الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

علاقات مشبوهة تجمع «الحوثيين» و«إسرائيل» على جثة «اليمن»

علاقات مشبوهة تجمع «الحوثيين» و«إسرائيل» على جثة «اليمن»
علاقات مشبوهة تجمع «الحوثيين» و«إسرائيل» على جثة «اليمن»




تحقيق ـ سيد مصطفى


لم يكد ينظر رئيس الوزراء الإسرائيلى «بنيامين نتانياهو»  من نافذة غرفته بـ«تل أبيب»، حتى يجد أن كيانه حقق انجازاً لم يحققه أسلافه، فكل بلاد الجوار مزقتها الحروب، واستطاعت قواته أن تغير على دمشق ولبنان، وهى الأماكن التى كانت تحتاج لتفكير عميق فى الماضى لمجرد الاحتكاك بها.
والآن تنفجر بلد جديد وهى «اليمن»، حيث يظهر على ساحتها لاعب جديد وهم «الحوثيون» المحسوبون على إيران ألد أعداء الكيان الصهيوني، لكن تبرز المفاجأة بوجود علاقات قوية بين الطرفين، واتفاقات سرية وقعت، فهل تكون التحالفات بالجنوب لها حسابات أخرى عن الحرب الدائرة فى الشمال بين طهران والدول العربية؟
 يقول الدكتور إبراهيم البحراوي، أستاذ اللغة العبرية بكلية الأداب جامعة عين شمس، إن إشكالية اليمن أكثر تعقيداً مما نتصور، حيث تتشابك المصالح والأطراف، ووجود حسابات «إيرانية ـ سعودية ـ إسرائيلية ـ أمريكية»، بينما اليمن نفسه ينشد الاستقرار - مع الأسف - الذى كان موجوداً  بعصر على عبد الله صالح.
سجلات الإخوان السيئة
وأوضح البحراوى فى تصريحات خاصة لـ«روزاليوسف»، أن أى طرف دولى يجد نفسه بين قوتين كليهما سيئ، الأولى: هم الحوثيون بتحالفهم الإيرانى، والأخرى الإخوان بسجلاتهم السيئة، لذلك التحركات الإسرائيلية اقتصرت على المراقبة وتوريد السلاح، حيث يتسرب السلاح الإسرائيلى حالياً على اليمن، وبعض هؤلاء التجار يحملون جواز السفر الأمريكي، لكنهم فى الأصل إسرائيليون، ووثيقو الصلة بالموساد، حيث يقومون بدور مشترك وهو توزيع السلاح الإسرائيلى ومراقبة الأوضاع باليمن.
ودلل أستاذ اللغة العبرية بكلية الأداب جامعة عين شمس على ذلك بالتحذيرات التى تنشرها إسرائيل لمواطنيها، حيث يكونون على علم مسبق بهذه العمليات، مشيراً إلى ابتهاج إسرائيل بتقسيم تلك الدولة العربية خاصة إنها البوابة الجنوبية للبحر الأحمر، لذلك هى تلعب دورا غير مباشر بتوجيه الأمور.
 وبين البحراوى أن فى اليمن تتفق المصالح الإيرانية الإسرائيلية أكثر مما تختلف، فكلاهما من مصلحته تقسيم الدول العربية، فضلا عن تراجع النفوذ العربى أمام نفوذهما، علاوة على أنهما يشتركان فى غايه تفشى الإرهاب بتلك الدول.
ملف يهود اليمن
وأشار أستاذ اللغة العبرية بكلية الأداب جامعة عين شمس إلى أنه توجد العديد من الملفات الشائكة بين الحوثيين وإسرائيل، تبدأ بملف يهود اليمن، وهم حالياً قلة قلية، بعد أن نفذت إسرائيل العديد من العمليات لنقلهم لإسرائيل خلال العامين الماضيين، منوها إلى أنه كان يتم ذلك عبر الخطوط الجوية القطرية، حيث كانوا ينقلون من اليمن إلي  الدوحة ومنها إلي تل أبيب، بموافقه الحوثيين بشكل أو بآخر.
