الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

جوزيف ملاك محامي الكنيسة: مرسي تجاهل شهداء كنيسة القديسين والأقباط مهمشون في دولة الإخوان















 
 
 
أكد جوزيف ملاك محامي الكنيسة ورئيس المركز المصري للدراسات الإنمائية أنه ليس  ضد الإخوان  ولكن ليست هناك مبادرة واضحة تعطي الامل وللأسف هناك القلة المعدودة من الاقباط يسعون الي تحقيق مصالحهم علي حساب القضية القبطية والمداهنة للحاكم وللاخوان للحصول علي منافع ولكنهم مكشوفون للجميع فهؤلاء صناعة النظام السابق منهم من كان   عميلا ضد الكنيسة  والآن هم ديكور الدولة المدنية.
وأشار ملاك إلي رفضه تعيين نائب لرئيس الجمهورية قبطي.. لأنه سيكون نائب تشريفة وليس نائب رئيس ولااعتقد ان الرئيس سوف يعين نائبًا قبطيًا.
وحول رايه في المواد الدستورية التي اقترحت بشأن الشريعة في المادة الثانية والمادة الأولي والمادة الثالثة الخاصة بأن الذات الالهية مصونة أوضح ملاك في حواره مع «روزاليوسف» أن هناك تيارًا معينًا هو من يستأثر بالدستور ويقترح بما يتماشي مع فكرة وأيديولوجيته  والمواد الدستورية المقترحة والجدل الدائر  وصناعة الازمات والمساومة يؤكد ان النية تتجه الي اعلان الدولة الدينية واجندتهم تحمل الكثير والكثير.
والي نص الحوار ..
 
 
 
 
▪ هل عرضتم قضية القديسين كمشكلة عالقة للأقباط علي السيد الرئيس؟
ـ نعم لقد أرسلنا للرئيس خطابًا هنأناه بالرئاسة وعرضنا عليه القضية والعوائق التي أعاقتنا وطلبنا منه الرد علينا برسالة اطمئنان وطلبنا منه المساندة ورعاية أسر الشهداء والمصابين الذين تجاهلتهم الدولة ولكن الرئيس تجاهل الامر بالرغم من نشر الخطاب إعلاميا.
▪ هل غضب الأقباط من تجاهل الرئيس لقضية القديسين؟
ـ بالفعل وزاد غضبهم بعد إعلانه عن تشكيل لجنة تقصي للحقائق  في جميع قضايا القتل من 25 يناير حتي 30 يونيو 2012 تشرف عليها الرئاسة وتجاهل القديسين متعمدا فاعتبرنا ان هذا القرار هو رده علي خطابنا ويعد هذا التجاهل المرة الثانية من الإخوان  بعد رفض الدكتور الكتاتني إدراج حادث القديسين ضمن لجنة تقصي الحقائق لمجلس الشعب بعد توقيع عشرين نائبًا علي طلب بذلك.
▪ ماذا بعد هذا التجاهل؟
ـ مستمرون في قضيتنا ضد اجهزة الدولة التي نتهمها بإساءة استعمال السلطة والانحراف عنها ولنا أمل في قضاء مجلس الدولة بعد حكم محكمة الأمور المستعجلة بعدم قبول الدعوي وحجيتها .. ولكن الرسالة وصلت للجميع لن نترك دماء الشهداء وسوف نقاضي رئيس الدولة.
▪ حقوق الأقباط بين دولة مبارك ودولة الإخوان  كيف تراها؟
ـ الاقباط منذ منتصف القرن الأول  حتي الآن وهم يتعرضون للاضطهاد  فقد دخلت المسيحية مصر في ستينيات القرن الاول علي يد القديس مارمرقص كروز الديار المصرية.. واستشهد الاقباط علي يد الرومان وتوالت صور الاضطهاد بأشكال متعددة وفي دولة مبارك.. كان الاقباط يحصلون علي بعض حقوقهم كمصريين كمنحة من الحاكم وكترضية بعد كل حادثة طائفية يفقد فيها الاقباط أولادهم..  اما في دولة الإخوان  فالتجاهل والتهميش سيد الموقف.
