الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

الأقباط: خدمة الوطن وجوبية.. والغياب عنها تقصير

الأقباط: خدمة الوطن وجوبية.. والغياب عنها تقصير
الأقباط: خدمة الوطن وجوبية.. والغياب عنها تقصير




تحقيق - داليا سمير


إن الشهادة والاستشهاد تكليف ربانى وإلهى متواجد بكل الأديان السماوية الثلاث «اليهودية، المسيحية، الإسلامية» لأن هذا يستوجب علينا تقديم الأرواح فداء للرب وللوطن، فضلا عن أن الإله دعا للمحبة والسلام والاستشهاد من أجل الدفاع عن العقيدة والقضايا التى تمس الإنسان، ناهيك عن أن الوطن يعد ضمن القضايا التى تمثل الشهادة، علاوة على أن الأرواح تقدم من أجل تراب الوطن العزيز، حيث تصعد أرواح الشهداء إلى ملك السماء.
قال القس رفعت فكرى، أمين لجنة الإعلام بسنودس النيل الإنجيلى، إن الشهيد المسيحى هو من ينال الشهادة من أجل ربه، وأن المصريين المسيحيين الذين قتلوا خارج حدود الوطن فى ليبيا هم شهداء لأنهم استهدفوا بسبب هويتهم الدينية أولا، موضحاً أنهم نالوا الشهادة وهم يرددون الترانيم وبعض النصوص الدينية وهذا دليل على أنهم ضحوا بحياتهم من أجل الرب.
وأشار فكرى إلى أن مافعلته داعش كان يهدف لاثارة الفتن داخل المجتمعات العربية وتفكيكها وذلك بتأييد أمريكا وإسرائيل للدواعش الذين تخلو عن الإيمان والعقائد الدينية الثلاث، مضيفاً أن رد الفعل المصرى كان مفاجئًا للجميع، خاصة للدول الأعداء التى تريد تفكيك المجتمع المسيحى والإسلامى.
الشهيد فى المسيحية
بينما أضاف القس رفعت فتحى، سكرتير السنودس الإنجيلى، وعضو مجلس كنائس مصر، إن الشهيد فى المسيحية هو الشخص الذى يشهد على ربنا ويموت من أجل إيمانه وعقيدته الدينية، وإنما الشهيد فى المفهوم العام هو الشخص الذى يموت من أجل قضية والوطن قضية.
وتابع فتحى: إن الإخوة المصريين المسيحيين الذين استشهدوا فى ليبيا قاموا بتأدية رسالة رائعة لأنهم كانوا متمسكين بدينهم وبعقيدتهم السامية حتى آخر لحظة من عمرهم، لافتا إلى أن الرسالة التى أدوها شملت جميع المستويات وأولها الإيمان المسيحى والتمسك بالعقيدة حتى الموت، وثانيها المستوى الوطنى واستعدادهم من أجل الوطن والموت من أجله.
وأفاد بأن استخدام داعش للبحر والمسيحيين كانت رسالة واضحة يريدون توجيهها لأوروبا، مشيراً إلى أن داعش أيضاً أرادت أن تفرق وحدة الصف المصرى والعربي، لكنهم فشلوا وذلك بعد توحد المصريين جميعا سواء مسلم أو مسيحى من أجل قضية المصريين وليس النظر بعين الدين، منوها إلى أن داعش استخدمت المسيحيين خاصة لتنفيذ خريطة توحى بأن المسيحيين المصريين يستنجدون بالعالم الأوروبى، لكنهم فشلوا فى هذا ولم يستنجدوا بالغرب واعتمدوا على أنفسهم وعلموا العالم أن مصر لحمها «مر» ولم يسمحوا لأحد بأن يتجرأ على تفرقتهم وإبعادهم.
وعلى جانب آخر أوضح الدكتور سامح فوزى، كاتب سياسى، أنه يوجد هدفان لقتل الـ21 مسيحيًا مصريًا بليبيا وأولها كان عقائديًا متعلقًا بداعش نفسها وأنهم كفروا المسيحيين ورأوا استحلال الدماء وسفكها واستباحة الأرواح والأموال وكل ما يملكه المسيحيون شىء جهادى، والهدف الآخر كان سياسيًا وهو إرباك الدولة المصرية ومحاولة إحداث الفرقة بين المسيحيين والمسلمين أو بين السلطة والمسيحيين باعتبار أن هذا التوافق كان أحد مؤثرات 30 يونية على الجماعة المتأسلمة التى أرادت هدم الدولة.
رحلة الدم
وأكد فوزى أن رسالة داعش للغرب الذى مازال غير مستوعب للموقف هى أننا نذبح المسيحيين على شاطئ البحر المتوسط أى على بعد مسافة صغيرة منكم أيها الغرب الأوروبى، وسنقضى على العالم العربى الإسلامى وسنلجأ للعالم الغربى المسيحى الذين يصفونه بأنه الغرب الصليبى، وأنها هذه هى رحلة الدم الذى سنسفكه.
