الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

قيادات «الإرهابية» تلقوا تدريبات على القتال فى جبال «اليمن»

قيادات «الإرهابية» تلقوا تدريبات على القتال فى جبال «اليمن»
قيادات «الإرهابية» تلقوا تدريبات على القتال فى جبال «اليمن»




 حوار - سيد مصطفى

تتحرك عقارب الساعة بسرعة جنونية فى اليمن، وكثيراً ما نتأمل تفاصيل القصة دون أن يعلم معلومات كثيرة عنها، فقط تجذب الأذهان كلمتان «الحوثيون» و«مصير قناة السويس»، لكن تبقى أسئلة عالقة فى الأذهان حول ماذا يحدث بالتحديد جنوب البحر الأحمر وما مصير اليمن؟، وهل بالفعل يمثل خطراً على قناة السويس؟، حيث خلف كل سؤال كنزاً من الأسرار تتشابه وعورته مع وعورة الجبال اليمنية، الأمر الذى دفع «روزاليوسف» إلى التحاور مع خالد شيبة، ممثل الجالية اليمنية بمصر، ليطلعنا عما يدور داخل دهاليز السياسة اليمنية.


■ اليمن.. إلى أين يذهب؟
اليمن يسير فى طريق التقسيم بين الحوثيين والجنوبيين، كما أن التحالف بين عبد الله صالح والحوثيين لن يستمر كثيراً، إذ إنه لا بد أن يأتى عليه فترة وأحدهم ينقلب على الآخر لتعارض المصالح، والآن وبعد إعلان الحوثيين مجلسهم الرئاسى يلوح فى الأفق حراك فى الشارع، قد يؤدى لحرب أهلية فى اليمن، وأبسط التوقعات هو الاستقلال الكامل للجنوب مثلما كان فى الماضى بسبب تحركات الحوثيين.
■ ما الدوافع لتحول الحوثيين إلى قوة تتحكم بمصير اليمن؟
تحولوا من متواجدين بالجبال إلى محتلين للعاصمة بمساعدة على عبد الله صالح وأعوانه داخل اليمن، وقوات الحرس الجمهورى المؤتمرة بأمره هى من سهلت دخول الحوثيين لليمن، على أساس صفقة بأن يتخلص الحوثيون من الإخوان على أن يحلوا محلهم فى الحكم.
■ إلى أى مدى يمثل الوجود الحوثى خطرًا على قناة السويس؟
بالفعل القناة محاطة بخطر حقيقى مع الوجود الحوثى بالجنوب، وقد بدأ هذا التهديد يدخل مرحلته الفعلية منذ أن دخل الحوثيون ميناء الحديدة، حيث يسيطرون حالياً سيطرة تامة على المضيق، وهو أمر يهدد بشكل مباشر قناة السويس القديمة والجديدة، إذ يمكنهم إيقاف حركة الملاحة بهما فى أى وقت، لكن إغلاق المضيق فى الوقت الحالى أمر صعب، لن تسمح به مصر أو السعودية، واكتفت قوات الحوثى بالتحكم فى حركة الملاحة بالمضيق، ويجب أن يحدث تدخل مصرى - سعودى لحل المشكلة اليمنية فى تلك المرحلة قبل أن تتفاقم لوضع أصعب.
■ كيف ترى الدور الإيرانى باليمن؟
نظراً لتقارب المذهب الشيعى بينهما، قامت إيران بدعم الحوثيين منذ عام 2006، وذلك عبر تقديم المال والسلاح، على الرغم من اختلاف المذهب، حيث إن الإيرانيين اثنا عشرية والحوثيين زيديون، لكنه تقارب سياسى فى الأساس لكى تهدد كلاً من السعودية ومصر، لأن السعودية أكبر دولة ذات ثقل فى الخليج، وحدودها ملاصقة للحدود اليمنية، علاوة على أنها تمتلك القوة فى تهديد إيران وأطماعها بالمنطقة، كما تسربت حالياً عناصر إيرانية لداخل اليمن، بل إن الحرس الثورى الإيرانى هو من يحمى عبد الملك الحوثى حالياً، وأكد أن صالح ساعده فى جلب السلاح الإيرانى.
■ إلى أين وصلت سيطرة الحوثيين باليمن؟
وصلت سيطرة الحوثيين باليمن إلى ثلثى اليمن، حيث سيطروا على معظم المدن والمراكز المهمة فى الجنوب، ولم يفلت حتى الآن من سيطرتهم سوى محافظة «تعز» بالجنوب، وذلك لجغرافية وخصوصية تلك المحافظة، فهى تقع بين محافظات الشمال والجنوب، كما أنها محافظة جبلية وطرقها وعرة، وأهلها من السنة بالطبع، ناهيك أن قبائلها تمتلك عدداً كبيراً من الأسلحة التى يمكن أن تقاوم به الحوثيين.
