الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

مذيع عبيط وجهل نشيط وسلق قرنبيط!

مذيع عبيط وجهل نشيط وسلق قرنبيط!
مذيع عبيط وجهل نشيط وسلق قرنبيط!




طوال يوم الخميس الماضى سقطت الفضائية التافهة التى تبث من عزبة السلطان «أردوغان» وتمويل الأسرة الحاكمة فى قطر، فى اختبار المهنية والمصداقية، ونجحت بامتياز فى اختبار «الهمبكة وسلق البيض».
سقطوا بامتياز ورسبوا بجدارة، وكانت الفضيحة بجلاجل وربما بخلاخيل أيضًا.
بدأت الحكاية ببيان صدر عن مجلس التعاون الخليجى منسوب إلى الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربى الدكتور «عبداللطيف الزيانى» يرفض فيه اتهامات مصر لقطر بدعم الإرهاب وأنها اتهامات باطلة تتجاهل الجهود المخلصة التى تبذلها قطر لمكافحة الإرهاب.
وكأن هذا البيان جاء هدية من السماء لجهابزة الفضائيات فى رابعة والشرق ومصر الآن ومكملين وعلى رأسهم طبعا «الجزيرة» التى لا تزال تلعب بديلها يمينًا ويسارًا.
بيان هدية تلقفته هذه الفضائيات «وهات يا لت وعجن وهجص وتحليل وفتاوى وفتة وممبار» فى دلالة البيان ومغزاه من أول رد الاعتبار لقطر ودورها البطولى فى دعم الثورات وتحرير فلسطين إلى الخطوات التى ستلى ذلك ومنها التوقف عن دعم ومساندة مصر وطنًا وشعبًا وزعيمًا.
الأكثر من ذلك أن الضيوف أنفسهم راحوا يشيدون إشادة بالغة بموقف دول التعاون الخليجى وتراجعهم عن مساندة مصر فى حربها ضد الإرهاب (نعم ترعاه وتموله الأسرة القطرية الحاكمة).
لقد شاهدت بالصدفة على فضائية اسمها المستقلة تبث من لندن كان صاحبها مرشحًا فى الانتخابات الرئاسية التونسية، وعلى مدى ساعتين راحت المحطة ومذيع الحلقة الأستاذ «سامى» ــ كعب الغزال ــ وضيفه «د.وفيق مصطفى» وأحد القيادات الإخوانية الذى يناضل من لندن وهو ضيف دائم سواء فى هذه القناة أو غيرها ــ لا شغلة ولا مشغلة ــ غير الكلام التافه والأسطوانة المشروخة المصدية عن ترنح الانقلاب وثورة الملايين فى قرى وكفور ونجوع وشوارع مصر بشكل يومى هادر وحاشد!! ومعهم فى الحوار الحاج «أشرف السعد» رجل الأعمال الشهير!
المهم طوال أكثر من ساعة ونصف الساعة لت وعجن فى الإشادة بالبيان والقرار وضاعت محاولات الحاج أشرف السعد فى دفاعه عن ثورة 30 يونيو ودول الخليج العربى، وسط غوغائية الضيوف وديماجوجية وسخافة المذيع «سامى كعب الغزال».
ووسط صراخ وزعيق الضيوف، توقف المذيع فجأة وطلب من ضيوفه السكوت فقد وصله بيان مهم للتو وفى الحال، كان وجع المذيع قد أمتقع تمامًا وزاغت عيناه وراح يقرأ متلعثمًا فى صوت مهزوز ومرتعش كأنه يجلس فوق «ثعبان كوبرا» وينفى تمامًا ما جاء بالبيان الأول جملة وتفصيلا ويؤكد البيان دعم ومؤازرة مصر شعبًا وحكومة ورئيسًا فى حربها ضد الإرهاب وتؤيد جميع ما تتخذه من إجراءات عسكرية ضد الجماعات الإرهابية فى ليبيا.
انتهى المذيع «سامى كعب الغزال» من قراءة البيان والذهول والوجوم على وجه ضيفيه، وانطلق الحاج أشرف السعد يغنى: تسلم الأيادى تسلم يا جيش بلادى، وسط غيظ وسخص الإخوانى وفيق وسامى كعب الغزال.. وشلة تحالف دعم الملوخية!
لا مهنية ولا حرفية ولا صنعة، طب اسأل «تليفون» صغير لمجلس التعاون الخليجى لتتأكدوا من صحة البيان، إنما تقول إيه فى الجهل النشيط الذى ينشط ويتناشط ومن فرص جهلهم النشيط أنهم «يتجهلون أو يتجاهلون» على أنفسهم.
ونفس الفخ من عدم المهنية والهمبكة والجهل النشيط وقع فيه بعض أفندية الفضائيات هنا فى مصر، وبعضهم للأسف يتحدث كثيرًا عن المهنية والمصداقية والكود الإعلامى.
وبلغ من فرط جهل أحدهم ــ وهو دكتور بالمناسبة ــ راح يعلق على شريط مذبحة المصريين فى ليبيا (21 قبطيًا) قائلاً: لقد كانوا لحظة ذبحهم وقتلهم يقرأون الشهادة(!!) وراح العزيز «عمرو أديب» ينبهه إلى أنهم أقباط!!
يعنى هى جت على دى يا عم «عمرو»!! ما تدقش قوى!!
ولعل أكثر من أزعجنى أن الزميلة الوقورة «الوطن» وقعت فى هذا الفخ ونشرت على صفحتها الأخيرة فى باب سؤال وجواب استطلاع رأى صغير استطلعت فيه آراء أساتذة وخبراء أجابوا عن سؤالها ما تداعيات تحفظ مجلس التعاون الخليجى على موقف مصر تجاه قطر؟!.. (الجمعة 20 فبراير الصفحة الأخيرة).
غابت المهنية، واندثرت الصنعة ولا عزاء لأحد، لا للمشاهد ولا للقارئ، وإذا كانت المهنية والصنعة قد اختفت من نخبجية وأفندية الإعلام والفضائيات، فما زالت المهنية والصنعة موجودة فى فضائيات هز الوسط والرقص، حيث الرقص على أصوله العلمية أما «رقص» الفضائيات فقد غاب عنه الصدق والمهنية!
ورقصنى يا جدع، على فضائيات ضحكت من جهلها الأمم!!
وأرى الله، وأرى حكمته: مذيع عبيط، وجهل نشيط وسلق قرنبيط!