السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«النسور» أعادوا كرامة الشعب.. وضخوا الحياة فى شريان «القومية العربية»

«النسور» أعادوا كرامة الشعب.. وضخوا الحياة فى شريان «القومية العربية»
«النسور» أعادوا كرامة الشعب.. وضخوا الحياة فى شريان «القومية العربية»




الكويت - عماد خضر

أجمع عددٌ من البرلمانيين والمحللين السياسيين والعسكريين الخليجيين على الحق المصرى الكامل فى تنفيذ عمليات عسكرية ضد تنظيم «داعش» الإرهابى فى ليبيا رداً على إعدام 21 قبطيا مصرياً على أيدى التنظيم المتطرف»، مؤكدين الحاجة المُلحة لتشكيل قوات ردع  عسكرية عربية لمكافحة الإرهاب فى الوطن العربي.
وطالبوا بسرعة البدء فى العمليات العسكرية البرية ضد التكفيريين فى الدول العربية على أن تتم فى إطار تحالف عسكرى دولي، موضحين أن القصف الجوى المصرى لمعاقل داعش فى ليبيا حمل رسالةً إفريقيةً واضحة لمن يفكر فى المساس بمياه النيل.


ورفضوا رؤى العازفين على وتر انتهاك القوات المصرية للسيادة الليبية بعد تنفيذ الهجمات ضد داعش، متسائلين: أين كانت هذه السيادة حينما تم إعدام 21 مصرياً على الأراضى الليبية؟!.
ودعوا إلى ضرورة تجديد الخطاب الدينى فى الوطن العربى والتصدى لمختطفى الدين الإسلامى من الفئات المتطرفة مع إطلاق حملات توعية لإبراز المفاهيم السمحة للدين الحنيف بعيداً عن مظاهر الغلو والتشدد، محملين مؤسسة الأزهر الشريف فى مصر والمؤسسات الدينية فى المملكة العربية السعودية مهمة تنفيذ هذه الرؤية خلال الفترة المقبلة.
فى البداية أكد النائب عادل الخرافى، أمين سر مجلس الأمة الكويتي، أن أزمة إعدام الرهائن المصريين فى ليبيا على يد تنظيم داعش الإرهابى يجب أن يكون دافعاً رئيسياً للعرب لتشكيل قوة عسكرية مشتركة تحت أى مظلة قانونية سواء جامعة الدول العربية أو غيرها بعد أن أصبح ذلك أمراً ملحاً، موضحاً أن العمل الاستئصالى لهذه البؤر الإرهابية يجب أن يتم فى جميع الدول العربية خصوصاً تلك التى تنتشر فيها هذه الجماعات.
ولفت إلى أن تحرك مصر لمناصرة قضاياها وقضايا الأمة العربية سيفرض أجندتها وسيجلب الكثير من الحلفاء والداعمين لمواقفها سواء على المستوى العربى أو العالمى وسيمنح الفرصة لجامعة الدول العربية لامتلاك آليات وقوى على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية تجعلها قادرة على مواجهة الأزمات ومنها مكافحة الإرهاب، موجهاً تحية للقيادة المصرية وقواتها المسلحة بقياداتها وجنودها لردها العسكرى السريع والحاسم على معاقل التنظيم الإرهابى فى ليبيا، هذا الرد الذى لم يتوان فى رد كرامة المصريين.
وأكد الخرافى أن الشعب المصرى حُر وأَبِى وقائد بطبعه ويقود الأمة العربية، معبراً عن خالص تعازيه فى ضحاياه جراء الأفعال الإجرامية للمجموعات الإرهابية، قائلا: أى جرح للمشاعر المصرية يُعد جرحاً للكويت وأهلها.
وأضاف: لا قيمة للكلمات العاطفية الرقيقة من دون ترجمة واقعية لحال الأمة العربية ومحاولة تغيير هذا الواقع للأفضل، فإذا لم نكن أمةً تحدد مصيرها وتحافظ على كرامة شعوبها وتسعى دوماً لإبراز الدين الإسلامى الحنيف بصورته الحقيقية كدين للمحبة والتسامح، داعيا لتضافر جهود الدول العربية والإسلامية وتوحيد الصفوف لفرض كلمة الأمة العربية وكرامة شعوبها تحت مظلة القومية العربية وذلك لدفع أُطر التقدم وتحقيق طموحات الشعوب العربية وإعادة الريادية للأمة العربية والإسلامية.
