الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

قنوات فضائية من القمة إلى القاع

قنوات فضائية من القمة إلى القاع
قنوات فضائية من القمة إلى القاع




كتب - عمر حسن


انقلبت موازين الاعلام المرئى رأسا على عقب منذ  قيام ثورة 25 يناير، خاصة بعد تسهيل اجراءات الحصول على تصاريح لتدشين قناة فضائية جديدة بالاضافة إلى ظهور المال السياسى ليطغى على الموضوعية الاعلامية، وهو ما ترتب عليه نشوء عدة قنوات تليفزيونية على الساحة تصل إلى 25 قناة أحدثت تغييرا كبيرا فى خريطة الصدارة ونسب المشاهدة عما كانت عليه فى السابق؛ لتشتعل حرب القنوات الفضائية ويظهر وحوش الاعلام الجدد بتمويل ضخم ورؤية جديدة فيطيحوا أرضا بقنوات النظام «المباركي» التى لطالما تربعت على عرش الشهرة لعدة سنوات حتى مجىء الثورة التى كانت ايذانًا ببدء عهد اعلامى جديد.
فقد أفرزت الثورة ظاهرة الشبكات التليفزيونية التى تتكون من سلسلة من القنوات تغطى جميع المجالات فتلبى أكبر قدر ممكن من احتياجات المشاهد والتى لم تكن مفعلة بشكل كبير داخل الاعلام الخاص، وتطلب ذلك وجود تمويل ضخم، فتكونت التكتلات من رجال الأعمال الذين جمعتهم أغراض ومصالح مشتركة ليكونوا قوة اعلامية لا يستهان بها، فظهرت شبكة قنوات «النهار» التى تُعد نتاجا لاندماج عدد من رجال الأعمال على رأسهم «علاء الكحكيى»، ثم أعقبها ظهور شبكة قنوات «سى بى سى» بتمويل من رجل الأعمال «محمد الأمين»، بجانب ظهور عدة قنوات أخرى مثل «التحرير» و«صدى البلد» وغيرهم.
استحوذت تلك القنوات على عدد كبير من مشاهير الاعلام وفتحت المجال أمام ظهور إعلاميين جدد على الساحة، بينما ظلت قنوات أخرى كما هى تسير على النهج القديم بعد أن أصبحت خاوية من الكفاءات الاعلامية التى تسربت تباعا للقنوات الجديدة، بجانب سعى كثير من الاعلاميين إلى تغيير جلدهم ومحاولة تحسين صورتهم أمام الرأى العام، خاصة بقدوم الثورة والزج بأسماء مالكى القنوات التى يعملون بها فى القوائم السوداء التى اتهمت بمعاداة الثورة.. وبهذا يمكننا القول أن الثورة قد أشعلت شرارة البدء لقنوات، وأطفأت توهج قنوات أخرى من بينها قناة «المحور» لمالكها رجل الأعمال «حسن راتب»، وقناة «دريم» التابعة للملياردير «أحمد بهجت»، فنجد انخفاضًا ملحوظًا لنسب مشاهدتها  بعد ما كانت تحتل الصدارة حتى قيام الثورة وذلك طبقا  لأحدث الاستطلاعات التى أجرتها شركات اعلامية متخصصة، وهو ما أثار بدوره عدة تساؤلات حول أسباب هذا التراجع المفاجئ أجاب عنها الدكتور «صفوت العالم» الأستاذ بكلية الاعلام جامعة القاهرة.. أرجع «العالم» ذلك التراجع لعدة أسباب: أولها ظهور مجموعة متنوعة من برامج «التوك شو» يقدمها اعلاميون جدد بعدما كانت مقصورة على 3 أو4 قنوات قبل الثورة وهو ما أعطى بدوره فرصة أمام المشاهد للمفاضلة بين قناة وأخرى، وثانيها تنوع المضامين الاعلامية التى تقدمها قنوات مثل «سى بى سى» و«النهار» و«الحياة» التى اعتمدت مؤخرا على اضافة برامج المنوعات