وأشار الكاتب السياسى إلى أن داعش يوجد لديها 3 أبعاد أساسية وهى البعد العقيدى والسياسى والعالمى ، منوها إلى أن الشعب المصرى قد استوعب الرسالة الدموية وخزل هدف داعش العقيدى والسياسى من أجل إسقاط الدولة المصرية وإحداث البلبلة والوقيعة بين أبناء مصر والمسيحيين، علاوة على أن المصريين توحدوا وجعلوا داعش تحتار فى مواقفها الدموية، وأن الناس ترفض دائماً عقيدة داعش المشمئزة والمتخلفة ولم يرهب من أى اعتداء أو تهديد، لافتاً إلى أن المشكلة الحقيقية فى الغرب الذى مازال فرحاً بالأعمال العنفوية والدموية التى تستبيحها داعش، وعلى الغرب أن يفهم أن الإرهاب حتماً ولابد أن يطوله وفى أقرب وقت.
فيما قال كمال زاخر، مفكر وكاتب سياسى، إن الشهادة التى نالها أبناؤنا المصريون المسيحيون كانت الثمن الذى دفعوه من أجل تراب الوطن وعدم إرجاء مسيرة مصر فى 30 يونية على يد داعش، حيث كان للإخوة المسيحيين دور كبير فى إسقاط الخلافة الإرهابية لا الإسلامية الحلم الذى كان يراوج الإخوان وأعوانهم المدعين الاسلام وهو الكابوس الذين فاقوا منه فجأة.
وأضاف: المتخلفون والإرهابيون كانوا يريدون حصار مصر فى الداخل والخارج، لكنهم عرفوا أن مصر هى العصب الملتهب الذى يصرخ من أجل أبنائه المسيحيين والمسلمين والذين لم يتفرقوا أبداً وأنهم كلما فكروا أن يضغطوا على هذا العصب مصر تصرخ ويتوحد أبناؤها.
ولفت زاخر إلى أن الأقباط هم الكفة المرجحة لـ 30 يونية وأنهم قد استسلموا من قبل لعهد الاخوان الذين كادوا يريدون أن يمحوهم ويخرجهم من وطنهم مصر، لكنهم فاقوا بمشاركتهم فى 30 يونية للحفاظ على وجودهم داخل وطنهم، مشيراً إلى أن الإخوان بعد 17 أغسطس قاموا بحرق أكثر من 80 كنيسة، خاصة فى المنيا التى كانت هى وكرًا للجماعة الارهابية وأن بها أيضاً أكبر تجمع مسيحى ولم يرد المسيحيون على هؤلاء الإرهابيين لأنهم يعرفون أن الدين الاسلامى دين تسامح ومحبة.
يريدون الشهادة لا العنف
وتابع: إن الإخوة المسيحيين يريدون الشهادة ولايريدون العنف وأنهم بعدما تخلصوا من كابوس الدولة الارهابية التى كانت تدعى الإسلام انتبهوا لوطنهم وعلموا أن الوطن جزء لا يتجزأ من حياتهم وأن خدمة الوطن وجوبية والغياب عنها تقصير.
وألمح إلى أن المواطن المصرى هو من يواجه الصعاب والمحن التى تكاد تحطم وطنه ويحولها لأهداف تخدم وطنه وأن المصرى دائما لديه الصلابة ومرفوعة رأسه بين جميع دول العالم، مؤكدا أن الرسالة الحقيقية لداعش هى تفكيك الوطن المصرى ونسوا أنهم لم يعرفوا سره أو كلمة السر التى يعاملون بها وأن سر مصر الذى لم يعرفه الجهلاء هو الفلاح المصرى، منبهاً بأن الحادث الذى ارتكبه التنظيم حادث أصاب مصر كلها بمسلميها ومسيحييها ولم يفرق ولايحدث بلبلة بين أبنائه.
إلى ذلك قال الدكتور يحيى الرخاوي، مستشار علم النفس، إن العمل الارهابى الذى تعرض له إخواننا المصريون المسيحيون ليس له علاقة بالطبيعة البشرية اصلا، ولا حتى بطبيعة أية فطرة فطر الله أيا من الأحياء عليها، فما يمارسونه هكذا شاذ حتى عند أدنى الأحياء، منوها: لست متأكدا من فائدة تناول مثل هذه الظواهر من جانب الإعلام بكل هذا النشر على المستويات الإعلامية المختلفة، ولا بد أن يكون لمثل هذه الأسئلة ولمثل هذا النشر هدف محدد فى هذه المرحلة الحرجة من محاولة إعادة بناء الدولة وبناء البشر، متسائلا: ماذا يفيد أن أقول إن هذا الذبح وهذا الشذوذ هو بعيد عن الدين، وعن الله، وعن الحياة البشرية، بل وعن الحياة بصفة عامة.