■ ماذا عن تفاصيل إشتعال الحرب الأخيرة فى اليمن مع الحوثيين؟
كانت ميليشيات الإخوان تجاور محافظة عمران معقل الحوثيين، وقام الحوثيون بالاعتداء على مسجد يتبع السنة فى محافظتهم، ثم اكتشف مسجد يبث الفكر الزيدى فى المحافظة الخاضعة للإخوان، وهنا بدأت التحركات المسلحة لميليشيات بنو الأحمر ضد الحوثيين، فى حين أن الحوثيين كانوا مستعدين بالسلاح الإيراني، وبدعم من الرئيس عبد الله صالح بتلك الحرب.
إذا فما دور على عبدالله صالح فى اللعبة الحالية؟ أطلق تصريحاً أخيراً بأنه رافض لـ«الانقلاب»، وهى تمثيلية رديئة منه، الهدف منها إظهار نفسه منقذ للشعب اليمنى، لأنهم جاءوا فى الأساس تحت طلب منه، لكن الآن دب الخلاف بينهما، لأن الحوثيين طمعوا فيه، وأخذوا أكثر من الدور الذى رسمه لهم، والدولة ومفاصلها باتت فى أيديهم، وصالح سيطر على الجيش اليمنى لمدة 33 سنة، وحتى الآن الجيش يأتمر بأمره، ويكفى تصريح وزير الدفاع عبد الله ناصر، حين استقاله بأنه لم يستطع إعطاء قرار، دون الرجوع لعلى عبد الله صالح، وقام صالح بدعم المجرمين، وحالياً مشايخ القبائل التى وقفت مع صالح وقفت مع الحوثيين، وكان الاتفاق بينهما على أن يصل الحوثيون حتى صنعاء فقط، لكن الحوثيين حنثوا بوعودهم وتوغلوا فى باقى المحافظات اليمنية، وسيطروا على مفاصل الدولة ومؤسساتها على غير رغبة صالح، لذلك سيئول هذا التحالف لأن يغدر أحدهما بالآخر كما ذكرت آنفاً.
■ هل لايزال قادراً على التأثير؟
بالطبع لايزال على عبد الله يحتفظ بسيطرته الكاملة على الجيش اليمنى، ويمكن لكتائبه بين عشية وضحاها أن تفتك بالحوثيين، علاوة على أن الحوثيين ليسوا أغلبية ولا يمثلون سوى 15% من الشعب اليمنى، فهو بالفعل قادر على تحريك الشارع.
■ كيف كانت علاقة صالح بالإخوان؟ ولماذا تصادموا فى النهاية؟
كانت علاقة تقاسم للسلطة بين الاثنين، وذلك بالوظائف، وكل قيادة منهم كان لها نسبة معينة فى التعيينات، بل وصل التقاسم لثروات البلد، وذلك بقيادة بنو الأحمر، لكن بدأ النزاع بعد وفاة عبد الله الأحمر وتوليه قيادة كل من بنو الأحمر وتنظيم الإخوان لحميد الأحمر، حيث أراد أن يرشح نفسه للرئاسة أمام عبد الله صالح، لكن ظل هذا الصراع خفياً نوعاً ما بينهما، ولكنه لم يظهر على السطح بشكل جلى إلا بعد الثورة اليمنية.
■ «توكل كرمان».. أين هى الآن؟
توكل مثلها مثل بعض الشباب المصريين الذين تدربوا فى الخارج، وأرادوا أن يضعوها كقدوة للشباب وأنها هى من شجعت نساء اليمن على الخروج للميادين، لكن لانتمائها لجماعة الإخوان، بعد وصول حزب الإصلاح اليمنى اختفت وتصريحاتها من الساحة السياسية، وهى تنتقل الآن بين كندا وتركيا وقطر وليس لها علاقة باليمن حالياً.
■ ماذا عن دور الإخوان فى تفاقم الوضع اليمنى؟
حاولوا أن يستأثروا بالسلطة بعيداً عن الشباب الذين صنعوا الثورة وبدأوا ينفذون إلى مؤسسات الدولة، بل باتت هناك حملة من تقاسم المناصب قام بها حزب الإصلاح مع على عبد الله صالح، كما أنهم أول من شرعوا فى فكرة التقسيم لليمن، حيث أرادوا أن يحولوها لـ6 أقاليم، فى ظل ما أسموه الدولة الاتحادية، كما أنه ظهرت فى عصرهم أزمات اليمن كالسولار والبنزين، ويبقى الاختلاف بين الإخوان فى مصر واليمن هو أنهم جماعة مسلحة لوجود جبال اليمن، علاوة على أن بعض أعضاء الجماعة المصريين البارزين تدربوا فى اليمن مثل خيرت الشاطر، وبديع، ومحمود عزت، ويحمل عدد آخر الجنسية اليمنية.
