الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

رشاد كامل يكتب: شعار جديد للجزيرة! اعمل عبيط!

رشاد كامل يكتب:  شعار جديد للجزيرة! اعمل عبيط!
رشاد كامل يكتب: شعار جديد للجزيرة! اعمل عبيط!




غريب أمر فضائية «الجزيرة» وما تفعله بعقول مشاهديها هو الأغرب والأعجب والفادح والفاضح أيضًا!
لم يعد شعار الجزيرة «الرأى والرأى الآخر» بل أصبح «الرأى والرأى الذى يتفق معنا»، لكن الشعار الحقيقى الذى تتبناه الجزيرة دون أن تعلنه هو: الجزيرة ودن من طين.. وودن من عجين!!
وداخل هذا الشعار اللطيف، شعار يبدو أكثر لطفًا وظرفة وظرافة وهو «اعمل عبيط، وما لكش دعوة بالقرنبيط»!!
أما «القرنبيط» فهو كل ما يخص قطر والأسرة الحاكمة والجماعة والعشيرة وكل من ينتمى لها فى أى مكان فى العالم!!
والقرنبيط أشكال وألوان، ومن عينة القرنبيط السياسى الذى ابتعدت عنه «الجزيرة» بأخبارها وبرامجها وأفنديتها وهوانمها خبر سفر السيد «محمد إسماعيل العمارى» رئيس الهيئة القطرية لإعادة إعمار غزة من خلال معبر «ايريز» الإسرائيلى الذى هو معبر الأفراد بين إسرائيل وقطاع غزة، المسئول القطرى زار إسرائيل جهارًا نهارًا.
ولأن الجزيرة تملك ودن من طين، وودن من عجين ورؤية استراتيجية يختلط فيها العبيط بالقرنبيط، لم تعلق بكلمة ولم تشرح لماذا؟! لكنها ومن واجب رسالتها الإعلامية والتنويرية تصب لعناتها على حكم محكمة مصرية اعتبرت حماس جماعة إرهابية، وإن هذا الحكم الظالم الجائر يأتى فى صالح «الاحتلال الإسرائيلى» الذى زاره المسئول القطرى!!
أما القرنبيط الثانى الذى تجاهلته «الجزيرة» فهو حكم الإعدام على القاتل والسفاح المتهم بإلقاء أبرياء من سطح عمارة بالإسكندرية، الجزيرة وعيالها راحت تنوح وتصيح لأنه برىء وشهيد، بل أطلقوا عليه شهيد الشرعية، الجزيرة وحدها لم تشاهد هذا القاتل وهو يقوم بفعلته، ولم تر فيه سوى شهيد!!
شطارة ومهنية الجزيرة تجعلها لا تترك مقالاً أو دراسة عن مصر وأحوالها حتى لو كانت منشورة فى جزر الواق الواق إلا وأحضرتها وقامت بترجمتها وعقدت حولها الندوات والبرامج واللقاءات والاتصالات، لكن عندما يتعلق الأمر بمقال مهم فى مجلة أمريكية مهمة وذات وزن فى دوائر صنع القرار وهى مجلة «فورين بوليسى» فهى تتجاهل ذلك خاصة أن المقال يتحدث عن زيارة الشيخ تميم «الأخيرة للولايات المتحدة وحديثه فى النيويورك تايمز عن ضرورة محاسبة الطغاة وضرورة التعددية وعدم الإقصاء!!
لقد كان الأمير «تميم» يتحدث كما لو كان زعيمًا إصلاحيًا كبيرًا وهو أول من يعلم ويعرف كيف وصل والده إلى حكم بديمقراطية الانقلاب على جده!!
ومن القرنبيط السياسى إلى القرنبيط الثقافى فإن الجزيرة لا تترك كتابًا سياسيًا جادًا إلا واستعرضته وناقشته من أجل تنوير المشاهد العربى الغلبان الذى لا يملك ثمن الكتاب، لكن عندما يكون عنوان الكتاب  «قطر الشريرة الصغيرة التى تضمر لنا السوء» وهذا اسم الكتاب الذى قام بتأليفه كاتبان فرنسيان هما «نيكولا بو وجاك مارى بورجيه» وصدر منذ فترة فى باريس، وكشف الكاتبان عن دور «الجزيرة» كذراع إعلامية لقطر واستخدامها كسلاح دمار شامل مسلط على الدول التى يستهدفها أمير قطر ـ سواء الحالى أو السابق طبعًا!!
وكشف الكتاب عن ذلك الدور السلبى الذى تلعبه قطر فى أحداث المنطقة العربية وكيف أن الأمير السابق ــ والد الأمير الحالى  الذى يعتبر الصديق الصدوق لإسرائيل والولايات المتحدة وكذلك زوجته «الشيخة موزة» ورئيس الوزراء القطرى السابق الشيخ «حمد بن جاسم» قاموا  ويقومون بدعم النزاعات والحروب الأهلية فى العالم العربى، ودورهم فى التمهيد لتولى التيارات الدينية للسلطة عقب ثورات الربيع العربى، بل ودعم قطر للتكفيريين فى مالى رغم ادعائهم بأنهم أصدقاء للغرب!
وناقش الكتاب أيضًا وشرح طبيعة النظام القطرى الذى يتسم بالطابع  الاستبدادى وعدم الالتفات للمبادئ القانونية والدستورية ومبادئ حقوق الإنسان مما يجعل «ربيع الدوحة» مسألة شديدة الصعوبة نظرًا لتشدد النظام فى تطبيق الحريات والتضييق على معارضيه!
وتحتل قطر المرتبة 138 من بين 175 دولة فى تصنيف الديمقراطيات حول العالم، ومع ذلك ــ يقول الكاتبان ــ فإن الحكومات الغربية تغض الطرف تمامًا، ولا تتطرق إلى موضوع الحريات وحقوق الإنسان فى قطر.
ولعل فى هذا الكتاب ما هو أهم وأخطر وادعو الزميل المحترم «محمد العجرودى» الذى نشر ملخصًا مختصرًا للكتاب أن يعكف على ترجمته كاملاً لعل «الجزيرة» تلتفت له ولا تعتبره من عينة القرنبيط الثقافى!!
ويا أفندية الجزيرة الأشاوس من أحمد منصور حتى «كريشان»
المحاور المفضل فيما مضى للأستاذ «محمد حسنين هيكل ــ اتحداكم أن تتخلوا عن شعاركم ـــ شعار الجزيرة ــ ودن من طين وودن من عجين ومالكش دعوة بالقرنبيط!!
آه يا زمن الطين والعجين والقرنبيط!!