السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«الدوحة» تمول الإرهاب.. و«القاهرة» تحطمه

«الدوحة» تمول الإرهاب.. و«القاهرة» تحطمه
«الدوحة» تمول الإرهاب.. و«القاهرة» تحطمه




تحقيق - نسرين عبد الرحيم
بعد قيام ثورة 25 يناير انضمت الجماعات الإسلامية المتطرفة إلى ركب الثوار وبعد نجاح الثورة واسقاط النظام قفزت تلك الجماعات وسطت على السلطة وحاولوا أسلمة الدولة لكن الشعب المصرى أدرك مخططهم مبكرًا فثار للمرة الثانية ليمنع سقوط البلاد فى مستنقع العنف والتطرف، وأعلن الجيش المصرى العظيم وقوفه بجانب الشعب لتنجح ثورة المصريين فى اسقاط نظام «الإرهابية» الإخوان سابقًا، لكن الوضع فى ليبيا لم يسر على نفس الوتيرة، ما جعل المتطرفين يتوافدون على ليبيا مستغلين الاوضاع الأمنية التى تشهدها البلاد بعد ثورات الربيع العربى وانهيار مؤسسات الدولة من جيش وشرطة، ونجحوا بعد ذلك فى إقامة معسكرات تدريب بحجة اعداد مقاتلين وإرسالهم إلى سوريا لمساعدة الثوار ضد نظام الأسد وساعدهم فى ذلك دعم مسئولين ليبيين خلال عامى 2012 و 2013 عبر إمدادهم بالاموال والسلاح، ما نتج عنه بعد ذلك سيطرة هذه التنظيمات على «درنة» وأجزاء من عدة مدن وسط ليبيا.
ما الهدف من تكوين تلك التنظيمات ومن يدعمها ومن يقودها وحقيقة الأوضاع فى ليبيا وحجم التحديات القادمة؟
 أكد الباحث فى الحركات الإسلامية محمد عبدالشافى أن ظهور تنظيم «داعش» جاء بداية عام 2014 بعد وصول ليبيا اكثر من 300 شخص قادمين من سوريا عبر سفن تركيا منهم أجانب وسوريون بحجة مساعدة قوات «فجر ليبيا»، لكن كان هناك عدة أهداف أخرى أولهما إنشاء فرع للتنظيم داخل الأراضى الليبية أما الهدف الاكبر فهو مساندة جماعة «أنصار بيت المقدس» فى سيناء، كما كان هناك تنظيم اخر داخل ليبيا يتبع القاعدة يطلق عليه «أنصار الشريعة» يقوده شخص يدعى محمد الزهاوى، وبعد ذلك أعلن التنظيم ولاءه لـ«داعش» وبايع أبوبكر البغدادى.
وأضاف عبدالشافى أن معظم العناصر الإرهابية بمنطقتى سرت ودرنة من بنجلاديش واعلنت ولاءها لـ «البغدادى».
وأشار إلى أنه قبل الثورة على نظام القذافى كان هناك شخصان هما عبدالحكيم بلحاج وإسماعيل الصلابى يتبعان القاعدة، وبعد القبض على بلحاج وبعد خروجه، أنشأ  ميليشيات أثناء الثورة الليبية وبعد الثورة أصبح زعيمًا لحزب الوطن الإسلامى، وهو الحزب الذى تدعمه قطر بشكل مباشر، كما كان الوسيط فى عمليات التمويل لتنظيم داعش، وأضاف انه بعد نجاح عناصر فى التسلل لصفوف فجر ليبيا و سقوط القذافى سيطرت عناصره على المشهد، وتحولت ليبيا لأرض خصبة للجهاديين، وشدد عبدالشافى على أن الهدف الذى يسعى إليه متطرفو ليبيا هو إشعال الحدود المصرية، لافتًا إلى أن ليبيا عبارة عن كتائب، كل كتيبة منها تسيطر على مدينة، وبشأن التمويل أكد عبدالشافى أن التمويل جاء من خلال سيطرتهم على مؤسسات الدولة والنفط أما التمويل الآخر فهو بشكل معلن من تركيا ومن قطر عن طريق عبد الحكيم بلحاج.
