السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

اعرضها للإيجار.. يا وزير الآثار!

اعرضها للإيجار.. يا وزير الآثار!
اعرضها للإيجار.. يا وزير الآثار!




كتب: وليد طوغان
وزير الآثار المصرية فى أزمة أعلى مستويات المسئولين بالوزارة فى أزمة أيضا قيادات الآثار لو عندهم دم.. كان اغلبهم استقال لو النية خالصة، كان اغلبهم لبس البيجامة وقعد فى البيت بعد حوادث ووقائع تهد حيل اجدعها شخصية فى ديوان المسئولين الحكوميين.
أزمة لصق ذقن قناع توت عنخ آمون بالغراء.. وحدها كانت تفجر حكومة كارثة فيلم البورنو.. لمحترفة دعارة روسية تحت جسم تمثال أبوالهول الشهر الماضى كانت تهد الدنيا لكن تقول لمين؟
جرسة ما بعدها جرسة نشرتها الصحف الانجليزية الاسبوع الماضى مباشر من تحت سفح اهرامات الجيزة بثت «الديلى ميل» على موقعها الاليكترونى، تسع دقائق من فيلم جنسى عال العال
الفيلم صوره اجانب، وضعوا كاميراتهم، واضواءهم، واجهزة التصوير السينمائى، وبنوا كامب لابطال الفليم عند الاهرامات وفى وضح النهار، لا رأهم احد.. ولا أوقفهم احد، ولا سألهم احد طوال يومين تصوير: من انتم؟ وما الذى يفعلون؟
الشهادة لله كانوا تسع دقائق زى الفل.. الشهادة لله تكنيك عال وتصوير رائع.. الشهادة لله كانت فضيحة ما بعدها فضيحة، كانت جرسة ما بعدها جرسة ليست جرسة للاثار المصرية.. انما فضيحة بجلاجل لوزارة الآثار المصرية، التى تقول انها تحمى الآثار المصرية.
فى تقرير مكتوب مثير، نشرت «الديلى ميل» صورًا لممثلة الفيلم «أوريتا» الشهادة لله كانت صورا من النوع النّفاذ، كشفت فيها الفتاة التى يقولون انها روسية، عن بعض أجزاء جسدها حاملة تمثال قطة من محل هدايا تذكارية مصرى.
تقدر تقول قطة.. تحمل قطة ممكن تقول قطعة من الزبدة، تحمل قطة قطعة الزبدة ظهرت فى الصور بلا ملابس تقريبا، وهى ترسل بقبلاتها ذات الايحاء للعالم من مصر فى الخلفية ظهر الهرم الاكبر.. وفى جانب الصورة اليمين، صورة لابو الهول.. رمز حضارة الفراعنة!
معظم صور اوريتا كانت مثيرة.. اكثرهم اثارة واحدة لاوريتا مع عسكرى من إخوانا مجندى الداخلية، فى سيلفى خاص.. العسكرى ظهر ضاحكا وهو «مش على بعضه».. بينما اوريتا تضحك باقبال على الحياة.. ونظرة للمستقبل.
قالت الديلى ميل ان وزارة الآثار المصرية فتحت تحقيقا فى الموضوع، وفى الفليم الذى صور غيلة من وراء السلطات وزارة الآثار فى تصريحات نارية، قبل اسبوعين، قالت انها ستحاسب المسئولين عن دخول ممثلات البورنو هضبة الاهرام، وتصوير الفليم على راحتهم.. وعلى كيف كيفهم، دون ان يقول أحد شيئا.
لكن وزارة الآثار هتحقق فى ايه ولا ايه؟ المصايب زى الرز.. والوقائع من هذا النوع زى المطر هل اهتمام الآثار بموضوع الفيلم القبيح.. اكثر من اهتمامها بموضوع لزق «قناع» توت عنخ آمون بصمغ «مدرسى»؟
طيب.. ماذا فعلت تحقيقات الوزارة فى قصة «لصق القناع»؟ الاجابة: لا شىء تفاصيل الواقعة، وكيف حدثت.. ومن الذى فعلها لا يعرفها فيما يبدو الا الوزير ربما الوزير نفسه هو الاخر لا يعلم قبل ايام اكد احد المسئولين بالآثار لاحدى المجلات الاسبوعية ان لصق القناع بالصمغ كانت قصة ملفقة.. لضرب المؤتمر الاقتصادى يعنى بالعربى كده «لصق» ذقن توت عنخ آمون لم يهز لوزارة الآثار شعرة لم يحرك فيها ساكنا.
