الإثنين 23 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

المقاتلة «رافال».. القمح «الروسى».. السعودية والإمارات

المقاتلة «رافال».. القمح «الروسى».. السعودية والإمارات
المقاتلة «رافال».. القمح «الروسى».. السعودية والإمارات




تخشى كل من أمريكا وبريطانيا وعملائهما «الإخوان» من تسليح الجيش المصرى ولكل منهم أهدافه، فنجد صحيفة الـ«فايننشيال تايمز» اللندنية تدعى أن الجيش المصرى بحصوله على المقاتلة الفرنسية «رافال» يأتى من باب الوجاهة للقادة العسكريين كون مؤسستهم تمتلك معدات متقدمة باهظة التكاليف والمملكة المتحدة فى هذا تبرد نيرانها المشتعلة كون القوات المسلحة المصرية لم تخطب ودها فى الحصول على مقاتلات تنعش بها شركاتها التسليحية ومعداتهم الراكدة وأيضا عليها تقديم نفسها لـ«العملاء الإخوان» بأنها اليد الطولى فى التسليح المصرى وتعلم امكانيات ضباطنا وجنودنا وقد فوت جيشنا عليها هذا شكلا ومضمونا.
أما «الإخوان العملاء» فقد دفعوا ببعض عناصرهم ليقفوا فى تظاهرة أمام مقر سفارتنا وتحديدا مكتب الملحق العسكرى المصرى.. فماذا نفهم من ذلك- هل يخشون أن تكون مصر قوية عدادا ورجالا؟ أم أنهم ينفذون أجندات أوروبية - أمريكية ترى أنها لن تكون ذات شراكة استراتيجية مع مصر مما يهدد مصالحهم فى منطقة الشرق الأوسط وجهلهم بالميزان العسكرى بين إسرائيل والعرب بشكل عام ومصر بوجه خاص.
وإذا كان هذا حال بريطانيا فإن أمريكا وألمانيا ليستا بأحسن منها.. فأمريكا التى كانت تمنحنا مساعدة قدرها 2.3 مليار دولار كل عام ليس حبا فينا ولكنه التزام أمنى مبرم بموجب اتفاقية «كامب ديفيد»، تمنح فيها كلا من مصر وإسرائيل والأردن ما يجعلها تحافظ على سريان الاتفاقية وعدم الإخلال بها عن طريق بعض المتطرفين فى تلك البلدان الثلاثة ومع هذا فإن أمريكا جاء يوم اعتقدت فيه أن هذه المساعدات هى منحة تطلب مقابلها النيل من السيادة المصرية وطوال الأعوام الماضية كانت تقايضنا فيما نقوم بتأجيره أو شرائه من ترسانتها العسكرية أو مصانعها فنجدها تطلب منا تحويل مصنع الدبابات «أم - ايه 1» إلى مصنع جرارات حتى تغطى لنا قيمة مدمرات بحرية قالت لنا يومها إنها باهظة التكاليف مما اضطرنا لتأجيرها وهى «بيرى» ومرة أخرى تطلب منا تقليل القوة البشرية المجندة لتجعلنا مساوين العدد مع إسرائيل أو تعطى لنا معدات غير مستوفاة أو تتلاءم معنا مثلما حدث فى المقاتلة «إف 16» التى قام المهندسون المصريون بمعالجة عيوبها فى مصنع حلوان للطائرات لتتناسب ومناخنا العسكرى ولم تقف عند هذا بل تقوم كل عام فى اجتماع الكونجرس بإقرار المساعدات بتسريب أقاويل بعدم موافقة الأعضاء أو تقليلها لمصر فى مقابل زيادة ما يتم منحه لإسرائيل وهكذا طوال ثلاثين عاما تلعب مع النظام المصرى السابق على هذا الوتر والغريب فى الأمر أن نظامنا السابق كان يخشى أن يتم وقف هذه المساعدات رغم أن قيمتها الشرائية صارت فى اضمحلال عاما بعد الآخر حتى إنه فى عام 1996 طلب المشير طنطاوى أن تضع هذه المساعدة فى حساب بالفائدة حتى يتم لنا استيعاب زيادة تكاليف الأسلحة عالميا ولكن هذا رفضته واشنطن وصارت تبحث عن ثغرات لوقف هذه المساعدات أحيانا تدعى أن هناك «اضطهادا للأقباط» مستخدمة فى ذلك بعض عملائها من «أقباط المهجر» والآن لديهم عملاء آخرون يطلقون أبواقهم بالادعاءات والأكاذيب أنهم «الإخوان الإرهابيون» الذين يرتكبون جرائم القتل والعنف بحق الشعب المصرى كل يوم ليزجوا بالوطن فى براثن استعمارية بوجه آخر ومزاعم جديدة تقول إن رئيسنا ودولتنا يمارسون نظاما ديكتاتوريا ويبرر «الإرهابيون» قتلهم وعنفهم بحق الشعب المصرى بأنه نتيجة فض اعتصام رابعة ويصفونها بالمذبحة وإن كانت بهذا الوصف فإنها مذبحة حقيقية لرجال الشرطة المصرية وأهالى منطقة رابعة الذين لم يذوقوا النوم طوال 45 يوما وعليه قامت منظمة أمريكية تروج لهم هذا وبالطبع ليس مستبعدا من «مستعمر وعميل» تقابلا فى مصلحة واحدة كل منهما يريد النيل من مصر وشعبها والتحكم فى أرضها مطبقين الديكتاتورية بحذافيرها، فالإخوان يريدون بيع أرض الوطن بأبخس الأسعار «العمالة» مقابل وهم «الخلافة» والأمريكان يريدون الشريان الحيوى العالمى «قناة السويس» لتكون تحت قبضتهم ومن ناحية أخرى يقضون على ما يزعجهم من صراع عربى - إسرائيلى لأن الأخيرة حليفتهم بالمنطقة وعليهم الحفاظ على أمنها بتشرذم الأوطان والشعوب العربية لتكون مساوية لـ«تل أبيب».