وأوضح أن ذبح أى شخص كان، مسلما أو داعشيا، أو مصريا أو أمريكيا أو حتى إسرائيليا لا بد أن يعنى للذابح وظيفة ما، وهذا غير وارد حتى عند أدنى وأخبث ما عرفه التاريخ عن أى صراع بين أى نوع من الأحياء من أول الأفاعى حتى النمور والذئاب، فإذا كان المقصود هو بث الرعب فيمن يسمع عن ذلك أو يشاهده، فهذا لا يتحقق لا بالقتل ولا بالعرض وبالنشر، لأن كل ذلك يزيد المشاهد له بعدا عنهم، وكرها لهم واحتقارا، بل إنه لا يجعل حتى أتباعهم النصف نصف يتعاطفون معهم، وإنه يزيد أى إنسان عنده أى قدر من الإحساس والوعى كراهية لهم، واستعدادا للتضحية بكل ثمين للقضاء عليهم، ليس بصفتهم الأعداء له فحسب بل بصفتهم أعداء الحياة وأعداء الله.
الشهادة عند الداعشيين
وأشار إلى أن استعمال كلمة الشهادة عند الداعشيين تقتصر على من يموت منهم أثناء قيامه بهذا القبح الشاذ، ولا يوجد أى دليل فى أى دين على أن هذا هو طريق الشهادة، فالنص القرآنى مثلا يشير إلى أن الشهداء هم «الذين قتلوا فى سبيل الله» لا أكثر ولا أقل، فمن ذا الذى يتفق معهم أن هذا قتال فى سبيل الله، استغفر الله العظيم.
وأفاد بأن اختيار اختطاف فئة معينة لقتلهم غيلة وحقدا بهذه البشاعة، وهم ليسوا مقاتلين لهم، ولا فى معركة مباشرة معهم، ولا سبب فيما يتصورونه قد لحق بهم من ملاحقة وعقاب، ولا هم يمثلون تهديدا لهم، لا يمكن تفسيره بأى منطق، حتى منطق الداعشيين أنفسهم، فقتل المسيحيين بهذا الغدر وهذه النذالة «ولا أقول الوحشية، فالوحوش لا تفعل ذلك»، لن يزيد رفعة الإسلام، ولا حتى إسلام الداعشيين، علاوة على أنه لن يسهل مهمتهم لإقامة الخلافة المزعومة.
وتابع: بل إنه سوف يثير ضدهم أكثر فأكثر كل مسيحى وغير مسيحى، فقتل هؤلاء الضحايا بهذا الانتقاء لن يقلل من قوة المطاردين لهم الملاحقين لفلولهم للثأر والقصاص، والنتيجة أنهم يعلنون بذلك أقبح ما فى البشر، فيلصقونه بالإسلام بغير وجه حق، فيشوهون ما يدعون إليه، استغفر الله العظيم، وبرغم كل ذلك، ومع حرصى على أن أنبه أننا فى حالة حرب تحتاج لما هو أكثر من التحليل والتفسير.
وأوضح الدكتور وسيم السيسى، كاتب سياسى، أن الشهداء الذين نالوا الشهادة نالوها فداء للوطن ومن أجل لقمة العيش الذين سعوا فى البحث عنها، وأن ملك السموات هو الذى خلق داعش والمسلمين والمسيحيين وخلق الموت والحياة، مشيرا إلى أن مصر والعالم العربى يخضعون لمؤامرة صهيو أمريكية تريد التخلص من العالم العربى وهذه أوهام يتوهمونها.
الورقة القديمة الحديثة
وأضاف الدكتور جمال أسعد، كاتب سياسى، أن المسيحيين هم الورقة القديمة الحديثة التى استخدمت منذ قبل أيام الحملة الصليبية وحملة نابليون الذى فشلت فى اقناع الناس بأنها قادمة من أجل الحفاظ على الهوية المسيحية، وأيضا الاستعمار البريطانى والاستعمار الأمريكى الذى أخذ فكرة الدفاع عن الديانات خاصة الاقباط كوسيلة للاستيلاء على الأراضى والبلاد.
وتابع: مصر افتعلت شرائر الأعداء الذين ظهروا على حقيقتهم وقت المحن التى مرت بها وهذا لايريحهم على الاطلاق فى مواجهة مخاطرهم الكيدية، مشيراً إلى أنه يوجد هناك منذ زمن طويل مؤامرة حقيقية وتأخذ أبعادا مختلفة وصوراً متعددة خاصة وفقا لظروف كل دولة، علاوة على أن هذا الشعار مرفوع منذ زمن طويل وخطة معلنة من أجل أن تصبح إسرائيل هى الدولة الأولى فى المنطقة، وأن إستخدام أمريكا شبابها فى تنفيذ الفوضى الخلاقة التى حدثت فى العراق كان من ضمن المخططات الاسرائيلية.