الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أم محمد من عين شمس.. تعظيم سلام

أم محمد من عين شمس.. تعظيم سلام
أم محمد من عين شمس.. تعظيم سلام




مفيش فايدة.. والله العظيم تلاتة مفيش فايدة، أى فايدة من أى نوع مع هذه المحطة المنحطة التى تبث من اسطنبول مع دلاديلها واخواتها!
مفيش فايدة، هذه فضائيات - بكل من فيها - لا ترى إلا نفسها، ولا تسمع إلا صوتها، ولا تشاهد إلا نفسها، والأهم من ذلك كله إنها مزهوة بجهلها النشيط وسعيدة بغبائها الأزلى، ولا حدود لانبهارها بسقوطها المهنى قبل الأخلاقى والسياسى!
وطوال يوم الجمعة - الماضى - يوم انعقاد مؤتمر مصر المستقبل فى شرم الشيخ عاشت هذه الفضائيات من «رابعة» و«الشرق» إلى «مصر الآن» و«مكملين» ساعات من الهطل السياسى والخبل الاقتصادى والبؤس التحليلى.
فى سباق محموم ومخبول راحت هذه الفضائيات تحلل وتتأمل كلمات الرؤساء والزعماء، وفى جملة واحدة أكدت أفندية هذه الفضائيات أن المؤتمر فشل! هكذا خبط لزق!
صحيح أن الفضائيات الأجنبية الناطقة بالعربية «الحرة، البى. بى. سى، فرانس 24 وروسيا اليوم» وغالبية الفضائيات العربية نقلت وقائع المؤتمر على الهواء مباشرة ولساعات طويلة، وكان فى المقدمة بطبيعة الحال خطاب رئيس مصر وزعيمها الرئيس «عبد الفتاح السيسى».
لكن هذه الفضائيات العبيطة لم تجد شيئا فى المؤتمر يستحق البث والمتابعة، فقد راحت تبث وتتهم بما هو أكثر وأهم وأخطر، مظاهرة من عشرة فى بلطيم، شوية عيال يلهون فى قرية وراحت تعيد وتزيد وتلت وتعجن: «الانقلاب يترنح»!
لقد اختارت جماعة دعم الطعمية شعار «مؤتمر بيع مصر» تعليقا على المؤتمر وراحت بفعل البانجو السياسى تعيش وهم أن مصر تم بيعها فى هذا المؤتمر، مصر اتباعت يا رجالة!
وفى فضائية «مكلمين» وكان أحد أفندياتها واسمه «أحمد» يستضيف فى برنامجه عشرات الاتصالات التى تهاجم المؤتمر، نجحت مواطنة مصرية اسمها «أم محمد» من عين شمس وانهالت عليه بكلمات تفيض حبا ووطنية قائلة له: «أنت مش مصرى ولو أنت مصرى تتمنى الخير لبلدك، انتوا بتتكلموا عن حاجات مش موجودة فى مصر، انتوا بس اللى شايفنها».
صحيح إن المذيع «أحمد» بوغت وفوجئ، حيث إن كل المكالمات متظبطة ومتفق عليها، فجاءت هذه المكالمة بمثابة جردل ماء على قفاه، أو صفعة مدوية على وجهه، فكان لابد من قطع الاتصال عنها!
لقد ذكرتنى هذه السيدة العظيمة بموقف عظيم آخر لسيدة مصرية شاهدها الملايين وهى تصفع أحد الإخوانجية عندما رأته يرفع شارة رابعة.
 الطريف أن هذه الفضائيات التى تشبه «الهبلة اللى امسكوها طبلة» وهات يا طبل وتطبيل على نغمة المظاهرات تملأ شوارع مصر رافضة لمؤتمر بيع مصر!
بيانات حمضانة أصدرها شىء هلامى افتراضى اسمه «المجلس الثورى أو الفورى» - لا أذكر - أعلن فيه تحذيره لكل حكومات العالم التى شاركت فى المؤتمر بأن أى اتفاقيات مع حكومة «الانكلاب» أو «الانقلاب» هى باطلة شرعا وغير جائزة قانونا، (نصيحة مش بطالة برضه).
وكان الخبر الأول فى نشرة الجزيرة هو المظاهرات الحاشدة التى تملأ بر مصر وربما بحرها وجوها رفضا للانقلاب ومصر مش للبيع.
أما الفضيحة التى يمكن اعتبارها درسا نموذجيا فى «الهبل والخطل» فقد جاءت عبر فضائية «الشرق»، فقد أعادت حلقة قديمة من أحد برامجها وعنوانه «ثورة وحلم» وكان عن يوم 25 يناير الماضى ومستقبل الثورة فى مصر.. (ويبدو أن فرق التوقيت بين هذه الفضائيات التى تبث من اسطنبول وبين مشاهديها شهران على الأقل!) ورغم ذلك فقد أخذ المحلل الجهبذ والفاهم الفهامة يحلل مراحل الثورة وخطوات الثورة ونجاح الثورة حتى تنجح الثورة ويندحر الانكلاب!
وهذا الفاهم الفهيم اسمه د. باسم خفاجى وفى تدليله على أن الثورة قد نجحت هو تغيير وزير الداخلية اللواء «محمد إبراهيم»! وهذا قمة النجاح الذى حققه الدفع الثورى المقاوم لملايين المصريين!
«الباسم» الفهيم الفهامة عندما تطرق حديثه عن المؤتمر الاقتصادى المزمع انعقاده، أجاب فى يقين وتأكيد أنه مؤتمر بيع أملاك مصر للاحتلال الجديد! ثم عاد ليقول: إن المؤتمر سيفشل لا محالة! (حيرتنا يا باسم!).
لكن كله كوم وتحليلات وتخريجات د. محمد غانم أحد قيادات الجماعة الهاربة فى لندن كوم تانى خالص، فقد استضافته فضائية «المستقلة» مساء الخميس (قبل ساعات من انعقاد المؤتمر) وكلما حاول مذيع الحلقة الشاعر الأستاذ «عباس الجنابى» أن يشرح له أن هناك واقعا دوليا يعترف بما جرى فى مصر يرد عليه: هذا انكلاب!
انكلاب.. انكلاب.. انكلاب، كلمة يحفظها ويرددها دون فهم، لدرجة أننى تصورت أنه يضع «سى. دى» مسجلا عليه هذه الكلمة التى تريحه.
ومن أطرف ما قاله هذا «الغانم» أن هذا المؤتمر باطل شرعا! - ليه يا عم - قالك لأن أول رئيس مصرى منتخب موجود فى السجن وبالتالى فهو مؤتمر غير شرعى!
فعلا يا جماعة «اللى ما يعرفش يقول «عدس» واللى ما شافش يقول قرنبيط!