الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

المناهج الدينية القبطية تدعو للإرهاب ونبذ الآخر

المناهج الدينية القبطية تدعو للإرهاب ونبذ الآخر
المناهج الدينية القبطية تدعو للإرهاب ونبذ الآخر




تحقيق – داليا سمير

« التعليم فى الصغر كالنقش على الحجر» وذلك لأن الأطفال  مستعدون لتلقى كل المعلومات، إذ تحفظ فى ذاكرتهم لأنها لا تزال بكراً ، فكل ما يدرس من معلومات أو مناهج تؤثر على شخصيتهم فى المستقبل، وفى محاولة للتصدى لأصحاب الأفكار المتطرفة وتنقية مناهج التعليم، مما يساعد على النهوض بالوطن وتوحيد عنصرى الأمة


نظراً لما يتعرض له الوطن الآن من هجمات وانتقادات .قامت وزارة التربية والتعليم بإحالة مناهج التربية الدينية لكل من مؤسستى الأزهر والكنيسة حتى يتم تعديلها بما يتوفق مع أهداف الدولة والحفاظ على وحدة الصف بين أبناء الوطن  وازالة أى احتقان طائفى:
فى البداية قال القس رفعت فتحى: «إن وزارة التربية والتعليم عندما  أحالت المناهج الدينية للأزهر والكنيسة كانت بداية للسير فى الاتجاه الصحيح  ، نظرا لأن المنهج المسيحى كان يحتاج إلى تطوير وتعديل حتى تتم السيطرة على الافكار المتشددة التى تهدف لتقسيم  الوطن، كما ان المنهج  الجديد سيعتمد على زرع  عقيدة الحفاظ على الوطن.
وأشار إلى أن قرار التعديل لم يفعل داخل الكنيسة حيث توجد إجراءات معينة يجب اتباعها لتعديل المنهج الدراسى، لافتاً إلى أن المنهج المسيحى ينقصه التاريخ القبطى مما يجعل الطالب غير ملم بتاريخ ديانته.
وأضاف أن المراجعة والتعديل للمقرر لازمة حتى يزرع فى الطفل نبذ العنف منوهاً إلى أن المحتوى التعليمى لم ينبذ العنف فى الأساس، موضحاً أيضاً أنه يجب على هيئة التدريس اختيار الطريقة الملائمة لتوضيح القصص الدينية للطلاب بحيث تكون الطريقة محببة للطفل والطالب، وتكون محتوية على أفكار تنمى لديه مشاعر الحب والمودة بين الناس وحب التعايش  المشترك مع الآخرين وأن تكون المبادئ واضحة لمراعاة التوصيل المعلوماتى الذهنى للطالب، مشيراً إلى أن المنهج الدراسى المسيحى يحتوى على بعض الدروس التى لايوجد لها معنى ولا هدف معين من تدريسها وأن الطالب بعد تناولها يشعر بأن هذه القصص فارغة، لافتاً  إلى أنه يرفض الحديث عن هذه القصص.
من جانبه قال الدكتور ناجى فوزى مفكر قبطى إن محتوى المقرر التعليمى الخاص بالدين المسيحى يجب ألا ينطبق عليه مصطلح منهج لأن المنهج هو طريقة أو أسلوب، وبالتالى يجب أن يكون المحتوى الدينى الذى أحالته وزارة التربية والتعليم للكنيسة لإجراء تعديله أن يكون متوافقا مع المراحل العمرية وأن يتدرج بذهن الطفل فى جميع المراحل التعليمية، حيث فى المرحلة الابتدائية يجب أن يتدرج المحتوى للنمو الذهنى للصبى أو الطفل ويجب مراعاة السن بمعنى أن قصة يوسف الصديق يجب ألا تدرس للمرحلة الابتدائية .
وأشار فوزى إلى أنه يجب ألا تدرس قصة يوسف للمرحلة الابتدائية حيث إنها قصة توارثية لاتنتمى للإنجيل فقط بينما تنتمى للقرآن والتوراة وفى الأصل كانت هذه القصة  فى التوراة حيث إن يوسف الصديق كان من بنى إسرائيل وكان الجزء الأول لها يدل على أن هناك صبيا محبوبا من والده أكثر من أخوته  وكانت هناك تفرقة وتمييز بين الأبناء وهذا عندما يدرس لطفل الثامنة أو العاشرة كان يخلق انطباعا داخل الطفل عندما يغضب منه والده بأن الوالد يميز بينه وبين أخوته، ومن ناحية أخرى يتناول الجزء الثانى لقصة يوسف إيحاءات جنسية تقوم على  الإغراء الجنسى  وأن الله سبحانه أنقذ يوسف من ذلك الاغراء.
