الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«الصعايدة» هزموا الأسطول الفرنسى بـ«النبوت»

«الصعايدة» هزموا الأسطول الفرنسى بـ«النبوت»
«الصعايدة» هزموا الأسطول الفرنسى بـ«النبوت»




كتب - حسن الكومى


اختارت محافظة قنا اليوم الثالث من شهر مارس ليكون عيدا قوميا لها وذلك تخليدا لذكرى ملحمة تاريخية انتصر فيها أهالى نجع البارود على الأسطول الفرنسى فى معركة تاريخية، هزمت فيها العسكرية الفرنسية بأسلحتها الحديثة وعتادها من بارود وقنابل أمام بسالة وشجاعة أهالى نجع البارود الذين لقنوا الفرنسيين درسا قاسيا فى الإصرار والصمود والاستراتيجية العسكرية فلم يكن لدى أهالى نجع البارود سوى العصى والنبابيت والأسلحة التقليدية إلا أنهم تحلوا بالعزيمة ونجحوا فى قهر الأسطول الفرنسى وافساد مخططه الاستعمارى للوجه القبلي.
 الحكاية تبدأ عندما قرر القائد الفرنسى نابليون غزو الوجه القبلى ووضع خطة عسكرية لذلك من خلال القضاء على المماليك وكانت البداية من مركز أبوتشت شمال محافظة قنا، حيث نفذت قوات الأسطول الفرنسى ضربة عسكرية فى 22 مارس  1799 فى معركة «سمهود» نجحت خلالها فى القضاء على المماليك بقيادة الجنرال «ديزيه» وهزمت قوات مراد بك هزيمة ساحقة وكان هذا آخر تواجد للمماليك على ساحة القتال بعدها اشتعلت المقاومة المصرية إلا أن الأسطول الفرنسى واصل تفوقه فى مركزى فرشوط والوقف.
 وفى قرية دندرة الواقعة على ضفاف النيل غرب  المحافظة اتخذ أهالى القرية حيلة ذكية نجحوا فيها فى صد الهجوم الفرنسي، حيث جمع الأهالى الاحطاب والمخلفات الزراعية «التبن» واشعلوها على ضفاف النيل وعندما مر الأسطول الفرنسى تصاعدت الأدخنة وظنوا أنها قرية مليئة بالأوبئة والأمراض ولم يتمكنوا من دخولها.
وكانت نهاية الاسطول الفرنسى على يد قرية صغيرة تسمى «البارود» الواقعة على ضفاف النيل بقنا حيث نجح اهالى القرية فى ملحمة بطولية سجلتها ذاكرة التاريخ فى القضاء على الاسطول الفرنسى المكون اثنتى عشرة سفينة تتقدمها السفينة الحربية إيتاليا والاستيلاء على ذخائر الجيش ومؤنته حيث خرج اهالى نجع البارود بالعصى والنبابيت وانقضوا على سفن الاسطول والسفينة إيتاليا والتى كان يقودها الاميرال «موراندى» والذى كان مشهوداً له بكفاءته فى القتال البحرى ودفعت قنا فى هذه المعركة بفلذة كبدها وأشجع ابنائها وحاربوا اسطولا مجهزا يقوده قادة عسكريون محنكون ولم يتقهقر المواطن القنائى يدفعه إيمانه القوى بالله روسوله وحبه العميق وانتماؤه العريق لهذه الارض الطيبة فنزل الكثير منهم يسبحون فى النيل ويهاجمون السفن حتى استطاعوا ان يستولوا على بعضها ومنها سفينة القيادة «إيتاليا» والتى كان يقودها «موراندى» القائد الفرنسى العنيد الذى أمر رجاله بتفجير السفينة بعد صعود المصريين على ظهرها فتناثرت أجساد الشهداء الابطال تروى الوادى الجليل، ولم يكن ذلك ليفت فى عضد أبطالنا بل زادهم اصرارا وشجاعة وحماسا واشتدت المعركة وحمى وطيسها فلم ينج من جنود الحملة رجل واحد وكانوا نحو خمسمائة من الضباط والجنود الفرنسيين والبحارة وعندما بلغت اخبار الهزيمة الساحقة مسامع نابليون حزن حزنا شديدا واعتبرها أكبر هزيمة منى بها جيشه فى حملته على الوجه القبلى كما توقع نابليون أن تكون هذه هى بداية تقلص النفوذ الفرنسى فى مصر.