وأفاد البحراوى أن القضية الأخرى بين الطرفين هى المضيق خاصة بعد وجود قوات لكل منهما فيه، لكن الحوثيين يعلمون جيداً أن التحكم التام بالمضيق لن تقبله مصر أو السعودية أو إسرائيل، فضلا عن أن إسرائيل مستعدة عند الخروج عن النص بالعمليات النوعية، والتى لن تسمع عنها سوى أن قطعة بحرية مجهولة ضربت سفينة أخرى، إلا إذا قامت إسرائيل نفسها بتسريب خبر العملية.
الخريطة اليمنية
وأضاف: إنه حتى الآن لم تتاخم قوات الحوثيين القوات الإسرائيلية الموجودة على الجزر، وذلك لعدم سيطرتها على الجنوب، كما أن الخريطة اليمنية الحالية لا يوجد بها الحوثيون فقط، لكن مدعومه من على عبدالله صالح وقبائله باليمن، وغير معروف ماذا سيكون نصيب كل طرف من الكعكة، سواء من الحوثيين أو صالح أو الإخوان، وهل سيكون ذلك لمنحهم الشمال اليمنى وفصل الجنوب.
 ونبه البحراوى إلى أن التصريحات العربية والدولية راعت هذا الوضع المتشابك، فمصر لم تندد بالوضع أو الخليج، وحتى الولايات المتحدة اكتفت بالتصريح بأن «عبد ربه منصور هادى» هو الرئيس الشرعى ولم تدين تحركات الحوثيين.
وأرجع إبراهيم الشيباني، ممثل قبائل شيبان باليمن، العلاقة بين إسرائيل والحوثيين إلى عام 2006، وذلك عن طريق صفقة نقل عبرها الحوثيون اليهود المقيمون بصعدة العاصمة الحوثية إلى «المدينة السياحية»، مشيراً إلى أن الصفقة تمت تحت رعاية أمريكية.
وأكد خالد شيبة، رئيس الجالية اليمنية بمصر، أن الحوثيين بالاتفاق مع على عبد الله صالح قاموا بالسيطرة على اليمن سياسياً واستراتيجياً، مؤكدا أن السيناريو المحتمل هو اختيار عبد الله النعمانى كرئيس وزراء، وتحديد وقت للانتخابات والتى سينجح بها المدعومون من الحوثيين.
شعارات مزيفة
وأوضح شيبة أن الشعار الذى يتخذه الحوثيون بـ«الموت لليهود» هو شعار مزيف، وذلك لأن التمركز الرئيسى لليهود فى صعدة معقل الحوثيين، مشيرا إلى أنهم لو أرادوا تحقيق ذلك لحدث فى مطلع 2006، منوها إلى أن من قتلى الحوثيون هم الضحايا اليمنيون.
وأكد رئيس الجالية اليمنية بمصر وجود تنسيق بين إسرائيل والحوثيين، فإسرائيل تتدخل فى الحروب الأهلية عن طريق عملائها باليمن «الحوثيون»، حيث إن كلاً من إيران وإسرائيل يريدان السيطرة على مضيق باب المندب لتهديد كل من السعودية ومصر والتحكم فيهما، وقد نجحوا فى ذلك عن طريق الحوثيين، وذلك بعد أن سيطروا على ميناء الحديدة.
وأشار شيبة إلى انه يحدث ضغط على السعودية بالحوثيين، بالرغم من تسببها فى الأزمة من البداية، لأنهما شرعت فى تقسيم اليمن، بعدم تنفيذ «المبادرة الخليجية» التى أطلقوها عقب نجاح الثورة اليمنية.
داعش فى الشمال
وقال الدكتور عبد الحى إسماعيل، أن الصراع فى اليمن حالياً يؤثر على السعودية، حيث باتت محاصرة من الحوثيين فى الجنوب وداعش فى الشمال، وفى الماضى الحوثيون دخلوا وضربتهم السعودية، متوقعاً أن تحتل إيران خلال الأشهر القليلة المقبلة «المنامة» بواسطة شيعة البحرين، وذلك وسط ترحيب دولى سيسمونه بـ«التحول الديمقراطى».
