السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«ساويرس» يستغل «ليليان داود» للترويج لحزب «المصريين الأحرار»

«ساويرس» يستغل «ليليان داود» للترويج لحزب «المصريين الأحرار»
«ساويرس» يستغل «ليليان داود» للترويج لحزب «المصريين الأحرار»




 كتبت - هايدى حمدى


عندما يختلط المال بالسياسة، ويتحول الدفاع عن المعايير الاعلامية لتلميع رجال الأعمال من أصحاب القنوات الفضائية مستغلين ذلك فى أغراض سياسية، فضلا عن كون الحرية الإعلامية محكومة بضوابط ،إلا أنها أصبحت لفظًا مطلقًا يُستغل من جانب الكثيرين للدفاع عن المخربين اتقاء  لشرهم أو ربما تقربا منهم لكسر هيبة الدولة، وهو ما فعله مالك «أون تى فى» ورئيس حزب «المصريين الأحرار» الذى يتعمد دائما «لوى دراع» الدولة للحفاظ على مساحة من التفاوض عند الخلاف معها اذا لزم الأمر.
حيث استضافت الإعلامية ليليان داود، مقدمة برنامج «الصورة الكاملة» المذاع عبر فضائية «أون تى في»، رجل الأعمال نجيب ساويرس، مالك قناة «أون تى فى»، حيث أشارت التوقعات إلى أن سبب ظهوره هو استمرار دفاعه عن «داود»، التى أثارت الرأى العام المصرى إلى أن وصل الأمر إلى المطالبة بترحيلها عن مصر، حيث قالت «داود» عبر تغريدة لها على: «شباب ما تخلوا شيء يحبطكم.. الشعب ده ياما شاف وكمل، بإيدكم سلاح اسمه إرادة الحياة وجلادكم مش بإيده إلا أن يحاول سلبها منكم.. تمسكوا بها».
وكان ذلك تعقيبًا على الأحكام الصادرة ضد علاء عبدالفتاح وأحمد عبدالرحمن بالسجن المشدد وآخرين فى قضية التظاهر بدون تصريح أمام مجلس الشورى فى 26 نوفمبر الماضي.
لم يتوان «ساويرس» فى الدفاع عنها، حيث كفل لها حرية التعبير عن رأيها كيفما شاءت، وقد عبر عن ذلك من خلال تغريدة له على حسابه الشخصى على «تويتر»: «حتى إذا اختلفت مع آراء ليليان داود سأدافع عن حقها فى رأيها دائماً و أبدًا! الرأى و الرأى الآخر!».
وكانت المفاجأة خلال الحلقة أنه لم يتطرق كثيرًا إلى هذه القضية، حرصًا منه على ألا تأخذ حيزًا أكبر من حجمه، فيبدو أن الموضوع لا يعنيه كثيرًا، فقد تمسك بها رغم اعتراضها الصارخ على أحكام القضاء، فقال: «احنا معتبرينك مصرية بالرغم من كل اللى اتقال، رغم إن الناس هاجمتك عشان رأيك المخالف، لكن أنا دافعت عنك، رغم إنى لم أتفق مع التويتة بتاعتك، ورغم إنى صاحب القناة إلا إننا عمرنا ما اتقابلنا قبل كده ولا عمرى كلمتك اعترضت على حاجة فى حلقاتك أو عقبت حتى».
واستمر على هذه الوتيرة، لكنه انجرف مبتعدًا عن الحديث عنها لينتقل إلى الدفاع عن قناته، التى اعتبر أنها مستهدفة لما حققته من نجاح، فهو يرى أن التمسك بالقواعد الإعلامية كانت السبب وراء هذا التقدم. فقال: «لما لقيت الهجوم غير الطبيعى والممنهج والمستهدف، كان لازم أرد، احنا قناة دايما تقف مع الحق والمبادئ والثورة، ، أنا مش هعارض رأيك، لكن لم اتفق معه، ودا ميمنعش إنى أدافع عنك فى أى وقت، وأنت حرة فى رأيك».
