الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

رشاد كامل يكتب: مصر تنتخب.. والناخب ينتخب.. والنائب ينتحب!

رشاد كامل يكتب:  مصر تنتخب.. والناخب ينتخب.. والنائب ينتحب!
رشاد كامل يكتب: مصر تنتخب.. والناخب ينتخب.. والنائب ينتحب!




شاهدت بالصدفة وأنا أقلب وسط مئات الفضائيات اللى تسوى أو ما تسواش إعلانًا عن بث تجريبى لفضائية جديدة اسمها «مصر تنتخب»، وهى أول لقناة فضائية متخصصة للانتخابات البرلمانية فى مصر.
وتقول القناة إنها تتيح الفرصة لجميع المرشحين لعرض برامجهم وأفكارهم الانتخابية لدوائرهم حصريا، وتناشد الناخبين بقولها: «شاهدها قبل أن تتخذ قرارك!».
إذن وكما فهمت فهذه فضائية مؤقتة ولدت من أجل الانتخابات - التى تأجلت - بهدف مساعدة الناخب والناخبة على اختيار النائب الأفضل والمناسب.
تقول القناة أيضا إنها ستعرض برامج كل المرشحين، ويزيد عددهم على ستة آلاف مرشح ومرشحة بطول مصر وعرضها!
وسؤالى البسيط: من هم أصحاب هذه القناة؟! وكم تكلفوا وصرفوا عليها - وهى ليست هادفة للربح - وهل كل هؤلاء الذين قرروا ترشيح أنفسهم سوف يظهرون على شاشتها ويشرحون برامجهم - ده لو كان عندهم برامج - أو يناقشون أفكارهم - ده لو كان عنده أفكار - وما الذى سيعود بالفائدة على أصحاب القناة؟!
وكيف سيظهر كل هؤلاء فى فترة الدعاية الانتخابية؟! هل سيتم استضافتهم داخل استوديوهات القناة؟! هل سيحاورهم مذيعات ومذيعون ومعهم محللون وأساتذة ونخبجية من بتوع كله؟! ومن أين ستأتى القناة بمئات المذيعين والمذيعات وخبراء التحليل لسؤال ومناقشة كل هؤلاء؟! وكم من الأموال والمكافآت ستدفع لهم؟! أم أنهم سيعملون مجانا من أجل مجلس نواب مثالى؟!
وسؤال آخر: هل ستكون استضافة هؤلاء المرشحين على الهواء مباشرة أم سيتم تسجيلها ثم إعادة بثها بعد ذلك؟!
وهل سيتم منح كل مرشح وقتًا متساويًا ولكى يتحدث ويشرح؟! يعنى هل المرشح المليونير الذى يلعب بالملايين لعب ولهو سيأخذ نفس المساحة الزمنية لمرشح غلبان على باب الله يعتمد على سمعته وخدماته؟!
هل الوقت الذى سيمنح لمرشح ثورجى وناشط سياسى هو نفس الوقت والمساحة التى سمتحنها المحطة لمرشح كان فى الحزب الوطنى المنحل أو الجماعة إياها التى حكم القضاء بحلها وحظرها؟!
وهل ستكتفى القناة بأن تكون محايدة أمام ومع الجميع فلا تعلن شروطا مسبقة لمن يريد أن يظهر على شاشتها من المرشحين؟! أم ستعلن تسعيرة لمن يريد أن يظهر على شاشتها ليعرض برنامجه؟!
وماذا لو اكتشفت القناة أن المئات من المرشحين بلا برامج أو بلا أفكار، فكيف تساعدهم لتجاوز هذ المأزق؟!
وهل كل من هب ودب من المرشحين سيحل ضيفا على القناة ليحيى لنا بطولاته فى عالم الفساد والبلطجة وماذا تستفيد المحطة والمشاهد من ذلك كله؟! وما المعايير التى على أساسها ستختار من يظهرون بها؟!
هل تستطيع هذه القناة الوليدة أن تكون بحق مرشدا أمينا للناخب بما سوف تعرضه من برامج ومناقشات مع هؤلاء النواب، فتفضح الجاهل وتكشف أصحاب السوابق ومن ضحكوا على الشعب وكذبوا عليه؟! أتمنى ذلك، لكنها مجرد أمنية مشاهد وصحفى على باب الله!
لكن يبقى فى النهاية أن الوصول إلى مجلس النواب سيكون بيدى ويدك ولا تدع كل ما يقال عبر هذه القناة أو غيرها يتسلل إلى عقلك بسهولة ويسر.
فضائية «مصر تنتخب» - وحتى لحظة كتابة هذه السطور - تذيع طوال النهار والليل الأغانى الوطنية التى تتحدث عن مصر وحب مصر وعشق مصر، ومشكلة مصر الحقيقية أننا نحبها بالغناء فقط، إننا لا نغنى لها حبا بل نغنى عليها، نعم نحن نغنى عليها!
وأخشى ما أخشاه أن يستمر كل مرشح لمجلس النواب فى الغناء على مصر وفى الغناء علينا!
وياما نواب غنوا علينا ومنحناهم أصواتنا واتضح لنا أنهم نواب قروض ونواب مخدرات ونواب سلاح ونواب سوق سوداء ونواب ودونا فى ستين داهية من فرط حبهم لمصر ولنا!
وعلى رأى المفكر الغنائى «شعبان عبدالرحيم» يوم الانتخاب يكرم المرء أو يهان.. وايييه.. ايييه!