الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

فضائيات بتوع البطاطا.. خبل وهطل وهبل!

فضائيات بتوع البطاطا.. خبل وهطل وهبل!
فضائيات بتوع البطاطا.. خبل وهطل وهبل!




«بتوع البطاطا» تعبير ساخر كان الرئيس الراحل «جمال عبد الناصر» يطلقه على الصحافة الغربية، التى كانت تنشر أخبارًا كاذبة وملفقة عن مصر وتنسبها للمصادر المسئولة أو المصادر العليمة.
كان ذلك فى عصر الصحافة الورقية، أما فى عصر الإعلام المرئى والفضائيات التى بلا عدد أو حصر فقد أصبح «بتوع البطاطا» من العناصر المهمة والرئيسية فى أى محطة، ولا تستطيع فضائية واحدة أن تعيش أو تستمر بغير الاعتماد على «بتوع البطاطا»!
ولعل أهم ميزة أو صفة يتمتع بها «بتوع البطاطا» هذه الأيام هو ذلك الجهل الشديد، والحماقة الأصيلة والغباوة النشيطة التى يتمتعون بها بل ويعملون على تنميتها بكل دأب وإصرار وجدية!
ولا تخلو فضائية واحدة من وجود واحد أو اثنين من بتوع البطاطا، يتولى تقديم برنامج أو يناقش ما نشرته الصحافة أو يعلق على الأحداث الجارية، لكن الملاحظ أن فضائية «الجزيرة» ودلاديلها «رابعة والشرق ومصر الآن ومكملين ومهرتلين ومهجصين» هى الأكثر جذبا لبتوع البطاطا!
انتشر بتوع «البطاطا» بطول وعرض هذه الفضائيات من «مبتز قطر» أو «معتز مطر» إلى «محمد ناصر» و«طارئ أو طارق عبد الجابر» إلى الاستراتيجيين الجدد وماريشالات التحليل «سودان» و«وزوبع» وغيرهم من بتوع البطاطا!
وطوال الأسبوع الماضى وقبل زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى لزيارة شقيقه خادم الحرمين الشريفين الملك «سلمان بن عبد العزيز» راح بتوع البطاطا يثرثرون ويحللون! ويستنتجون ثم يكذبون!
ذهب واحد من بتوع بطاطا إلى القول بأن زيارة «السيسى» هى بهدف طلب المصالحة مع الجماعة الإرهابية بطلب سعودى!
بتاع بطاطا آخر كان أكثر علما وثقافة، قال إن المصالحة ستتم وسيعود د. محمد مرسى إلى الحكم وتتوقف كل أعمال العنف.
وقال آخر ببلاغة يحسد عليها أن المصالحة ستكون مع أردوغان، وأنه ليست صدفة أن تكون زيارتها فى توقيت واحد، وأن أردوغان سيوقف بث قنوات الجماعة من أرضه مقابل عودة الشرعية إلى مصر وفتح ميدان التحرير أمام الثورجية.
أما الجنس اللطيف والذى يعتبرونه فى هذه الفضائيات ناقصات عقل ودين، وأن صوت المرأة - أى امرأة عورة - فقد اشتركن عبر الاتصالات التليفونية - المفبركة - مع بتوع البطاطا فى تحليل وقراءة المشهد السياسى (تصوروا)!
قالت إحداهن عبر الهاتف تناشد السلطان أردوغان بألا يستجيب للمصالحة مع «الانكلاب» - تقصد الانقلاب - إلا بعد الإفراج عن د. مرسى وعودته إلى «الكسر» - تقصد القصر!
أما قمة تحليل بتوع البطاطا، فقد وردت على لسان واحد اسمه «د. وفيق مصطفى» وهو خبير استراتيجى ومحلل كونى ونخبجى معاصر، فقد راح يستعرض أوراق ونقاط القوة عند د. مرسى وجماعته، وأردوغان وعشيرته مقارنة بما يملكه الانقلاب (انقلاب فى عينك يا تافه) وانتهى منه إلى أن مصر الآن لا تملك أية أوراق قوى وأنها ستذعن لضغوط السعودية وتركيا وقطر فى نهاية الأمر.
وجاءت زيارة الرئيس «السيسى» الناجحة للسعودية الشقيقة وشاهدنا - كما شاهد بتوع البطاطا - الاستقبال الحافل والرائع لرئيس مصر، وذهبت تحليلات وتخريجات بتوع البطاطا إلى أقرب فرن واحترقت بداخله.
وعندما سئل الرئيس «السيسى» عن فكرة المصالحة قال بوضوح وصدق:
ولعلك تعرف نداء بائع البطاطا الشهير «المعسلة قوى يا بطاطا.. بنار الفرن يا بطاطا» استعار النخبجية هذا النداء ونادوا على بضاعتهم عبر الفضائيات: «المعسلة قوى يا تصريحات.. بنار الفرن يا تحليلات»!
والبعض منهم تحدث عن تحركات دولية لإجراء حوار بين مصر والإخوان، وآخر راح يحلل بالوثائق وحسب المصادر المطلعة - التى اطعلت ثم أطلعته على ما اطلعت عليه هو وحده - فقال بكل ثقة: إن هناك مساعى دولية بقيادة السعودية وتركيا ودول أخرى لإقناع مصر بفتح حوار مع التنظيم لمواجهة الإرهاب فى المنطقة (تصوروا)!
خبل وهبل وهطل وبطاطا معطوبة فسدانة يتداولها بتوع البطاطا الجدد، تحليلات مشوية وآراء فسدانة ومحللين انتهت صلاحيتهم، لكنهم يملأون الدنيا صياحا وكذبا وتهويلا والحق يا جدع: المعسلة قوى يا مصالحة، بنار الفرن يا مصالحة، والانكلاب - الانقلاب - يترنح يا جدع!