الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

بلفور يدخل الحكومة.. ويحصل على الوعد!




أحجار على رقعة الشطرنج.. حاخام يعترف بتدبير «الجماعة» محرقة هتلر!
تناولنا فى الحلقة السابقة من كتاب «أحجار على رقعة الشطرنج» للكاتب «وليم جاى كار»، نشوب الحرب العالمية الأولى.. والدور الذى لعبته «الجماعة» لإشعالها.. ثم قيام الثورة البلشفية.. التى دشنت الشيوعية فى تلك البقعة من العالم.. والبذرة الأولى للصهيونية التى تتم رعايتها.

فى 28 يناير 1915 دون رئيس الوزراء البريطانى «أسكويت» فى مذكراته اليومية: «تلقيت للتو من هربرت صاموئيل مذكرة بعنوان مستقبل فلسطين.. وهو يظن أننا نستطيع إسكان ثلاثة أو أربعة ملايين من اليهود الأوروبيين فى فلسطين.. وقد بدت لى فكرته هذه كنسخة جديدة من أقاصيص الحروب الصليبية.. واعترف بنفورى من هذه المقترحات التى تضيف مسئوليات إضافية إلى مسئولياتنا الكبرى».

أما مصير «أسكويت» جراء عدم ميله للصهيونية، فقد كان إجباره على تقديم استقالته من الحكومة.. ليرأسها «دافيد لويد جورج».. ويكون أبرز أعضائها «تشرشل» و«وبلفور»!
 فى الخامس من إبريل عام 1917.. أعلنت الحكومة البريطانية إرسال «أرثر جيمس بلفور» وزير خارجيتها إلى الولايات المتحدة الأمريكية.. للاتصال بممثلى المصارف الأمريكية وإبلاغهم رسميا أن الحكومة البريطانية ستتبنى مشروعاتهم المتعلقة بالصهيونية.. مقابل تعهدهم بإرغام أمريكا على الدخول إلى جانب الحلفاء.. وهكذا دخلت أمريكا الحرب.. وهبطت الكتائب الأمريكية الأولى فى فرنسا فى السابع من يونيو 1917.. وفى اليوم التالى كتب اللورد «روتشيلد إلى السيد «بلفور» تلك الرسالة:

«عزيزى السيد بلفور.. أخيرًا أصبح بإمكانى أن أرسل لك الصيغة التى طلبتها.. فإذا تلقيت ردًا إيجابيًا من حكومة صاحبة الجلالة ومنكم شخصيًا.. فسأقوم بإبلاغ ذلك إلى الاتحاد الصهيونى فى اجتماع خاص.. سوف يدعى إليه لهذا الغرض خصيصا».. وقد ورد فى نسخة الرسالة: إن حكومة صاحبة الجلالة تقبل بمبدأ وجوب إعادة تأسيس فلسطين كوطن قومى لليهود.. وسوف تبذل حكومة صاحبة الجلالة كل طاقتها لتأمين الوصول إلى هذا الهدف.. كما أننا سوف نتناقش فيما يتعلق بالطرق والوسائل التى يتطلبها تحقيق هذا الهدف مع المنظمة الصهيونية!

ولأن الجماعة فوق الحكومة.. وفوق قادة الوطن.. بل وفوق الوطن نفسه.. فقد خضعت الحكومة البريطانية– بلا قيد– للشروط التى وضعها «روتشيلد» والقادة من «جماعة» المنظمة الصهيونية.. كما أنها رضخت لمطلب قادة المنظمة الصهيونية بتعيين اللورد «ريدينج» رئيسًا للبعثة الاقتصادية البريطانية فى الولايات المتحدة.. واللورد «ريدينج» هو السير «روفوس اسحاق».. أحد الذين تبنوا هذا المطلب مع «روتشيلد» السير «هربرت صاموئيل».. الذى صار فيما بعد أول مندوب سامى لبريطانيا فى فلسطين!

