الثلاثاء 7 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«القاعدة» و«داعش» رعاة التكفير باسم الخلافة الإسلامية

«القاعدة» و«داعش» رعاة التكفير باسم الخلافة الإسلامية
«القاعدة» و«داعش» رعاة التكفير باسم الخلافة الإسلامية




تحقيق _ نسرين عبد الرحيم

«الجهاد» كلمة استغلها المتطرفون لتبرير أفعالهم الوحشية من ذبح وحرق، وأصبح الإرهاب ينحصر فى جماعتين «القاعدة» و «داعش» فاستحالون ما حرم الله واراقوا الدماء بالشبهة، مبررين أفعالهم الدموية بأنهم يسعون لإقامة دولة الخلافة وتطبيق شرع الله رغم جهلهم وعدم إدراكهم أنهم أبعد الخلائق عن دين الله، فهم مجموعات شاذة هدفها الأكبر النيل من الإسلام.

السؤال هنا هل هناك اتفاق بين كليهما فى الهدف والنشأة والوسائل المستخدمة لتحقيق أهدافهم الإرهابية، وهل هناك صراعات بين التنظيمين، أم هناك تنسيق وتوافق، ومن هم أهم القيادات، ومن الذى يدعمهم ويمولهم، وهل يمكن القضاء عليهم، وما الصعوبات التى تواجه المجتمع الدولى للقضاء عليهم، وأين توجد أماكن تمركزهم، وما طبيعة المستقبل الذى ينتظر هؤلاء.
فى البداية قال جابر قاسم وكيل المشيخة الصوفية أن تنظيم داعش مسمى لتنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام .. (د) ترمز لكلمة دولة، (أ) لكلمة إسلامية (ع) للعراق .. و(ش).. لكلمة (الشام) .
واضاف أن التنظيم يدعى أنه ينتمى لأهل السنة ويتبنى الفكر السلفى الجهادى بمعنى «ان الجهاد فرض عين»، ويهدف التنظيم إلى إعادة الخلافة الإسلامية وتطبيق الشريعة الإسلامية، وقد انبثق من تنظيم القاعدة عام 2004 فى العراق،وكان فى بدايته تحت قيادة أبومصعب الزرقاوى، ثم تولى بعده قيادته أبوبكر البغدادى فى العراق وسوريا بالرقة وأدلب ودير الزور وحلب، مشيرا إلى أن التنظيم على علاقة وثيقة مع تنظيم القاعدة حتى فبراير 2014، لكن الصراع بعد ذلك على القيادة أدى لانفصال التنظيم عن القاعدة.
 وأضاف أن من داعش تكونت فى بدايتها جبهة النصرة لأهل الشام عام 2011 وفى لبيبا تحت مسمى مليشيات تنظيم الدولة الإسلامية 2012 وبمدينة (درنة) باسم جماعة أ أنصار الشريعة وهى أقوى ميليشيا إرهابية تتبع داعش اذ تتكون من 40000 مقاتل من جنسيات مختلفة منه مغاربة وأفارقة ثم تكونت بعد ذلك عدة ميليشيات منها سرايا (راف الله شحاتى) فى بنغازى .... وكذلك كتيبة شهداء 17 فبراير، ومن الجماعات الإرهابية فى ليبيا .. مجلس شورى ثوار بنغازى .. وميليشات درع ليبيا بقيادة الإرهابى وسام بن حميد .
وعن الفرق بين داعش والقاعدة اكد قاسم انه لا يوجد فرق اذ الهدف الاساسى لهما هو اقامة الدولة الإسلامية (الخلافة) وتطبيق الشريعة الإسلامية حيث كان تنظيم القاعدة قائما على الجهاد المسلح تحت مسمى (قاعدة الجهاد فى بلاد الرافدين بالعراق) وكذلك فى أفغانستان .
ومن القيادات الإرهابية فى لبيبا (عطية الله الليبى) و(أبو يحيى الليبى) الذى كان تابعا لتنظيم جماعة الاخوان.
