الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

خطاب مفتوح من وكيل المخابرات العامة إلي د.محمد مرسي
















 
 
السيد الرئيس.. تحية طيبة إليكم
 
أبارك كمواطن مصري رئاستكم للجمهورية متمنيا لكم النجاح الذي سوف ينعكس علي المصالح العليا لوطننا الغالي «مصر»، وعلي الرغم من أنني وبصدق لم أنتخبكم وأيدت شريك في المنافسة، إلا أن هذا يدفعني أن أرسل إليكم خطابًا مفتوحًا به من الأمنيات الطيبة والرجاء والأمل في أن تكون مصر بجميع مواطنيها تحت شعار «معًا إلي المستقبل» أمانة بين يدك طوال فترة حكمك التي أتمني أن تطول بقدر النجاح الذي نرجوه منك.
سيدي الرئيس
هناك تحديات كثيرة تقليدية سوف تواجهك في المرحلة المقبلة.. وكانت ستواجه أيضًا أي رئيس يتولي حكم مصر في هذه المرحلة ويعلمها الجميع ولعل الإشارة إليها يعد تكرارًا لما أنت علي علم به تمامًا وعيًا وإدراكًا، ولكنني أرجو أن تسمح لي بالتحدث علي تحديات أخري بالغة الأهمية سوف تواجهك قد تدركها فاذكرك بها وقد لا تدركها فأهديها إليكم هادفًا فقط نجاحكم من أجل مصر.
وأود في البداية أن أوكد بعض المعاني دون نفاق وأرجو أن تكون خالصة من مواطن كان ومازال علي الطرف الآخر منك ولكنه يتمني وبصدق لك النجاح، إنني أود وأرجو أن تسمح لي بتأكيد المعاني التالية:
1 ـ أن أحداً لم يعترض عليك كمرشح لرئاسة الجمهورية بصفة شخصية وإنما كان الاعتراض الحقيقي علي الانتماء لمنهج معين أو فئة محددة.
2 ـ أنني أفضل أن تضع في تقديرك دائمًا أنك كدت أن تفشل وهذا أفضل من أنك فزت وانتصرت ونجحت.
3 ـ أن جميع المؤسسات الحاكمة في مصر كانت علي مستوي المسئولية والشفافية والشجاعة بدءًا بالمجلس العسكري والقضاء والشرطة وموظفي الدولة بصرف النظر عن اختلاف ميولهم وحان الآن دوركم.
4 ـ أن التزامك بأحكام الدين هو قضيتك الشخصية مع الله سبحانه وتعالي وإلتزامك بمبادئ الدين واجب وطني تجاه أمتك، أما حبك لمصر فهو دورك في منصبك وفي الوقت الباقي من حياتك.
نعود إلي التحديات التي أخشي كواطن مصري أن تكون مصاعبها أكبر من مواجهتها وهي علي النحو التالي:
 