ويرهب «الاستعمار والعملاء» أن مصر صار لها شركاء استراتيجيون جدد لا يطمعون فيها ولعلهم أيضا وعوا الدرس من أمريكا فكل من روسيا وفرنسا تقدم بوعى لمصر قيادة وشعبا فلم تمنحنا فرنسا مساعدات ولكنها سهلت لنا قرضا ميسرا للحصول على المقاتلة بقيمة 3.2 مليار يورو وهو ما يساوى مقدار الضعف للمساعدات الأمريكية السنوية لمصر من قيمة صفقة الـ«رافال» التى تبلغ 5.2 مليار دولار وقد قامت مصر بدفع 500 مليون يورو مقدما والباقى فى شكل أقساط ومن المنتظر أن تكون هناك صفقات أخرى تشمل صواريخ وسفناً حربية، كل هذا جعل أمريكا لا تدرى ماذا تفعل فجعلت «أبواقا إخوانية وخائنة» تدعى أنه ربما تقوم بتمويل هذه الصفقات المملكة العربية السعودية أسوة بما قامت به فى عام 1973 أثناء حرب أكتوبر عندما ساعدت مصر فى الحصول على «ميراج - 5» من فرنسا ومن هذا المنطق صارت هناك حملة تدعى أن «السعودية» لا تعادى «الإخوان» فى عهد الملك «سلمان» ومع أن هذا الادعاء الإخوانى عار من الصحة جملة وتفصيلا خاصة بعد زيارة الرئيس «السيسي» للسعودية فكانت المقابلة ودية ومراسم استقبال مشرفة مما جعل «الإخوان العملاء» يقومون من خلال قناتهم المشبوهة «مكملين» بإذاعة تسريبات مدعية أنها حقيقية بين الرئيس ومدير مكتبه وقت أن كان بوزارة الدفاع زاعمين أن من قاموا بالتسجيلات هم ثلاثة أشخاص استبعدوا من مكتب وزير الدفاع «السيسى» فقاموا بالانتقام.. وفى هذا لقد قدم لنا «العملاء» الجواب على من ينتمون لهم فإذا كان هؤلاء الثلاثة استبعدوا فإن الرئيس محق لأنه بالتأكيد وجد فى سلوكهم ما يشوبهم وأيضًا وقف على خيانتهم وانتمائهم لـ«الإرهابيين العملاء» فهل كان يستبقيهم؟ أما من ناحية التسريبات  فإنه لا يقدر أى من كان حتى الآن أن يثبت أنها صحيحة.. فقط خائنون أرادوا الحصول على أموال نهبها الإخوان فضحكوا عليهم وباعوا لهم الأوهام.
وفى إطار العلاقات الناجحة للقيادة السياسية فيما يخص السلع الاستراتيجية التى تقلق المواطن المصرى «القمح» فإن التقارب بين القاهرة وموسكو ومناخ الثقة المتبادل بينهم أدى إلى توفيرها وامدادنا بها فى أوقات متقاربة لا ينتج عنها أى نتوءات مما كان يحدث فى السابق حتى ان الرئيس فكر والحكومة تنفذ الآن الصوامع التى سيتم استغلالها فى التخزين لنا وأيضًا الآخرين من خلال ميناء دمياط حتى نضمن التخزين الملائم والجيد لحفظ تلك الحبوب الاستراتيجية ولا تتعرض للتلف للاستفادة الكاملة منها ولأن هذه السلعة الاستراتيجية كانت رقماً آخر فى معادلة التعامل الاقتصادى بين مصر وأمريكا لتوفير هذه السلعة لكن بعد أن وجدت مصر بدائل مناسبة تحفظ للمواطن أمنه الغذائى ولمصر هيبتها وكرامتها فإن أمريكا وجدت أنها فقدت كل علاقاتها بمصر «سلاح وغذاء» ولم يبق لها إلا العملاء التى جعلتهم يرددون أن روسيا أعفت مصر من ضريبة مفروضة على الواردات الروسية مشيرين فى ذلك إلى «القمح» وصاروا فى هذا بأن الإعلام بالغ فى مساعدة موسكو لنا لإقامة محطة نووية سلمية بالضبعة مما جعل سفيرهم بالقاهرة ينتقد هذا.
فى كل الأحوال لم يجد البريطانيون والألمان والعملاء والأمريكان إلا أن يصبوا نار حقدهم وفقدان علاقاتهم بالدولة المحورية بمنطقة  الشرق الأوسط «مصر» بكل طاقاتها وإمكانياتها البشرية والجغرافية سوى أن يضربوا «إسفين» فى علاقات مصر بأشقائها الإماراتيين والسعوديين وأيضًا علاقاتنا الناجحة بفرنسا وروسيا.