وتابع المفكر: أنه على المؤسستين الدينية سواء الكنيسة أو الأزهر كيفية انتقاء القصص الدينية،وعليهم ألا يأتوا بقصة أن بداية الخلق بدأت بقتل أخ لأخيه وأن الشيطان وسوس لحواء حتى تخرج آدم من الجنة لأنهم إذا اعتمدوا على هذا فى تفكير القصة الدينية للطالب سيخلقون بذهن الطالب أن داعش على حق فيما تفعله .
وطالب بضرورة التعمق فى توصيل المعلومة الدينية وأن يكون المحتوى الجديد يحتوى على مبادئ المواطنة وحب الوطن والحفاظ عليه والوعى بمعنى التعايش وقبول الآخر فى الوطن وأن يتخلى عن فكرة العقيدة لأن الطقوس العقائدية يجب أن يلتزم بها المنزل والكنيسة وليست فى المدرسة لأنها تعمل على خلق حالة من التفرقة بين التلاميذ حيث إنه عندما تأتى الحصة الدينية يستوجب على الطلاب المسيحيين والمسلمين الانفصال عن بعضهم،موضحا أن الدين المسيحى والإسلامى يدعوان للتسامح، لكن الآن  أصبحت كلمة المسامحة خاطئة تؤسس فى المسامح بأنه غافر فى ظل تواجده فى القرن الحادى والعشرين وفى ظل ما يعانى ويتعرض له الوطن حيث إن الأديان لايوجد بها شىء اسمه التسامح، مضيفا ان  المحتوى الدراسى يجب ان يحتوى على فكرة تقبل الآخر والتعايش معه لأنهم على أرض وطن واحد والجميع احرار فى اختيار عقيدتهم  فالعقيدة لله والوطن للجميع .
مشددا على أن المقررات الدينية يجب  أن تحتوى على مفهوم الأخلاق، منوهاً إلى أن المنازل وظيفتها تعليم الممارسات والعقائد الدينية، وأن تحتوى المقررات المعدلة على تعاليم قيم حسن الجوار وحسن المعاملة والدفاع عن الوطن والمحبة الأسرية وقيمة العيش المشترك فى الحياة على الأرض، مشيراً إلى أنه على المدرس الاسناد لما يقوله المطبوع وليس الإسناد على ما يصدره .
وأشار إلى أن المقرر المسيحى يجب ألا يخلط الدين بالسياسة ويتبع نص الانجيل الذى يقول (أعطوا إذن مال قيصر لقيصر ومال الله لله) وأن يكون متفقاً مع المرحلة العمرية وألا يتعارض مع ترويج أو تأسيس قيمة المواطنة والعيش المشترك مع الآخرين فى الوطن الواحد والإيمان بفكرة الوطن والمواطنة .
وعلى جانب آخر قال إسحاق حنا الأمين العام لجمعية التنوير إن تعديل المنهج الدراسى المسيحى خطوة مهمة  لتصحيح المناهج التى يجب أن تكون متوازنة بعد ثورة 25 يناير وأن تكون محققة لأهداف ومطالب الثورة والدستور الجديد وتعميق فكرة المواطنة، مشيراً إلى أن وزارة التربية والتعليم قد أحالت المنهج الدينى المسيحى إلى الكنيسة بدافع أن يأتى المنهج الجديد على النحو الذى يتناسب مع الفئة العمرية التى تتناول الموضوعات وأن يكون متفقاً مع القيم الحديثة .
وأضاف حنا أن الوزارة عندما أرادت إحالة المنهج الدينى إلى مؤسسة الأزهر والكنيسة كانت تعنى بأنها تقول لهم تفضلوا وتقدموا ما يروق لكم أيها المؤسسات الدينية فى خلق جيل واع بالقضية المصرية وبأهمية الحفاظ على الوطن، مشيراً إلى أن الوزارة قد استجابت للاعتراضات السابقة التى تناولها البعض على ما يتناوله المنهج الدينى وأنها تحاول تصحيح الأخطاء التى كانت تريد التفرقة وعدم التوحد واحتقار الآخر.
وأفاد الأمين العام لجمعية التنوير بضرورة  تفعيل منظومة الدين والأخلاق فى المدارس حتى تتوحد الصفوف وتعمل من أجل وطنها وأن تقوم التعاليم الدينية فى المؤسسات الدينية فى دارها الأصلية، وأن يكون المنهج الدينى بالمدرسة متوافقاً مع الجميع حتى لايعطى الإيحاء بالطفرة والتفرقة بين المسيحيين والمسلمين، مشيراً إلى أن هناك الكثير من الأحداث التى يجب أن تحتوى على إتاحة الفرصة للمساحات المشتركة بين العقائد فى الأديان وأن تتحدث المناهج عما هو مشترك فى القضايا الدينية وأن تهتم بضرورة التوعية بالحفاظ على الوطن وتكريس فكرة المواطنة التى تطالب بتوفير حق التعايش مع الآخرين وبأنهم أبناء وطن واحد وأن تكون المناهج الدينية أكثر قيمة وتبين ما هو مشترك بينهم .  
