الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مجلس النواب ملائكة وشياطين!

مجلس النواب ملائكة وشياطين!
مجلس النواب ملائكة وشياطين!




كتب: رشاد كامل
انتخابات مجلس النواب على الأبواب!
نعم الانتخابات على أبواب بيتك وبيتى ولا تتوقع ولا تظن أن أعضاء مجلس النواب المقبل سيكونون من  الملائكة الذين يرفرفون بأجنحتهم داخل البرلمان ليتحدثوا بكل شفافية وصدق وطهارة بلا كذب أو نفاق أو مهاترات أو قله أدب.. أليسوا ملائكة؟!
أنت وأنا وكل مصرى هو المسئول عن وصول ملائكة أو شياطين إلى مجلس النواب المقبل!! ولا أحد سوانا يا عزيزى المواطن؟!
ستبدأ جولات اللف والدوران على الناس فى المقاهى والحارات والشوارع وسرادقات العزاء وأماكن الأفراح، وسيأتى حتى باب بيتك المرشح المحتمل لمجلس النواب يشاطرك العزاء فى وفاة بنت عم خال قريبك المهاجر إلى استراليا؟! وستجد منه آذانا مصغية لكل ما يصدر عنك من أفكار وآراء حتى لو كانت هراء وفك مجلس، وسيشيد ويمدح كل ما تقوله وسيعترف لك برجاحة عقلك واستنارة فكرك وأنه سوف يتبنى فكرتك الرائعة بشأن زراعة السمك فى البلكونات، وتوليد الطاقة الحرارية من بقايا أوراق «الكرنب»!
أنت وأنا - ولا أحد غيرنا - المسئول عن وصول هؤلاء الكذبة والفسدة وبتوع التلات ورقات إلى مجلس النواب!!
أنت المسئول ولا أحد غيرك إذا تسلل إلى المجلس المقبل نصاب أو أفاق أو صاحب سوابق أو تاجر دين أو نصف جاهل أو ناشط لهلوب أو ثورجى فوضوى من بتوع هدم الدولة أولا وأخيرا.
أنت المسئول إذا وصل إلى البرلمان نواب يعتبرون الصمت فضيلة، والموافقة فضيلة، والتصفيق الدائم بطولة!!
أنت أول من يعرف من هو الذى نافق ووالس ورقص وهجص أمس ويزال يمارس ذلك اليوم فلا تنتخبه!!
أنت الذى تعرف وشاهدت بعينيك من رقص فى برلمانات سابقة ووافق على قوانين مشبوهة، وصفق لحكمة وعظمة الحزب الحاكم، وهو نفسه أول من لعن البرلمان الذى كان فيه وتبرأ من النظام السابق الذى كان يفخر بأنه يلحس تراب قادته وسياسييه يوم كانوا يحكمون البلد!!
أنت وأنت وحدك شاهدت بالصوت والصورة وقرأت فى الصحف قومية وغير قومية هؤلاء الذين أشادوا بانتخابات مجلس الشعب عام 2010 ووصفوها بالنزيهة والشريفة، ثم عادوا بعد ثورة 25 يناير ليلعنوها ويسبوها.
وأنت تعلم من وصف ثورة يناير بأنها شوية عيال ثم عاد ليصفها بأنها أعظم ثورة فى التاريخ، ثم عاد بعد ثورة ثلاثين يونيو ليصف ما جرى فى 25 يناير بأنه مؤامرة ووكسة ونكسة!
أنت تعرف هؤلاء الأراجوزات والبهلوانات الذين ملأوا الدنيا صياحا وضجيجا حول مشروع النهضة الخرافى وكيف شربوا أطنانا من الليمون ليختاروا «رجل النهضة» ويبرروا خطاياه وخطايا حزبه.
أنت تعرف هذه النخبة الفاسدة التى تبنت شعارات مجرمة روجتها الجماعة والعشيرة من نوعية وعينة: تطهير الداخلية تطهير القضاء، تطهير الإعلام، وتطهير مصر من كل المصريين بحيث لا يبقى إلا الجماعة والعشيرة.
أنت وأنا ولا أحد سوانا الذين جئنا بهم صحيح بنسب متواضعة «د.محمد مرسى جاء بنسبة 51٪ لا أكثر ولا أقل» لكننا جئنا بهم، وأنت الرواية والحكاية، فهل تكرر نفس الخطأ والخطيئة ونأتى بمن ثبت فشله وفساده وإرهابه وتكفيره؟!
وهل شعب 25 يناير 2011 الذى أسقط نظام «مبارك» وشعب 30 يونيو 2013 الذى أسقط نظام «د.مرسى» وجماعته يعجز عن اختيار من يمثله فى برلمانه الجديد؟!
عار وعيب وجريمة أن يعجز شعب قام بثورتين عظيمتين فى خلال عامين أن يعجز عن اختيار نواب يعبرون عنه وعن أحلامه.
إننى أتذكر دائما ما قيل فى الجلسة الافتتاحية لبدء أعمال جمعية الخمسين لوضع الدستور فى 21 فبراير سنة 1953 فى مبنى البرلمان وتحدث فيها «محمد على علوبة باشا» أكبر الأعضاء سنا وذلك لتغيب الأستاذ «أحمد لطفى السيد» أستاذ الجيل فقال بالحرف الواحد:
«إن الدستور أخلاق قبل أن يكون نصوصا، وأن دستورا ناقصا فى أيدى نواب صالحين خير من دستور كامل فى أيدى نواب عابثين».
وتمنى «علوبة باشا» أن يكون لمصر نواب صالحون ينتخبهم الناخبون انتخابا حرا نظيفا بعيدا عن عوامل المحاباة والاغراء أو البطش والاستبداد.
فعلا مصر تحتاج نوابا صالحين لا نواب الزيت والسكر وأنت ولا أحد غيرك هو المسئول عن ذلك.