الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

سنيور «محمد صلاح» شكرًا!

سنيور «محمد صلاح» شكرًا!
سنيور «محمد صلاح» شكرًا!




نجح الشاب الموهوب الفرعون «محمد صلاح» فيما لم ينجح فيه كل شباب النشطاء وشباب «الأولتراس»!!
انفضت الملايين باقتناع عن فعاليات ومظاهرات وهجايص النشطاء وعنف وتعصب الأولتراس والمتاجرة بدماء الشهداء من المتفرجين! والتفوا حول موهبة «محمد صلاح» الساحرة الباهرة التى سحرت وبهرت نجوم العالم الذين راحوا عبر عشرات الفضائيات يتحدثون عن سحره وموهبته وعبقريته والأرقام القياسية التى حققها منذ قدومه من نادى تشيلسى الإنجليزى إلى «فيورنتينا الإيطالى».
ساعات وساعات من البث و«صلاح» هو محور ونجم الكلام والمناقشات والتحليلات والتنظيرات، سواء فى فضائيات الكرة أو حتى فى فضائيات السياسة ونشراتها الإخبارية.
على سبيل المثال وعبر فضائية «بين سبورت» التى كان اسمها من قبل «الجزيرة» ولن أذكرك بماضى الجزيرة وأخواتها ــ كان «محمد صلاح» وهدفاه الرائعان القاتلان فى شباك نادى «يوفونتس» ومن قبلهما أهدافه الأربعة ــ هى محور التحليل والنقاش بين الإعلامية «خولة» وضيفها «فرانشيسكو توتى» وتقرير مراسل القناة من روما الأستاذ «حسين ياسين»!
حاولت المذيعة أن تقلل من إنجاز الفرعون المصرى بقولها إن الدورى الإيطالى أقل مستوى من الدورى الإنجليزى، لكن السنيور «توتى» النجم السابق فى عالم الكرة الإيطالية والمحلل المحترف بالقناة القطرية لم يلتفت لهذه الترهات وراح يتحدث بالعلم والمنطق عن موهبة وعبقرية هذا اللاعب المصرى، وأن عدم تألقه مع تشيلسى كان سببه أنه لم يلعب ولم يأخذ فرصة حقيقية لتنفجر موهبته بهذا الشكل الخرافى!!
أما مراسل القناة فى روما «حسين ياسين» فقد راح يتحدث عن الشعبية الطاغية والجارفة التى بات يتمتع بها «صلاح» ليس فقط بين عشاق «فورنتينا» بل كل عشاق كرة القدم.
وفى كل البرامج الرياضية راحت تنقل مقتطفات من أداء نجوم الكرة العالمية فى أداء «محمد صلاح» وموهبته وذكائه الكروى فى تسلم الكرة أو تمريرها أو خداع المدافعين والانطلاق بها نحو المرمى.
وفى المباراة الأخيرة لعلك لاحظت كيف حملت جماهير فيورنتينا لافتات مكتوب عليها اسم «صلاح»، ثم الاستقبال الأسطورى له بعد المباراة.
لم تهتم قنوات رابعة وأخواتها بهذا الحدث، ففى زمن حكم د.مرسى خرجت فتوى تفيد بتحريم كرة القدم، من يلعبها ومن يشاهدها، لكنها هللت ورقصت عندما قام لاعب آخر برفع علامة رابعة فى إحدى المباريات المهمة، ولأيام عديدة راحت تعيد وتزيد وتلت وتعجن فى مغزى ما فعله اللاعب وأن ذلك أقوى دليل على ترنح الانقلاب!
طبعا أنت تتوقع لت وعجن والمعجنة التى كان يقيمها «علاء صادق» كل يوم فى مثل هذه الوقائع، إنهم يعشقون حديث المآتم لا الأفراح!!
وربما تتساءل الفضائيات الغربية ومعها حق: أى شباب نصدق الشباب الذى ينتمى إليه «محمد صلاح» وملأ الدنيا سحرًا ومتعة وبهجة للملايين أم الشباب الذى خرج منه: داعش وواغش والنصرة، شباب كاره للحياة والجمال والبهجة والبسمة، شباب عاشق لمشاهد الذبح والقتل رؤية وفعلاً!! صحيح لماذا؟! وكيف؟!
لقد شاهد العالم كله عبر الفضائيات كيف كان «محمد صلاح» يسجد لله شكرًا وامتنانًا، وأشارت إلى التزامه وتدينه، هذه الصورة الرائعة والجميلة من «محمد صلاح» ربما بددت ــ ولو قليلاً ــ صورة الشباب العربى عند الغرب: شباب التكفير والغضب والعنف والاعتداء على الأبرياء والاعتداء على المساجد والكنائس!!
بقيت كلمة أقولها بصدق لمحترفى الهمبكة الرياضية والتهجيص الكروى، ابعدوا بأقلامكم وسطوركم عن موهبة «محمد صلاح» اصمتوا قليلاً ــ والأفضل كثيرًاــ وارحمونا من جهلكم النشيط الغارق فى جهله وغبائه، لا حضرتك ولا حضرته كنت صاحب الفضل الوحيد على «محمد صلاح»، ولا أنت ولا هو الذى نصحته بكذا ولم تنصحه بكذا ولا سيادتك ولا سيادته، الذى تنبأ له بالوصول إلى هذا المستوى الرائع من الأداء.
أرجوكم اسكتوا واصمتوا، وإذا كان الرزق يحب الخفية، والمعدة تعشق البامية أو المهلبية، فدعونى أقول كما كان يقول مشاهدو زمان: سيما أونطة هاتوا فلوسنا، فأنا أقول كلامكم أونطة هاتوا فلوسنا!!
وأتمنى من كل قلبى أن يتفرغ «صلاح» لوظيفته وشغله وأكل عيشه: لاعب محترف رائع مجتهد، يلعب، يراوغ، يسدد، يسجل ويسجد لله شكرًا فهو وحده صاحب هذه النعمة والموهبة التى منحها لشاب طموح زرع فحصد.
وعلى رأى الطلاينة: سنيور صلاح شكرًا!