قوات تحالف
من جانبه، طالب العقيد طيار متقاعد عبدالكريم الغربللي، الخبير العسكرى الكويتي، بضرورة شن هجوم عسكرى برى سريع على معاقل داعش فى ليبيا من قبل قوات للتحالف تضم «روسيا ـ بريطانيا ـ إيطاليا ـ فرنسا» وغيرها من الدول الغربية الراغبة، مفضلاً عدم مشاركة قوات عربية فى الحرب البرية على داعش فى الدول العربية لحساسية هذا الشأن.
ولفت إلى أن الامتناع عن استخدام القوة البرية وتأخير عملياتها فى المعركة يتسبب فى إطالة أَمَدِ حرب ضارية لن يسلم منها الموجودون فى مسرح العمليات، مشيراً إلى أن معظم المعارك العسكرية التقليدية لا يمكن حسمها من دون القوة البرية.
وذكر الغربللى أن القوات المسلحة المصرية فى حربها ضد الإرهاب لا تنتقم من أى طرفٍ بل تؤدى دوراً عملياتياً عسكرياً محدوداً ضد أهدافٍ معينة وضمن استراتيجية محددة، لافتاً إلى أن الدم المصرى فى ليبيا كان من الممكن حقنه لو توقفت الدول التى تناشدها مصر عن دعم هذه الجماعات المتطرفة.
وأشار إلى أن دخول الطائرات «الرفال» الفرنسية إلى الخدمة فى سلاح الجو المصرى سيشكل نقلةً نوعيةً فى العمليات الحربية للقوات المصرية لما لهذه الطائرة من إمكانيات فى عمليات الهجوم والمناورة وكشف الطائرات المعادية على بُعد، فضلا عن تنفيذ المهام بدقة وغيرها من المواصفات المتقدمة فى هذا الجيل من الطائرات، مؤكداً أن كفاءة الطيارين المصريين مشهود لها وتدعمها ساعات طيران مناسبة لهم وخبرات علمية وعملية فى ميادين المعارك، مشيراً إلى أنه لمس تميزا وكفاءة وإبداع عددٍ من الطيارين المصريين فى دورات تدريبية فى الولايات المتحدة الأميركية.
وأكد الغربللى أن مؤازرة الكويت لمصر فى حربها على الإرهاب واجب وليست مِنةٌ، إذ إن أمن جمهورية مصر العربية من أمن الكويت والعكس صحيح، كما أن الكويت ومصر فى سفينة واحدة ومهما فرقت السياسة أو جمعت بينهما فلن يُغير ذلك فى العلاقات التاريخية والعربية المتأصلة بين البلدين الشقيقين شيئا.
وتابع: بلا شك فإن كل ما  ينطوى تحت ستار الإرهاب يمكن القضاء عليه عبر حلول عدة منها القضاء على مظاهر الفقر والظلم الدولى والعالمي، وإن كانت هذه المظاهر ليست مبرراً تحت أى وضع من الأوضاع للعمليات الإجرامية التى تقوم بها هذه الجماعات الإرهابية، ناهيك أنه يجب على المجتمع الدولى أن يبحث فى الأسباب الحقيقية والواقعية لخروج هذه الجماعات وكيفية علاجها، إذ تنضم كثير من الفئات غير العربية وغير الإسلامية تحت راية التطرف.
الدفاع العربى المشترك
من جهته، أكد الدكتور فهد الشليمي، والخبير الأمنى والاستراتيجي، ورئيس المنتدى الخليجى للأمن والسلام، أن الضربة الجوية المصرية وجهت رسائل قوية للعالم بصفة عامة وللدول الإفريقية بصفة خاصة بأن المساس بمياه النيل قد يُصعد الموقف وأن القوات المسلحة المصرية جاهزة للردع والرد متى اقتضت الحاجة ذلك، مشيراً إلى أن القوات المسلحة المصرية تحظى بذراع طُولىَ فى العمل العسكرى وقادرة على الوصول لأهدافها بدقة خارج القُطر المصرى.
وأوضح أن الإقليم المصرى يحتاج حالياً  لتشكيل مجموعة عمل مسلحة تضم قوات جوية وبرية وبحرية ومنظومة استخبارات عسكرية بالتعاون مع دول «ليبيا ـ تونس ـ الجزائر ـ المغرب ـ إيطاليا ـ مالطا» خصوصاً مع ظهور خطر الإرهاب شمال إفريقيا، داعياً إلى ضرورة تشكيل قوات عسكرية عربية لمكافحة الإرهاب انطلاقاً من اتفاقية الدفاع العربى المشترك، والاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب لعام 1996، والاتفاقية الأمنية العربية لمواجهة بؤر الإرهاب والتطرف، بحيث يكون مقر هذه القوات وقيادتها فى جمهورية مصر العربية وتتخذ مراكز عمليات فى ليبيا وسوريا والعراق وغيرها من الدول العربية التى تظهر فيها بؤر إرهابية.