واوضح انه بعد انضمام القيادى (سفيان بن قمو) السائق السابق لابن لادن والذى كان معتقلا فى جوانتانامو إلى التنظيم وتنصيبه أميرا لفرع مدينة درنة ومسئول للتنسيق بين تنظيم الاخوان والقاعدة فى مصر وليبيا وبين أنصار بيت المقدس وجماعة أجناد الأرض وأنصار الشريعة بأرض الكنانة، وبسبب ذلك سافر الكثير من اعضاء القاعدة بالخارج إلى طرابلس ومصراته ودرنة.
وعن أسباب الخلاف بينهما اكد أن القاعدة قطعت صلتها بداعش اعتراضا منها على أسلوب تطبيق الشريعة التى ينتهجها داعش، وعلى السلطة والقيادة فى شخص أبو بكر البغدادى
وشدد على ضرورة القضاء على تلك التنظيمات عبر إجماع دولى تحت راية الامم المتحدة فكيف بدولة وحيدة أن تحارب الإرهاب وهى مصر فمصر تحارب داخل حدودها وخارجها .
من جانبه اكد الدكتور جهاد عودة الخبير فى الحركات الإسلامية انه فى البداية يجب أن يعرف الجميع أن داعش لم تظهر فجأة بل ظهرت كتنظيم تابع للقاعدة فى العراق اثناء حكم صدام حسين وكان مؤسسها يدعى أبومصعب الزرقاوى، وكان على علاقة قوية «ببن لادن» فأسس التنظيم وترأسه وكان يسمى تنظيم الدولة الإسلامية ثم خلفه عقب قتله شخص يدعى عمر البغدادى ثم قتل ايضا عمر البغدادى فخلفه ابوبكر البغدادى وكان تنظيم الدولة الإسلامية او ما يعرف بداعش كيان له وجود قبل الغزو الامريكى للعراق حيث كانت تستعين بهم المخابرات العسكرية وليس صدام حسين كما أشيع فى فترة من الفترات وبالطبع دعمتهم الأجهزة المخابراتية بالعراق، بالاضافة إلى الاستعانة بتنظيم آخر يقوده متطرف بالسويد يدعى الملا كاريكى وهو من اصل كردى وقد بدأ الظهور الحقيقى والأبرز للتنظيمات فى العراق عام 2001 بمعنى أنها أسست عام 1998 وظهرت وبرزت عام 2001 إلى أن تطورت للشكل الذى أصبحت عليه الآن.
واضاف أن صعوبة القضاء على تلك التنظيمات يكمن فى انها ليست عصابات كما يعتقد البعض بل انهم اصبحوا جزءا من النسيج الاجتماعى فى الاماكن التى يتواجدون بها بمعنى لهم محلات تجارية وينخرطون وسط المجتمع ويمارسون اعمالهم وليسوا متفرغين للتدريب والإرهاب ولا يعتمدون على التمويل فقط كما يعتقد البعض .
وعن اوجه الاختلاف بين تنظيم داعش والقاعدة اكد عودة أن الاختلاف يأتى من التطور بمعنى أن بن لادن كان يحارب العدو البعيد من اجل القصاص ومن أجل مقاومة الاحتلال فى افغانستان لكن التنظيمات التى تفرعت من القاعدة اخذت شكلا من اشكال التنظيمات المحلية وبالتالى اصبحت تلك التنظيمات لا ترى عدواً بعيداً بل تكفر وتستبيح دماء من تراى انهم مخالفون لأفكارهم ومعتقداتهم من اهل البلاد التى يتواجدون بها.
اما عن اماكن تواجدهم وتمركزهم فتنظيم الدولة الإسلامية أو ما يعرف بداعش فأنشئ حتى الآن 22 ولاية منها اربع ولايات بليبيا وفى سيناء وسوريا وتمركزهم الرئيسى والاساسى يقع فى الشام والعراق.
واشار إلى انه من الاخطاء التى يقع فيها الاعلام انهم ينظرون إلى تلك التنظيمات على انها عصابات وتلك ليست حقيقة فهم يؤمنون بأفكار فقهية يتطلب الحديث عنها كتبا وليس كتابا وبالطبع هى أفكار ومعتقدات بعيدة عن الدين يحرفونها حسب أهوائهم.
