الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«مافيا» تحتكر الفصائل النادرة والأسعار تصل لـ600 جنيه

«مافيا» تحتكر الفصائل النادرة والأسعار تصل لـ600 جنيه
«مافيا» تحتكر الفصائل النادرة والأسعار تصل لـ600 جنيه




 بنى سويف_ مصطفى عرفة


التبرع بالدم لإنقاذ حياة الآخرين عمل إنسانى نبيل، لذا تنطلق العديد من الحملات فى الشوارع لحث المواطنين على التبرع، لكن كعادة الفاسدين الذين رأوا ان الاتجار بحياة المواطنين واحد من أقصر الطرق الى الثراء، فبعدما كنا نسمع عن السوق السوداء فى البنزين والبوتاجاز والدولار ظهرت سوق جديدة تعتمد فيها على حياة المصريين سلعتها الرئيسية «الدم»  أو بالمعنى الصحيح «حياة المواطن»  
فى بنى سويف انتشرت التجارة  الحرام بشكل واسع حتى صارت هناك مافيا تتحكم  فى حياة المصريين، ورغم نفى المسئولين ان هناك مشاكل فى أرصدة  الدم سواء فى  البنك الرئيسى  أو بنوك المستشفيات، سواء المتبرعين او من خلال تبادل الكميات بين بنوك المحافظات.
ورغم ان تلك التصريحات تنافى الواقع فى المحافظة التى تمتلك 6 منافذ رئيسية للدم على رأسها بنك الدم الرئيسى بالمستشفى العام والمستشفى الجامعى وعدد من بنوك المستشفيات المركزية الا ان ظاهرة شراء الدم من المعامل الخاصة أو من بعض عيادات الأطباء انتشرت جدا وأصبحت تلك التجارة تحت إدارة «مافيا» لها قوانينها الخاصة، كما كونت شبكة بين قرى ومدن المحافظة  حتى وصل الأمر إلى وجود متبرعين ديلفرى خاصة من أصحاب الفصائل النادرة، ويقوم المتبرع باقتسام ما يحصل عليه من اموال مع المعمل أو مستشفيات بير السلم (غير المرخص لها بإجراء جراحات)
فى البداية قالت مديحة محمود إنها اضطرت إلى شراء أكياس الدم من أحد المعامل الخاصة بالمركز وذلك لعدم توافر الفصيلة فى بنك الدم الرئيسى  ببنى سويف، موضحة أن أى مركز خاص ليس له وضع قانونى لبيع الدم، لكنه يقوم بذلك بغرض الربح عن طريق بيع أكياس الدم بأسعار مرتفعة يصل سعر الكيس الواحد 600 جنيه .
فيما كشف أحد المتبرعين «الديلفرى» عن أن فصيلة دمه نادرة (ب سالب) وفى حالة احتياج شخص ما لهذه الفصيلة تقوم المستشفى أو المعمل بالاتصال بى للتبرع نظير مبلغ 600 جنيه احصل أنا على 300 وهم يحصلون على الباقى بياخدوهم فى المستشفى أو المعمل، مضيفا ان هذه الطريقة باتت مصدر دخله واكل عيشه، وأشار إلى انه لا بد وأن يكون هناك فاصل زمنى بين عملية التبرع والأخرى لا يقل عن 3 شهور لكنه يتبرع مرة كل شهر نظرا لضيق الحال.
وطبيا أنا لا استطيع التبرع الا مرة واحدة كل 3 شهور ولكن مع وقف الحال بتبرع كل شهر.
وأشار جمال أحد أشهر المتبرعين فى المحافظة إلى أن أحد المستشفيات الخاصة الشهيرة منحته 3 أرقام محمول لسهولة التواصل مع المحتاجين وأنه يتلقى اتصالات من جميع مراكز وقرى المحافظة، لكنه لا يتبرع الا لمن يستحق خاصة مصابى الحوادث ويتذكر انه تلقى اتصالا من سيدة فقيرة وعندما رآها رق لحالها ورفض أن يتقاضى منها أى شىء مؤكدًا أن ده يعتبر صدقة اما الأغنياء فده بيع وشراء.
ويحكى شريف عبدالعظيم فنى تركيبات بالمنطقة الصناعية انه تعرض لموقف لا ينساه عندما اقدم على استئصال اللوزتين لطفله محمد بعد ان اثرت اصابته بروماتيزم القلب على قدميه وطلب منه الجراح ضرورة وجود كيس دم خوفا من حدوث نزيف للطفل لأنه يعانى من ضعف عام فذهب إلى بنك الدم لشراء كيس فاشترطوا وجود متبرع آخر وعندما عرض عليهم التبرع اكتشف عن طريق التحاليل اصابته بالإنيميا ويحظر عليه التبرع وفشل فى الحصول على متبرع فسبقته دموعه على  نفسه وعلى طفله حتى رقت له إحدى الممرضات واعطته رقم محمول وقالت له اتصل بالرقم ده وهتلاقى أكثر من متبرع بس بفلوس واضطر إلى دفع 400 جنيه للمتبرع وتيسر له الحصول على كيس الدم.
اما داخل بنك الدم وقعت المفاجأة باعتراف إحدى الممرضات التى أصرت على عدم ذكر اسمها بوجود سوق سوداء للدم فى بنى سويف وهناك متبرعون معروفون  بالاسم يتقاضون مئات الجنيهات ولديهم شبكات تسهل لهم التواصل مع متبرعين آخرين وهو ما لا يمكن انكاره، محذرة من إمكانية وقوع كارثة فى حالة إصابة أى من هؤلاء المتبرعين بأحد أمراض الدم أو حتى الايدز أو الزهرى أو فيروس سى عندها سيتم نقلها بكل سهولة لمرضى آخرين، مطالبة بتكثيف حملات التبرع من المواطنين تابعة لبنك الدم حيث يجب التأكد من خلو دم المتبرع من أى أمراض حيث توضع أكياس الدم فى البنك لتوزيعها لمن يستحق.