الثلاثاء 7 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

51 عامًا على وفاة صاحب «العبقريات»

51 عامًا على وفاة صاحب «العبقريات»
51 عامًا على وفاة صاحب «العبقريات»




أسوان - محمد الشريف
رجال ليسوا كغيرهم  حفروا  اسماءهم فى التاريخ بفرض موهبتهم واعمالهم، حملوا مشاعل العلم ليضيئوا الطريق لمن  بعدهم، واذا تصفحنا التاريخ لوجدنا  الكثير من المصريين قد أثروا العالم  فى العديد من المجالات العلمية أو الأدبية ومنهم عملاق الادب عباس العقاد، ورغم انه لم يكمل تعليمه، إلا أنه صار استاذاً ينهل الكثير من علمه وآدابه .
51 عاما مرت على رحيل عباس العقاد الأديب والروائى الذى توفى فى مارس عام 1964 بالقاهرة، ودفن فى مقبرة أنشئت له خصيصًا بمدينة أسوان يوم 13 مارس.
وفى زيارة لمنزله  وللمكتبة التى تحمل اسمه وتضم متحف مقتنيات خاصًا به للتعرف على أسرار حياة الأديب الراحل.
وجدنا ان أصوله ترجع إلى العراق حيث إنه ذو أصول كردية، جاءت أسرته إلى مصر واستقرت فى محافظة دمياط، وكان جده يعمل فى غزل خيوط الصيد لذلك اكتسب لقب العقاد وأصبح لقبًا لعائلته، ثم استقرت العائلة فى محافظة أسوان.
والتحق العقاد بمدرسة المواساة الابتدائية، وذات يوم وأثناء زيارة الإمام محمد عبده للمدرسة طلب الاطلاع وقراءة بعض المقالات التى يجتهد التلاميذ فى كتابتها، فقرأ المقال الخاص بالتلميذ عباس محمود العقاد، وفى ذلك الحين قال جملته الشهيرة التى أثرت فى حياة العقاد «حرى بهذا الطالب أن يكون كاتبًا فذًا»، وصدقت نبوءة الإمام محمد عبده، وصار العقاد كاتبًا عظيمًا.
وقام العقاد بإنهاء تعليمه عند المرحلة الابتدائية، وعمل كاتبًا فى هيئة البريد بأسوان، ولكنه كان مطلعًا، ويحب القراءة لذلك حاول أن يثقف نفسه بالقراءة فى جميع المجالات حتى أصبح صحفيًا بصحيفة الدستور فى هذا الوقت، ثم انضم إلى حزب الوفد، وكان صديقًا مقربًا لسعد زغلول.
وحرص العقاد على تعلم العديد من اللغات حيث كان يجيد 9 لغات منها الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والعبرية والألمانية، وغيرها من اللغات الأخرى.
وعن منزل العقاد يقول عبد العزيز ابن شقيق الأديب أن أسرة العقاد تطالب بتنفيذ وعود وزارة الثقافة بتحويل منزله بأسوان إلى متحف ومزار، أسوة بمتحف طه حسين ونجيب محفوظ وغيرهما من الأدباء، وسبق أن عرض علينا وزير الثقافة الأسبق فاروق حسنى شراء المنزل، وأرسل الفنان أحمد نوار الذى قام بتصوير المنزل من الداخل والخارج، وأخبرنا بأنه يصلح أن يكون متحفًا، وبعد ذلك طلب منى تحديد قيمة المنزل.. وأشار «عز العقاد» إلى أنه بعد وفاة العقاد طلبت دولة الكويت شراء مكتبته ومؤلفاته، لكن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر رفض خروج المكتبة، وأرسل لجنة من وزارة الثقافة لمعاينة المكتبة وجردها، وإعداد تقرير عنها، واستمر عمل اللجنة آنذاك شهرين متواصلين، وقدرت قيمتها وقتها بمبلغ 5 آلاف جنيه فى سنة 1965 تقريبًا، ثم تم تسليمها للهيئة المصرية العامة للكتاب، ومعها تمثال برونزى نصفى للعقاد فى سن الشباب، صممته له كلية الفنون، وتم وضع المكتبة فى الهيئة بصالة كبرى تضم مكتبات العقاد وطه حسين وقوت القلوب، وتم تسليم آخر قلم كان يكتب به العقاد يومياته والعدسة المكبرة وترابيزة صغيرة كان يكتب عليها اليوميات.
وأضاف عميد أسرة العقاد أن الراحل كان له مواقف سياسية متعددة تعرض بسببها للاغتيال فى منزله بمصر الجديدة.
وما قبل الوفاة تعرض للسجن لمدة 9 أشهر عام 1930 بتهمة العيب فى الذات الملكية، فحينما أراد الملك فؤاد إسقاط عبارتين من الدستور، تنص إحداهما على أن الأمة مصدر السلطات، والأخرى أن الوزارة مسئولة أمام البرلمان، ارتفع صوت العقاد من تحت قبة البرلمان قائلًا: «إن الأمة على استعداد لأن تسحق أكبر رأس فى البلاد يخون الدستور ولا يصونه».
وتعدت مؤلفات الكاتب الـ 15 ألف مقالة والمائة مؤلف و10 دواوين فى الأدب واللغة والنقد والتاريخ والاجتماع والسياسة والتراجم، وله أربعون كتابًا فى الإسلاميات على رأسها العبقريات الشهيرة .