ومن جانبه أكد محمد عبد الشافى القوسى أن هذه التيارات تندرج تحت مسمى الإسلام السياسى مثل أنصار بيت المقدس بوكو حرام فى نيجيريا أنصار الشريعة باليمن شباب المجاهدين الصومال والسلفية الجهادية وأخواتها واضاف القوسى مؤسس داعش هو ابومسعد الزرقاوى ونشأت جماعة داعش وقتما قامت قوات الاحتلال الانجلوأمريكى باحتلال العراق فى عام 2003 وأطاحوا بصدام حسين ظلت قوات من الجيش العراقى تحارب ضد الاحتلال بل ودعمت عناصر من الجيش العراقى ذلك التنظيم الداعشى بهدف مقاومة الاحتلال وانضم إليهم عناصر من الجيش العراقى ومدوهم بالاسلحة والدبابات والصواريخ التى كانت تتبع الجيش العراقى وظلوا يقاومون اعواما ضد الجيش الانجلوامريكى ونجحوا فى جعل الامريكان لا يتمكنون من العراق ولم يستطيعوا أن يفرضوا سيطرتهم بشكل جيد ومن المعروف أن تنظيم داعش عقب وفاة ابومصعب الزرقاوى تمت مبايعة ابوبكر البغدادى.
«داعش» فى بداية نشأتها كانت تعمل مع المقاومة العراقية ثم تطور الامر وامتدت من العراق إلى سوريا لأن الحدود مشتركة لكنها انسلخت عن القاعدة وازدادت تشددا واخذت منحنى آخر.
واعتقد أن طبيعة الخلافات بين داعش والقاعدة تعود إلى طبيعة المرحلة احياناً تغيير الاستراتيجيات والتكتيك اى تغير المكان والظروف المحيطة يغير من استراتيجيات اى تنظيم، مشيرا إلى أن تنظيم داعش بلغ مبلغاً بشعاً من حيث كمية الجرائم وطبيعتها لدرجة أن العالم الإسلامى والعربى لم يكن يجتمع ضد القاعدة ولكن اجتمع العالم ضد داعش لان القاعدة فى الاساس كانت اعمالها ضد الامريكان ونشأت لمقاومة احتلال افغانستان وامتدت للعراق وقامت بأعمال فى ليبيا وسيناء والصومال ضد أهل البلاد.
فالقاعدة لم تفعل تلك الجرائم والافعال اى لم تبلغ المبلغ من الجرائم التى تتبرأ منها الانسانية وتقشعر لها الابدان وتشيب منها الولدان لذلك يقيم العالم الإسلامى مؤتمرات حول كيفية مواجهة داعش.
وعن مستقبل داعش أكد القوسى أن مصير تنظيم داعش هو نفسه مستقبل ومصير التنظيمات السابقة عبر العصور والتاريخ فالجماعات المتشددة عبر التاريخ كان مصيرها هو الزوال والاندثار مثل الخوارج فى صدر الإسلام والحشاشين فى العصر العباسى الذين سرقوا الحجر الاسود وارتكبوا فظائع وتمادوا فى تكفير المسلمين وفى النهاية انتصر الإسلام الوسطى وغالبهم عانى على مدى اكثر من 40 عامًا من فساد لا يمكن حصره.
واضاف الخبير فى الحركات الإسلامية احمد تان أن القاعدة هى مجموعة شكلها اسامة بن لادن 1998 مع ايمن الظواهرى ومجموعة من المقاتلين والمجاهدين الذين كانوا يقاتلون الاتحاد السوفيتى من اجل الجهاد الافغانى عام 1979 وقد اكتسبت خبرات ومهارات من خلال حروبها فى بعض البقاع الساخنة مثل افغانستان وغيرها وشكلت مجموعات فى شبه الجزيرة العربية والعراق حتى تطورت على يد أبومصعب الزرقاوى عام 2004 وسميت التوحيد والجهاد بالعراق ثم اندمجت مع مجلس شورى المجاهدين واسست فرع الدولة الإسلامية فى الشام والعراق تحت مسمى داعش مشيرا إلى مجموعة من القاعدة بدأت تبايع داعش فى الفترة الاخيرة مثل انصار بيت المقدس بعد أن اصبحت القاعدة منتشرة فى بلاد المغرب العربى وفى ليبيا، لافتا إلى أنه لايوجد حصر صريح لاعداد واماكن وولايات تلك المجموعات لأنها أصبحت مسيطرة بشكل كامل على ما يقرب من 40%من أرض العراق و30% من أرض سوريا.