السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مشروع «مصرى ـ فرنسى» لإحياء عمارة «حسن فتحى» التاريخية

مشروع «مصرى ـ فرنسى» لإحياء عمارة «حسن فتحى» التاريخية
مشروع «مصرى ـ فرنسى» لإحياء عمارة «حسن فتحى» التاريخية




الأقصر ـ حجاج سلامة وسارة الهوارى


شرعت محافظة الأقصر فى اعداد مشروع لإحياء عمارة حسن فتحى التاريخية فى غرب المدينة، والحفاظ على ما تبقى من تراث معمارى وإنسانى بالقرية التى شيدها المهندس المصرى العالمى الراحل حسن فتحى  فى منطقة القرنة، حيث يساهم فى وضع المشروع وتنفيذه نخبة من خبراء العمارة التاريخية فى كل من مصر وفرنسا.
وفى هذا الإطار استقبل محافظ الأقصر فريقًا من كبار المعماريين ضم: الدكتور فكرى حسن، أستاذ العمارة المصرى، والدكتورة مارى جريفرى مديرة معهد بحوث الدراسات العليا بجامعة السوربون، حيث اصطحبهم المحافظ فى جولة بقرية حسن فتحى للبدء فى وضع محاور مشروع احيائها وحماية ما تبقى من معالمها، واحياء الاتفاق الموقع مع مركز التراث بمنظمة اليونسكو بهذا الشأن.
وشدد محافظ الأقصر خلال الجولة على ضرورة بدء العمل الفورى فى احياء مشروع التطوير الذى كان سيتم تنفيذه بالتعاون من منظمة اليونسكو خاصة بعد حالة التدهور التى أصابت المنشآت الرئيسية فى القرية مثل المسجد التاريخى ومبنى بيت الثقافة ومنزل المهندس حسن فتحى الذى كان يقيم به فى القرية ويحتوى على بعض متعلقاته الشخصية، والإسراع فى الحفاظ على المبانى المتبقية من تراثه وفى مقدمتها 18 منزلاً لم تنلهم لهم يد الهدم والإهمال.
وجاء المشروع بعد تعالى الأصوات المطالبة بإنقاذ ما تبقى من معالم قرية حسن فتحى المقامة غرب مدينة الأقصر التى تضم مسجدًا وبيتًا للثقافة وخانًا شعبيا حيث يطالب البعض بتحويل منزله إلى متحف يعرض المقتنيات المعمارية ويروى مسيرته فى التأسيس لنمط معمارى متفرد، وبحسب قول نجلاء عبدالعال الصادق الباحثة بمركز الأقصر للدراسات والحوار والتنمية فإن ما تبقى من معالم القرية بات فى خطر ويحتاج إلى تحرك وطنى عاجل للحفاظ على معالم يفد آلاف من السياح ودارسى فنون العمارة فى العالم لزيارتها،  وأن هذا المنزل يعد تراثًا معماريًا لمصر وللإنسانية جمعاء بات مهددًا بالزوال بعد أن تآكلت جدرانه وتشققت أسقفه ومالت حوائطه ونال منه الإهمال.
وترجع قصة إقامة قرية حسن فتحى إلى عدة عقود مضت حين كان يوجد ما يزيد على السبعة آلاف مواطن كانوا يعيشون فى منطقة القرنة الأثرية الغنية بمئات المقابر الفرعونية وقد احتشدوا فى خمس مجموعات من البيوت المبنية فوق وحول هذه المقابر وكان من الطبيعى أن تحدث عشرات من السرقات لمحتويات تلك المقابر الفرعونية لعل أكثرها تهورًا سرقة نقش صخرى ـ مشهور ـ ومصنف بالكامل من أحد القبور الفرعونية بعدها قفزت فكرة ترحيل سكان القرية لمكان آخر إلى أذهان عدد من المسئولين الذين قاموا بالاتصال بحسن فتحى لبدء مشروع القرنة الجديدة الأحمر.
وقد تأثر المسئولون بإمكانات مادة البناء التى استخدمها ورخص تكاليف إقامتها، ولم يتجاهل حسن فتحى التراث المعمارى الخاص بالقرنة القديمة، وعمل على وجود أبراج الحمام ـ مثلاً ـ و«المزيرة» مكان توضع فيه جرة المياه «الزير» والأقبية التى توفر ظلالاً قاتمة.
وأضاف إلى هذه التنظيمات «حلى» مفرغة أشبه بمشربيات من الطوب اللبن لتعمل كمرشح طبيعى للهواء، ويعد حسن فتحى هو أحد أبرز وجوه الهندسة المعمارية العالمية الحديثة وصاحب رؤية خاصة اقتربت من النظرية المتكاملة فى التفاعل مع البيئة المحيطة وجمعت تصميماته بين الجمال الفنى واقتصاد التكاليف وكان اعتماده على الخامات المحلية فى البناء فكان الطمى ـ «الطين» هو المادة الخام الأساسية لقدرته على احتواء قسوة التغيرات المناخية صيفًا وشتاءً.
كما حرص على إضافة القباب والأقبية ذات التهوية الجيدة فى مبانيه ورغم نشأة حسن فتحى فى أسرة ثرية فقد كرس كل عبقريته وفنه وحياته فى العمل على أن يتمكن أفقر الفقراء فى الريف من الحصول على مسكن صحى رخيص مع الحرص على أن يكون هذا المسكن متينًا وواسعًا وفوق ذلك جميلاً.