ولفت الشليمى إلى أن الإرهاب يضرب فى الدول العربية ويقتل المواطنين العرب ويدمر البُنى التحتية العربية ومن ثم يجب أن يُنصت المجتمع الدولى ومجلس الأمن إلى النصائح المصرية بشأن مكافحة الإرهاب ليس على مستوى الوطن العربى فقط بل على مستوى العالم أجمع، مطالبا بتضافر الجهود العربية لمكافحة الإرهاب على الأراضى العربية.
وشدد على ضرورة تجاوز مسألة الحساسيات والسياسة واختراق الحدود والسيادات بين الدول العربية عند مكافحة الإرهاب لأنه عابر للحدود ويمارس جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، منوهاً إلى ضرورة مشاركة قوات بحرية فى أى عمليات عسكرية برية ضد دواعش ليبيا أو غيرها من الدول لمواجهة العناصر الفارة من هذه التنظيمات الإرهابية عبر البحر.
تجديد الخطاب الدينى
ومن ناحيته، دعا الدكتور سامى الفرج، رئيس مركز الكويت للدراسات الإستراتيجية، إلى ضرورة تجديد الخطاب الدينى فى الدول العربية لترسيخ الإسلام بصورته الحقيقية السمحاء فى النفوس والعقول وتغيير المفاهيم المغلوطة عنه لدى البعض، لافتاً إلى أن هذه المهمة تقع بالأساس على عاتق مؤسسة الأزهر الشريف فى مصر، بالإضافة إلى مؤسسات المملكة العربية السعودية بلد الحرمين الشريفين، فضلا عن أن التجديد يساعد فى التصدى لمختطفى الشريعة الإسلامية من المتطرفين.
وطالب بحملات إعلامية توعوية تصل لجميع أنحاء العالم وتخاطب جميع المجتمعات على اختلاف مستوياتها فى إطار رؤية من حوار الحضارات تقرب ولا تنفر وتتصدى لعملية اختطاف الدين الإسلامى من قبل بعض الأطراف، مشدداً على ضرورة دعم دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية لمصر فى شأن صفقات السلاح التى تحتاجها ومنها صفقة طائرات «الرافال» البالغة 5 مليارات دولار، وأيضاً زيادة التعاون الاستخباراتى وزيادة اللقاءات والتدريب المشترك مع تبادل المعلومات بين مصر وأجهزة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية فى شأن مكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى تنفيذ المناورات المشتركة وتوحيد منظومة الأسلحة.  
ودعا الفرج الجانب المصرى إلى ضرورة الحذر من قيام تنظيم داعش بعمليات نوعية خلال الفترة المقبلة أو القيام بعمليات استفزازية عبر أسر عدد من الرهائن المصرية مجدداً، مشدداً على أن مكافحة الإرهاب ومواجهة التنظيم يجب أن تتم فى إطار تحالف عسكرى دولى.
انتهاك السيادة
من جهته، اعتبر الدكتور طارق آل شيخان، رئيس مجلس العلاقات الخليجية الدولية «كوجر» ما قام به نسور الجو وأبطال الطيران المصرى من قصف جوى ودكٍ لمواقع تنظيم داعش، رداً طبيعياً ويأتى فى إطار حماية الأمن المصرى والعربي، رافضاً رؤى البعض بأن هذه العملية العسكرية انتهاك للسيادة الليبية.
وتساءل: أين هى هذه السيادة حينما تم إعدام 21 روحاً بشريةً بريئةً على أراضيها لا شأن لهم فى أى صراعات سياسية؟!»، مؤكداً دعمه للقيادة المصرية فى حفظ الأمن القومى المصرى وحماية الأرواح والممتلكات.
ودعا آل شيخان إلى التعاون والتنسيق المشترك بين القوات المسلحة المصرية وقوات الدول العربية الأخرى للعمل كيد واحدة لاجتثاث هذا التنظيم الإرهابى حتى لا يتم إعطاء الفرصة للدول الغربية للتدخل فى الشأن العربى تحت أى ذرائع مختلفة، قائلا لفرسان سلاح الجو المصري: سيروا والشعب العربى معكم.