وبعد عامين تقريبًا.. فى 1919.. قام اللورد «ريدينج» بإعادة تنظيم بنك انجلترا.. ومن هنا نشأت ارتباطات مالية خفية.. لم تكشف أسرارها حتى تلك الرسالة التى أرسلها «يعقوب شيف» إلى أحد زعماء الصهيونية «فريدمان».. قال فيها: «إننى أعتقد الآن جازما أن الأمر أصبح ممكنا.. فمساعدة بريطانيا وامريكا وفرنسا لنا فى كل الظروف صار واقعا.. لكى نبدأ فى هجرة مستمرة وواسعة النطاق لشعبنا فى كل مكان إلى فلسطين ليستقر فيها.. ويصبح من السهل بعدها الحصول على ضمانات من الدول الكبرى باستقلال شعبنا.. حين يبلغ تعداد شعبنا فى فلسطين عددًا كافيًا لتبرير هذا الطلب»

أموال «الجماعة» ومكاتبها!


ورغم أن «الجماعة» سرية.. ظللت لسنوات طوال تعمل تحت الأرض.. إلا أن مكاتبها وأفرعها غطت عشرات الدول.. وأموالها جابت الحدود دخولا وخروجا.. دون أن يجرؤ أحد على السؤال: «من أين لك هذا؟!».. يقول «يعقوب دى هاس» فى كتابه «لويس ديمبتز برانديس»: «تشعب المكتب الصهيونى للهجرة وامتد.. ليشمل جميع القطاعات الحربية التى احتلها الحلفاء.. وشملت تركيا وسوريا وفلسطين والأردن وبغداد.. وفى الواقع فإن قرشًا واحدًا من الملايين التى استلمها المكتب لم تذهب سدى.. وبدأت باستعمال مكاتب الشئون الخارجية للولايات المتحدة للاتصال والإيداع.. وقد نجحت مكاتب الهجرة نجاحًا مبهرًا.. واصبح بالإمكان الاعتماد عليها.. حتى إن وزارة المالية الأمريكية اعتمدت عليها واستخدمتها فى إيصال الأموال والرسائل.. التى لم تتمكن الحكومة من إيصالها بنجاح.. كما قدمت السفارات فى العواصم الأوروبية مبالغ نقدية للمنظمة الصهيونية فى نيويورك».. هل تشبه حركة الأموال تلك لـ«الجماعة» شيئًا مما يحدث على الآرض حولنا؟!

فى تلك الفترة ظهر مرة أخرى دور محفل الشرق الأكبر داخل جماعة البنائين – الماسونية – ففى كتاب «تجارى فى الحرب العالمية» فى صفحاتى 145 و146 يقول «أرزبرجر»: «أمد التحالف الصهيونى محفل الشرق الأكبر فى باريس بمبلغ 700 ألف فرنك.. كما تذكر سجلات المحفل فى روما تحويل 2 مليون ليرة إيطالية فى نفس الوقت»!

«جماعة النورانيين» التى سيطرت على المال فى أوروبا والولايات المتحدة.. وجهت اهتمامها فى تلك الفكرة إلى فلسطين.. لتكون المركز الجغرافى المناسب لإحكام سيطرتهم على دول العالم..استقدموا أشهر علماء الجيولوجيا فى العالم.. وعملوا بجد فكشفوا عن مناطق واسعة تحتوى ثروات معدنية هائلة تقع فى منطقة البحر الميت.. ومن هنا بدأت خطتهم لإجبار دول العالم على الاعتراف بفلسطين كوطن قومى لليهود.. وبعد استصدار وعد «بلفور» الذى أيدته بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية.. صدرت أوامر «الجماعة» إلى اللورد «اللنبى» لإنجاز طرد الأتراك من منطقة آسيا الصغرى.. واحتلال الأراضى المقدسة – فلسطين – ولم يتم الكشف عن نوايا اليهود لاحتلال فلسطين إلا بعد أن انتهى العرب من مساعدة «اللنبى» فى مهمته!