بينما قال كمال زاخر مفكر سياسى قبطى إن إحالة المنهج الدينى للمؤسسة الدينية كان أمراً واجباً بحيث يكون المنهج حيادياً وليس متحيزاً لجانب واحد وربما الظرف الذى دفع وزارة التربية والتعليم لتعديل المنهج الدينى تعميق فكرة البعد الوطنى والاندماج الوطنى وتلبية الإجابة للوطن، مشيراً إلى أن الوزارة عندما أرسلت المقرر التعليمى للكنيسة بعد تعديله وأخذ رأيها فى التعديل الذى حدث كان للتوعية بضرورة الوطن والحفاظ عليه .
وطالب زاخر بألا يتجه البعض الآن للمطالبة بمادة الأخلاق بدلا من الدين لآن الوطن هو الأهم الآن وأنه يوجد بالفعل احتقان طائفى بين صفوف المسيحيين والمسلمين، معرباً بأن القاهرة هى ليست مصر وإنما تمتد الى الأرياف والصعيد والوجهين البحرى والقبلى .
وأشار الكاتب السياسى إلى أن توازى المناهج الدراسية الدينية مع بعضها سيعمق الشعور الوطنى لدى المصريين.
 وفى المقابل قال مدحت بشاى كاتب سياسى إنه كان من أوائل من كتبوا وطالبوا فى العديد من المناسبات بأن يتم الاكتفاء بتدريس منهج مشترك لطلاب المدارس فى مراحل التعليم الأساسى، يتضمن ما تدعو إليه الأديان بشكل عام من قيم وأخلاقيات وثوابت سلوكية إيجابية يكون من شأنها دعم الجوانب التربوية وتقريب الروابط الإنسانية بين الطلاب وبعضهم، وتعريفهم بما قد يجهلون من آيات وموجز للمشتركات العقائدية والمعلومات العامة عن الطقوس والعبادات .. ويقوم بإعداد تلك المناهج لجنة مشكلة من قبل الأزهر الشريف والكنائس المصرية وأكاديميين فى علوم الاجتماع وعلم النفس والتربويات وفلسفات الأديان .. أما ما يحدث الآن من طرد الطالب المسيحى من حصة التربية الدينية، وكأنه مواطن من الدرجة الثانية على أن يتم تجميع مسيحيى الفصول فى حصص مجمعة لتدريس الدين المسيحى ... أرى أن المسجد والكنيسة ينبغى القيام بدورهما لتدريس علوم الأديان والمعتقدات بشكل تفصيلى على أن يتم التأكيد على ما قلته سلفا من ثوابت لدعم ارتباط فلذات أكبادنا بالوطن وقضاياه وآمال الشعب فى التنمية وتحقيق التقدم .. كما كان للكنيسة المصرية تجربة رائدة وعظيمة هى إنشاء « مدارس الأحد» وهى فصول واجتماعات يتم عقدها للأطفال والشباب عقب كل قداس يوم الأحد على يد رائد ومفكر ومصلح وخادم رائع هو « جرجس حبيب» وقام فى زمن مبكر قداسة البابا شنودة بدعم وتطوير الفكرة و تولى رئاسة تحرير نشرة دورية «مدارس الأحد» لشرح وتقريب آيات الكتاب المقدس والعناية بالجوانب الروحية وتنميتها لدى أبناء الكنيسة فى كل أنحاء البلاد.. لكن للأسف ورغم مناداتى بذلك كثيرا هناك تقصير ينبغى تداركه فى المجالات المقترحة التالية منها الإشادة بالرموز الوطنية والإصلاحية والعلمية والإبداعية من الإكليروس والعلمانيين كمنارات ونماذج للقدوة والاعتزاز بأدوارهم ـــ تدريس ما تم إهماله فى كتب التاريخ المدرسية للمرحلة القبطية والتوقف عند محطات العطاء والفخار والتأكيد على مسألة تواصل الثقافات عبر العصور وأن تراكمها أمر يحسب لشعبنا العظيم صانع الحضارة الأهم فى تاريخ الإنسانية .. ـــ التدريب والتحفيز على المشاركة الوطنية والسياسية وعدم التخلف عن دعم فكر «المواطنة» ونبد التمييز بكل أشكاله.