السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«الهاند فرى» خير صديق فى المواصلات والزحمة

«الهاند فرى» خير صديق فى المواصلات والزحمة
«الهاند فرى» خير صديق فى المواصلات والزحمة




تحقيق - دنيا نصر


يبحث الشباب دائما عن الجديد فى شتى المجالات، حتى فى هروبه من مشاكله يلجأ الى التكنولوجيا ومن امثلة ذلك استخدام الكثير من الشباب للهاند فرى لسماع الاغانى أو المواد الصوتية هربا من واقع الحياة الذى بات يسبب لهم ضغوطا نفسية، ما سهل عملية انتشار «الهاند فرى» الخاصة بأجهزة الموبايل بين الشباب بنسبة كبيرة، واصبحت جزءا اساسيا فى حياة الشاب بالاضافة لكونها تجعله يظهر بصورة الشاب «الروش»، كما انها اصبحت وسيلة لكسر الملل النفسى الذى يواجهونه فى ظل الاحداث التى يشهدها الشارع المصرى..
فيقول عبد الفتاح على ان استخدام «الهاند فرى» لا يكمن فى الاستماع الى الاغانى فقط، بل فى الاستماع الى اذاعة القرآن الكريم اثناء السير فى الشارع وذلك حتى نتجنب توترات الشارع التى اصبحت تلازمنا فى حياتنا، مشيرا الى ان فكرة «الهاند فرى» نفسها اصبحت الشىء الرئيسى فى حياتنا لانها تبعدنا عن مشكلات المجتمع اليومية التى نواجهها دائما، غير انها اصبحت مصدر السعادة الذى نهرب من خلاله من ضغوط الحياة التى تؤدى فى بعض الاحيان الى الاكتئاب النفسى لدى الشباب..
اما «احمد طارق» 22 عاما، فقال ان ظاهرة الهاند فرى منتشرة بين الشباب بسبب الموسيقى الجديدة التى انتشرت وعرفت باسم «الأندرجراوند» والتى تجذب عددا كبيرا منا، خاصة ان الطرق والمواصلات اصبحت مزدحمة وطويلة مما يضطرنا الى اللجوء للطرق المختلفة التى نشغل بها الوقت وتلهينا عن الزحمة المستفزة فى الشوارع، واضاف ان الهاند فرى وهو المهرب الوحيد من سماع التعليقات السياسية فى المترو او المواصلات والتى تنتهى كالعادة بخلافات ومشادات بين الركاب وبعضهم البعض.
وتقول «ابتهال مجدى» 23 عاما شايفة ان الطريقة الوحيدة والمثلى للتغلب على الزحمة هى سماع الاغانى او حتى الاذاعة ومن برامجى المفضلة «أجمد سبعة الساعة 7»، وبرنامج «توب تونتي»، الهاند فرى هو مصدر التسلية الوحيد فى الزحمة، واضافت إن الموصلات فى مصر مملة ونحتاج الى ما ينسينا المشاكل والصعوبات التى تواجهنا فيها، وانتقدت ابتهال من قالوا انها شىء ترفيهى فليس من حق اى شخص ان ينتقد انسان لا يفعل شيئا مخلا واعتبر ان الهاند فرى حرية شخصية ليس لاحد التدخل فى كيفية استخدامها، فهى وسيلتنا للهرب من كل شىء يحزننا فى هذا المجتمع، مشيرة الى أن الاكتئاب اصبح يكسو وجوه الناس خاصة بعد الاحداث التى مرت بالبلاد فى السنوات القليلة الماضية.
واضاف «مصطفى السيد» ان الهاند فرى موجودة بين الشباب من فترة كبيرة تقريبا منذ دخولها مصر ولكن ما الجديد الذى طرأ علينا لنركز على الفكرة للأسف الجديد الذى طرأ على الفكرة هو الانتقاد الذى تعرض له الشباب نتيجة استخدامها بكثرة، مع انه شىء عادى ولايحتاج كل هذا الانتقاد السلبى، وفى النهاية هى حرية شخصية لمستخدمها، واضاف إن الاوقات الاخيرة شهدت انتشار انواع جديدة من الهاند فرى، وذلك للهروب من مشكلات المجتمع وصوت الناس فى الشارع والزحمة وصوت السيارات والمشادات التى تحدث دائما فى الشارع المصرى بين المواطنين وتجنب الالفاظ البذيئة التى مازلنا نسمعها دائما فى كل مكان وفى اى وقت..
ومن جانبه قال الدكتور مصطفى مرتضى استاذ علم الاجتماع بكلية الاداب جامعة عين شمس ان انتشار هذه الظاهرة بين الشباب تعتبر هروبا من الواقع الذى قد ينتج عنه مشاكل نفسية منها الاكتئاب النفسى، واشار الى إن الخطورة تكمن فى ان المراهقين والمراهقات لديهم حساسية مفرطة وقلة خبرة فى الحياة مما يعرضهم للعديد من المشاكل النفسية مما اضطرهم للجوء للهاند فرى كاحدى الادوات للهروب من الواقع، مضيفا انه ليس من المقنع ان نستخدم هذه الأداة دائما واشار الى أن شيوع الاستخدام الخاطئ للتكنولوجيا الحديثة وراء انتشار بعض القيم السيئة فى مجتمعاتنا العربية بسرعة الصاروخ، كما إن هناك من يعتبر الملتزم بالضوابط والاخلاق انسانا متخلفا غير متحضر من وجهة نظرهم.
فيما اشار الدكتور سيد صبيح استاذ علم النفس بجامعة عين شمس الى ان استخدام هذه الاداة ما هى الا وسيلة لتجنب القلق والتوتر الذى يعانى منه المجتمع الآن، فالشباب اصبح بلا هوية وبلا عقل ويحتاج الى من يخرجه عن هذه المشكلات والمعوقات التى تواجهه دائما، مضيفا ان الشباب المصرى على وجه الخصوص اصبح له كيان داخل المجتمع المصرى خاصة بعد ثورة 25 يناير التى اتاحت الفرصة امامهم فى كل شىء، مشيرا الى ان لغة الشباب حاليا اصبحت بـ«الهاند فرى» والتى من خلالها يعبر الشباب عن نفسهم، فهى هروب من فكرة المجتمع التى اصبحت تسيطر على كل شخص يسير فى الشارع، وايضا هروب نفسى حتى يشعر بالراحة والسعادة، فهناك شباب ينامون بهذه الاداة حتى يتغلبون على قلقهم وخوفهم اثناء نومهم، كذلك هذه الوسيلة ليست مسيطرة على الشباب فقط وانما على الكبار ايضا، فضغوطات الحياة اصبحت بلا نهاية وانتشار فكرة «الهاند فرى» هى تغلب على هذه الضغوطات التى تؤدى فى بعض الاحيان الى الانتحار.