وأكد عبد الحى فى تصريحات خاصة لـ«روزاليوسف» أنه على عكس المفهوم المصدر للعالم يوجد تفاهم بين الفكر الصفوى والماسوني، وذلك لأن الاثنين فكر واحد وهدفهما واحد ولهما آليات واحدة، لأنهما متحدان ضد السنة، خاصة القوى السنية الكبرى مثل مصر والسعودية وسوريا.
واوضح عبد الحى أن الفكر الماسونى لا يقتصر على دولة من النيل للفرات حسب التفكير اليهودي، وإنما له خلافة تسمى «شط العرب القديم» وهى تشمل المنطقة العربية كلها حتى إفريقيا، كما أن الفكرين يشتركان فى قصة الإمام الغائب، فعند الشيعة يوجد إمام غائب، وعند الماسونيين يوجد أيضاً إمام غائب يخرج من الهرم.
التنظيمات غير النظامية
وبين أنه فى أدبيات الماسونيين أن الشرق الأوسط سيحكمه أبناء السفلة أى أبناء الشوارع، لذلك يشجعون التنظيمات غير النظامية مثل الحرس الثورى الإيرانى والحوثيين وحزب الله، لأن كلهم من أبناء الشوارع، مطالباً بسرعة تكوين جيش عربى موحد.
وقال الدكتور منصور عبد الوهاب، مترجم رئاسة الجمهورية للغة العبرية وأستاذ اللغة العبرية بجامعة عين شمس، إن إسرائيل مستفيدة من الوضع باليمن، لذلك لن تتدخل فى النزاع، فهو يهدد الأمن القومى المصري، ويقوم بإشغال مصر ويؤثر على مستقبلها حتى لا تتفرغ لعمليات التنمية، وهو هدف إسرائيلى مهم، لذلك تواجدت بإثيوبيا ومنطقة باب المندب.
واوضح عبد الوهاب فى تصريحات خاصة لـ«روزاليوسف» أن وجود نوع من التنسيق والاتصال بين الحوثيين وإسرائيل يرجع إلى أن قنوات الاتصال  بين الإيرانيين وإسرائيل تكون مفتوحة  ما لم تكن متعلقة بمد حزب الله بالسلاح، وهى تستهدف بشكل مباشر كلاً من مصر والخليج، فلم تظهر الأزمة اليمنية إلا بعد الدعم الكبير الذى بذلته دول الخليج لمصر والضغط الدولى لهم لمساندتها.
ونوه إلى أن الطرفين أيقنا أنه لا يمكن أن يترك الخليج هكذا، حيث إنها ورقة يمكن أن يضغطوا  بها  على السعودية فى أى تحرك قادم، كما أنها تصبح فى حاجة للسلاح الأمريكي، كما ساعد على ذلك أن البيت الأبيض لم يغير موقفه من مصر منذ 30 يونيو.
فزاعة  الولايات المتحدة
وأشار إلى أن إيران تلعب من تحت، فمنطقة الشام مرتبكة نظراً لوجود داعش، وقد كانت الفزاعة التى تستخدمها الولايات المتحدة هى السلاح النووى الإيرانى، لكن الآن الكل اتجه الى داعش، لضمان تدفق أموال الخليج بانتظام.
وبين عبد الوهاب أنه يوجد باليمن تنسيق بين ثلاثة من أجهزة الأمن، وهى السى آى آيه والموساد والاستخبارات الإيرانية، وهى ليست المرة الأولى التى تتدخل فيها إسرائيل باليمن، فقد كان لها دور كبير فى ضرب القوات المصرية فى حرب اليمن فى الستينيات، وإيران تفصل فصلا كاملا بين معركتها باليمن وبين معارك حزب الله مع إسرائيل.