بعد اكثر من شهر على واقعة لصق القناع، لم يأت لنتائج التحقيقات ذكر على لسان وزير الآثار.. ولا فى حوارات المسئولين فى الوزارة ربنا ما يقطع لها عادة وزارة الآثار، تعلن دائما عن فتح التحقيقات فى بلاوى بالويبة.. ولا تعلن عن تفاصيل التحقيقات ولا نهايتها.
واقعة القناع، مثلها مثل واقعة البنت العال العال «أوريتا» الفيلم أحدث ضجة فى مصر قبل اسابيع، اصداء الفضيحة مستمرة فى الخارج للآن مفترض ان التحقيقات مستمرة فى الداخل ايضا.. لكن لا نهايات متوقعة، ولا تفاصيل منشورة عن عقاب تشفى الغليل.
مصايب وزارة الآثار المتلتلة، أعادت الفترة الاخيرة، اصوات اقترحت تصدير آثارنا للخارج اقتراحات بتأجيرها لدولا أوروبية ومتاحف اجنبية، حيث اهتمام يصل الى ما بعد التقديس.. وعائد مادى فوق المهول.
أصحاب تلك الدعوات آراؤهم وجيهة  تقدر تقول عندهم حق أو تستطيع ان تقول ان هذا هو الحل فى ظل ظروف محيطة، وتراخى حكومى، وحوادث كارثية تقع من ان لآخر.
تخيل لو قناع توت عنخ آمون معروض فى اللوفر الفرنساوى.. تخيل لو قطعا قليلة من آثار ملقاة فى جنينة المتحف المصرى معروضة فى المتروبوليتان؟
لو آثار ميت رهينة.. وبقايا التماثيل المكسرة على الأرض فى أبو رواش، أو صوير اجّرتها الحكومة المصرية، بعقود، لالمانيا ويوغوسلافيا وفرنسا وبيلا روسيا.. ماذا يحدث؟
لا شىء، سوى ان عساكر الحراسة لن يجدوا ما يأكلون عليه افطارهم الصباحى كل يوم فى حديقة المتحف المصرى يفرشون صحون الفول والفلافل على ارجل التماثيل الفرعونية.. وجوانبها، يحدث هذا فى سقارة، وفى الاقصر، فماذا يهم لو جت بنت روسية تمثل عريانة تحت سفح الهرم؟ ما الذى يضير لو وقع «ذقن» قناع الملك توت.. واعيد لصقه بصمغ من اى مكتبة قريبة؟ ما الذى يحدثه ترميم خاطئ لهرم سقارة.. أو ترميم يغيّر ملامح اهرام ابو صوير يقوم به مقاول عمارات؟
أخبار وزارة الآثار لم تخرج السنتين الماضيتين عن اتجاهين.. إما تصريحات للوزير باستعادة آثار كانت مسروقة بالخارج.. وإما تصريحات أخرى عن آثار سرقت أو دمرت أو مثلوا عندها افلاما جنسية بالداخل!
بعض خبراء الآثار يرون فى تأجير آثارنا للمتاحف الاجنبية حلا امثل البعض الاخر يتشنج، ويتشدد، ويقف، ويقوم، ويقعد.. من منطلق وطنى، تراثى، قومى، عروبى.. وكلام كثير من هذا النوع.
لكن تشنجاتهم تبقى مثل تحقيقات وزارة الآثار فى المصايب والبلاوى.. كلام بعيد عن الواقعية.. كلام بلا نتائج.. أحاديث مثالية عن ضرورة حماية آثارنا.. لا يتحقق منها شىء.. ودعوات بلا منطق لصيانة تاريخنا.. لا تنتج.
لدينا اكثر من ثلث آثار العالم.. لو وزعنا ثلاثة أرباعها على نصف العالم.. ستبقى أمامنا مهمة صعبة لحماية الربع الباقى من ممثلات الجنس الروس.. ومن لصق المكتبات رخيص الثمن!
ليعتبرها وزير الآثار دعوة للتفكير.. بدلا من ادمان التصريحات عن تحقيقات على ودنه.. بلا متهمين!