عملت «الجماعة» على تصدير صورة هادئة لما يجرى.. بأن فلسطين سوف تصبح محمية بريطانية.. ولكن عندما جرى احتلالها طالبت «الجماعة» الحكومة البريطانية والحلفاء بتشكيل لجنة صهيونية فى فلسطين.. وتعيين مندوبيهم السياسيين أعضاء لها.. على أن تكون مهمتها تقديم النصح للجنرال «كلايتون» الحاكم العسكرى لفلسطين.. وقد باشرت تلك اللجنة عملها بالفعل فى مارس 1918.. وكان أعضاؤها هم: الكولونيل «جيمس روتشيلد» ابن «أدموند روتشيلد» رئيس الفرع الفرنسى للأسرة.. الذى أنشأ عددًا ضخمًا من المستعمرات اليهودية فى فلسطين.. والملازم «أدوين صموئيل» مدير الرقابة فى الحكومة البريطانية.. والذى عين بعد تأسيس إسرائيل عام 1948 مديرا للإذاعة الإسرائيلية.. المستر «إسرائيل سيف» مدير شركات ماركس آند سبنسر وحلقة الاتصال برجال الصرافة.. وحاييم وايزمان وآخرين.. أرسلت هذه اللجنة إلى فلسطين قبل نهاية الحرب العالمية.. لتمهيد الأجواء وتحريك الأموال اللازمة لإقامة دولة إسرائيل!
معاهدة فرساى ومؤامرة تسريح الجيش الالمانى!
 
تلك المعاهدة هى الأكثر إجحافًا وظلمًا للشعب الألمانى.. وهى التى أدت بالضرورة لقيام الحرب العالمية الثانية.. وللوقوف على الظروف التى أحاطت بتوقيع تلك المعاهدة.. يجب أن نعلم أن كل ما نشر عن انهزام القوات الألمانية.. أو أن القيادة طلبت الهدنة لأن قواتها كانت فى خطر.. كلام غير صحيح.. فالقوات الألمانية لم تلق أى هزيمة فى المعارك على أراضيها أو خارجها.. الحقيقة أنها طلبت الهدنة لتستطيع الوقوف فى وجه قيام ثورة شيوعية فى البلاد.. فتنظيم «روزالوكسمبرج» رفيقة «لينين» و«تروتسكى».. الذى كان يسيطر عليه اليهود.. وكانت خطتهم القيام بنسخة أخرى لما قام به «لينين» فى روسيا قبل عام.. أما الأحداث التى أكدت للقيادة الألمانية أن هناك خطرًا على الجبهة الداخلية فكانت:
رصدهم لتمكن خلايا «روزالوكسمبرج» من التغلغل داخل صفوف الأسطول البحرى الألمانى.. وكان نشاط تلك الخلايا يتصاعد، فبدأت تنشر شائعات بأن القيادة الألمانية قررت التضحية بالسفن الحربية بملاحيها.. وروجوا الشائعات بأن هذه العملية تهدف إلى تعطيل وشل القوى الحليفة.. بشكل يسمح للألمان باحتلال الشواطئ البريطانية دون مقاومة.. ثم صعدت الخلايا من لأدائها بالتحريض على العصيان داخل البحرية.. وأن السبيل الوحيد للخروج من هذا هو قيام الثورة لإنهاء حالة الحرب.. وبالفعل أعلن جنود البحرية الألمانية العصيان فى 3 نوفمبر 1918.. تلى ذلك فرار وحدة كبيرة من الغواصات التي تم تضليلهما.. توازى ذلك مع تعطل عدد كبير من المراكز الصناعية.. وبدأ نشر روح الانهزامية.. وظلت الأحوال تتدهور حتى تنازل القيصر عن العرش فى التاسع من نوفمبر 1918.. وتشكلت حكومة جمهورية من الحزب الديمقراطى.. ثم كانت الورقة الأخيرة التى لعبتها «روزالوكسمبرج».. فاشترطت على الحكومة تسريح الجيش الألمانى مقابل إنهاء الاضطرابات!