■ التحدي الأول (التوجه الإخواني):
لا يخفي عليك أن الحركة الإخوانية التي نشأت كحركة اجتماعية عام 1928 في الإسماعيلية.. تطورت واتخذت بعدًا إسلاميا ثم وطنيا بالمشاركة في حرب 1948 بكتيبة الشهيد فرغلي ثم بعدا سياسيا واضحا في محاولات المرحوم حسن البنا في دخول الانتخابات البرلمانية في عهد النقراشي مرتين.. ثم بعدا ثوريا بإعلانها تأييد ومباركة ثورة يوليو 1952 بعد لقاءات حسن الهضيبي وصلاح شادي وعبدالرحمن السندي مع جمال عبدالناصر.. ثم دخول المعترك السياسي بالتحالف مع حزب الوفد عام 84 والعمل والأحرار عام 87، لا يخفي عليك أن هذه الحركة لها منهجها وشعارها وقانونها الأساسي ولوائحها وهيكلها، ولهذا ما هو القدر الذي سوف  تسمح به ويسمح لك أن تتعامل ما بين التوجهات الإخوانية وبين مطالب الشعب المصري؟ وهل حركة الانتقال سوف تتسارع بمعدل ما يستهدفه  شباب الحركة الإخوانية ومن سيسبق من في الآمال والطموحات؟ وهل فارق السرعة في التنفيذ سيؤدي إلي ما أدت إليه معدلات الانقسام في عهد المرحوم عمر التلمساني حينما خرج من عباءة الإخوان تنظيمات الجهاد والجماعة الإسلامية؟ سوقبلهما جماعة المسلمين التي أطلقنا عليها التكفير والهجرة وشباب سيدنا محمد التي أطلقنا عليها حزب التحرير الإسلامي، أرجو أن يكون هذا التحدي البالغ الخطورة في تقديرك الشخصي كرئيس للجمهورية.
1 ـ التحدي الثاني التطلعات الإخوانية
لا شك أن هناك حركة إخوانية منظمة قد ساعدتك ودفعتك بنصف الشعب المصري أو أكثر قليلاً إلي انتخابكم، ولهذا وبأسلوب صريح.. فهناك فواتير لابد أن تسددها لعناصر تلك الحركة، قد يكون من المفيد لك ولمصر أن تستعين بعناصر إخوانية، ولكن ما هي المعايير ما بين الكفاءة والولاء، وما هي النسبة وهي مهمة صعبة لن ترضي الجميع من داخل الجماعة وخارجها؟ وإلي أين سوف تذهب بك الأعذار قبل الوفاء بالوعود تلك قضية حساسة للغاية؟
■ التحدي الثالث الإعلام:
لا شك أن خيار الرئيس واختياره كان عملاً إعلاميًا وأن هذا الدور قامت به وكالات الأنباء والقنوات التليفزيونية والصحف، وكان له الأثر في تحديد هويات المرشحين وبالتالي توجهات بطاقات الترشح. ولعل انتقالكم من صفوف المعارضة إلي سدة الحكم تستدعي أن تكون فلاتر التصريحات تعبر عن نقاء الرأي، وما هو لسان الحاكم ولسان الجماعة ولسان الحزب ولسان الثورة ولسان المصري، ولذا فإن الأمر في منتهي الخطورة ويحتاج إلي حسمً دقيق في مسئولية الكلمة وحدودها.
■ التحدي الرابع «المعارضة»
أتت بك الديمقراطية فما هو موقفك؟ منها وسأعرض علي سيادتكم بعض الأفكار:
1 ـ شعار «معًا إلي المستقبل».
2 ـ حق التظاهر بقانون ولوائح.
3 ـ إلغاء كلمة الفلول من قاموس تصريحاتكم.
4 ـ الإفراج الصحي عن حسني مبارك.
القانون فوق الجميع.
5- القانون فوق الجميع
6 ـ المحافظات وحدات مستقلة خلاقة.
7 ـ ميدان التحرير رمز للثورة بما شاهد يحوي أسماء الشهداء الحقيقيين ـ وحديقة عام بها منصات دائمة لحرية التعبير ـ يعلوها كوبري وأسفلها نفق.
8 ـ بناء المساجد والكنائس ليس لها إلا شروط هندسية.
9 ـ لا رقيب علي القلم والميكروفون والكاميرا.
10 ـ الأزهر والكنيسة هما مصدر التشريعات الدينية.
11 ـ وزارة لرعاية حقوق الإنسان.
12ـ تطويع مشاكل الجماهير في وزارة أو هيئة أو مؤسسة.
وأخيرًا
جميل أن تتقي الله في شعبك وليس عشيرتك.. وجميلً أيضًا أن تبايع شعبك وليس عشيرتك وجميل أن تناصر شعبك وليس عشيرتك.. وجميل أيضًا أن تنشد معنًا جميعًا «تحيا مصر».
غداً.. رسالة مفتوحة إلي المشير طنطاوي
وفقك الله وسدد خطاك
 
لواء أسعد حمدي
وكيل  المخابرات العامة السابق