الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«محلب» يوجه رسالة عنيفة للجماعات المتطرفة

«محلب» يوجه رسالة عنيفة للجماعات المتطرفة
«محلب» يوجه رسالة عنيفة للجماعات المتطرفة




كتب- أشرف أبوالريش وحسن أبوخزيم ودنيا نصر
 الإسلام دين إنسانية وحضارة ورقي، سبيله البناء لا الهدم، والتعمير لا الخراب والعلاج والإصلاح، وعمارة الكون لا الفساد والافساد، فالدين الحنيف يدعو إلى العمل والإنتاج، والتمسك بمقومات الحضارة التى من شأنها أن تنتهى بمصر والأمة العربية.
 وفى بداية كلمة رئيس الوزراء خلال المؤتمر العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية قال: ديننا يدعو للبناء وليس الهدم، وعلى الجميع التكاتف لتجاوز الأزمات، داعيا الجميع الاسهام فى وضع حلول للمشكلات التى تحيق بالأمة مع ضرورة العمل على تجديد الخطاب الديني، مضيفا أن المؤتمر يأتى هذا العام فى توقيت بالغ الأهمية، وأشاد محلب باختيار عنوان المؤتمر الذى جاء معبرا عن المشهد «عظمة الإسلام واخطاء بعض المنتمين إليه».
 وقال محلب: «دعونى أبدأ كلمتى بهذه الآية الكريمة، حيث يقول سبحانه وتعالي: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ {8} يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ {9} فِى قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ {10} وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِى الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ {11} أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ {12}) صدق الله العظيم.
 وأشار إلى أن ما نجده حاليا من تكفيرٍ وتطرُّفٍ وغُلُوٍّ لدَى المتطرفين، وما يَنشأ عنه من سفك الدماء، وقتل الأبرياء، وحرق الأسرى، كلُّها أعمالٌ إجراميَّةٌ دخيلةٌ على ديننا، وعلى بلادنا وعاداتنا وتقاليدنا، جَسّدتها هذه الآيات الكريمة السابقة، لأنها إفسادٌ فى الأرض وإشاعة للرعب والخوف، واستهداف للأمن والأمان، والإسلام منها برىء.
 فَديننا الحنيف نهى عن ترويع الآمنين، وحَرّم التعدى عليهم، لأنه إجرامٌ تأْباه الشريعةُ الإسلامية والفطرةُ الإنسانية، يقول (صلى الله عليه وسلم): «مَنْ أَشَارَ إلى أَخِيهِ بِحَدِيدَةٍ فَإِنَّ الْمَلاَئِكَةَ تَلْعَنُهُ حَتَّى وَإِنْ كَانَ أَخَاهُ لأَبِيهِ وَأُمِّهِ »، ويقول (صلى الله عليه وسلم): (مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلاَحَ فَلَيْسَ مِنَّا).
 إن ديننا أمرنا بحسن معاملة الجميع، واحترام حقوق الإنسان، بل والحيوان أيضا، وتراثنا الإسلامى به من القصص والروايات التى تدلل على ذلك.
وقال رئيس الوزراء إننا لَنَعْجبُ أشد العجب من أُناسٍ ارتَدُوا عَباءة الإسلام، وحفظوا كتاب الله (عز وجل) أو بعضا منه، وقد يَسْتدلون بنصوصٍ رُبَّمَا يكون بعضُها من صحيح السُّنَّة، غيرَ أنَّهُم لم يفهموها، فانحرفوا بها عن الفهم الصحيح، وفسروها تفسيرًا يخدم مصالحهم الشخصية أو أغراضهم الدنيئة، فَضلّوا وأضلّوا، وَحَادوا عن سواء السبيل.
 ونظرًا لما تَمُرُّ به أُمتُّنا العربية، وما تتعرض له من هجمة شرسةٍ من قِبَلِ القوى الإرهابية الغاشمة، فإننا فى حاجة ماسةٍ إلى تكاتفِ أبنائها، وإلى مَدِّ يَد العونِ من كلِّ أفرادِهَا، حتى نتجاوز معًا الأزمات والشدائد والمحن التى تكاد تعصف باستقرارها، ونعيدَ لها مكانتَها اللائقة بين الأمم.
ويكفيه (صلى الله عليه وسلم) شرفًا أن الله سبحانه وتعالى قد شهد له بعظمة أخلاقه، فقال تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ}.