■ أين الدور السعودى من اليمن حالياً؟
فى البداية كانت السعودية تدعم عبدالله صالح وحكمه، وبعد الثورة اليمنية بدأت تدعم كلا الطرفين الإخوان وعبد الله صالح بعد أن قامت بالاتفاقية التى خرج على أثرها آمناً، ثم تخلت بعد ذلك عن صالح لاتفاقه مع الحوثيين شركاء أعدائها فى طهران.
■ إذا أين دور دول الخليج الأخرى؟
باقى دول الخليج لا تستطيع التحرك إلا بعد التحرك السعودى، وذلك لأنها تخشى عواقب أى تحرك عسكرى والعقاب الذى ستأخذه من إيران فمعظم هذه الدول تمثل مقاطعات بالنسبة لإيران وقوتها، كما أنها لايمسها ضرر مباشر من النفوذ الحوثى بقدر ما يؤثر على السعودية.
■ عبد الملك الحوثى يرسل رسائل تهدئة إلى القاهرة والرياض.. فما أهميتها؟
ما هى صفة عبد الملك الحوثى ليعطى رسائل تهدئة لهذا وذاك داخل اليمن، وما جدوى تلك الرسائل من رجل معروف بتوجهاته الإيرانية، فضلا عن أنه يدور فى فلك سياستها لكونها ببساطة هى من تمده بالمال والسلاح، أما عن الرسائل فهى مجرد مسكنات للقادة العرب، حتى يفرغ الحوثيون من تنفيذ مخططهم للاستيلاء على اليمن.
■ كيف ترى الحراك الجنوبى؟
 أنا مؤمن بالقضية الجنوبية وليس بالحراك الجنوبى، وذلك لأن الحراك هو عبارة عن مجموعات من الشباب، بدأت عام 2007 وهم منقسمون فيما بينهم، لكن أهل الجنوب لهم قضية ولهم حقوق، ويزعمون أن من حقهم الاستقلال، والقضية الجنوبية توجد شخصيات تحركها من الخارج مثل الناصر محمد، وهم يريدون تحكيمًا دوليًا لانفصال الجنوب، وكانت شروط الناصر لقبول الرئاسة هى نظام انتقالى لسنتين وتكون اليمن إقليمين، على أن يوجد حق تقرير مصير للجنوب يستمر أو ينفصل بعد ذلك، الجنوبيون يخرجون للشوارع سلميا ولكن توجد بعض الاغتيالات غير المعلنة لبعض أفراد الحوثيين، وبعد قرار الحوثيين الأخير الحراك موجود بالشارع بكامل قوته.
■ هل شباب الثورة طرف فى تحريك الأحداث باليمن ولماذا لا نجد لهم دور ملموس حاليا؟
هم الآن محبطون وذلك بعد أن قفز الإخوان على الحكم، وذلك لأنهم رأوا طمع وجشع الإخوان ومحاولاتهم الاستيلاء على المناصب دونهم، والشىء الآخر هو استيلاء الحوثيين على اليمن، وهى مأزق بالنسبة للشباب لأن الحوثيين مسلحون والشباب عزل، لكن لايزال الأمل معقوداً على شباب الثورة داخلياً على التخلص من الحوثيين ونفوذ عبد الله صالح.
■ ما مصير بنو الأحمر؟ وأين دورهم فى الخريطة اليمنية المستقبلية؟
نجح الحوثيون فى إعطاء ضربة قاسمة لبنو الأحمر باليمن، حيث كانوا يعتبرون الذراع العسكرية لإخوان اليمن، وهم الآن مشتتون بعضهم لاجئ خارج اليمن فى السعودية وبعض الدول العربية، والبعض الآخر انضم لتنظيم داعش الإرهابى، ولا أظن أنه يوجد لهم مستقبل سياسى فى الخريطة اليمنية المقبلة.