واستغل رجل الأعمال اللقاء فى الترويج لحزبه «المصريين الأحرار»، فقد عرض جميع الإغراءات المادية والمعنوية العائدة على ناخبيهم فى البرلمان القادم، وكأنه يقول صراحة «انتخبونا، احنا الأصلح»، فقد ادعى  أن القضايا الأساسية بالنسبة للحزب هى الحريات وحقوق الإنسان والاقتصاد الحر، فقال: «احنا شعارنا الحريات وحقوق الإنسان والاقتصاد الحر الذى يقضى على الفقر».
كما حاول اللعب على وتر أن حزبه أغلبه من المسلمين، وخال من الوجوه التى تلوثت أياديها بالدماء، كما أن المرأة لها نصيب لا بأس به فى قوائمه، فقال: «الحزب غالبيته من المسلمين، ومبسوط إنهم عجبهم الحزب وانضموا ليه، احنا يعتبر الحزب الوحيد اللى جاب شركتين استقصاء، واللى قالوا عليهم إن فرصتهم مع الناس أحسن هم اللى اتكلمنا معاهم عشان ينضموا للحزب، سواء قبطيًا أو مسلمًا، أما السيدات فليهم نصيب أكيد من المقاعد، اللى نازلين على القائمة حوالى ٢٠، أنا مش معايا الرقم بالظبط خلينى أتأكد، أنا أول مرة أشوف فى حياتى ست محجبة هى اللى بتدير حياتى كلها فى الشركة».
وحاول التملص من فكرة انضمام أعضاء من الحزب الوطنى إلى حزبه، بحجة أنه ليس كل من كان عضوًا فى «الوطني» أصبح فاسدًا، لكن ذلك كان إشارة منه أن الحزب لديه توازن فى ضم كافة الفئات إليه، فقال: «الحزب عندنا فيه أعضاء من الحزب الوطني، عشان الناس اللى بتهاجم وتقول إننا هنرجع الحزب الوطني، لكن عايزة أقول إن مش كل اللى معاه بطاقة الحزب الوطنى يكون فاسد أو مرتشي، احنا عرضنا توجهاتنا عليهم وهم وافقوا يكملوا عالمبادئ بتاعتنا، وأكدنا عليهم إن الصدام مع الرئيس أو محاولة تعويقه غير مقبولة من منطلق إن البلد لن تحتمل هذا الصدام».
أضف إلى ما سبق محاولاته الدائبة طوال الحلقة مغازلة نظامى مبارك والإخوان، برسم صورة الواقف على الحياد، حيث حاول التلاعب بفكرة التسامح فى سبيل تقدم البلد، فقال: «عشان نتقدم بالبلد لازم يحصل نوع من التسامح، يعنى لو ضحيت وقولت عفا الله عما سلف مقابل إن البلد تطلع قدام دا مش غلط أوي، اتهاجمت لما اعترضت على منظر مبارك لما دخل على نقالة، وبعدين بالمنطق كده أكيد مكلمش حبيب العادلى وقاله اقتل المتظاهرين، هو اتحاكم خلال أربع سنين والقضية كان ورقها فيه قصور فى الأدلة فطلع براءة، كذلك الحال مع مرسى يطلع براءة طالما ثبت إن مش عليه حاجة، هو بس كان المفروض يتحاكم على الأسلوب الفاشيستى اللى اتبعه فى الإدارة».
ودارت باقى الحلقة عن نفس المنهاج، كذلك عن كلمته خلال المؤتمر الاقتصادى الذى سيعقد خلال الشهر الجاري، وعن أهمية استثمارات رجال الأعمال المصريين لتشجيع المستثمرين الأجانب، إذًا فالهدف الأساسى الذى آلت إليه جميع التوقعات لم يركز عليه «ساويرس»، فقد خيب الآمال التى توقعت ذلك، واستغل الموقف فى عرض دعايته المجانية عبر قناته، وكان ذلك ذكاء منه حتى لا يتم فتح ملف «داود» مرة أخرى، حيث استغل القاعدة القائلة «ذاكرة الجمهور ثلاثة أيام».