الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«بويوك أسطى» السلطان أردوغان!

«بويوك أسطى» السلطان أردوغان!
«بويوك أسطى» السلطان أردوغان!




كتب: رشاد كامل
أظن أنك شاهدت حلقة أو حلقات من المسلسل  التركى الشهير «حريم السلطان»! وخاصة «الحريم» بالذات!
 وأظن أنك فى كل مرة كنت تحسد هذا السلطان على ما يملكه من حريم ونساء: لحم أبيض شهى، أجساد من ملبن ومهلبية، الخ.
 ولعلك لاحظت أن «السلطان» فى هذا المسلسل لا أحد ينقده ولا أحد يقول له لا، ولا أحد يناقشه، لا حريمه ولا رجال قصوره!
 وأظن أن السلطان الجديد «أردوغان» من أشد المعجبين بسلطان المسلسل واعتبره مثله الأعلى فى الحزم والحسم والشدة والبأس، ومظاهر الأبهة والفخفخة التى تليق بالخليفة العثمانى الجديد! ولا أتحدث هنا عن الحريم وأحوال الحريم!
 فى زمان وزمن السلطان العثمانى الجديد ينبغى إلغاء وشطب المعارضة ومنع استخدام كلمة لا من القاموس السياسى واستبدالها بكلمة نعم!
 وكانت خطوة موفقة ومدروسة من النظام التركى أن يبدأ بالأطفال فهم الأكثر خطرا والأعظم ضررا على هيبة ومكانة السلطان الجديد، ولهذا قامت الشرطة التركية بعدة عمليات ناجحة فى هذا الصدد، منها مثلا القاء القبض على طالب عمره 13 عاما من داخل مدرسته وتم اقتياده إلى النيابة العامة بتهمة إهانة الرئيس «أردوغان» عبر مواقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» لأنه كتب «تويته» جرى فهمها وتفسيرها على أنها إهانة للسيد الرئيس!
وأيضا تتم محاكمة طالب ثانوى عمره 15 عاما وتهمته أنه قام بالتشهير بأردوغان عبر الفيس بوك!
 ولم تسلم من العقاب شركة استطلاعات للرأى، وتم اعتقال صاحبها السيد «مراد كزجى» بتهمة ملفقة بشأن فواتير ضرائب الدخل الخاصة بشركته بينما الحقيقة أنه نشر استطلاعا للرأى يؤكد فيه انخفاض شعبية الحزب الحاكم.
ولعلك شاهدت بالصوت والصورة ما عرضته الفضائيات - إلا التركية طبعا وفضائيات رابعة وأخواتها - مظاهر الفخفخة والأبهة لقصر أردوغان الجديد، وحرسه الخاص بزيه المميز الذى يستعيد فيه أزياء سلاطين زمان، ولعلك عرفت أن القصر ينفق شهريا حوالى 875 ألف دولار تكلفة كهرباء ومياه «هذا غير نور السلم والمناور بطبيعة الحال وأجرة الجناينى»! بل إن القصر نفسه تم بناؤه على أرض غابات أتاتورك ونزعها بالقوة من أصحابها!
 سرقة هذه الأرض وبناء القصر عليها هى ما دعت «نائب حزب الحركة القومية المعارض» قال: إن من يسرق ممتلكات المواطنين يمكنه أن يسرق أصواتهم أيضا، فكل شىء متوقع ومنتظر من السلطة الحاكمة!
 وأظن أنك شاهدت أو قرأت تفاصيل المعركة الجسدية «لكمات وشلاليت ومسك من المناخير وأجزاء أخرى» فى البرلمان التركى بين الحزب الحاكم - حزب أردوغان - وأعضاء المعارضة لرفضهم مشروعًا حكوميًا أردوغانى المنشأ يزيد من صلاحيات رجال الشرطة ويضع قيودا جديدة على التظاهر والتجمعات وكل من يجرؤ أو يحلم بمعارضة السلطان «أردوغان»!
 لم يفلت أحد من قبضة السلطان لا صغير ولا كبير، حتى الحريم التركيات لم يسلمن من العقاب الأردوغانى وكل تركيا - إلا صحافتها وفضائياتها ودلاديلها الشرق ومكملين ورابعة - تعرف حكاية ملكة جمال تركيا السابقة الحسناء الغيداء الفيحاء الست «مروة بويو كساراج» التى اعتقلتها الشرطة التركية بتهمة انتقاد الرئيس «أرودغان» من خلال قصيدة ساخرة نشرتها على حسابها الشخصى.
القصيدة بعنوان «الأسطى» وقد اعتبرتها النيابة العامة مهينة للرئيس، والأعجب من ذلك كله أن ملكة جمال تركيا لم تنشر قصيدتها هذه الأيام، بل نشرتها قبل سنوات عندما كان «أردوغان» رئيسا للوزراء!
ملكة الجمال اعترفت إنه لم يكن فى نيتها إهانة الرئيس، وأنها لم تكتب هذه القصيدة بل نقلتها من مجلة تركية ساخرة، والمعروف فى تركيا أن المعارضة تطلق على أردوغان لقب «بويوك أسطى» أى «الأسطى الكبير»!
وقالت النيابة العامة التركية إنه لا يمكن التعامل مع المشاركات على مواقع التواصل الاجتماعى فى سياق حرية التعبير، وأنه يمكن اعتبار هذه القصيدة تتخطى حدود الانتقاد وتشكل إهانة صريحة للرئيس.
وحسب تصريح وكالة أنباء الأناضول التركية فإن عقوبة بالسجن لمدة أربع سنوات ونصف السنة «خمسين شهرا» تنتظر ملكة الجمال فى حال إدانتها!