والسهرة فى محاولة منها لجذب المشاهد بعيدا عن البرامج السياسية خاصة بعد مرور 4 سنوات على الثورة مليئة بالأحداث السياسية فحدثت حالة من التشبع للمشاهد وهو ما دفعه للاتجاه إلى برامج المنوعات والمسابقات التى تفتقر لها قنوات «دريم والمحور» وغيرها، فمثلا تجد المشاهد يتابع برنامجًا مثل «بوضوح» الذى يقدمه «عمروالليثى» على قناة الحياة، فهو برنامج متنوع اجتماعى ثقافى بعيد كل البعد عن السياسة، كذلك برنامج «معكم» تقديم الاعلامية «منى الشاذلى» أيضا يتسم بالطابع الاجتماعى الخفيف وهذا ما يحتاج له المشاهد المصرى فى الوقت الحالى.
وأضاف «العالم»: إن الاستعانة بوجوه اعلامية جديدة خاصة من العنصر النسائى كان له عامل قوى فى الجذب، ولفت أيضا إلى أن ظهور قنوات الـ«+2» التى تتيح أمام الجمهور مشاهدة البرنامج بعد موعد بثه بساعتين كانت أحد أهم العوامل التى ساعدت على رفع نسب المشاهدة، وتعتبر شبكة قنوات «سى بى سى» أول من ابتدع هذه الخدمة التليفزيونية المميزة، فضلا عن حركة تنقلات بعض مقدمى البرامج من ذوى الشأن الرفيع التى عملت على الاخلال بالمعادلة قائلا: «قنوات هبطت وقنوات عليت».
كما أكد «العالم» أن ادارة بعض القنوات التى انخفضت مشاهدتها قد ارتكبت أخطاء فادحة قضت على ما تبقى لها من شهرة، ودلل على ذلك مستشهدا ببرنامج «90 دقيقة» على قناة «المحور» الذى سار على وتيرة من النجاح حينما كان يقدمه الاعلامى «معتز الدمرداش» بصحبة «ريهام السهلي» ثم بدأ مستواه ينحدر تدريجيا بعد تعدد مقدميه مرورا «أسامة منير» المذيع بمحطة «نجوم اف ام» الاذاعية والذى أثار المشكلات لعدم تمكنه من مهارات التقديم التليفزيونى، ووصولا إلى «محمد مصطفى شردى» الذى أبدى عليه «العالم» تحفظه الشديد قائلا: «اللى اختاره مقدم برامج مش مدرك حقوق المشاهد»، متابعا «لا يصلح أن يكون واجهة إعلامية خاصة بعد انخفاض وزنه وظهور علامات التجاعيد اللافتة جدا على وجهه بما تعطى تعبيرات غير مريحة للمشاهد عند الانفعال.. فأبسط حقوق المشاهد على المذيع ان وجهه يكون طبيعيًا.. انما لما تكون ملامح المذيع مش مريحة فالمشاهد مش هيقدر يقعد امامه اكتر من 5 دقائق مش 3 ساعات».
كما عاب «العالم» على مدير البرامج الذى تعاقد معه ودفع له الملايين قائلا: «من حقى اقول وكمدير برامج انك متصلحش وافسخ التعاقد معاه واخد فلوسى.. كونه صحفيًا جيدًا لا يؤهله لظهور بهذا الشكل أمام المشاهد» مؤكدًا أن ذلك الخطأ الإدراى كفيل بخفض عدد المشاهدين خاصة ان القناة تفتقر لبرامج المنوعات بشكل كبير.. وأشار «العالم» إلى أنه لا يثق بشكل كبير فى الاستطلاعات التى تجريها الشركات الاعلامية، لافتا إلى أن الخلاف الذى حدث بين المعلنين على أحدث الاستطلاعات كشف أنها تعتمد بشكل كبير على العلاقات والمصالح الشخصية مع رجال الأعمال من مالكى القنوات وهو ما يفقدها قدرًا كبيرًا من المصداقية، متسائلا: «ألا يمكن لمؤسسة علمية أن تجرى مثل هذا المقياس بدرجة من المهنية بعيدا عن مصالح المعلنين؟».