▪ هل توافق علي تشكيل الجمعية التأسيسية بوضعها الحالي؟
ـ بالطبع لا فتشكيل هذه الجمعية يغلب عليه الطائفية والمغالبة وليس التوافق والمشاركة.. واعتقد أن التأسيسية الان وفي هذا الثوب الرديء سوف تسطر للتاريخ المصري الحديث قيام الدولة الدينية وسوف تتوالي الكوارث.. فهناك بعض من  القائمين علي التأسيسية يتحدثون وكأنهم اشتروا مصر من سوبر ماركت وينكرون تاريخها وثوراتها وفئات شعبها ويريدون إقصاء الجميع.. لتقبل فكرته وإرادته. 
▪ يعتقد البعض ان ثورة 25 يناير هي بداية تاريخ مصر؟
ـ من يعتقد هذا فهو أحادي الذهن.. فمصر لا نستطيع ان نختزل تاريخها وحضارتها في ثورة  فهذه الثورة كانت من أجل الحفاظ علي المكتسبات التاريخية والحرية والعدالة الاجتماعية امتداد لثورة 23 يوليو ومصر صانعة للثورات وشعبها لايسكت علي الظلم وانما الصبر عليه له منتهي ولا أحد يملك تاريخ مصر من الفراعنة الي الدولة الرومانية مرورًا بالدولة القبطية حتي الدولة الاسلامية.
▪ رصدت عدة منظمات قبطية اعداد المهاجرين الأقباط بعد تولي الرئيس محمد مرسي بالآلاف ما رأيك؟
ـ هذا غير صحيح ولايستطيع أحد رصد المهاجرين وهذه الاحصائيات غير دقيقة فهي مجرد شائعات..  فليس هناك هجرة منظمة للأقباط ولكنها حالات فردية لانستطيع ان ننكر ان هناك حالات هجرة أو سفر للخارج ولكن ليس المسيحيين فقط فهناك مسلمون ايضا والهجرة كانت علي مدار سنوات عديدة.
▪ متي سوف يكون  انتخاب البطريرك الـ118 للكنيسة القبطية؟
ـ من المنتظر ان تكون الانتخابات في أواخر شهر سبتمبر ولكن هذا مشروط باستكمال الاجراءات التي نصت عليها اللائحة 1957، في هذه الأيام قامت اللجنة المشرفة علي قيد الناخبين  بتحديد الأسماء وفقا للائحة وننتظر مرحلة الطعون علي هذه الأسماء  وبعد ذلك تأتي مرحلة اختيار المجمع المقدس  ما بين خمسة وسبعة مرشحين فقط من المرشحين للبطريركية  الــ17  لخوض الانتخابات واختيار ثلاثة مرشحين للقرعة الهيكلية.
▪ ما رأيك في انشاء جماعة الإخوان  المسيحيين في مصر؟
ـ انا لا احجر علي اي فكر جديد ولكن اعتقد ان فكرة الإخوان  المسيحيين هي رد فعل وليست فعل مؤثرًا للمجتمع بمعني ان هيمنة الإخوان  المسلمين علي الحكم ومحاولة السيطرة علي مقاليد الدولة هذا الذي أدي الي ظهور هذه الجماعة خاصة ان هذا الطرح لفكرة الإخوان  المسيحيين طرح ليس جديدا ولكن لم يجد صدي  وأتمني ان يعلن هذا الفصيل أهدافه وراءه للمجتمع واتمني لو كان هناك تغيير للاسم ليكون الإخوان المصريون فالمسيحية لاتطمع في الوصول الي السلطة.
▪ هل تعتقد ان دور الازهر سوف يتراجع بعد حكم الإخوان؟
- دائما كأقباط نتفق علي ان الازهر هو منبر الإسلام الوسطي في العالم وانا شخصيا قمت كمصري أولا بالدفاع عن الازهر في زيارتي لأمريكا، حيث تعرض احد ممثلي دولة عربية للازهر وهاجمه في احد اللقاءات وكان هذا موضع تعجب  منهم لأني مسيحي  والآن في ظل دولة الإخوان  اعتقد ان هناك محاولة  من البعض للسيطرة علي الازهر وأطالب الجميع بالحفاظ علي مؤسسة الازهر من هيمنة أي فصيل ديني عليه.