 وإذا كانت هذه هى أخلاق نبى الإسلام (صلى الله عليه وسلم) فالإسلام دين رحمة وسماحة، لا دين قتل أو إرهاب.
من جانبه قال الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر فى كلمته التى القاها نيابة عنه الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر إن مؤتمر هذا العام يأتى فى مرحلة غاية فى الخطورة والتصعيد، حيث أصبح الإرهاب يتهدد كثيرا من الدول فى المنطقة واتضح للجميع أن المستهدف من هذا الإرهاب ليس دولة واحدة بل كل دول العالم الإسلامي، لافتا إلى تلك الجماعات التى ظهرت ضد كل قيم الأديان السماوية والأعراف الإنسانية واصبح واجبا علينا أن نتحد سويا للتصدى لهذه الهجمة الشرسة ضد عالمنا العربى والإسلامي.
 وقال وكيل الأزهر فى كلمته إن الوضع يتحتم أن ننزل إلى أرض الواقع من خلال مبادرة اطلقتها الأزهر الشريف تستهدف الشباب فى كل  التجمعات وليس فى المساجد فقط مشيرا إلى أن قوافل الأزهر انطلقت فى كل المحافظات شرقا وغربا حتى إنها دخلت إلى المقاهى للتعريف بصحيح الدين.
 وأضاف أن الجماعات الإرهابية تستخدم التطور التكنولوجى فى عملياتها الإرهابية، وقد طالب الأزهر بضرورة وجود خطط موحدة لمواجهة هذه الجماعات، مشيرا إلى أننا نثق فى قواتنا المسلحة لاستئصال هؤلاء والقضاء عليهم وتخليص العالم من شرورهم.
 ولفت وكيل الأزهر إلى أن هناك للأسف قوى عربية وإسلامية تدعم هذه الجماعات الإرهابية، والواجب على هذه الدول أن تقطع الدعم عن هؤلاء أو اعتبار تلك الدول معادية.  وشدد الدكتور عباس شومان على أهمية تشكيل قوة ردع عربية تتعامل مع هذه الجماعات ومن الخطأ الشديد أن ننتظر بعض القوى الخارجية معروفة بعدائها للإسلام والمسلمين تاريخيا أن تساعدنا فى مواجهة الإرهاب.
 من جانبه ركز البابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية أن القيم الإنسانية جميعا تدعو إلى الحب والرحمة والتسامح وحب الحياة وثقافة حب الناس وليس العكس لافتا إلى أن القيم الدينية لكل الأديان لا يمكن أن توافق على القتل والحرق والاعتداء على الآخرين.
 وقال إن نهر النيل نشرب منه الماء إضافة إلى الوسطية والاعتدال وهذا يمثله الأزهر على مدار السنوات الطويلة فى الماضى والحاضر والمستقبل، مشيرا إلى التطرف الفكرى يجب مواجهته فكريا من النشء فى بداية حياتهم من خلال الاعتدال فى دراسة المناهج التعليمية فى الصغر.
 من جانبه قال وزير الأوقاف محمد مختار جمعة إن مؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية سيناقش من خلال جلساته المتعددة بعض القضايا الخطيرة والشائكة والحساسة وستطرح الملفات الصعبة فى مجال الخطاب  الدينى من خلال كوكبة من العلماء والمفكرين على مستوى العالمين العربى والإسلامى كقضية الخلافة والجزية والجهاد والتكفير ودار الحرب السلام.
 وأضاف هناك عدة رسائل أولاها إلى رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسى وتقول له يا سيادة الرئيس لقد ناديت حيا واسمعت مجيبا ونحن من أرض الكنانة سنكون عند حسن الظن خاصة ونحن نعمل فى ظل ظروف صعبة ومن خلال حكومة المهام الصعبة مادام ذلك لوجه الله والوطن.
 وقال إن الإرهاب يأكل الصامتين عليه والداعين له وسيكشف المؤتمر أباطيل هذه التنظيمات المتشددة، ولذلك ندعو من خلال هذا المؤتمر كل الدعم لدعوة رئيس الجمهورية بسرعة تشكيل قوة ردع عربية مشتركة موحدة للتصدى للإرهاب لمواجهة المخاطر والتحديات التى تواجه الأمة العربية والإسلامية.