوز» الامريكية قامت ببث الفيديو كاملا على موقعها الالكترونى بالمخالفة للقواعد المهنية والاخلاقية ولا قيمة للتنبيه الذى قامت به قبل البث للمشاهدين «تنبيه: فيديو صادم للغاية» رغم أن معظم وسائل الإعلام الامريكية الكبرى امتنعت عن بث شريط الفيديو.!
وكانت الـ(بى بى سي) البريطانية و(السى إن إن) الأمريكية أكثر احتراما للمشاهدين حين التزمتا بعدم بث أى مادة منسوبة للتنظيم، وقامت بنشر صور الطيار البطل وهو فى حالته الطبيعية قبل الاختطاف، وهى بذلك فوتت الفرصة على التنظيم لنشر دعايته وقللت من الصدمة والالم اللذين يخلفهما مشاهدة هذا النوع من مقاطع الفيديو المؤلمة.. أما قناة العربية ذات المرجعية السعودية وقناة النيل للاخبار ومعظم القنوات المصرية ، فقد بثت أجزاءً من الفيديو الذى عرضه التنظيم ومدته 22 دقيقة تقريباً، خصوصاً حين كان يقف الشهيد مرتديا الزى البرتقالى فى ساحة، وخلفه مجموعة من المسلحين، وصورته وهو ينظر فى أرجاء المكان وآثار الكدمات ظاهرة فى وجهه، وبعض المقاطع الصوتية له والتى جرى كتمها من قبل معظم القنوات.
وقامت الجزيرة بدورها ببث صور تم تداولها سابقاً للشهيد الكساسبة، وقت أسره، وكذلك الصورة التى نشرها التنظيم وهو مرتدى البدلة البرتقالية، ثم عادت لنشر مقاطع من الفيديو الذى نشره التنظيم تظهر الكساسبة فى لحظاته الأخيرة ولحظة إشعال النار من قبل أحد أفراد التنظيم.. لكن فى القاهرة اليوم فى برنامج عمرو أديب تم بث مقاطع من الفيديو، لحظة احتراق الشهيد الكساسبة، مع صوت عمرو أديب يتحدث عن الجماعات الإسلامية والإخوان المسلمين رابطا بين الفيديو وبين ما يحدث فى مصر حالياً بقوله «لازم تشوفوا وتعرفوا الجماعات الإسلامية دى عاملة إزاى»، وكذلك «إن شهداءنا الذين ماتوا فى سيناء على يد فرع داعش فى مصر» المهم ان القناة بثت معظم الفيديو مخالفة المبادئ المهنية لمجرد كسب التعاطف.
كما لاحظنا تجاوزات مهنية واخلاقية فى تعامل بعض المواقع الالكترونية والمستخدمين على مواقع التواصل الاجتماعى فى نشر صور ذوى الشهيد واسرته فى لحظات توصف عادة بأنها اوقات ضعف انسانى لا يجوز لوسائل الإعلام استغلالها، حيث نشرت بعض المواقع الاردنية والمصرية صورا لذويه فى تلك اللحظات الصعبة، كما تناقل مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعى صورا لوالدة الشهيد وهى فى المستشفى وهى صور غير مبررة مهنيا ولا اخلاقيا.. مبادئ خلصنا اليها عقب بث الفيديوهات التى تحتوى على مشاهد عنف ونوهنا بها على صفحات الجمعية :
- يجب احترام كرامة البشر أحياء وأمواتا هو جوهر العمل الاعلامي، وعلى وسائل الإعلام أن تتذكر أن هذه المشاهد تترك آثارا نفسية مؤلمة عند المشاهدين، خصوصا لدى ذوى الضحية ومعارفه.
- التوازن بين حق الجمهور بالمعرفة وحرية التعبير من جهة وبين القيم الاخلاقية والمهنية والانسانية من جهة أخرى.. - الابتعاد عن ان تتحول الاخبار إلى مجرد ترديد لدعاية الارهابيين ونشر رسائلهم إلى الجمهور على حساب القيمة الاخبارية.
- لا يكون السبق الاعلامى الاخبارى على حساب المهنية او الاخلاقية.. - تجنب نشر الأخبار التى تحمل طابعاً دعائياً تسعى الجهات الخاطفة الى ترويجها من صور وتهديدات وفيديوهات، وإبداء أقصى درجات الحرص فى تقديم المواد أوالمقابلات التى قد تتضمن وجهات نظر لأشخاص، أو منظمات أو جماعات، تستخدم العنف أو النشاطات الإجرامية، أو تدعو أو تروج له.