الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

اعرف تاريخك تبنى «وطنك»

اعرف تاريخك تبنى «وطنك»
اعرف تاريخك تبنى «وطنك»




تحقيق – هاجر كمال

 

حرص عدد من الشباب فى الآونة الأخيرة على زيادة معلوماتهم الثقافية حول تاريخ وآثار بلدهم من خلال التعرف على المبانى والأماكن الأثرية التى اصبحت مجرد مبان تخلو من الزائرين، وانتشرت فى الفترة الأخيرة عدد من الأنشطة التى ينظمها الشباب بهدف معرفة تاريخ مصر، وتضمنت هذه الأنشطة عددا من الرحلات والجولات التى تجوب الأماكن المختلفة فى انحاء الجمهورية، حيث بدأ الشباب التفكير فى كيفية زيارة اكبر عدد من الأماكن الأثرية الموجودة داخل بلدهم والتى اهملت فى الفترة الأخيرة وأصبحت تخلو من المصريين ولايتواجد بها إلا السياح، ولم يتوقف الأمر على زيارة الأماكن فحسب، لكن تضمن الأمر شرح وتوضيح تاريخ المعالم الأثرية التى تتم زيارتها من خلال عدد من الشباب المنظمين الذين يحرصون على التزود بهذه المعلومات أو من خلال مرشد سياحى متطوع يساعد الشباب على معرفة تاريخ الأماكن، وحرص المنظمون على تجميع أكبر عدد من الشباب لزيارة  تلك الأماكن من خلال مواقع التواصل الاجتماعى المختلفة واستغلوا موهبة عدد منهم فى التصوير لتسجيل الأماكن التى يقومون بزيارتها خلال جولتهم المتنوعة والتى لاتقتصر على القاهرة فقط ولكنها تجوب المحافظات المختلفة والتى تحتوى على كم  كبير من الآثار والمعالم التاريخية يقول محمد نصر: «أول ما سمعت عن الجروبات اللى بيتم تنظيمها لزيارة الأماكن المختلفة كنت حريصا على التواجد فيها كنوع من التغيير والخروج من الجو الروتينى، لكن بعد كده اكتشفت أن الموضوع اكبر من انه يكون خروجه، ووجدت انى بستفيد بشكل كبير من خلال المعلومات المختلفة اللى بسمعها وبعرفها لأول مرة من خلال الشباب المتواجدين معانا فى الجروب وبدأت أشجع الفكرة واشجع اصدقائى انهم يتفاعلون مع الجروبات ويشتركون فى الجولات التى يتم تنظيمها، وفى كمان حاجة إيجابية ان زيارة الأماكن الأثرية بيكون بأسعار مخفضة جدًا وكمان أغلبها بيكون مجانى للطلبة وهذا يشجع الطلاب على زيارة الاماكن والتعرف على معالم بلدهم بدل من تركها خالية من الزوار ولايزورها غير السائحين فقط. وتضيف عبير حمدى: «فخورة جدا بانتمائى لمصر وأن كل الآثار الرائعة الموجودة فى المحافظات المختلفة بتعبر عن عظمة تاريخنا ومدى حرص المصريين القدماء على تسجيل كل المعلومات التاريخية من أجل الأجيال التى تبعتهم، وفكرة الجولات التى تعمل على توعية الشباب بأهمية الأماكن وبسرد معلومات عن تاريخها ونشأتها فكرة عظيمة لابد أن يتم تفعيلها فى المدارس والجامعات بشكل إيجابى لأن الطلاب هم القادرون على نقل المعلومات التى يكتسبوها للعالم أجمع من خلال التكنولوجيا الحديثة ومن خلال مواقع التواصل الاجتماعى المختلفة التى يتحدثون فيها مع عدد لانهائى من الشباب فى الدول المختلفة، ما يشجع الأجانب على زيارة مصر لمشاهدة الآثار العظيمة التى يتحدث عنها الشباب المصرى وينشرون صورها على مواقع التواصل الاجتماعى ويذكرون معلومات عنها وعن تاريخ بنائها. وتتابع رضا محمد: «مصر تحوى عددا كبيرا لامثيل له فى العالم من الاثار والمعالم التاريخية وقدرة العلماء بأنه يبلغ ثلث اثار العالم وهذا مايجعلها مميزة واهتمام الشباب المصرى بهذه الآثار يزيد من قيمتها لان ادراكنا لأهميتها والترويج لها يجعل الكثير من الأجانب حريصين على التأكد من جمال وروعة الآثار كما يكتب عنها ويصفها المصريون، ما يزيد من الإقبال السياحى الذى ينعكس بالتالى  على الدخل القومى والذى يصب فى مصلحة البلد فى النهاية، ناهيك عن استفادة الشباب بالمعلومات التاريخية التى يجمعوها أثناء زيارتهم للأماكن الأثرية الرائعة ومجرد تفكير الشباب فى عمل جولات تجوب مصر بأكلمها للتعرف على تاريخها يعد مؤشرا على التغيير الإيجابى فى ثقافة الشباب المصرى ويدل على وعيهم حيث تعدى الأمر قراءة المعلومات عبر شبكة الانترنت الى نزولهم بشكل فعلى لزيارتها والاستمتاع بالجولة فيها وتصويرها والدخول فى مسابقات عالمية عبر الإنترنت من خلال الصور المميزة التى يحرصون على أن يظهروا براعة العمران المصرى وجودته التى استمرت لأعوام كثيرة ومازالت مستمرة حتى يومنا هذا. وفى النهاية يتضح من خلال الجولات التى ينظمها الشباب مدى ثقافة ووعى القائمين على تنظيم هذه الجولات، كما ان حرص الشباب المصرى على التزود بالمعلومات المختلفة عن تاريخ بلده ومحاولة الكشف عن مزيد من الأساطير التى يحكيها التاريخ، والتأكد منها من قبل علماء الآثار والتاريخ المتخصصين، ما يعد خطوة إيجابية تدل على تغيير مفاهيم ووعى الشباب المصرى والذى يعمل على الترويج للسياحة الداخلية التى تنعكس بشكل إيجابى على السياحة الخارجية وتعمل على تفعيلها وزيادتها، رغم كل الظروف السياسية التى تشهدها مصر فى الفترة الأخيرة، ليثبتوا للعالم ان مصر لاتزال بلد الأمن والأمان وأن أبوابها مفتوحة للجميع للتمتع بآثارها الرائعة والتى لامثيل لها فى العالم أجمع، فلا تتقدم أى أمة الا بشبابها الواعى المثقف الحريص على التغيير للأفضل والتميز بين شعوب العالم.