الانتقام من اليهود عن مجمل المؤامرة!
وتلك كانت الخطوة التى لم تتمكن «الجماعة» من استخدامها فى الثورات الفرنسية والإنجليزية والأمريكية.. استهدفت من قبل الشرطة والقضاء والإعلام.. والآن تكتمل الحركة بالقضاء على الجيش الألمانى القوى.. هنا وجب على القادة الألمان الرضوخ للهدنة وتوقيع معاهدة فرساى.
وهنا يصبح مفهومًا، بعد إحباط مؤامرة اليهود التى تبنتها «روزالوكسمبرج»، انتقام الشعب الألمانى من اليهود فيما بعد.. فتم إلقاء القبض على «روزا» وأتباعها وتم إعدامهم رميًا بالرصاص.. كما تم التنكيل بآلاف اليهود.. ولاحظ أن الوثائق تذكر «آلاف».. وليس ملايين كما أشاعت الصهيونية العالمية–ومازالت – مستخدمة تلك الورقة للضغط على المجتمع الدولى كله.. كما حمل جمهور الألمان اليهود مسئولية التوقيع على تلك المعاهدة الظالمة.. وضاعفت الدعاية من ميل الألمان إلى الاشتراكية الوطنية الألمانية.. وتصوير فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة كدول رأسمالية أنانية لا تعنيها الشعوب.. واقعة تحت سيطرة «جماعة البنائيين».
وفى مؤتمر السلام الذى انتهى بعقد معاهدة فرساى.. كانت «الجماعة» قد سيطرت على كل شىء.. فقد أوردت جريدة التايمز البريطانية على لسان الكاتب «بكهام ستيد» عقب توقيع المعاهدة: «إننى ألح وأصر على أن المحركين الأول لهذه الاتفاقية هما يعقوب شيف وواربرج وغيرهم من رجال الصرافة المسيطرين.. الذين كانوا يرغبون بشدة فى مساندة البلاشفة اليهود.. لتأمين مجالات عمل لليهود الألمان فى روسيا».. كما كتب «ليو ماكس» فى جريدة ناشيونال ريفيو: «مهما كانت السلطة التى تحكم داوننج ستريت محافظة أو متطرفة.. تؤيد الأئتلاف أو تقف فى صف البلاشفة.. إلا أنها فى جميع الأحوال تقع فى أيدى يهود الجماعة الدولية.. وهنا يكمن سر الأيادى الخفية التى لم يكن قد ظهر لها أى تفسير واع»!

اعترافات «الجماعة».. الحكم أولاً وأخيرًا!
عندما زار «تشرشل» فلسطين فى مارس 1921.. قابل وفد من القادة المسلمين.. وعرضوا عليهم خشيتهم من عمل الصهيونية السياسية فى الاستيلاء على فلسطين لصالح اليهود.. وقالوا له أن الفلسطينيين يعيشون فيها منذ أكثر من ألف عام.. وطلبوا منه استخدام نفوذه فى رفع هذا الظلم.. فما كان منه إلا أن قال لهم: «أنتم تطلبون منى أن أتخلى عن وعد بلفور.. وأن أوقف الهجرة اليهودية.. وهذا ليس فى طاقتى.. كما أننى لا أرغب فيه.. نحن نعتقد أنه خير لليهود وبريطانيا والعرب.. ونحن ننوى أن نحقق هذا الوعد»!
كلام «تشرشل» هو انعكاس للتهديد الذى أطلقه «حاييم وايزمان» ونشر رسميًا عام 1920.. قال: «سوف نستقر فى فلسطين.. شئتم أم أبيتم.. كل ما تستطيعون فعله هو تعجيل أو إبطاء هجرتنا.. ومن الأفضل لكم أن تساعدونا.. لتتجنبوا تحويل قدراتنا البناءة إلى قدرات مدمرة تدمر العالم»!

وهو تكرار لما قاله أحد صيارفة «الجماعة» فى العام السابق 1919.. فى اجتماع للحركة الصهيونية فى بودابست.. قال «أولاير كلامى»: «فى سبيل الوصول إلى العالم الجديد.. أعطت منظمتنا البرهان على فعاليتها فى عمليتى الثورة والبناء.. وخلق عصبة الأمم التى هى فى الحقيقة نتاج عملنا.. وستشكل الحركة البلشفية الدافع الأول.. بينما تشكل عصبة الأمم الفرامل فى الجهاز الذى على القوتين الدافعة والمحركة معًا.. والنهاية محددة سلفًا فى مهمتنا.. قيام الحكومة العالمية الواحدة»!

السلطة ثم السلطة ثم السلطة.. هذا هو الهدف والمقصد دائمًا.. الذى سعت خلفه «الجماعة.. والذى تسعى خلفه كل الحركات السرية على اختلاف أيديولوجيتها.. وهى مستعدة للتضحية ببعض من أفرادها.. أو أنصارها.. أو شعبها.. وصولا لهذا الهدف.. ولديها دائما مبرراتها التى تقنع بها نفسها!