وأضاف عبدالشافى أن التدخل فى ليبيا ينبغى أن يكون عن طريق قوات عربية بعيدا عن تدخل الغرب، كما لابد من وجود تحالف عربى ودعم الجيش والمؤسسات الوطنية الليبية للتخلص من تلك الميليشيات.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة لن تساعد فى القضاء على الإرهاب لأنه سيظهر عدم قدرتها على استئصال الإرهاب من جذوره ويثبت للعالم فشلها خاصة بعد نجاح مصر فى ضربتها الأخيرة مما يثبت للجميع أن مصر أقوى من أمريكا فى حربها على الإرهاب، بالأضافة إلى أن واشنطن ستسعى لبقاء الوضع لتبقى الحدود المصرية مشتعلة لعل الامور تؤثر على المؤتمر الاقتصادى المزمع عقده فى مصر.
وأضاف عبدالشافى أن هناك تحركات فى سيناء للقيام بعمليات خلال الفترة المقبلة.
واوضح أن قطر لم تلتزم بميثاق الصلح الذى تم الاتفاق عليه مسبقا ومازالت تدعم الميليشيات الليبية بشكل قوى وعن الضربات الجوية اكد عبدالشافى انها حققت أهدافها بالفعل وقتلت العديد من تنظيم داعش.    
ومن جانبه اكد على عمر رمضان اعلامى ليبى أن المصريين يعملون ويعيشون فى ليبيا ويعانون ما نعانيه ويكفى للتدليل على ذلك أن القتل والذبح من قبل الدواعش قد طال أكثر من الف ليبى من المؤسسة العسكرية والأمنية ومن ناشطى المجتمع المدنى، والليبيون دائما يعتبرون المصريين جزءًا من المجتمع الليبى تربطهم العلاقات الاجتماعية والاسرية قبل علاقات العمل.
لافتاً إلى أن التنظيم الداعشى هو تنظيم لا يعترف بالحدود بين الدول فهو يتواجد فى دول عديدة من بينها ليبيا وأعضاء هذا التنظيم ينحدرون من مختلف الجنسيات العربية والافريقية والاوروبية، وعن ظهور هذه التنظيمات الإرهابية يمكننى القول انها لم تكن موجودة فى ليبيا ما قبل 2011 لكنها استغلت أحداث الربيع العربى وانهيار مؤسسات الدولة فى ليبيا من جيش وشرطة وبدأت فى التوافد إلى ليبيا وإقامة معسكرات التدريب، وأضاف: المجتمع الليبى بالتأكيد هو مجتمع يرفض التطرف الدينى ويقاومه منطلقًا فى ذلك من وحدة دينية تقوم على الوسطية والاعتدال، وهو ما جعل هذه الجماعات تتقوقع فى تجمعات ومناطق محددة ولا تستطيع ابدا التوسع أو السيطرة على مدن كبيرة.
وأشار إلى انه مع انطلاق عملية الكرامة فى منتصف العام الماضى 2014 اتضح جليا الدعم الشعبى الذى لاقته هذه العملية وتطوع أبناء الشعب الليبى للانضمام لعملية الكرامة مع أبناء الجيش الليبى الذين تجمعوا تحت قيادة اللواء خليفة حفتر لتحرير مناطق ليبيا من الوجود الداعشى الدخيل على المدن الليبية.
وكلما كانت ضربات الجيش الليبى المدعوم بشباب المناطق قوية ومؤثرة فى الإرهابيين زادت هذه التتنظيمات من اجرامها وأفعالها الوحشية التى تحاول بها زرع الرعب والخوف لدى الناس حتى يخضعوا لها وما قام به تنظيم داعش من عمل إرهابى بحق المصريين خلال الأيام الماضية كان لهذه الغاية لكننا بعون الله مستمرون فى حربهم وقتالهم دون هوادة حتى يتم التخلص منهم وتحرير مدننا منهم.
