الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

20 ألف قتيل حصيلة الثورة السورية.. وانشقاقات الدبلوماسيين تتزايد




 
استمرارا للحل القمعى من جانب النظام السورى ضد شعبه قدرت جهات ومنظمات دولية أعداد القتلى فى سوريا منذ بداية الأزمة بقرابة 20 ألف قتيل، فى حين رفعت المعارضة حصيلة قتلى السبت إلى 120، مع اشتداد المعارك فى حلب.
 
 
وقالت لجان التنسيق المحلية إن راجمات الصواريخ المتمركزة عند دوار 606 تطلق نيرانها على حى صلاح الدين، كما أشارت إلى أن قوات حكومية اقتحمت مخيم اللاجئين بالدبابات والمدرعات والآليات الثقيلة وتستخدم الأطفال والشباب كدروع بشرية.
 
 
وأكدت أن مدينة حلب تشهد اشتباكات قوية، كما أشارت إلى وقوع قصف شديد على بلدة «دير حافر» المجاورة، وحصول اشتباكات فى مدينة الرستن القريبة من حمص، بعد محاولة قوات حكومية اقتحامها.
 
 
وتوزع بواقع 33 فى حلب و22 فى دمشق وريفها و20 فى إدلب و17 فى حماه و15 فى دير الزور وخمسة فى كل من درعا وحمص وثلاثة فى جبلة، وبحسب تقديرات عدة جهات دولية ومنظمات حقوقية، قد قاربت حصيلة قتلى الثورة السورية منذ انطلاقها قبل أكثر من عام ونصف العام على 20 ألف قتيل.
 
 
من جانبها، نقلت وكالة الأنباء السعودية عن نائب الأمين العام للجامعة العربية، السفير أحمد بن حلى، تأكيده أن المجموعة العربية فى الأمم المتحدة أعدت المسودة الأولى لمشروع قرار عربى بشأن الوضع السورى لعرضه على الجمعية العامة للأمم المتحدة وهى حاليا بصدد مناقشته مع المجموعات الجغرافية والسياسية المختلفة فى الأمم المتحدة خاصة أعضاء مجلس الأمن لنيل الدعم والمساندة للمشروع العربى.
 
 
وأعرب بن حلى عن تفاؤله بوجود استجابة للجهود العربية من قبل الكثير من الدول. وأن مشروع القرار يستمد عناصره الأساسية من قرار مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزارى الأخير الذى عقد فى الدوحة بما فيه الدعوة إلى إنشاء مناطق آمنة لتوفير الحماية للمدنيين وتأكيد وصول المساعدات الإنسانية وتطبيق العقوبات السياسية والاقتصادية التى قررتها الجامعة العربية على النظام السورى.
 
 
ودعا رئيس المجلس الوطنى السورى المعارض عبدالباسط سيدا الدول «الصديقة والشقيقة» إلى تسليح الجيش السورى الحر، مشددا على ضرورة محاكمة الرئيس بشار الأسد لارتكابه مجازر بحق السوريين.
 
 
وقال: إن الحلفاء الأجانب للمجلس يتحملون مسئولية إراقة الدماء فى مدينة حلب إذا لم يتحركوا بسرعة لمنعها، وأضاف: إن عليهم أن يعملوا خارج مجلس الأمن الدولى، لأن المبادرات داخل المجلس يمكن عرقلتها باستخدام حق النقض الفيتو.
 
من جانبه، أصدر المجلس الوطنى بيانًا قال فيه إن النظام السورى يقوم بتطويق مدينة حلب بالدبابات والمدفعية وآلاف العناصر تمهيدًا لاقتحامها وارتكاب مجازر فيها، ويعمل على استخدام الطيران المروحى والقاذف فى ضرب الأحياء السكنية والمناطق المأهولة.
 
ووجه المجلس الوطنى نداء عاجلا إلى المجتمع الدولى يحذر فيه من مجازر جماعية يخطط لها النظام على غرار مجازره فى الحولة والقبير والتريمسة، ودعا مجلس الأمن الدولى إلى عقد جلسة طارئة لبحث الوضع فى كل من حلب ودمشق وحمص، كما حض الدول الصديقة للشعب السورى على التحرك الجاد والفاعل من أجل فرض حظر لاستخدام الطيران من قبل النظام، وإقامة مناطق آمنة توفر الحماية لنحو مليونى نازح.
 
