الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«عمرو عبد الحميد».. ثقافة عالية و«كاريزما» غائبة حصرت نجاحه داخل الفضائيات العربية

«عمرو عبد الحميد».. ثقافة عالية و«كاريزما» غائبة حصرت نجاحه داخل الفضائيات العربية
«عمرو عبد الحميد».. ثقافة عالية و«كاريزما» غائبة حصرت نجاحه داخل الفضائيات العربية




كتب - عمر حسن

عاش كالطيور المهاجرة يحلق فى سماء الفضائيات العربية، لا يعلم به أحد داخل مصر، إلى أن قامت ثورة 25 يناير- وأفسحت مجال الشهرة لوجوه إعلامية غائبة خاصة داخل برامج «التوك شو» التى تزايد عليها الطلب حينها لما تمر به مصر من زخم فى الأحداث السياسية، فاستدعته قناة الحياة ليكون خلفا لزميله «شريف عامر» فى تقديم برنامج «الحياة اليوم» الذى انتقل للعمل فى قناة «ام بى سى مصر»، فاتجهت الأنظار صوبه خاصة لما حققه «عامر» من نجاح ساحق  و شهرة جارفة للبرنامج، وكثرت التساؤلات عن الوجه الجديد الذى يكمل هذه المسيرة ويحافظ على ذلك النجاح.


إنه «عمرو عبدالحميد» الطبيب الصيدلى الذى ألقت به الأقدار للعمل داخل الحقل الاعلامى، بعد ما أنهى دراسته فى مجال الصيدلة بروسيا، وهو من مواليد عام 1968أى يبلغ من العمر 47 عاما.
بدأ «عبد الحميد» حياته المهنية مراسلا لاذاعة «البى بى سى العربية»، ثم اتجه للعمل بالتقديم التليفزيونى وتنقل بين عدة فضائيات عربية منها  قناة أبو ظبى وقناة العربية وقناة الجزيرة وقناة «بى بى سي» الذى قدم عليها برنامج «أجندة مفتوحة» إلى أن استقر به الحال فى قناة سكاى نيوز كآخر محطة عربية قبل انتقاله عام 2014 للعمل فى قناة «الحياة 1» الذى قدم عليها برنامج «الحياة اليوم» بمشاركة الاعلامية «لبنى عسل»، ليبدأ أولى تجاربه فى الاعلام المصرى الذى لطالما حرص على الابتعاد عنه منذ بداياته الاعلامية هربا من التضييق الذى اتسم به الاعلام المصرى طوال فترة حكم الرئيس المخلوع «حسنى مبارك»، كما أجرى عدة حوارات ومقابلات مع شخصيات مهمة منها الرئيس الروسى «فلاديمير بوتين».
قال «عبد الحميد» فى احد حواراته الصحفية إنه تلقى عروضا كثيرة للعمل فى مصر قبل الثورة ومنها عرض مقدم من التليفزيون المصرى عندما كانت هناك خطة لتطوير قناة النيل للأخبار لكنه رفض، وتجدد العرض بعد الثورة للظهور من خلال برنامج «مصر النهاردة لكنه تمسك بقراره وظلّ ماكثا فى مكانه بقناة «سكاى نيوز».
بعد تقديم عدة عروض مختلفة من قنوات فضائية للتعاقد مع «عبد الحميد» للظهور على شاشتها، بدأ يفند تلك العروض ويفاضل بينها حتى استقر على قناة «الحياة» رغبة منه فى الظهور فى المشهد الاعلامى المصرى خلال هذه الفترة التى أعقبت ثورة يناير، فكان وجها جديدا على عيون المشاهدين، فلم يألفه البعض لطبيعته الرسمية فى التقديم التى اكتسبها من العمل فى القنوات الدولية لعدة سنوات، فرغم ثقافته العالية ولباقته فى الحديث إلا أن «الكاريزما» ركن أساسى فى نجاح أى اعلامى مصرى يقدم مادة اعلامية سياسية، فطبيعة المشاهد المصرى لا تتحمل التعمق فى التحليلات والدخول فى تفاصيل متشعبة، وهو ما أثر على نجاحه فى البداية لأنه وُضع فى خانة المقارنة مع «شريف عامر»، على الجانب السياسى، ظلُ على الحياد متخذا من المنطقة الرمادية سبيله للوصول إلى الجماهير، ولكن ذلك انعكس سلبا على نسبة المشاهدة خاصة أننا نمر بمرحلة فارقة لا تتحمل الامساك بالعصا من المنتصف، فلا حيادية عندما يتعلق الأمر بمستقبل بلد، واستمر على هذا المنوال لفترة ما و لم يجد صد كافيًاِ، فاتجه إلى الهجوم على الدولة وانتقاد سياساتها فى محاولة منه للظهور وسط بحر البرامج السياسية.
 وبالفعل نجح فى جذب الانتباه خاصة عندما تعمد انتقاد مراسم استقبال الرئيس الروسى «فلاديمير بوتين» خلال احدى حلقاته وسلط الضوء بشكل مكثف وأدعى سوء معاملة الوفد الاعلامى المصرى للوفد الروسى داخل القصر الرئاسى، ليخرج فى اليوم التالى للحلقة ويُعلن أنه تلقى عتابا من جانب مسئول كبير فى الدولة بسبب تلك الانتقادات قائلا: جاءتنى محادثة هاتفية من مسئول كبير بعد انتهائى من تقديمى للحلقة، خيّل لى أنه عتاب، خاصة أنه كان يتحدث بمنتهى الاحترام والود، ولكننى شعرت بأنه مستاء وزعلان جدًا، لأنه قال إن طرح مثل هذا الموضوع إعلاميا يضر بسمعة البلد، وتابع : «للأسف نفس المفاهيم السائدة أيام «مبارك»، والتى قمنا  بثورة  من أجل تغييرها بمعنى أن هذا العتاب بشكل صريح دعوة مباشرة لأن نسكت عن الأخطاء ونضع رءوسنا فى الرمال وتصبح المشكلة ليست معالجة الأخطاء ولكن الحديث عنها».
نجح «عبد الحميد» فى جذب الأنظار إلى البرنامج من خلال ذلك الأسلوب الذى تعمده لاستفزاز المسئولين ليجبرهم على التجاوب معه، فيرتفع بذلك «نجم» البرنامج و تزداد الشهرة، واستمر على ذلك المنوال إلى أن قرر فجأة وبدون مقدمات أن يستقيل من البرنامج لينتقل إلى قناة «ten» أو «التحرير سابقا» المملوكة لرجل الأعمال «ايهاب طلعت»  ويخوض تجربة منفردة من خلال برنامج «البيت بيتك» بحجة تدخل عدد من مسئولى القناة فى السياسة التحريرية للبرنامج  وفرض بعض الخطوط الحمراء على عمرو عبد الحميد بالتحديد.