الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«معتز مطر» من إذاعة الدولة لـ«محرض» عليها فى قنوات «الإرهاب»

«معتز مطر» من إذاعة الدولة لـ«محرض» عليها فى قنوات «الإرهاب»
«معتز مطر» من إذاعة الدولة لـ«محرض» عليها فى قنوات «الإرهاب»




كتب - عمر حسن

وراء كل متطرف قصة طويلة لا بد من سردها، ليس اقتداء بها، وإنما تجنبًا لنشوء نموذج جديد ربما يسلك نفس الطريق ويعتنق نفس الأفكار ولكنه يحتاج لصوت الصحوة الذى يدق جدران العقل فى الأوقات الحرجة التى تشوبها حالة من التشويش الذهنى لكى ينبهه بسوء العاقبة قبل فوات الأوان وتحوله إلى متطرف ينتهج سلوكًا أحاديًا، وينظر للمجتمع المحيط من حوله بعين الاستحقار معتقد أن البشرية عجزت أن تلد غيره لكى يكون المنقذ والمنّور فى عصر الظلمات.


نسلط الضوء الآن على أحد الإعلاميين الذين اتخذوا من التطرف أسلوب حياة بعد سقوط الاخوان فى الـ30 يونيو، ألا وهو «معتز مطر»، الشاب الذى بدأ حياته المهنية كمذيع رياضى فى محطة تابعة للدولة وهى اذاعة «الشباب والرياضة» وظل يعمل بها لفترة طويلة من الزمن بجانب كتابته لعدة صحف؛ إلى أن قرر خوض تجربة التقديم التليفزيونى، فانتقل للعمل فى عدة قنوات مثل شبكة «العربية» وشبكة «art» وصولا لقناة «مودرن حرية» و تقديمه برنامج «محطة مصر».
وتحدث زملاءه إنذاك عن مرونته وتلونه السريع من أجل زيادة المرتب أو فرصة لبرنامج أفضل كما وصفوه، وأكد أنه لم يتصف بالالتزام الدينى بل بالعكس كما قال بعد المقربين له أنه «صاحب مزاج».
وقد  تعرض مطر للإيقاف عدة مرات فى قناة مودرن  بسبب خرقه بعض السياسات الإعلامية؛ ثم أُغلقت القناة واختفى الإعلامى لفترة ليست بالقصيرة، وعقب ثورة الخامس والعشرين من يناير ومجىء «مرسى» رئيسا للبلاد، ظهرت ميول «مطر» الاخوانية من خلال تعاقده مع قناة «مصر 25» الذراع الاعلامى لجماعة الاخوان المسلمين حينها ليظهر فى ثوب اعلامى جديد داخل عباءة الجماعة.
عقب قرار «مطر» انضمامه للقناة الاخوانية، أُثيرت التساؤلات حول توجهاته السياسية التى حرص طوال الوقت على ألا يصرح بها للرأى العام منذ بداياته الإعلامية، لنكتشف فيما بعد أنه خلية اخوانية نائمة ظلت تعمل فى الخفاء حتى فى عصر مبارك والمجلس العسكرى ،لينكشف الغطاء بعد وصول الاخوان لسدة الحكم وتظهر أفكاره السياسية على حقيقتها وتهبط شعبيته التى اجتهد فى بناءها طوال مشواره الاعلامى والتى كان أساسها قائمًا على المعارضة لنظام مبارك وهذا ما كان ظاهرا لعوام الناس فى وقت استبد فيه الفساد وتعطش فيه المشاهد لاعلامى معارض بحق، ومن هنا اكتسب «مطر» شعبية كبيرة.
كان ظهور «مطر» على قناة «مصر 25» بداية العد التنازلى لفقد تلك الشعبية، فرغم اشتراطه على ادارة القناة أن تكفل له حرية القول واختيار الضيوف ليخلق جوًا زائفًا من خيالات الديمقراطية كما كان يفعل نظام المخلوع «مبارك» من قبل لمحاولة ايهام الناس بحالة الحرية التى يعيشها الاعلام، إلا أن ذلك لم يشفع له أمام جمهوره الذى وثق فيه وأعطاه أمانة تشكيل وعيه الضائع بين اعلاميين أصحاب أجندة، معتقدين فيه أنه اعلامى حرو رأيه من عقله كما كان يدعى دائما، حتى وصل العداد لنقطة الصفر بعد الثلاثين من يونيو ليصبح اللعب على المكشوف.
تحول «مطر» 180 درجة، فلم يصبح هناك مجال للمهنية أو الحيادية التى كان يتشدق بها من قبل، ليس هذا فحسب بل كرس نفسه لمحاربة الدولة المصرية وضرب جيشها وشرطتها والتهكم على شعبها ناسفا بذلك كل معايير الاعلام بل ومعايير الوطنية أيضا، فالاعلامى قبل كونه شخصية عامة فهو مواطن مصرى يخشى على مصلحة البلد، إلا أن ذلك الشخص فضل إعلاء مصلحته الشخصية ومصلحة جماعته فوق مصلحة الوطن، فقد هجر أهله وبلده متجها لدول أجنبية تدعم جماعته وتستضيفها وتفتح أمامها اشارات البث التليفزيونى لتحرض على الدولة المصرية من خلال اطلاق قناة جديدة تدعم السياسات الاخوانية تُدعى قناة «الشرق»، وهى قناة تجمع أذيال الاعلاميين الذين فروا خارج مصر مهرولين خلف أولياء النعمة من «بنى اخوان».
اتخذ «مطر» من قناة «الشرق» منبرا للهجوم على النظام الحالى والنيل من القوات المسلحة والشرطة وتحريض الشباب على النزول للميادين بمناسبة أو بغير مناسبة، وفى ذكرى ثورة 30 يونيو خرج يحث أنصار الجماعة على استكمال مسيرة العنف، فقال: «الشباب دول عددهم أكبر وصبرهم أكتر، عمركو ما هتهزموا شباب الإخوان، دول ضد الرصاص وضد القلوب، والمفروض نضرب ليهم تعظيم سلام» ، متخذا من كل سقطة سياسية للحكومة - ولو كانت تافهة - موضوعا كاملا لحلقته فالنقد لديه أصبح لمجرد النقد، والهجوم أصبح عقيدته، فلم يعد هدفه كشف الحقيقة، بل تعدى ذلك بكثير، فهو الآن جندى مجند فى جيش الاخوان الاعلامى الذى أنفقت عليه المليارات لمحاولة اقناع الغرب بأنه الأحق بحكم مصر.
لم يشعر «مطر» لوهلة أن المصريين لن يسمحوا له بالعودة إلى مصر مرة ثانية وحتى إن عاد سيستقبلونه بنعالهم، ليس لأنه يعارض النظام السياسى الحالى، فالمعارضة مشروعة فى اطار المصلحة العامة، بل لأنه وضع يديه بيد دول معادية لمصر وتجرد من كل معانى الانتماء لوطنه الذى نشأ تحت مظلته واشتد عوده إلى أن صار شابا يافعا تحركه الجماعات المتطرفة مثل قطعة الشطرنج وفق أجندة خاصة تستهدف اغراق الدولة المصرية.