السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«عز» يغلق الهاتف فى وجه «أديب» ويقول له: «خليك محايد»

«عز» يغلق الهاتف فى وجه «أديب» ويقول له: «خليك محايد»
«عز» يغلق الهاتف فى وجه «أديب» ويقول له: «خليك محايد»




كتب - عمر حسن


سقطت الأقنعة وتكاشفت أوراق اللعبة وأصبحت الأمور واضحة وضوح الشمس فى كبد النهار، فلا صوت يعلو فوق صوت «التطبيل» الاعلامى وعقد صفقات «التلميع» مدفوعة الأجر، فقد أصبح الإعلام ماكينة والمذيع مُشغلها، يديرها لمن يدفع أكثر، فبعد خروج «أحمد عز» رجل الاعمال والداهية الاقتصادية لعصر «مبارك» من السجن وتبرئته من جميع القضايا المنسوبة إليه، أخذ يبحث عن وسيلة للتلميع وما أكثرها فى اعلامنا لمحاولة تهيئة الرأى العام لفكرة ترشحه للبرلمان، فلم يجد سوى الإعلامى «عمرو أديب» الذى يتمتع بشهرة كبيرة خاصة بعد منع جهات سيادية لقناة «القاهرة والناس» من بث حلقة مسجلة له مع الاعلامى «أسامة كمال» خلال برنامجه «القاهرة 360»، فتوجه على الفور رجل الأعمال لبرنامج «القاهرة اليوم» ليعقد صفقة اعلامية مع «أديب» مقابل اتاحة فرصة الظهور معه ليدافع عن نفسه أمام الرأى العام، فكافأه الإعلامى بــ«20 دقيقة» على الهواء استعرض فيها البرلمانى السابق جميع مهاراته الدرامية لدرجة توحى للمشاهد السطحى أن «أحمد عز» هو الملاك الهابط علينا من السماء وسط الشياطين.
نعود بالذاكرة قليلا إلى الوراء لنسترجع أحد تصريحات «أديب» فى برنامجه المذاع على قناة «اليوم» عقب الحكم ببراءة الرئيس المخلوع «مبارك» والذى ادعى فيه أنه يتلقى تهديدات صريحة من رموز الحزب الوطنى بعد معارضته لحكم البراءة وهجومه الشديد على الرئيس الأسبق وحاشيته قائلا:«أنا مبخافش وهفضل أقول الحق ومش هيهمنى حد» لنراه بعد أشهر قليلة يرتمى فى أحضان أحد أكثر رجال مبارك افسادا للحياة السياسية فى مصر على مدار الـ10 سنوات الأخيرة ويتيح له فرصة الظهور على برنامجه أمام ملايين المشاهدين ليبرر مواقفه السابقة ويمهد الطريق لانتخابات برلمانية على الأبواب.
إن عمرو أديب أثبت صراحة أن المشاهد الذى يرى برنامجه ما هو إلا دُمية يسهل التحكم بها من خلال الصراخ اليوم للتستر على موقف الأمس، والصراخ بالغد لازالة صورة اليوم وهكذا فيما يُعرف بـ«اعلام اليوم الواحد»، واذا أردت أن ترتب المعادلة بطريقتك فما عليك إلا تصفح موقع «يوتيوب» الملىء بحلقات برنامج الاعلامى المزيف لتحكم بنفسك على حقيقة مواقفه، فيمكن لك أن تجد 4 مواقف مختلفة تماما تجاه قضية واحدة، وهذا إن دل فهو يدل على أن القنوات الفضائية ما هى إلا «بيزنس» يديره مجموعة من الموظفين على شكل «مذيعين» يشكلون الموقف بناءً على طلب «العميل».
هيأ الإعلامى الأجواء لاستقبال مداخلة «عز» منذ بداية الحلقة، حيث انتقد قرار الجهات السيادية بمنع بث حلقته على «القاهرة والناس» قائلا: «ده مجتمع مش هيتحرك بالشكل ده.. ايه اللى اتعمل أحمد عز رجل عمل انترفيو ونزل.. إنتو عارفين إنى آخر واحد ادافع عن أحمد عز متابعا: «أحمد عز.. عمل 6حلقات عن تاريخ حياته، انتاجه، وتصوير جوه المصنع عنده وأحسن المذيعات فى العالم وبفلوسه وهينزل فى المكان اللى عاوزه وهتنزل الحلقات قبل الانتخابات»، موضحا: «الدولة اللى هتهتز لو أحمد عز نزل دا تبقى دولة هاشة أوووي».