وأكد المجلس أنه يجرى اتصالات حثيثة لتوفير الدعم اللوجستى للكتائب الميدانية المدافعة عن حلب ودمشق وباقى المدن المحاصرة والمستهدفة، ويعمل على تنشيط عمل الإغاثة والدعم، الطبى، وإن محاولات النظام اليائسة للقضاء على ثورة الشعب السورى ستبوء بالفشل الذريع، وسيحتفل السوريون قريبا بعون الله بانتصارهم على الطاغية وزمرته، وسترفرف على بلادنا رايات الحرية والكرامة.
 
 
ميدانيا، قال وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف: إن البلدان الغربية تشجع المعارضة السورية على محاربة نظام بشار الأسد، وأضاف: إنهم مع بعض الدول المجاورة لسوريا يشجعون ويدعمون ويوجهون المعارضة المسلحة ضد النظام. ونتيجة كل هذا هو سفك الدماء أكثر.
واستبعد لافروف أن تدفع الأحداث الأسد للتخلى عن السلطة قائلا: كيف يمكن الاعتقاد بأنه فى مثل هذه الأوضاع حيث تحتل المعارضة المدن، كمدينة حلب مثلا أن تقبل الحكومة بكل بساطة بالأمر الواقع وتقول: كنت على خطأ، هيا اعملوا على إسقاطى وغيروا النظام. إن هذا بكل بساطة شىء غير واقعى.
 
 
وتابع: نحن نؤكد للحكومة السورية ضرورة القيام بالخطوة الأولى، ولكن عندما تحتل المعارضة المسلحة المدن كما حصل فى حلب، فأعتقد بأنه ستحدث مأساة جديدة هناك، وفقا لما نقلته عنه وكالة نوفوستى الروسية الرسمية للأنباء.
 
 
ميدانيا، أفادت لجان التنسيق المحلية السورية بمقتل عشرة أشخاص صباح أمس فى قصف عنيف نفذه الجيش النظامى على بلدة الهبيط فى محافظة إدلب، مشيرة إلى أن ذلك جاء فى الوقت الذى ارتفعت فيه أعداد قتلى أمس فى سوريا إلى 155 قتيلا معظمهم فى مدينة حلب والعاصمة دمشق، وذلك حسبما أفادت الشبكة السورية لحقوق الإنسان.
 
 
وكان رامى عبدالرحمن رئيس المرصد السورى لحقوق الإنسان.. قد أعلن أمس أن حصيلة أعمال العنف فى سوريا منذ بدء الاحتجاجات ضد الرئيس بشار الأسد فى مارس عام 2011 بلغت أكثر من 20 ألف قتيل.
 
 
وفى غضون ذلك، تتواصل الاشتباكات بين الجيش النظامى والجيش الحر فى نقاط متفرقة من مدينة حلب.
 
وأفاد ناشطون أن أفراد عائلة كاملة قتلوا جراء قصف القوات النظامية لحى الأنصارى فى مدينة حلب، كما قصف الجيش براجمات صواريخ حى صلاح الدين فى حلب. واستهدف أيضا أحياء فى دير الزور والبوكمال والحراك فى درعا. وفى وسط البلاد اقتحمت قوات النظام السورى قرية بريديج فى ريف حماة بأكثر من 50 آلية عسكرية.
 
 
وقال ناشطون: إن الجيش قصف زملكا ومعضمية الشام فى ريف دمشق، كما تجدد القصف على الرستن والحولة الخالدية فى ريف حمص.
 
وأعلن القنصل فى السفارة السورية فى أرمينيا محمد حسام حافظ انشقاقه عن النظام السورى، وذلك بعد انشقاق ثلاثة سفراء آخرهم السفير السورى السابق فى روسيا البيضاء ودول البلطيق فاروق طه الذى أعلن انشقاقه.
 
وأكد السفير السورى لدى بيلا روسيا ودول البلطيق فاروق طه خلال إعلان انشقاقه عن نظام الرئيس بشار الأسد، عبر شاشة الجزيرة: أن النظام فى دمشق لا يتورع عن تهديد مسئوليه الراغبين فى الانشقاق بالاعتداء على عائلاتهم وممتلكاتهم.
 
وقال طه إنه أعلن منذ سبعة أشهر معارضته للحل الأمنى فى قمع الاحتجاجات فأنهت الحكومة مهمته الدبلوماسية بسبب موقفه، لكنه لم يتكمن من إعلان انشقاقه عن النظام إلا مؤخرا، نظرا للتضييق الذى يمارسه النظام على المسئولين داخل سوريا وخارجها.