▪ هل يعتقد الأقباط ان الدكتور محمد مرسي سوف يحقق لهم مطالبهم؟
ـ أولا الاقباط ليسوا لهم مطالب ولكنهم يدافعون عن حقوقهم وينادون دائما بها ويطالبون بالمواطنة.. يكفي أن اقول إن كل حوادث الفتن الطائفية في مصر قبل الثورة وبعدها لم يقدم فيها متهمون وان قدم فيكون الحكم بالبراءة تتويجًا لإهدار حقوقهم واعتبارهم مواطنين من الدرجة الثانية.
والرئيس مرسي تحدث كثيرا  قبل الانتخابات عن الاقباط ولكن بعد توليه الرئاسة لم يقدم اي بادرة اطمئنان واضحة والتجاهل كما قلت واضح بعد عرض قضية القديسين عليه.
▪ هناك مخاوف من رجال الأعمال الاقباط من حكم الإخوان  وهناك أقاويل تؤكد هروب بعضهم  للخارج  ما صحة ذلك؟
ـ لا احد يستطيع القول إن هناك مخاوف خاصة من رجال الاعمال فهذه مرحلة جديدة لا نعلم معالمها ولكن هذه الأقاويل غير صحيحة فالأقباط لن يتركوا ديارهم واطالب الرئيس بإرسال رسائل اطمئنان لرجال الاعمال الاقباط خاصة فرؤوس أموال رجال الاعمال الاقباط في مصر تمثل ثلث الدخل القومي  حسب احصائيات الدولة التي أعلنتها.
▪ ما رأيك في علاقة الإخوان  بالولايات المتحده الامريكية؟
ـ مبادرة من الإخوان  بعد الثورة.. تجد قبولاً وتلاقيًا في المصالح المشتركة علي حساب الجميع ومساندة في انتخابات الرئاسة وشهر عسل مسيره ينتهي   والشعب يدفع الثمن..   وحذرت قيادة امريكية من ان تكون مساندتهم للتيار الديني في مصر علي حساب حقوق الأقباط.
▪ هل تنتظرون تعيين نائب لرئيس الجمهورية قبطي؟
ـ انا ارفض تعيين نائب لرئيس الجمهورية قبطي لأنه هيكون نائب تشريفة وليس نائب رئيس ولا أعتقد ان الرئيس سوف يعين نائبًا قبطيًا ولو تم اختيار وزير قبطي يبقي كويس.
▪ هناك مفكرون أقباط يرون ان هناك امتيازات للأقباط في دولة الإخوان؟
ـ انا لست ضد الإخوان  ولكن ليست هناك مبادرة واضحة تعطي الأمل وللأسف هناك القلة المعدودة من الاقباط يسعون الي تحقيق مصالحهم علي حساب القضية القبطية والمداهنة للحاكم وللإخوان للحصول علي منافع ولكنهم مكشوفون للجميع.. فهؤلاء صناعة النظام السابق منهم من كان عميلا ضد الكنيسة والآن هم ديكور الدولة المدنية.
▪ مارأيك في اختيار هشام قنديل رئيسا للوزراء في اول حكومة للإخوان؟
ـ رئيس الوزراء الجديد ليست له خبرة سياسية أو اتجاه سياسي واضح.. ولكن كل ما يعرف عنه انه اكاديمي ناجح ومتخصص في مياه النيل.. ولكن هل له قدرة علي التخطيط والقيادة والأبعاد السياسية والاقتصادية يستطيع  بها أن يدير وطنًا مثل مصر اشك في هذا ونتمني له النجاح بالرغم من ان هذا سوف يؤثر في اختياره للوزراء لو كان له دور أصلا في هذا وعلي المستوي السياسي اعتقد ان هناك شخصًا آخر سيقود هذه الوزارة في الظل.
