الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

رئيس الوزراء هرب من سلم الخدم لأداء التراويح




اضطر د.هشام قنديل رئيس الوزراء المكلف بتشكيل الحكومة لاستخدام سلم الخدم للخروج من منزله بالدقى مساء أمس الاول لأداء صلاة التراويح كما هو معتاد بأحد المساجد القريبة، وذلك للهروب من تجمهر لأصحاب المطالب الفئوية والاعلاميين الذين احاطوا بالمدخل الرئيسى لمنزله حتى ساعات متأخرة من الليل فى أول يوم عمل.
 
«روزاليوسف» تجولت ليلة تكليف «قنديل» مع أصحاب المظالم أمام منزله، وتعرفت أكثر على شخصيته من خلال من يتعاملون معه بشكل يومى منذ أن كان طفلا يعيش فى ذات المنزل مع والديه.
 
رئيس الوزراء وصل إلى منزله فى السادسة والربع قبل أذان المغرب وحرص على عدم تلبية أى دعوة للافطار أو استقبال أى من المهنئين سواء الأقارب أو الأصدقاء وطلب أن ينعم بإفطار خاص جدا مع زوجته وبناته الخمس وبعدها استقبل شقيقه لأداء صلاة التراويح معا، إلا أن تجمهر أصحاب المظالم وبعض الإعلاميين أمام منزله جعل الأمن يمرره من سلم الخدم ويخرج من باب جانبى للعقار إلى المسجد الذى قضى فيه ليلته كعادته فى رمضان منذ أن كان طالبا.
 
وطلب الوزير ملفين هامين من مكتبه بوزارة الرى فجاء بهم اأحد سكرتارية مكتبه فى ظرفين كبيرين وطلب من الأمن الصعود بهما إلا أنهم رفضوا، وتسلموا منه الظرفين دون السماح له بالصعود إلى منزل «قنديل»، بينما كانت الحراسة المصاحبة له هى ذاتها المكلفة بحراسته كوزير للرى من حارس أمام العقار، وآخر يرافقه، بينما لم يكن هناك كشك للحراسة كما هو معتاد، وكانت تأتى دورية مرور كل نصف ساعة للمنزل وتغادر.
 
وعقب الافطار مباشرة تم تزويد حراسة العقار بشرطى واحد إلى جانب حارسه للتأكد من هوية كل من يدخل ويخرج من العقار، بينما جاء أحد الكناسين ليلا من المحافظة وظل يعمل على نظافة وتلميع الأرصفة المجاورة لمنزل رئيس الوزراء.
 
وكما يروى مكوجى رئيس الوزراء «عماد» فإن حرم رئيس الوزراء تخرج لشراء الخضار يوميا بنفسها وليس لديها خادمة منذ أن جاءت من الخارج مع بناتها الخمس فور تكليف د.هشام قنديل بحقيبة الري، وحتى يوم تكليفه رئيسا للوزراء كانت هى كعادتها تشترى لوازم المنزل حتى الظهيرة.
 
ويضيف المكوجى «الدكتور لبس بدلة جديدة فى مقابلة الرئيس ساعة ما كان بيكلفه لأنها ما عدتش عليه قبل كده، وأنا اللى بنضف بدله وبكويها تملي.. إنما بكره هايروح يشكل الوزارة بقميص أبيض أنا اللى كويتهولوا.. أما بقى الجلابية اللى بيخرج يصلى الفجر بيها يوميا بتبقى خارجة من عندى هنا».
 
وأشار لنا سايس السيارات أمام عقار رئيس الوزراء إلى سيارته التى كانت تقف صفا ثانيا وهى ماركة «كيا» قديمة جدا، مؤكدا أن هذه السيارة هى التى يتنقل بها مع أسرته وتذهب بها زوجته لتوصيل بناته الخمس الى مدارسهن كل صباح، بينما هو لا يستخدم سيارة الوزارة إلا فى ذهابه صباحا وعودته، وبمجرد عودته يصرف السائق والحرس، ويستخدم سيارته القديمة. «وعربية الشغل للشغل، وكان بيركب جمب السواق مش فى الكرسى اللى وره زى باقى المسئولين وعمر ما شفنا فى إيده سيجار، ولا حتى سيجاره.. وعشان كده يستاهلها وربنا يكرمه».
 
ويضيف السايس سألته يوم الانتخابات فى المرحلة الأولى هاتنتخب مين.. فأجاب مبتسما «الدكتور عبد المنعم أبوالفتوح».
 
أما عم أحمد البقال المقابل لعقار رئيس الوزراء فيقول « يا جماعة ده راجل بتاع ربنا، وبيصلى الوقت بوقته.. وما نعرفش عنه أنه إخوان، .بشوفه وهو خارج الفجر بالجلابية للصلاة فى مسجد المديرية المجاور لنا، وما يحبش الهيصه.. ولا هو ولا بناته حد بيحس بوجودهم، ولا عمر واحده منهم شاورت على حاجة من عندي، وهم بسطاء جدا وبيعيشوا وكأنهم ناس على قدهم خالص.. ومعظم أكلهم بيتى عمرى مما شفتهم جابوا أكل ديلفري، وبطلب منه أو بوصية انه يهتم بالغلابة وينهض بحال البلد.
 
ويروى عن هشام قنديل الطفل جار والديه منذ أكثر من 40 عاما اللواء عبد الحميد حمدى الذى قال إنه كان مثاليا منذ أن كان طفلا، وكان هادئا، وظل على طباعه حتى أصبح شابا وبعدها غادر بعد زواجه منزل الأسرة ثم عاد إليه بعد وفاة والده ليعيش معه وبناته الخمس حتى توفى والده فاستمر هو فى ذات العقار الذى عاش طفولته به، وهو شخص هادئ واسرته ويفضلون ان ينعموا بالخصوصية الشديدة، ولا نشعر بوجودهم فى العقار، ونراه يخرج مع اسرته دون حراسة أو ترتيبات أمنية.
 
وكان من بين أصحاب المظالم الذين تجمهروا للقاء رئيس الوزراء الجديد «عادل جودة» 53 سنة وهو سباك المنطقة، الذى أكد أن كل ما يستطيع أن يحصل عليه طيلة الشهر لا يتجاوز 350 جنيها وهو ما لا يكفى أبناءه الثلاثة، ولا يكفى دفع ايجار الغرفة التى يستأجرها وأسرته.
 
وقال السباك عاوزه يساعدني، لأن الحال واقف وهو عارف.. عاوز حتى شقة أعيش فيها من غير ما يكون ورايا التزام شهرى بايجار وأنا راجل أرزقى على باب الله.
 
وكان على باب العقار ايضا حسين السيد عبد المجيد «بائع الخبز» بالمنطقة والذى جاء طالبا مساعدة رئيس الوزراء، ويقول: عاوز شقه من بتوع القطامية اللى ما فيهومش حد، احنا أولى بدل قعدتى على الرصيف ..عاوزه ينصفني.
 
والطريف أنه كان من بين المتجمهرين أحد الشحاذين الذى قال: هاستناه يدينى اللى يجود بيه.. وأنا عارف انه راجل طيب وهايساعدني.
 
أما محمد حجازى حارس أحد العقارات القريبة فجاء طالبا من رئيس الوزراء أن يساعده ليجد سكنا ليتزوج حيث بلغ من العمر 33 عاما ولا يستطيع أن يتزوج حتى الآن.