وأضاف أن تنظيم داعش مصيره الهزيمة فى ليبيا التى ستكون مقبرة لهم وأن قوات الجيش الليبى ومعهم أبناء الشعب الليبى المتطوعون مع الجيش فى عملية الكرامة قادرون على تحقيق النصر وهم الآن على مقربة منهم وقريبًا ستعلن مدينة بنغازى مدينة محررة بالكامل من الإرهابيين وستليها بقية المدن التى تعانى الآن من وجودهم وعبثهم.
وأضاف خبير الحركات الإسلامية أحمد بان أن ليبيا بها اكثر من 23 كيانًا مسلحًا، جزء منهم يوالى المؤتمر الوطنى العام بحكومة طربلس (وهو ما تم إعلانه بالقوة من قبل المليشيات) أهم الميليشيات فجر ليبيا وانصار الشريعة، وفجر ليبيا تابعة لجماعة الإخوان المسلمين، لافتًا إلى انه فى ظل الأحداث الحالية فليبيا بها برلمانان أحدهما تم بطريقة شرعية والآخر أعلن من خلال الميليشيات والكتائب بطريقة غير شرعية مشيرًا إلى أن الفوضى الأمنية والسياسية هى البيئة المناسبة لتمدد داعش، مشيرًا إلى أن محاولة التحرش بالدولة المصرية عبر استهداف رهائن مصريين وقتلهم بطريقة وحشية لدفع الجيش المصرى لتدخل برى واسع مع محاولة اشعال الجبهة الشرقية مع الغربية فى ليبيا مع الجنوبية فى السودان ليكون الجيش المصرى فى مواجهة ثلاثة أطراف فى وقت واحد داعش تقوم من وقت إلى اخر بتنشيط خلايا وعندما تستمد قوتها بمنطقة ما تعلن ولايتها وسوف يأتى تباعًا اعلان أماكن أخرى كولايات لداعش.
وأشار لابد من إعادة الموجودين بليبيا بشكل سريع مهما كانت التكلفة الاقتصادية للحفاظ على حياة هؤلاء من خلال جسر جوى وحركة برية ولابد من التنسيق مع تونس والجزائر لسرعة نقل هؤلاء.
بينما اكد الباحث الإسلامى عبد الشافى القوسى انه جاء فى التوراة أن الانسان بنيان الله فى الأرض ملعون ملعون من هدم بنيان الله وجاء فى القرآن الكريم «ومن احياها فكأنما أحيا الناس جميعا» وفى الحديث النبوى الشريف «لزوال الدنيا اهون عند الله من قتل إنسان» وفى حديث آخر أن النبى نظر إلى الكعبة وقال: «أعلم انك عند الله عظيمة ولكن المؤمن اعظم حرمة منك»، لافتًا أن هذه الجماعات بداية من داعش وشباب المجاهدين فى الصومال وأنصار بيت المقدس وأنصار الشريعة بوكوحرام بنيجيريا (جماعة تحرم القراءة) السلفية الجهادية، الجماعات الإسلامية فى مصر والقاعدة وغيرها من الجماعات التى تنتسب إلى الإسلام زورا أو تنسب نفسها إلى الإسلام هى جماعات مارقة وهم خوارج العصر وكان الشيخ محمد الغزالى يقول انتشار الكفر فى العالم يحمل نصف أوزاره متدينون أغبياء بغضوا الله إلى خلقه بسوء صنيعهم وسوء كلامهم وقدموا اسلامًا تقشعر من هوله الجلود وترتعد منه الفرائص وتشيب له الولدان هؤلاء انشأوا فرقًا دينية متطرفة.    ومن جانبه أكد القيادى الإخوانى المنشق الهلباوى أن مصر وحدها قادرة على مواجهة الإرهاب فى العالم إذا أحسنت المواجهة وتم وضع استراتيجيات كاملة، لافتًا إلى أن الوضع فى ليبيا لايحتاج إلى تدخل دولى مشيرًا إلى أن فتح الباب أمام تدخل دولى يعنى هيمنة غربية، مشيرًا إلى أن الجماعات الموجودة بليبيا هى فجر ليبيا، جماعة أنصار الشريعة، درع ليبيا، كتائب شهداء 17 فبراير، كتائب الزنتان، كتائب الفرقان، كتائب القاع قاع، وجميعهم من الخوارج مثلهم مثل القاعدة وداعش.