▪ ما تقديرك للرئيس محمد مرسي منذ توليه الرئاسة  وماذا تقول له؟
ـ اننا قد استمعنا للرئيس قبل ان يصل الي الحكم وكان يتحدث بوعود وآمال ولغة اطمئنان للشعب في خطابه الاول.. ولكن بعد ذلك كانت هناك مؤشرات تدل علي ان هناك بطانة لا تحترم وعد الرئيس بانه رئيس لكل المصريين واختلفت لغة خطابه ما بين خطاب وتصريح وأفعال ولا أحد يعرف ماذا يريد الرئيس.. هل هو رئيس لكل المصريين هل هو يقدر أن الأقباط مواطنون من الدرجة الاولي.. هل هو يعمل وفق آراء جماعة الإخوان  التي  ينتمي إليها وقراراته تناقش في مكتب الإرشاد أو لا هل هو يدعم الدولة المدنية ذات الهوية الدينية الأصيلة التي تحترم الاديان.. أم انه يتعامل كرئيس لدولة دينية ماهو موقفه من المجلس العسكري هل هو رئيس للحزب الوطني الجديد ـ فجأه نراه يصدر قرارًا بعودة مجلس الشعب ـ موقف غريب لرئيس اقسم انه يحترم القانون والدستور ماالمغزي من هذا الأمر وهو يعلم ان هذا القرار سوف يغضب قطاعًا عريضًا من المصريين .. أحيانا نجده يتعامل كأنه رئيس لشعب الإخوان.. مثلا نجد قيادة إخوانية تزور القصر الرئاسي ويكون ردها أنه كان  بيسلم علي الرئيس.. نجد مثلا قيادات الإخوان  تتدخل في اعمال الوزارات والمحافظات كأنها جهات رقابية.. انقطاع في الكهرباء متزايد عدم وجود مياه للشرب قري كاملة دون مياه للشرب .. اهمال في مستشفيات وزارة الصحة.. مافيا مقاولي المباني .. جماعات دينية متشددة أين الرئيس من كل هذا؟..  هل ينتظر الرئيس تقارير جماعة الإخوان  ام اننا ننتظر الضربة الجديدة للمجلس العسكري ولا عزاء لمصر.. لابد أن يعلم الرئيس انه اختار ان يكون رئيساً لكل المصريين والجميع مسئوليته وعليه ان يتخلص من اي انتماءات او إملاءات ليكون رئيساً لمصر كلها   ان هذه المرحلة الانتقالية هي اخطر مرحلة تمر بها مصر في تاريخها .. والرئيس هو من يدير هذه المرحلة فعليه حسن الإدارة.
▪ البعض يعتقد ان وفاة اللواء عمر سليمان لم تكن طبيعية وأنه اغتيل من الأمريكان وقاموا بتشويه تاريخه ما رأيك؟
ـ اللواء عمر سليمان من أهم قادة المخابرات في الشرق الأوسط بل في العالم أيضا.. وله بطولات ظلت في الخفاء كما كان يعمل هو أيضا في الخفاء.. المصريين احبوا عمر سليمان وفي خلال 10 سنوات الماضية.. قد طرح اسم عمر سليمان ليكون مرشحا قويا لرئاسة الجمهورية.. وهنا قد خاف الشعب من هذا الطرح لانهم اعتقدوا أن نهايته قريبة بهذا الطرح، وكان بالفعل هناك تخوف قد رصده مفكرون وسياسيون علي مقربة من الرئاسة من صعود أسهم عمر سليمان.. فهذا الرجل له إنجازات قوية وعن توقع البعض انه اغتيل أقول ان الجهاز الامني الذي ينتمي له هذ الرجل قادر علي تحديد حقيقة الامر قبل ان نتوقعه ولن يقبل بغير الحقيقة.. وقد تكون هناك اشياء نجهلها فمازال الصندوق الاسود موجوداً وعن من يشوهونه بعد وفاته فلا شماتة في الوفاة  ننتظر من التاريخ ان يسطر إنجازتهم وأعمالهم المقبلة المؤثرة في الوطن.
▪ ما رأيك في المواد الدستورية التي اقترحت بشأن الشريعة في المادة الثانية والمادة الاولي والمادة الثالثة الخاصة بأن الذات الإلهية مصونة؟
ـ اعتقد ان هناك تياراً معيناً هو من يستأثر بالدستور ويقترح ما يتماشي مع فكرة وأيديولوجية  والمواد الدستورية المقترحة والجدل الدائر  وصناعة الأزمات والمساومة يؤكد ان النية تتجه الي اعلان الدولة الدينية وأجندتهم تحمل الكثير والكثير ولاتتضمن مصر  فمن هم اعضاء اللجنة اين العلماء أين البرادعي وزويل ومجدي يعقوب والباز وغيرهم أين رجال القانون والفقة الدستوري ما يحدث يعطينا انطباعاً آخر بأننا لا نعرف ماهية الدستور لذللك لا اعترف بهذه اللجنة وأتمني حلها مرة اخري.

صورة أرشيفية لأحداث القديسين