أما عن المداخلة الهاتفية التى أجراها «أديب» مع رجل الأعمال فكانت بمثابة مسرحية هزلية مُعدة مسبقا، حاول خلالها الاعلامى جاهدا تقمص دور المهاجم الشرس على «عز» لكنه فشل بكل تأكيد، فلم يترك ضيفه فرصة أمامه لطرح الأسئلة وتوضحيها بالشكل الكافى،حيث ظهر الضيف خصيصا لتقديم رسالة وليس للاجابة عن أسئلة الاتهامات، فلم يستطع الاعلامى ملاحقته أو حتى استيضاح نقاط الغموض الذى تمسك «عز» بعدم كشفها.
هى ليست مداخلة عادية، فكل كلمة بداخلها تحمل مغزى معينًا، فبدأ الاعلامى محييا ضيفه ليرد الضيف: «ازيك يا أستاذ عمرو . والله زمان»، ليبدأ المذيع بطرح الأسئلة عليه والتى كان أولها عن حقيقة منع حلقته مع «كمال» على قناة القاهرة والناس فرد عز: «أنا سجلت الحلقة مع الأستاذ أسامة يوم الأربع وفوجئت امبارح برئيس القناة  كلمنى  وقالى مش هيذيع الحلقة ولم يبلغنى السبب».
سأل أديب المهندس «عز» عن قراره بخوض الانتخابات البرلمانية فرد قائلا: «أنا شايف إن فى رغبة حقيقية لتحسين الأداء الاقتصادى العام للدولة.. وأنا بحكم خبرتى الاقتصادية أجد فى نفسى ما يؤهلنى لممارسة دورى الاقتصادى بشكل تشريعى داخل البرلمان» مضيفا: «انا مرشح نفسى على مقعد واحد من 540 مقعداً ومكنتش اعرف ان رد الفعل هيكون كده من النخبة عشان مقعدًا واحد.. انا لا ادعى انى من الثوار .. بالعكس الثورة قامت ضد أشخاص معينين انا واحد منهم.. بس انا ضد الاقصاء.. والناخب رشيد يعرف ينتخب مين و يبعد عن مين.. ودعاة الديمقراطية هما اللى بيأذوا الديمقراطية.. مينفعش يبقى فيه منخول للمرشحين».
ثم أخذ «عز» فى استعراض تاريخ انجازاته وأنه أول من أنشأ مصنع للحديد والصلب داخل بلدته، وأنه يتمتع بعلاقات جيدة مع أبناء دائرته، فقال له الاعلامي: «الدايرة فيها عمال مصنعك فطبيعى انك هتكسب»، فجاء رد الضيف عليه بأن جزءًا قليلًا جدا من الدائرة التابع لها وهى دائرة «السادات» يمثل عمال مصنعه والباقى من الجمهور العادى متابعا: «ايه المشكلة ده ميزة مش عيب.. ان يكون لى مصالح داخل الدايرة.. انا كده هكون ملتزم اكتر».
وتساءل الاعلامى عن السر وراء ترشح المهندس أحمد «عز» دونا عن باقى رموز الحزب الوطنى مثل «زكريا عزمي، فتحى سرور وصفوت الشريف.. الخ»، فأوضح له أن ذلك قراره الشخصى بعيدا عن سياسات الحزب المنحل لافتا إلى أن كثيرًا من أعضاء الحزب مُدرجون على قوائم أحزاب سياسية أخرى لدخول البرلمان القادم قائلا: «قوائم الاحزاب الأخرى مليئة بنواب سابقين عن الحزب الوطني، وده معناه انهم المرحشون الأحق بدخول البرلمان بدليل ان الاحزاب بتطلبهم وبتجرى وراءهم وده لأن عندهم حيثية ورؤية سياسية».
عمل  رجل الأعمال أثناء مداخلته على اضافة مسة درامية لحديثه قائلا: «الانطباع فى السياسة هى الحقيقة.. وأنا اعتذر حتى على اى شىء لم أفعله»، مشيرا إلى أنه يدعم النظام الحالى بعد سؤال «أديب» له: «أنت كده بتحرج النظام الحالى بترشحك»، وذلك فى محاولة منه لمغازلة القائمين على السلطة فى الوقت الراهن.
واُختتمت المداخلة بمبادرة من رجل الأعمال بعدما سكب ما بداخله من سيل الحديث محاولا التملص من الاجابة عن أى تساؤلات أخرى، ومنتقدا عمرو أديب عن أسلوب حواره معه قائلا: «انا شايف انك واخد موقف وده حقك بس أنت اعلامى محايد.. وشكرا على اتاحة الفرصة لى للظهور على برنامجك .. انا لازم انهى المكالمة».