الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«ليليان داود» صناعة «أمريكية» بأيدٍ «مصرية»

«ليليان داود» صناعة «أمريكية» بأيدٍ «مصرية»
«ليليان داود» صناعة «أمريكية» بأيدٍ «مصرية»




كتب - عمر حسن

أصبحت مصر سوقا لمطاريد الاعلام اللبنانى الذين وجدوا منصات اعلامية ذات شأن رفيع داخل القنوات الفضائية الخاصة، وتبوءوا المكانات العليا وأصبحت برامجهم تُشكل محور اهتمام كبير للرأى العام المصرى خاصة أنها تُعرض فى أوقات الذروة التى يجلس فيها أكبر عدد ممكن من المشاهدين باحثين عن الإثارة والتشويق والشجار وهو ما يجدوه فى تلك البرامج.


«ليليان داود» المذيعة اللبنانية التى جاء بها رجل الأعمال «نجيب ساويريس» وقذف بها داخل البيوت المصرية تبث السموم وتُخرب العقول داعمة لحركات «6 إبريل» و«الاشتراكيين الثورين» وغيرها من الكيانات المُخربة، مُدعية دفاعها عن الحُريات العامة ومحاربة الفساد والأمراض الاجتماعية المنتشرة فى مصر، متجاهلة حجم الكوارث التى تضرب بلادها فى مختلف المجالات من حرب طائفية وصراعات سياسية وصولا إلى الشذوذ الجنسى والدعارة التى تملأ لبنان، فهو مجال خصب لأى إعلامى يمكن أن يُفرد له الحلقات العديدة فى نفس الوقت يُشبع رغبته فى «النهوض بالمجتمع» وإن كانت أحيانا تُشكل ستارا لأغراض دنيئة يجهلها المشاهد الذى يتعاطى المُخدر الاعلامى دون أن يدرى بما يُعرف «بالحقنة تحت الجلد».
استغلت «داود» المناخ السياسى المضطرب الذى تعج به مصر فى الوقت الراهن، وتراقصت بألفاظها ذات المعنيين على حبال المعارضة -ظاهريا- و«الضرب تحت الحزام» - باطنيا - لتخدم مصالح مالك القناة التى تعمل بها وهو «نجيب ساويرس» الذى يلجأ أحيانا إلى أسلوب «لوى الدراع» مع الحكومة المصرية حينما ترتطم مصالح الحكومة مع مصالحه الشخصية وطموحاته السياسية.
داود حاصلة على ماجستير الأنثربولوجى ولم تدرس الإعلام وقد بدأت حياتها المهنية داخل وكالة «أنباء اسوشيتد برس» لفترة ثم عملت مع الـ«بى بى سي» البريطانية، وقضت 12 عاما فى لندن تنقلت خلالها فى أكثر من قناة فضائية كمعدة ومراسلة، وبفضل علاقاتها داخل مصر عن طريق زوجها المصرى الجنسية تمكنت من اقتحام شاشات الاعلام المصرى عقب قيام ثورات الربيع العربى لتطل عبر شاشة «ONTV» فى برنامج «الصورة الكاملة»، الذى أثار كثيرا من الجدل فى الوطن العربى.
تصاعدت موجات الاحتجاج ضدها مع مرور الوقت بسبب موضوعات حلقاتها التى تعمدت خلالها الخوض فى علاقة الشعب والقوى السياسية بالمؤسسة العسكرية فضلا عن اثارة الاحتدام بين الفصائل السياسية والعمل على اشعال الفتن بين الداخلية والالتراس بعد أزمة استاد «الدفاع الجوي» التى راح ضحيتها عدد كبير من جماهير نادى الزمالك.
اُتهمت بالعمل مع الموساد الإسرائيلى وإهانة مؤسسات الدولة المصرية عقب الحكم على المدانين فى قضية التظاهر أمام مجلس الشعب بالحبس، ومن هنا ظهر «هاش تاج» «ليليان لازم ترحل» على موقع «تويتر» وشارك فى الهاش تاج عدد كبير من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، حتى أصبح فى المركز الأول بموقع التدوين العالمى بعد ساعات قليلة من تدشينه، لكن رجل الأعمال «ساويريس» وقف داعما لها خلال «تدوينه» على حسابه الشخصى على الموقع ذاته قال فيها: «حتى إذا اختلفت مع آراء ليليان داود سأدافع عن حقها فى رأيها دائماً وأبدًا! الرأى والرأى الآخر!»، مستغلا نفوذه وتحكمه فى «ثلث» الاقتصاد المصرى تقريبا، وهو ما يشكل تهديدا واضحا لسيادة الدولة المصرية.. تستمر «داود» فى اضفاء جو من الإثارة على حلقاتها غير واضعة فى الاعتبار أن مصر تمر بمرحلة فارقة فى تاريخها، وعليه فإنه يجب عليها أن تنتقى الموضوعات التى تتعرض لها بما لا يشق الصف الوطني، وليس المطلوب أن «تطبل» للحكومة وتتغاضى عن الأخطاء، ولكن يجب عليها أن تُسلط الضوء على الايجابيات أيضا وتخصص لها نفس الوقت الذى تخصصه لسرد السلبيات.