الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«الحسينى» متطاولا على رئيس الوزراء: «كلامك ده يتقال فى مركز شباب الطالبية مش فى مؤتمر دولى»

«الحسينى» متطاولا على رئيس الوزراء: «كلامك ده يتقال فى مركز شباب الطالبية مش فى مؤتمر دولى»
«الحسينى» متطاولا على رئيس الوزراء: «كلامك ده يتقال فى مركز شباب الطالبية مش فى مؤتمر دولى»




كتب - عمر حسن
كانت كلماته نابعة من القلب فوجدت طريقها بسهولة إلى أذهان المصريين وأفئدتهم، ورغم أنه أسلوب جديد لم نعهده فى رؤساء وزراء مصر السابقين، إلا أن ربّ الأسرة يظل دائما القدوة الحسنة التى يُستسقى منها السلوك؛ وعلى دربه يسير باقى أعضاء العائلة، فتمتع الرئيس السيسى بـ«كاريزما» عاطفية فطرية أثناء تحدثه لشعبه أضفى نوعا من الحميمية فى لهجة خطاب المسئولين مع الجماهير اقتداء به، بما يعكس أن مصر تمر بمرحلة فارقة سيسطرها التاريخ بأحرف من نور، فعلاقة المسئول برعيته أصبحت أقرب من أن تكون مجرد خُطب رنانة تُلقى من على المنصات بلغة غليظة لا يفهمها سوى المُتحذلقين، فنحن من صنع ما يُسمى «البروتوكول» لتنظيم العلاقات الرسمية وما إلى ذلك، ولكن حينما نجده عائقا بين رئيس وشعبه، فلا مكان له، خاصة إذا لم يضر بمصلحة الدولة العليا أو يؤثر على علاقتها مع الدول، أما العلاقة الداخلية مع الجماهير واختيار لغة الحوار معهم شأن داخلى يحدده كل مسئول بما يغلب المصلحة العامة.. لم يكن الرئيس السيسى وحده الذى تحدث بلغة فطرية خلال الكلمة الختامية التى ألقاها بالمؤتمر الاقتصادى فى شرم الشيخ، وإنما كان المهندس «ابراهيم محلب» أيضا غاية فى التأثر بنجاح ذلك المؤتمر الذى كللّ مجهوده ومجهود باقى الوزراء طوال شهور طويلة بولوج ما يزيد على مائة مليار دولار داخل عجلة الاقتصاد المصرى على مدار سنوات قادمة بما يوضح حجم الانجاز الذى حققته الدولة، الأمر الذى أدى إلى بكائه تأثرا بذلك النجاح، ومن ثمّ بدأ فى إلقاء كلمة ارتجالية تخلو من الرسميات واللغة الفصحى، كانت موجهة أولا وأخيرا للشعب الذى يتشوق لمعرفة نتيجة ذلك المؤتمر، فكان حقا عليه أن يزف إليه البشرة على طريقته الخاصة ليدخل السرور على قلوب المصريين، فانفلت البروتوكول الذى اجتهد فى الحفاظ عليه فى البداية، وانطلقت الكلمات العفوية لتعبر عما بداخله من أفراح لا تصفها الكلمات الرسمية المكتوبة على ورقة، وانما يصفها فقط الحالة التى بدا عليها رئيس الوزراء من انفعال صادق ودموع الفرح التى أشعرت كل مصرى بنشوة الانتصار وأعطته أملا فى الغد.
وسط تلك الأجواء الدافئة، خرج الاعلامى «يوسف الحسينى» مُكدرا صفو الأفراح ، ليطلق لسانه بكلمات مبتذلة طاعنا  فى خطاب «محلب» ذاك فى ختام المؤتمر الاقتصادى، فوصف اياه بـ«كلام خايب»، فضلا على امطاره بوابل من السخرية لا تليق على الاطلاق بشخص المهندس «محلب» ولا بمنصبه الرفيع، فلم يكن نقدا وانما كان انتقاما من «الحسينى» لشىء لا نعلمه جعله حانقا على رئيس الوزراء لدرجة لافتة، ربما لعدم الاستعانة به فى تقديم المؤتمر، أو لعدم منحه كلمة ضمن فعالياته التى استمرت لثلاثة أيام، أو لا هذا ولا ذاك وانما الأمر يتلخص فى اعلان نيته الواضحة من المؤتمر بشكل عام بما يفضح غيظًا دفينًا يضمره فى نفسه تجاه القائمين على التنظيم أو تجاه رئيس الوزراء نفسه.
وأضاف «الحسينى» خلال برنامجه «السادة المحترمون» المذاع عبر فضائية «أون تى فى» أن كلمة المهندس إبراهيم محلب كانت ضد مصلحة المؤتمر، مشيرا إلى أن حديثه عن العواطف والحب لم يضاهى حديثه عن الاحصاءات والنتائج التى خرج بها المؤتمر حيث قال: «كلمة المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء، فى ختام المؤتمر الاقتصادى، ليست موفقة على الإطلاق ولا تليق بكلمة رئيس وزراء أى دولة متقدمة ولا تليق بمؤتمر دولى»، متابعا: «إن تكرار كلمة بالحب والعواطف ليس لها قيمة، فالدولة لا تُدار بالحب يا سيادة رئيس الوزراء، ده اغراق فى المحلية المصرية، فهذا أسلوب عفى عليه الزمن وانتهى من 1980 لما تكون فى مؤتمر دولى كلامك لازم يكون على حجم الحدث».. وأشار «الحسيني» خلال هجومه على رئيس الوزراء إلى أن الكلمة الارتجالية التى ألقاها لم تكن موفقة على الاطلاق، قائلا: «لغة العواطف الأجانب مابيفهموهاش ولا أى مستثمر فى الدنيا بيفهمها، كلام المهندس ابراهيم محلب عن العواطف مالوش محل من الاعراب ومش عايز أقول مالوش قيمة، ده كلام نقعد نتكلم فيه مع بعض مننا فينا كده جوه البيت مش فى مؤتمر دولى»، مؤكدا أن حديث رئيس الوزراء عن نقد الاعلام له على أنه تجريح فى بعض الأحيان لا يهم الحاضرين فى شىء قائلا: «الكلام ده يتقال فى مركز شباب الطالبية مش فى مؤتمر دولى مظنش انك ممكن تسمع الجملة دى من رئيس وزراء أى دولة متقدمة فى العالم... اللى قاعدين قصادك دول رؤساء حكومات وكبار المسثمرين فى العالم، ايه علاقتهم هما بشكل الاداء الاعلامى فى مصر وجارح فى ايه انا مش فاهم، مفيش حد بيشتمكم والنقد اللى بيوجه لحضرتك فى شكل نقد للأداء»، مختتما تطاوله على رئيس الوزراء فى شكل نصحية ساخرة قال فيها: «أنا انصح نصيحة الابن للمهندس محلب، ارجوك ماترتجلش تانى لأن الارتجال ليه ناسه وانت معندكش الحتة دي، أنا كنت قاعد مستغرب وقمت واخد بعضى وخارج، بصراحة انت بتقول كلام خايب وربنا يهدى والله العظيم».