حاخام يعترف بتدبير «الجماعة» محرقة هتلر!

فبعد سنوات طوال.. حصل الكاتب «وليم جاى كار» على وثيقة سرية من المخابرات الكندية.. كانت تقريرا عن المؤتمر الاستثنائى للجنة الطوارئ لحاخامات أوروبا.. المؤتمر عقد فى بودابست فى 12 يناير 1952.. التقرير أورد خطابًا نصيًا للحاخام «إيمانويل رابينوفيتش» يقول فيه: «تحية لكم أبنائى.. لقد استدعيتكم إلى هذا الاجتماع الخاص لإطلاعكم على الخطوط الرئيسية لمناهجها الجديدة.. وهو المنهاج المتعلق بالحرب المقبلة كما تعلمون.. التى كان مخططنا الأصلى يقضى بإرجائها عشرين عامًا.. حتى نتمكن خلال ذلك من تدعيم مكاسبنا التى حصلنا عليها نتيجة الحرب العالمية الثانية.. لكن ازدياد أعدادنا فى بعض المناطق الحيوية بسبب معارضة شديدة.. لذلك صار لزاما علينا أن نستخدم جميع الوسائل التى فى حوزتنا.. لإشعال حرب عالمية ثالثة فى مدة لا تتجاوز خمس سنوات.. ويجب أن أبلغكم الهدف الذى مازلنا نعمل من أجله منذ ثلاثة آلاف عام، قد أصبح فى متناول أيدينا الآن.. ويصبح كل يهودى سيدًا.. وكل «جويم» – قطيع – عبدًا.. إنكم لاتزالون تذكرون نجاح حملاتنا الدعائية التى طبقناها خلال الثلاثينيات.. والتى أوجدت شعورًا معاديًا للأمريكيين فى ألمانيا.. والكره الشديد للألمان عند الأمريكيين.. وتعلمون أن هذه الحملة أتت ثمارها بقيام الحرب العالمية الثانية.. أما الآن فهناك حملة مماثلة نشنها بقوة عبر دول العالم.. بخلق حمى الحرب عند الشعب الروسى ضد أمريكا.. التى يجتاحها هى الأخرى شعور بالعداء تجاه الشيوعية.. هذه الحملة ستجبر الدول الصغيرة على الاختيار بين شراكة إحداهما ضد الأخرى.. أما أكثر المشاكل التى تواجهنا الآن فهى الروح المعادية للدخول فى حرب لدى الجنود الأمريكيين.. ومع أننا فشلنا فى تعميم التدريب العسكرى على كل الشعب الأمريكى.. إلا أننا سنبذل كل الجهود للحصول على موافقة الكونجرس على هذا المشروع بعد انتخابات 1952 مباشرة.. الشعب الروسى والشعوب الآسيوية تحت سيطرتنا.. ولا يمانعون فى قيام حرب كبرى.. لكننا يجب أن ننتظر حتى يصبح الأمريكيون على استعداد لتلك الحرب.. ونأمل فى تحقيق هذا باستخدام قضية العداء ضد السامية.. بنفس الطريقة التى جعلت الأمريكيين يتحدون ضد الألمان أعداء السامية».
أما أخطر ما قال الرجل حول المحرقة فهو: «قد نحتاج فى سبيل هدفنا النهائى إلى تكرار نفس العملية المؤلمة.. التى قمنا بها أيام هتلر.. أى أننا قد ندبر وقوع بعض حوادث الاضطهاد ضد مجموعات أو أفراد من شعبنا.. أو بتعبير آخر سوف نضحى ببعض أبناء شعبنا.. حتى نحصل بذلك على الحجج الكافية التى تبرر محاكمة وقتل القادة فى أمريكا وروسيا كمجرمى حرب.. ونحن اليوم بحاجة إلى الإعداد لهذه المهمة وهذه التضحيات.. لقد تعود شعبنا على التضحية دائما».

وهنا يؤكد الكاتب «وليم جاى كار» صدق ما وصل إليه.. أن «جماعة النورانيين» أثارت العداء للسامية واستخدمته.. واستغلت الشيوعية والنازية والفاشية للوصول إلى مطامعها.. والآن تستغل الديمقراطية المسيحية استعدادًا للمرحلة الثالثة