■ وماذا عن ظلم الرئيس عبد ربه منصور هادى؟
لم يظلم عبد ربه منصور هادى بل يتحمل هادى المسئولية كاملة عما وصلت إليه البلاد من خراب، فهو اقتصر دوره على تلقى الأوامر من الخارج، كما أنه تسلم خزينة كاملة من عبد الله صالح، فأين هى الآن، ولم يقدم استقالته إلا بعد انهيار الدولة، فعندما سيطر الحوثيون على عمران نزل يباركلهم «فجراً»، كما أنه غض الطرف عن دخولهم صنعاء، وفى كلا الموقفين لم يكلف نفسه بطلب الجيش للتحرك، ولم يتذكر تقديم استقالته إلا عند حصار القصر الجمهورى.
■ هل توجد انتهاكات حوثية فى اليمن؟
 الحوثيون وجماعاتهم المسلحة يقومون بإطلاق النار بشكل عشوائى فى المحافظات، حيث قتل 9 فى مأرب من بنادق الحوثي، وباتت اليمن كلها تحت سيطرة العصابات المسلحة، وباتت عصاباتهم مصدر للقتل العشوائى.
■ كيف ترى الدور الأمريكى بالحرب فى اليمن؟
لم يقم الحوثيون بحركتهم داخل اليمن، إلا بعد أخذ الضوء الأخضر من الولايات المتحدة، وذلك وفق التفاهمات الأمريكية الإيرانية التى حدثت بعد تولى الرئيس روحانى دفة البلاد بطهران، ولو لم يحدث ذلك لوجدنا الطائرات والأسلحة الأمريكية شيئاً تقوم بضرب معاقلهم فى اليمن مثلما حدث لداعش، لا سيما أن قواعدها توجد قريباً جداً بدول الجوار، وأصبح الهدف الأمريكى من هذا هو بكل وضوح تمزيق اليمن، فلا توجد حالة أفضل مما فعلها الحوثيون باليمن تخدم المصالح الأمريكية، والدليل عدم تعطيل أى من المصالح الأمريكية باليمن، أو حتى مرور السفن بباب المندب.
■ لماذا اختفى دورالقاعدة من اليمن على الرغم من كراهيتهم للشيعة؟
لأنها صنيعة مخابراتية من عبدالله صالح، والدليل على ذلك أنه بالفعل مثلت القاعدة فى اليمن اشكالية كبرى فى عصر عبدالله صالح وكانت لها عمليات فى مختلف المحافظات اليمنية بشكل مستمر، لكن بعد تقدم الحوثيين فجأة توقفت أصواتهم بسبب تحالف صالح مع الحوثيين، إلى جانب أن القاعدة فى اليمن ليس لها تنظيم مستقر كداعش أو قيادات، وإنما هى عصابات مسلحة تظهر وتختفى.
■ كيف ترى الرئيس اليمنى الجديد الذى اختاره الحوثيون على رأس مجلسهم الرئاسى؟
رئيس اليمن الجديد هو رجل لا يفقه شيئاً سواء بالسياسة أو الحرب، فهو لا يمكنه إدارة حارة وليس بلداً كبيراً ومعقداً كاليمن، وكل مؤهلاته أنه ابن أخو عبد الملك الحوثى.
■ كيف يمكن حل الأزمة اليمنية من وجهة نظرك؟
من وجهة نظرى أن حل الأزمة اليمنية الحالية يكمن فى تقسيم اليمن لثلاثة أقاليم واحد بالجنوب، وآخر بالشرق وهو يحتوى منطقة باب المندب، وثالث بالشمال يحتوى على الأربع محافظات الشمالية التى تكمن فيها مشاكل اليمن، فلن تجد وجود سواء للحوثيين أو لبنو الحمر أو للحرس الرئاسى لعبد الله صالح، ناهيك أن هجماتهم ضد بعض لا توجد إلا فى تلك المحافظات، أما ما يطرح باستقلال تلك الولايات الجبلية بقيادة الحوثيين فهو ينذر بحرب أهلية حتمية لأنها ولايات فقيرة تعيش على خيرات قادمة من الجنوب سواء المواد البترولية أو غيرها من موارد الثروة، ويجب تدخل مصرى - سعودى على وجه الخصوص لحل الأزمة ومواجهة القوة المتنامية للحوثيين.
■ هل لديك رسالة أخيرة تريد تقديمها لأحد؟
أطالب الرئيس السيسى بأن يقوم باستكمال ما فعله الرئيس الراحل جمال عبد الناصر من محاربة الحوثيين، حيث قام عبد الناصر بمحاربة الإمام، وحماية أمن مصر القومى وعمقها الاستراتيجى فى اليمن، والآن أدعو الرئيس السيسى أن يقوم بمحاربة أحفاد الإمام لنفس الغاية التى حارب من أجلها الزعيم جمال عبدالناصر أجدادهم.