الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

العسكرية المصرية اكتسبت القوة والقدرة من الفراعنة والفروسية والشجاعة من العرب

العسكرية المصرية اكتسبت القوة والقدرة من الفراعنة والفروسية والشجاعة من العرب
العسكرية المصرية اكتسبت القوة والقدرة من الفراعنة والفروسية والشجاعة من العرب




يظل الوطن الحصن الذى تجتمع قلوبنا جميعا دفاعا عنه، اما التضحية فهى رمز الفداء لتظل رايته خفاقة عالية، وتبقى الشهادة أسمى درجات الفداء من أجل مصر التى ستظل بمكانها ومكانتها نقطة الالتقاء لكل روافد الحضارة الإنسانية ومصدرا لصوت الحكمة والعقل ونموذجا فريدا للوسطية والاعتدال تخاطب ضمير الإنسان وتقهر الجهل والتشدد والإرهاب.
وعلى مدار التاريخ خاضت مصر حروبا عديدة أجبرت على الدخول فيها كان لكل منها دوافعها وأسبابها، ففى الفترة التى بدأت مصر تعيش فيها نهضة حقيقية وبدأت تنطلق الى عنان السماء وراح أبناء مصر يحملون معاول النور لبناء حضارة جديدة فى جميع المجالات.
كانت هناك أياد خفية أرادت العبث بأقدار الشعوب بدوافعها العدوانية لتحقيق أحلام استعمارية قديمة، إلا أن مصر كانت دائما قادرة على الصمود والتحدى، وقدم شعب مصر العظيم اروع ملاحم البطولة والفداء امام العدوان الثلاثى عام 56.
وفى رأس العش واغراق المدمرة إيلات ومعارك المدفعية الطائرات وبناء حائط الصواريخ بعد يونيو 67 والعديد والعديد من الملاحم التى قادت لانتصار السادس من اكتوبر 73 الذى كان رغبة امة وارادة جيل رفض الهزيمة ورفع راية التحدى لتصحيح الاوضاع واسترداد الكرامة وتحرير الارض.
إنها مبادئ العسكرية المصرية الاصيلة التى تمتزج بأنبل الصفات بما ورثته من القوة والقدرة عند الفراعنة والفروسية والشجاعة عند العرب والسماحة فى الاسلام والبسالة والتضحية من اجل العقيدة لتجعل من الشهادة اسمى درجات التضحية والفداء وسبيلا للخلود، التى تؤكد حقيقة لا جدال فيها هى ذلك العشق الذى يربط المصرى بوطنة واندفاعة وتضحيته بالنفس والولد لتظل مصر دائما مرفوعة راياتها خفاقة هاماتها بين الأمم.
وكان لكل شهيد أسطورته الخالدة فهذا الشهيد كان اندفاعه كالصاعقة أمام تأديته للواجب، وذلك الشهيد الذى أصر ان يقاتل حتى آخر قطرى فى دمة ولم يستسلم أو يترك موقعة بالرغم من إصابته، وذاك الشهيد الذى ظل يقاتل حتى فاضت روحه وهو يعانق مدفعه، وهذا الشهيد الذى ثار من أجل كرامة الوطن ومستقبله خلال ثورتين فريدتين ألهمتا العالم بقيمها الانسانية والوطنية الفريدة.
إنه البطل الذى يؤمن حدود مصر ويتصدى بكل شجاعة لقوى التطرف والارهاب واهبا روحة فداء لوطنه ليقف على قمة جبل التضحية لامعا متألقا مزهوا بمجده بعد أن نال الشهادة وترك النصر إرثا لأبنائه وأهله وهو النموذج والمثل الذى لا يرقى إليه أحد، وبطل يتردد صدى صوته يوما بعد يوم الى الأبد.
واعترافا بجميل وفضل شهدائنا الأبرار تحتفل مصر والقوات المسلحة فى التاسع من مارس كل عام بيوم الشهيد والمحارب القديم والتى تواكب ذكرى استشهاد الفريق عبدالمنعم رياض رئيس أركان حرب القوات المسلحة خلال مرحلة حاسمة من تاريخ مصر.
ولد الشهيد عبد المنعم رياض فى إحدى قرى محافظة الغربية عام 1919 وتخرج فى الكلية الحربية فى فبراير سنة 1938 ليعين بسلاح المدفعية المضادة للطائرات وتدرج فى المناصب القيادية حتى عين رئيسا لأركان حرب القوات المسلحة فى يونيو 1967 فى حمل مسئولية إعادة تنظيم القوات والاعداد لمعركة الكرامة واسترداد الارض.
وعندما شرع العدو فى بناء خطة التحصين شرق القناة لمنع عمليات العبور لبعض العناصر الفدائية من قواتنا التى سببت له ازعاجا كبيرا وكبدته الكثير من الخسائر المادية والبشرية، كان الاتجاة المصرى إلى ضرورة تدمير هذا الخط وقامت المدفعية المصرية فى الثامن من مارس 1969 باشتباكات عنيفة مع قوات العدو كبدته خلالها خسائر فادحة وفى اليوم التالى لأعمال القتال تحديدا فى التاسع من مارس قام الشهيد عبد المنعم رياض رئيس اركان حرب القوات المسلحة بزيارة مواقع المدفعية والمشاة على الجبهة بالرغم من رفع العدو درجات الاستعداد على الخط الامامى متجاهلا كافة التحذيرات ويصافح جنوده ويبث فيهم القدوة والمثل ليستشهد البطل عند منطقة المعدية نمرة 6 بالاسماعيلية فى اقصى المواقع الدفاعية وهو يطبق رؤيته عن تذويب الفوارق بين القادة والجنود لتحقيق معادلة الشرف والنصر.
ومن أشهر كلماته: لا أصدق أن القادة يولدون، أن الذى يولد قائد فلتة من فلتات الزمن لا يقاص عليها، لكن العسكريين يصنعون.
ومع امتداد الحروب الحديثة وزيادة الخسائر فى الافراد وصعوبة التعرف على هويتهم حرصت الدول على إقامة رمز يمجد ذكرى شهدائهم ووفاء لمن ضحوا بأرواحهم لنصرة أوطانهم.
لذلك فقد أقامت مصر نصبا تذكاريا يليق بجلال الانتصار ويرسخ تقاليد القوات المسلحة فى الوفاء بشهدائها عبر العصور من واقع الحضارة المصرية الخالدة صمم على شكل هرم خرسانى مفرغ على مساحة 10 آلاف متر مربع وبارتفاع 32 مترا ويتكون من 4 أضلاع لكل منها وجهان مسطحان بمساحة تصل الى 325 مترا مربعا وتحتوى كل وجهة على 18 سطرا من الكتابة البارزة سجل عليها اسماء رمزية لشهداء مصر فى مختلف الحروب ليكون بديلا للنصب التذكارى القديم بمنطقة مقابر الخفير، كما دفنت رفاة لأحد الشهداء المجهولين داخل النصب ليصير رمزا للجندى المجهول تبدأ عنده احتفالات مصر القومية، كما تقصده الزيارات والوفود الأجنبية رفيعة المستوى للوقوف تحية وإجلالا لأرواح الشهداء.